أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان موسى - .......وأخيرا...الدانمارك هي السبب والضحية















المزيد.....


.......وأخيرا...الدانمارك هي السبب والضحية


غسان موسى

الحوار المتمدن-العدد: 1453 - 2006 / 2 / 6 - 11:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- وبعد مئة عام وأكثر أفاق المسلمون من غيبوبتهم وأدركوا أن سبب كل ما هم فيه من قهر و اضطهاد وفقر وجوع وتخلف، هي: الدانمارك هذا البلد الآمن الذي يعيش فيه أكثر من مائتي ألف مسلم آمنين على مالهم وأولادهم وعقيدتهم. أليس هو البلد الذي هجّر أبناءه المسلمين وحرمهم من لقمة عيشهم وحرمهم من حريتهم أليس هو البلد الذي لا يستطيع فيه أبناءه المسلمون من ممارسة طقوسهم وشعائرهم بحرية؟ أليس هو البلد المسلم الذي لا يستطيع فيه أبناءه من المطالبة بالعمل الكريم اللائق؟ أليس هو البلد المسلم الذي لا يستطيع فيه أبناءه المسلمون من أي حق من حقوق التعبير و خاصة عندما يتعلق الأمر بالمطالبة بوقف موجة الغلاء وتحقيق لقمة العيش الكريم؟ وبعد كل هذه الغيبوبة توصل أبنائنا في الشرق عموما والمسلمون خصوصا لسبب كل مشاكلهم ومصائبهم, ألا وهو الدانمارك. في هذه الأيام والتي أشاهد فيها على شاشات التلفزيون وفي الشوارع هتاف الناس و صياحهم ووعدهم ووعيدهم بالرد و الانتقام على ما لحق بهم من إهانة وهدر للكرامة نتيجة نشر مجموعة من الصور الكرتونية تمثل الرسول الكريم, من كل الشعب الدانماركي والبلجيكي. هذا علناً أما في السر فهو أكثر من ذلك بكثير و لا داعي للتطرق له. وفي هذا اليوم رأيت مثل غيري من أبناء هذه الكرة الأرضية ماذا حل بالسفارة الدانماركية في دمشق. و باعتبار أنني أنتمي إلى هذا البلد الذي لا يفترق كثيرا عن غيره من بلدان الشرق. فإنني أحسست بالنشوة والنصر فللمرة الأولى التي أرى فيها أخوتي وأهلي من المواطنون السوريون اللذين شاركوا اليوم في نصرة الحق والحقيقة، وشاركوا اليوم في إبراز وجههم الحضاري وكيف يناصرون الإنسان أي إنسان, وقضايا الحق مهما كانت وفي أي مكان كانت، دون أن يكونوا لعبة بيد اللاعبين من أجهزة السلطات ولاعبين آخرين من قوى الظلام التي شرعّت لنفسها وفي كل لحظة قتل البشر باسم الإسلام. أليست هذه مناسبة لاستنهاض طاقات الأمة. في مواجهة الغزو الصليبي هذا الغزو الذي أتانا بكل ما نستعمل من أدنى الحاجات اليومية إلى أعلاها وأرقاها. من أدوات صنع الخبز حتى وسائل الاتصال الأكثر رقيا وتطورا. اليوم وليس في أي يوم آخر بدأ المواطنون السوريون يطالبون بوقف موجة الغلاء, ويطالبون بحرية التظاهر عندما يرون في ذلك دفاعا عن مصالحهم. واليوم هو اليوم الذي رأيت فيه أهلي وأخواني من المواطنين السوريين خصوصا والعرب والمسلمون عموما يعرفون لماذا يتظاهرون. ألم تظهر المؤسسة الدينية والمؤسسة السياسية هذه الصور للمواطنين وتخضها للنقاش؟
اليوم تذكرت كيف امتلأت شوارع المدن العربية بالمتظاهرين عندما احُتلت القدس وبغداد. وكيف هبّ الناس فرادات وجماعة لنصرة أهل فلسطين وتقديم العون لهم. اليوم فقط تذكر ت كيف هبّ الناس في كل الدول العربية والإسلامية لنصرة المخطوفين في العراق باسم الإسلام وهم من المدافعين عن أبناء شعبنا في العراق, وهؤلاء يعتبرون شرعا عرضا من أعراض المسلمين و ذمة في رقابهم. اليوم واليوم فقط تذكرت كيف نهضت الأمة كل الأمة و هبت من قبورها الأبدية عند مقتل محمد الدرة. اليوم واليوم فقط علمت أن أمتي العربية و الإسلامية ستقاطع كل من ينشر هذه الصور أو غيرها بما فيهم فرنسا وأسبانيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية. ولا أظن أبدا إلا أن حكوماتنا العربية والإسلامية ستسحب سفراءها وتقطع علاقاتها الدبلوماسية والتجارية ليس مع الدانمارك وحسب فهي دولة ضعيفة لا تستأهل المرجلة فنحن متعودون على منازلة الكبار بل من كل الدول التي نشرت هذه الصور في وسائل إعلامها. بما فيهم الولايات المتحدة وفرنسا و......؟ ؟ ! !!
