أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - عن أية هدنة يتحدثون؟














المزيد.....

عن أية هدنة يتحدثون؟


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 406 - 2003 / 2 / 23 - 03:33
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

أعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية" المغيبة" محمود عباس ( أبو مازن) بعيد لقاءه مع وزير خارجية روسيا الاتحادية ايغور أفانوف أن القيادة الفلسطينية قررت أن" تنزع الطابع العسكري عن الانتفاضة لمدة عام", كامل بالكمال والتمام

, طبقا للاقتراح الذي كانت مفاوضات الحوار الوطني الفلسطيني التي جرت في القاهرة في تشرين الثاني نوفمبر الماضي والتي لم تؤدِ إلى نتائج عملية تذكر بل نستطيع القول أن هذا الاقتراح السلطوي هو الذي أجهز على الحوار لأنه جاء ليعطي إسرائيل وشارون وحكومته ومعسكر اليمين الإسرائيلي الذي انتخب لاحقا هدايا تذكارية ومجانية تزيدهم حقدا وبطشا ودموية, بينما تزيد أعداد الضحايا على الجانب الفلسطيني وتقلل منهم على الجانب الآخر.

طبعا هذا كله بلا ضمانات من أية جهة كانت, فلا يوجد لدى شارون أية رغبة في إعطاء الفلسطينيين حتى لحظة سلام واحدة وأقل ما يمكن أن يعطيه شارون هو بركة من الدماء بدلا من بحر الدم الذي أصبح معروفا ومكشوفا. والغريب في التصريحات أنها أتت بعيد سقوط 60 شهيدا فلسطينيا نصفهم خلال الأسبوع الحالي, ولم تكن لتلك التصريحات أهدافا فلسطينية واضحة أو معينة بل كانت رسالتها الأكيدة موجهة باتجاه مقر شارون حيث تتم عمليات التحضير لسحق المخيمات والبلدات والمواقع الفلسطينية. فهناك يقوم طاقم التصفيات والتخطيط والاغتيالات والعمليات العسكرية بالاجتماع لفرض الوحدة على الفلسطينيين من خلال الموت معا في مواجهة آلة الحرب الصهيونية أو عبر عمليات اغتيال وتصفية تودي بحياة الكوادر والعناصر الفلسطينية المستهدفة وهي بطبيعة الحال تكون من كافة تلوينات العمل الوطني الفلسطيني. إذ أنه من الطبيعي جدا أن تجد الشهداء الذين يتم اغتيالهم معا في سيارة واحدة أو بيت واحد أو موقع مشترك مع أنهم من فصائل فلسطينية مختلفة.

نحن صراحة لا نرى في تصريحات أبو مازن ما يبشر بالخير على الصعيد الفلسطيني وإذا كانت هذه بداية العهد الجديد لأبي مازن خاصة أنه المرشح القوي والأوفر حظا لنيل حقيبة رئيس الوزراء الفلسطيني, التي تعني بشكل من الأشكال السيطرة العملية على السلطة الفعلية بعد أن تكون آخر حلقات الخناق على الرئيس عرفات قد وصلت إلى أخر عقدة سيتم حلها بواسطة الزمن ومع الأيام القادمة ومن خلال التشكيلة الجديدة الآتية مع ريح التغيير والحرب التي تعصف بالمنطقة وتتماشى مع وقع الطبول الأمريكية.

إذا كانت هذه هي البداية فكيف ستكون النهاية؟

النهاية ستكون مأساوية لأن التجربة الماضية مع سلام أوسلو والمفاوضات مع الإسرائيليين وهي من بنات أفكار أبو مازن أثبتت فشلها الذريع  ولم تجلب للفلسطينيين سوى المزيد من المآسي والويلات وخسارة الأراضي والممتلكات والأرواح والحريات والضمانات. والمشكلة الأكبر تكمن في أن الذين أوصلوا الشعب الفلسطيني لهذه المرحلة من  العيش على هامش الحياة, هم أنفسهم الذين يريدون إعادة تجريب ابتكاراتهم و مواهبهم التفاوضية والسلمية. وما مبادرة أبو مازن لوقف العمليات والهدنة لمدة سنة كاملة سوى وحي وإلهام من أبي مازن, وكأن الشعب الفلسطيني حقل تجارب لأفكار ومواهب أمين سر الجنة التنفيذية لمنظمة التحرير التي ألغيت وغيبت ولم يبق منها سوى الأطلال في تونس وعمان.

