أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - قاسيون - اقتصاد المواجهة














المزيد.....

اقتصاد المواجهة


قاسيون

الحوار المتمدن-العدد: 1453 - 2006 / 2 / 6 - 11:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تتحول الجبهة الاقتصادية في البلاد وبخاصة من خلال محاولة زعزعة استقرار الليرة السورية إلى عنصر أساسي من عناصر الهجوم المركب الذي تعتمده الإدارة الأمريكية في هجومها الشامل على سورية، استكمالاً لمخطط الشرق الأوسط الكبير، هذا الهجوم الذي يستخدم – في آن واحد - أدوات عديدة: إعلامية، دبلوماسية، سياسية وحتى عسكرية إذا لزم الأمر.

وإذا كان تقرير ميليس وقرار مجلس الأمن عنصراً دبلوماسياً وإعلامياً وسياسياً في هذا الهجوم، فإن ما سمي بإعلان دمشق هو عنصر سياسي داخلي بامتياز في المنحى نفسه. لذلك تصبح الجبهة الاقتصادية ووضع الليرة السورية عنصراً هاماً في هذه العملية التي يجب، ويمكن إحباطها.

تبين وقائع الأسابيع الأخيرة أن الليرة السورية كمعيار لاستقرار الاقتصاد السوري أصبحت مهددة بجدية. وهي إذا ما اهتزت و انخفضت قيمتها، ستؤثر بشكل حاد على مستوى معيشة الجماهير، وهو أمر يجري الضغط باتجاهه اليوم من أجل خلق استياء شعبي يمكن لقوى معينة أن تستند إليه في اللحظة المناسبة، ومع أن تراجع الليرة السورية في الفترة الأخيرة لم يكن كبيراً، إلا أن ارتفاع أسعار المواد الأساسية قد سبق هذا التراجع بكثير، وهو مؤشر يجب أخذه جدياً بعين الاعتبار، وخاصة إذا اشتد الضغط أكثر على الليرة. فما هي عناصر استقرار الليرة السورية حتى الآن:

1 – ميزان مدفوعات يغطي الخلل في الميزان التجاري بسبب الإنتاج النفطي.

2 – وجود احتياطي جيد من العملات الصعبة يسمح بالدفاع عنها، ودور مركزي للدولة في التحكم بسعرها.

أي أن مركز ثقل حماية الليرة السورية حتى هذه اللحظة لا يكمن في بنية الاقتصاد والإنتاج وطريقة توزيع الدخل الوطني في المجتمع، بقدر ما يكمن في العناصر الآنفة الذكر. وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار السيناريو الأسوأ في حال صدور عقوبات دولية تمارس حصاراً نفطياً ومالياً على سورية، فإن عناصر القوة السابقة ستسقط من تلقاء نفسها.

من هنا وجوب وضرورة التعامل مع الوضع الاقتصادي ليس من منطلق سياسات انفتاحية تخفض دور الدولة، بل من خلال سياسات مبنية على منطق المواجهة التي تتطلب إصلاحاً اقتصادياً حقيقياً، يدعم الوضع الاقتصادي بمجمله، ولا يدعه تحت تأثير عوامل خارجية.

والمخطط على الأرجح، أن يجري الضغط بإحداث انهيار سريع في سعر صرف الليرة السورية في حال تجميد احتياطيات العملة الصعبة السورية في الخارج،و في حال المضاربة بالكتلة النقدية السورية في الأسواق المجاورة إضافة إلى توقيف تصدير النفط السوري وبالتالي توقف موارده.

ولمواجهة ذلك لابد من إعادة النظر بالسياسة الاقتصادية المتبعة، والواضح أن القضية الاقتصادية هي قضية جدية إلى درجة أنه لا يجوز تركها للاقتصاديين وحدهم كي يقرروا مصيرها، وخاصة إذا كان هؤلاء الاقتصاديون يغلب عليهم الطابع الليبرالي، مما سيجعل الاقتصاد الخاصرة الرخوة في المواجهة القادمة.

إن اقتصاد المواجهة يتطلب السير بالإصلاح الاقتصادي سريعاً بالاتجاه الذي يخدم مصلحة الصمود الوطني ومصلحة الجماهير الشعبية.

و أول ما يتطلبه هذا الأمر هو ضرب مواقع الفساد الكبرى التي تستنزف الاقتصاد الوطني، بل وتتحول إلى عنصر ضاغط سلبي أساسي على الليرة السورية في تحويلها المستمر لنتاج نهبها إلى دولارات تجمعها في الداخل، وتخزنها في الخارج.

كما يتطلب الحد من الإجراءات المصرفية والنقدية التي ظاهرها تطمين الرساميل الخاصة وباطنها إضعاف دور الدولة في التحكم بسعر صرف الليرة، وزيادة الضغط عليها.

إن ليرة سورية قوية بحاجة إلى اقتصاد قوي، والاقتصاد القوي لا يستقيم بتوزيع غير عادل للثروة، يلقي بثقله المتزايد على مستوى معيشة الجماهير الشعبية.

إن الإجراءات الحكومية بالنسبة للوضع الاقتصادي حتى الآن، لم ترتق إلى مستوى الضرورات التي يفرضها منطق الدفاع عن الاقتصاد الوطني في ظروف المواجهة.

إن الذي سيقرر وضع الليرة السورية، وبالتالي وضع الاقتصاد السوري لفترة طويلة هو الذي يتحكم بالكتلة الرئيسية فيه.

إن المطلوب ليس تراجع الدولة لصالح قوى السوق الكبرى، وخاصة في المجال المالي والمصرفي، وكذلك ليس المطلوب الحفاظ على دور الدولة السابق الذي تستفيد منه إلى حد كبير قوى الفساد الكبير، بل المطلوب هو دور جديد يتحكم بالروافع الاقتصادية والمالية الأساسية ضد مصالح قوى المال والفساد الكبرى التي هي نقاط الارتكاز الأساسية للعدو الخارجي وفي ذلك صيانة لكرامة الوطن والمواطن.



#قاسيون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيادة الأجور حق وليست صدقة
- حفاظاً على الوحدة الوطنية
- دمج المؤسسات الإعلامية يقسم الصف..؟صفقات تحت الطاولة ودفاعات ...
- عاصفة أم مخطط لاستبدال المناخ؟
- قل لي من يربت على كتفك.. أقل لك أين أنت!!
- سميح شقير... القادم من حصار طويل وموجع... الذاهب إلى يسار ال ...
- بصدد ما سمي - إعلان دمشق
- مهام أساسية تحدد مصير الوطن
- مسلسل الخصخصة يطال قطاع الاتصالات..
- قراءة استثنائية لواقع استثنائي ؟
- الليبراليون الجدد... الرقص على أنغام صندوق النقد الدولي
- تقرير إلى اجتماع اللجنة التنفيذية المركزية لاتحاد الضباط الس ...
- - مؤتمر الشيوعيين السوريين مشروع الوثيقة وتعميق الرؤية
- -مؤتمر الشيوعيين السوريين مشروع وثيقة المهام البرنامجية
- إيديولوجيو اقتصاد السوق يحذرون من الديمقراطية !
- عمال شركة «شل»... أما آن للقضاء أن ينصفهم...؟
- ضمانات نجاح حملة مكافحة الفساد
- هل الأقوال في واد... والأفعال في واد؟
- الديمقراطية و احترام الرأي الآخر
- العدوان الأمريكي... المنطقة كلها على حافة الخطر


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - قاسيون - اقتصاد المواجهة