....اليوم وفقط اليوم أحسست بالخزي من جرّاء ممارسات أهلي وأخوتي من السوريين والعرب والمسلمين اليوم وفقط اليوم أدركت كم نحن متخلفون و بائسون. فكر أمتنا وأعراضنا تمثلت في صورة أو رسم مهما كان هذا الرسم وليست كراماتنا بكرامات البشر الأحياء, بالرغم من إيماني المطلق باحترام كرامات البشر مهما كانت هذه الكرامات, إلا أن لي رأيي الخاص بالكرامة: فكرامة أي فرد وأي مجموعة هي من كرامة الأحياء وليس من كرامة المتوفين حتى و لو كانوا في الجنة إلى جوار ربهم. فالنبي محمد عليه السلام لم يرفع بنفسه عن مستوى البشر بالرغم من انه كان بإمكانه ذلك ,بل بالعكس وضع نفسه وفي مرات كثيرة في خدمة بني البشر وحتى المتواضعين منهم كل هذا ليقول لنا أن الرسل والديانات والكتب المقدسة هي لخدمة الإنسان وليس العكس .ألا يشكل تصرف عمر بن الخطاب درسا لنا عندما انتظر المرأة التي شتمته حتى تطبخ وتطعم أولادها ولم يغادرهم حتى شبعوا و ناموا. اليوم واليوم فقط أدركت أنني من أمة لا تخضع إلا للقوة. ألم يتضطهد أحرارنا منذ يوحنا المعمدان وحتى الحسين بن علي بن أبي طالب حفيد الرسول وحتى يومنا هذا دون أن نرفع صوتا واحدا لنصرتهم. بل بالعكس كنا دوما وأبدا نرفع للقاتلين أرفع آيات الاحترام. ألم نخضع لبيلاطس الروماني الذي قطع رأس يوحنا من أجل عشيقته وليتخلص من تحريضه البشر على النهوض والتحرر من القهر والظلم؟ ألم نرفع كل يوم جمعة وعلى جميع منابرنا قبل وبعد تأدية الصلاة الدعوات بوافر الصحة وطول العمر لقاتل الحسين بن علي بن أبي طالب يزيد بن معاوية بن أبي سفيان؟ ألا نتعلم أبدا من كل الدروس التي مررنا بها أن نصرة الحق هي بقول الحق أولا ونصرة الأحياء ثانيا وثالثا وعاشرا ....؟ ألم نتعلم أن نصرة الحق ليست بالبكاء على الرؤوس ودفنها في مكان لائق وإنما الحق كل الحق هو بالدفاع عن الرؤوس؟ أرجو أن نتعلم كيف نكسب صداقات البشر وليس عداواتهم. أرجو أن نتذكر دوما أن أهلنا وأخوتنا من المسلمين والعرب يعيشون أفضل حياتهم بكل المعاني في بلاد غير بلادهم وهي البلاد التي نهدد مصالحها ومصالح مواطنيها للخطر. أرجو أن، نتذكر أن ما نقوم به يضر أول ما يضر بأهلنا الموجودون في دول مثل الدانيمارك. أرجو أن نتذكر أننا لم نسطع رفع دعوى نظامية ضد شارون وغيره من القامعين إلا أمام القضاء البلجيكي التي نهددها.
أرجو أن نتذكر أن الدانيماركيين و البلجيكيين ليسوا محتلين لأرضنا ولا مغتصبين لكراماتنا.
إلى مؤسستنا الدينية أرجو أن تقولي للناس الحقيقة كل الحقيقة و لا تتركي البشر عرضة للابتزاز من كل الأشكال والصنوف.
إلى كل أهلي وأخوتي من المسلمين والعرب عموما والسوريين منهم خصوصا أرجو أن لا تتركوا من أنفسكم عرضة للابتزاز من أي جهة كانت فعليكم أن تعرفوا الحقيقة قبل كل شيء فليس كل ما يقال صحيح. .إلى كل من حكومة الولايات المتحدة الأمريكية والحكومة الفرنسية و الإسبانية والبريطانية فغدا ستسمح الحكومات العربية والمؤسسات الدينية بتدمير وحرق سفاراتكم. وستبادر كل الشعوب العربية والإسلامية بحرق بضائعكم ومقاطعتكم نهائيا حتى ولو قدمتم اعتذاراتكم عن نشر الرسوم ثانية في صحفكم ومجلاتكم.

غسان موسى



#غسان_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى الداعين إلى الفعل الخارجي
- ابن العم رياض الترك .... نصيحة ببلاش
- عفواً ... -إعلان دمشق


المزيد.....




- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...
- ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير ...
- المجلس المركزي لليهود في ألمانيا يوجه رسالة تحذير إلى 103 من ...
- ترامب سيرحل الأجانب المناهضين لليهود
- الكنيست يصدق بالقراءة الأولى على مشروع قانون يسمح لليهود بتس ...
- عاجل| يديعوت أحرونوت: الكنيست يصدق بقراءة تمهيدية على مشروع ...
- اللجوء.. هل تراجع الحزب الديمقراطي المسيحي عن رفضه حزب البدي ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان موسى - .......وأخيرا...الدانمارك هي السبب والضحية