بكل صراحة نقول أن المرحلة لا تحتمل أية هدنة بدون ضمانات دولية أكيدة ومن الممكن الأخذ بعين الاعتبار أن الفصائل الفلسطينية عمليا التزمت بوقف غير معلن للعمليات داخل الخط الأخضر ولغاية الآن لم تحدث أية عملية مسلحة منذ آخر عملية نفذتها كتائب الأقصى في تل أبيب. هذا يعني أن الفصائل تحاول أن تعطي المبادرات السياسية والدولية والإقليمية الوقت للنجاح. لكن ما الذي جناه شعبنا خلال تلك الفترة من الزمن غير المزيد من الضحايا الأبرياء ومن الشهداء والممتلكات التي تدمر على رؤوس سكانها والمزيد من الاستباحة والدمار والحصار.

الطريق الأفضل لضمان حياة أفضل نوعا ما للشعب الفلسطيني تكون عبر التمسك بالخيار الوطني والشعبي, وهذا الخيار يعرفه قادة السلطة الفلسطينية والفصائل المعارضة وتعرفه جماهيرنا جيدا, أنه بكل بساطة خيار الانتفاضة والمقاومة العاقلة التي تعي وتعرف ماذا تريد ولماذا تطلق الرصاص ولأجل ماذا وعلى من, هذه المقاومة يجب أن تستمر وممنوع مجرد الحديث عن وقفها لأن الحديث عن تشليح الانتفاضة من مقاومتها يعتبر تآمرا خطيرا على الانتفاضة وطعنا بالتضحيات وتراجعا عن الثوابت والمقدسات. فهل سيدير أبو مازن الظهر للإجماع الشعبي والوطني ممثلا بالقيادة الموحدة للانتفاضة وبالمزاج الشعبي والموقف الجماهيري المؤيد لاستمرار المقاومة والمطالب بوقف التنسيق واللقاء مع الاحتلال.

لا نعتقد أن من مصلحة أبو مازن أو غيره استعداء الشعب الفلسطيني والمزاج العام, لكن بنفس الوقت لا نؤمن بأن أهل أوسلو سوف يسلمون بهزيمة أفكارهم ومشاريعهم , لأن الاعتراف بذلك يتطلب التنحي والانسحاب من الحياة السياسية والعامة. وهؤلاء لم يكلفوا أنفسهم لغاية اليوم التجاوب مع النداءات المخلصة التي توجه لهم كل يوم وتطالب بوقف الاتصالات واللقاءات مع الإسرائيليين لعدم فائدتها ولضررها الكبير على الفلسطينيين, لأنها تحسن من صورة المجرمين وتجعلهم شريك للقاء والتفاوض كأن الدم الفلسطيني سلعة للبيع أو للشراء في أسواق العرض والطلب الإسرائيلية الأمريكية.

على كل فان أول تصريح فلسطيني رسمي حول أقوال أبو مازن في اوسلو جاء على لسان الشيخ عبد الله الشامي احد قادة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين والذي أكد لوكالة فرانس برس أن حركة الجهاد" ليست في عداد أولئك الذين يطلبون هدنة مع الاحتلال".

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدروع البشرية وعبيد الفاشية
- لمن ستذهب رئاسة وزراء السلطة الفلسطينية؟
- شارون رمز الإرهاب الإسرائيلي
- العالم ضد الحرب والظلم
- تأملات في كبسات هادي بن مكبوس
- ألله يهدي أبن هادي وغيره..
- حليب نسوان الصين
- العراق خازوق الجميع
- كلهم وحوش وأن اختلفت الطرق
- صبرا وشاتيلا وجنين.. أقرب من أوشفيتس بكثير
- سقوط هوارد سيتبعه سقوط أسياده
- نائم بن نعسان..
- صلينا الجمعة يوم الثلاثاء..
- أخبار من هنا وهناك
- كتاب فلسطين مع الشعب العراقي وضد أمريكا
- الحاجة رشيدة العاجوري
- هل انفجار المكوك كولومبيا بمثابة رسالة ربانية؟
- متفرقات من هنا وهناك
- المجتمع الإسرائيلي وخيار الطلقة الأخيرة
- الفساد بين هذه وتلك البلاد


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - عن أية هدنة يتحدثون؟