عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 5584 - 2017 / 7 / 18 - 14:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا تتدافَعوا .. لا تتدافَعوا
هناك غابةٌ كثيفة الأدغال ، تلتهمها الحرائق .
فيها الأسدُ السُلطان.
و الأسدُ القيصر.
والأسدُ الامبراطور.
والأسدُ المَلِك.
و الأسد المعتوه.
وفيها الكثير الكثير من القرودِ النطّاطةِ بين هذا وذاك .
وفيها الكثير من الأنذال.
وفيها أيضاً .. كائناتٌ صغيرةٌ ، ضعيفة القوّة ، قليلة الحيلة ، تبتسمُ في وجه هذا وذاك من شدّة الأسى والهوان على الناس (قروداً وأسوداً وأنذال) .. لعلّها بذلكَ ستعيشُ وتبقى ، وتتحاشى ما تبّقى من الأذى ، وتُبعِدُ ، ولو قليلاً ، نيرانّ الحماقاتِ الكبرى ، عن ابواب البيوت .
لترحمَ الآلهة تلكَ الكائنات اللطيفة .. وترحمنا ..وتمنحها وتمنحنا المزيد من الصبرِ على البلوى .
آمين .
*
ديالكتيك التاريخ .. لا يستطيع الردّ على ديالكتيك البندقيّة .
الديالكتيك للماضي .. والحاضر للبندقية .
لقد ذهب ، الى غير رجعة ، زمن الرومانس الثوريّ .
نحنُ الآن في زمن الرصاصة التي تعرِفُ ما تريد .. و لا تُخطيء الهدف .
تُريد بندقية تنفعك .. خُذ بندقية .
تُريد "ديالكتيك" ينفع الناس .. خُذ بندقية .
سلاماً صديقي الجميل كارل ماركس .
*
لا تتدافَعوا .
نحنُ نراكُمْ ، ونعرِفُ من أنتُم .. ولماذا .. و كيف .
لا تتدافَعوا .
نحنُ نحتاجكم .
قد لا تُصَدّقونَ ذلك .
ولكنّ وجودكم ضروريٌّ لنا ، لنعرِفَ مَنْ نحن .
لا تتدافَعوا .
الخرابُ العميق يتحدّثُ على المنصّة..ولا يحتاجُ لوجهٍ شارد الذهن، يملأُ الشاشة.
لا تتدافَعوا .
لم يكُنْ عيباً عليكُم أن تقوموا بخداعنا مرّةً .. ولنْ يكونً عيباً علينا أن تقوموا بخداعنا مرّتين .
لا تتدافَعوا .
لن ينفَدَ خيرُ ربّي .
وهناكَ مايكفيكُم من الرَيْعِ والبَيْعِ ، ومِنَ الأنْفُسِ والثمَراتِ .. و مِنّا.
لا تتدافعوا .
ما الذي ينقصكم ؟
لماذا تتدافعون ؟؟
"لا تتدافَعوا .
هذه الكارثة تكفينا جميعا.
هذه النهاية تتسّع للجميع".
(النصّ ، بين هلالين مزدوجين، في المقطع الأخير لـ قيس عبد المغني) .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