أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جابر الجنابي - تخريب تخريب، سبي سبي، أسر أسر، نهب نهب...














المزيد.....

تخريب تخريب، سبي سبي، أسر أسر، نهب نهب...


محمد جابر الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 5585 - 2017 / 7 / 19 - 02:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاعتداء والفساد والتخريب، مظاهر يرفضها الشرع، ويستقبحها العقل، وتمجها الفطرة، وتدينها كل الأعراف والقوانين والأيديولوجيات، لما لها من تأثيرات ونتائج وخيمة وكارثية على حياة الفرد والمجتمع، ولهذا نجد أن الإسلام ومنذ اليوم الأول للبعثة حارب تلك المظاهر التي كانت رائجة في عصر الجاهلية، فهو بحد ذاته ثورة ضد الفساد الذي يندرج تحت مفهومه الاعتداء والتخريب والسلب والنهب وغيرها من ممارسات ذميمة وعصبيات جاهلية، ويؤصل بدلها كل ما هو خير وصلاح وحسن من شأنه أن ينتشل الأمة وينهض بها نحو الرقي والكمال، فالهدف من البعثة الإسلامية هو تحقيق مصالح الناس ودفع المفاسد والمظالم عنهم،
قال الله تعالي: { إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ } [هود: 88]، وقوله: { وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا } [الأعراف: 56]، وقوله: { وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ } [البقرة: 205]، ولقد قاوم الرسول كل من يقوم بالتدمير والتخريب والإفساد ونكل بهم وعاقبهم أشد العقوبة؛ فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:” أَنَّ نَاسًا مِنْ عُرَيْنَةَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ؛ فَاجْتَوَوْهَا فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنْ شِئْتُمْ أَنْ تَخْرُجُوا إِلَى إِبِلِ الصَّدَقَةِ فَتَشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا؛ فَفَعَلُوا فَصَحُّوا ؛ ثُمَّ مَالُوا عَلَى الرُّعَاةِ فَقَتَلُوهُمْ وَارْتَدُّوا عَنْ الْإِسْلَامِ؛ وَسَاقُوا ذَوْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَعَثَ فِي أَثَرِهِمْ؛ فَأُتِيَ بِهِمْ فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ وَسَمَلَ أَعْيُنَهُمْ وَتَرَكَهُمْ فِي الْحَرَّةِ حَتَّى مَاتُوا ” [متفق عليه ].
لكن وبالرغم ما صدر من الشارع المقدس من زجر ونهي عن الإفساد والتخريب والاعتداء وغيرها من ممارسات مرفوضة نجد أن هذه المظاهر كانت ولازالت حاضرة وبقوة في سلوكيات من ينتسب للإسلام وعلى مستوى عالي من المسؤولية والمنصب، بل إن تلك الممارسات يتم القيام بها تحت عناوين شرعية ابتدعها أئمة الضلال والفساد والعدوان، والتاريخ الإسلامي حافل بالشواهد الكثيرة ومنها ما نقله ابن الأثير في الكامل عن سلاطين التيمية المارقة حيث بين أحد المحققين المعاصرين أنهم كان يخرّبون كل شيء الإنسان والحيوان والبناء فمثلا يذكر ابن الأثير : وَعَادَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى عَيْنِ الْجَالُوتِ، فَوَصَلَهُمُ الْخَبَرُ بِأَنَّ الْفِرِنْجَ عَلَى عَزْمِ قَصْدِ بَيْرُوتَ، فَرَحَلَ الْعَادِلُ وَالْعَسْكَرُ فِي ذِي الْقَعْدَةِ إِلَى مَرْجِ الْعُيُونِ، وَعَزَمَ عَلَى تَخْرِيبِ بَيْرُوتَ، وهنا على المحقق المعاصر بالقول:ً لا حول ولا قوّة إلا بالله، العادل يعزم على تخريب بيروت!!! تخريب تخريب تخريب، حروب حروب حروب، سبي سبي سبي، أسر أسر أسر، نهب نهب نهب، ما هذا الدين وما هذ الإسلام؟!! فلا نستغرب من أفعال الدواعش عندما يخرّبون كل شيء الإنسان والحيوان والبناء...
ولا زال الإفساد والتخريب والاعتداء وغيره حاضرا في سلوكيات الكثير، فنجد التخريب والتدمير والحروب والسبي والأسر والسلب والنهب والإغصاب وكل ذلك يجري باسم الدين وهو ناشيء بسب الابتعاد عن المنهج الوسطي القرآني المعتدل والتمسك بالغلو والتطرف والتكفير الذي يبيح تلك الممارسات فهل هذا هو دين الإسلام؟!!!!.



#محمد_جابر_الجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأخ يقاتل الأخ، والأب يقاتل الأبناء، والأخ يقاتل العم...
- الحل ليس بالضجيج، وانما بالنضيج وإصرار الحجيج.
- زوال داعش إن تم لا يعني زوال الإرهاب.
- بين -غاب- و -كلوكة- العراق انضرب بلوكة.
- أزمة الكهرباء وسياسة الهروب للأمام.
- التكفير مطلقا..والتكفير الديني خصوصا.
- المعاير الشرعية العلمية...لا معايير التكفير والرجعية.


المزيد.....




- الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية: إعلان الأحكام العرفية وحالة ...
- عقوبات أميركية على 35 كيانا لمساعدة إيران في نقل -النفط غير ...
- كيف أدت الحروب في المنطقة العربية إلى زيادة أعداد ذوي الإعاق ...
- لماذا تمثل سيطرة المعارضة على حلب -نكسة كبيرة- للأسد وإيران؟ ...
- مام شليمون رابما (قائد المئة)
- مؤتمــر، وحفـل، عراقيان، في العاصمة التشيكية
- مصادر ميدانية: استقرار الوضع في دير الزور بعد اشتباكات عنيفة ...
- إعلام: الولايات المتحدة وألمانيا تخشيان دعوة أوكرانيا إلى -ا ...
- نتنياهو: نحن في وقف لاطلاق النار وليس وقف للحرب في لبنان ونن ...
- وزير لبناني يحدد هدف إسرائيل من خروقاتها لاتفاق وقف النار وي ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جابر الجنابي - تخريب تخريب، سبي سبي، أسر أسر، نهب نهب...