ليلي عادل
الحوار المتمدن-العدد: 1453 - 2006 / 2 / 6 - 11:30
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
على مدى السنوات الثلاث الماضية , سمعت الكثير من الروايات عن سرقات تتم في بيوت تدخلها القوات الأمريكية بحجة التفتيش وما ان يقع تحت أيديهم مبلغ من المال و الذي تعود العراقيين تخزينه على شكل دولارات و احيانا بمبالغ كبيرة تحسبا للطوارئ التي نواجهها كل يوم ...او مجموعة من الحلي الذهبية التي تحرص كل أمرأة عراقية على أمتلاكها مع أختلاف الكمية فالذهب كما يقال زينة و خزينة ...يعين العوائل في الأيام السود وما أكثرها ...حتى تختفي هذه الأموال و الذهب بعد رحيل تلك القوات و يستسلم أهل البيت لهذه الفاجعة فلا حول لهم و لا قوة ..و بعد ان تم تشكيل قوة حرس وطني و التي تطوع لها كل من هب و دب من أصحاب السوابق و خريجي السجون و البعض منهم أصحاب جرائم كبرى ...و أقتدوا بالطريقة الأمريكية بل تفوقوا عليها في مداهماتهم للبيوت بحجة التفتيش و ملئ الجيوب بكل ما غلى ثمنه أو حتى رخص ..
اعترف اني أحيانا كنت أشك بمصداقية تلك الروايات لأني لم أكن أريد تصديقها حتى يبقى بعض من بصيص أمل بغد جديد أجمل لكن أحلامي الوردية لم تدم و هكذا جربت المأساة و شهدتها فبعد ان طرق ابوابنا الحرس الوطني للمرة العاشرة خلال هذا الشهر ركضت لأفتح لهم مرحبة و أدخلتهم و سلم عليهم طفلاي ملوحين لم تخطر ببالي تلك القصص التي سمعتها عن أشياء تختفي ..وبعد أسئلة وأجوبة مكررة ....هل لديكم سلاح ..لا ليس لدينا ...تعرفون شيء عن من يضرب ..لا لا نعرف ..نريد تفتيش البيت ..تفضلوا أهلا بكم و البيت أمامكم ...لا تخافي نحن أخوتك ..أكيد ..أهلا"..
جلست و أحتضنت طفلاي و فتش الأخوان في الغرف و أستغربوا كمية الكتب الهائلة في مكتبة البيت متسائلين ..متى تقرأؤنها ؟؟
أكملوا مهمتهم و ذهبوا ..لم يخطر ببالي حينها الذهاب و التأكد من ان هناك شئ فقد مع رحيلهم ..عاد زوجي و أخبرته بما حصل فصاح ..ساعتي ..هل ساعتي موجودة..عندها رن جرس انذار في داخلي ..وجدت الساعة في مكانها فقلت لزوجي رأيت ..ليس كل ما نسمعه عن سرقات تحدث في هكذا ضروف صحيح ..مع ذلك ذهبت لأتفقد قطع ذهبية ..مع اني لا أحب التزين بالذهب لكنها كانت هدايا من زوجي لي ولها قيمة معنوية أكبر من المادية ..لا لقد أختفت ..القصص صحيحة ..هؤلاء الكلاب ..قالوا لي نحن أخوتك ..كم انا ساذجة ..
بعد ان أخبرت زوجي بما حصل قال لي لا تحزني سأعوضك عنها عندها ثرت و قلت له بعصبية لا ....لا هدايا ذهبية بعد اليوم ..و صدق المثل ..حاميها حراميها.
#ليلي_عادل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