|
عندما تعود للأقصى إسلاميته نعود للصلاة فيه
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 5583 - 2017 / 7 / 17 - 12:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما جاء الحاكم العسكري الإسرائيلي بعد احتلال القدس وهزيمة عام 67 وقال لمفتي القدس وخطيب المسجد الأقصى الشيخ سعد الدين العلمي لماذا لا تصلون في الأقصى ...؟؟،قال له عندما يخرج جنودك منه نعود للصلاة فيه،وبالفعل خرج جنود الإحتلال منه وعاد المسلمين للصلاة فيه...واليوم شبيه بما حصل في عام 67 ..الأمة على المستوى الرسمي والقيادي مهزومة وذليلة ولكن الشباب والفتيان إراداتهم متقدة وقناعاتهم راسخة وإيمانهم عميق،والقرار والموقف الذي اتخذته ادارة مجلس الأوقاف الإسلامية بعدم التعاطي مع اجراءات امر الواقع التي تحاول فرضها حكومة الإحتلال على الأقصى من نصب للبوابات الألكترونية والكاميرات على أبوابه وفي داخله وتحديد عدد المصلين بخمسة الاف مصلي،وإغلاق المسجد اذا ما زاد العدد عن ذلك واخراج ساحات المسجد الأقصى عن قدسية المسجد واستمرار الإستيلاء على مفاتيح عدد من أبواب المسجد وبالتحديد باب الرحمة يوحي بان هناك ما يجري تدبيره بحق المنطقة الواقعة عند باب الرحمة،وخاصة بعد عمليات السيطرة على الأقصى من قبل جنود وجيش وشرطة الإحتلال واجهزته الأمنية لمدة ثلاثة أيام،حيث عاثت خرابا وتدميراً وتدنيساً وتفتيشاً في كل المكان القبة النحوية،المتحف الفلسطيني،دائرة المخطوطات،الآبار،العيادات وقنوات المياه،وكذلك عمدت قوات الإحتلال الى كسر وخلع الأدراج والخزائن بادوات خاصة وغيرها،كل ما جرى يؤكد على صحة وصوابية موقف ادارة مجلس الأوقاف بعدم الصلاة في المسجد عبر المرور بالبوابات الألكترونية والخضوع للتفتيش واستمرار إستيلاء الإحتلال على مفاتيح بعض بوابات الأقصى. واضح بان ما جرى يستهدف بشكل خاص دراسة ووضع سيناريوهات لخطوات لاحقة بحق المسجد الأقصى في إطار التهويد المكاني للأقصى،وهناك تخوفات كبيرة من ان الإحتلال قد يعبث بسجلات الأراضي والممتلكات والعقارات والمخطوطات العربية الإسلامية النادرة،في ظل محاولات اسرائيلية حثيثة لطمس واخفاء كل معالم التاريخ والتراث والآثار العربية الإسلامية وتزوير التاريخ والحقائق. الإحتلال وظف ويوظف سياسياً واعلامياً،ما حصل ويحصل في المدينة من أية احداث او عمليات تاتي في إطار وسياق الرد على إجراءاته وممارساته القمعية والإذلالية بحق سكان المدينة العرب وعقوباته الجماعية والإنتقامية والثأرية اللامنتهية وقوانينه وتشريعاته المتوالية العنصرية والمتطرفة لكي يفرض حقائق ووقائع جديدة بالقوة،فالقدس المدينة الوحيدة التي يدعي الإحتلال بأنها عاصمة دولته الأبدية، تحكمها القوة لا القانون. الإحتلال يرى بأن الظروف الفلسطينية والعربية والدولية ناضجة لكي يحسم امر المدينة،من خلال فرض الوقائع على الأرض بالقوة،مستغلاً حالة الإنهيار العربي غير المسبوقة،وما تعانيه قياداتها من عقدة "الإرتعاش" السياسي المستديمة في التعامل معه و"إندلاقها" نحو علنية وشرعنة التطبيع مع دولته والذهاب في العلاقة معه الى حد التنسيق والتعاون والتحالف،حماية لعروشها المتهالكة،على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني،حتى أن البعض منها أصبحت تشاطر الإحتلال وجهة نظره في محاولاته تجريم ووسم النضال والمقاومة الفلسطينية بالإرهاب،وكذلك ضعف الحالة الفلسطينية وإنقسامها وإنشطارها وتبعثر جهدها يفسح المجال له لكي يتمادى ويمارس العربدة على المقدسيين والمقدسات،ولعل هذا الإحتلال الذي لا يقيم وزناً ولا اعتباراً للعرب والمسلمين،حتى من ترتبط معهم دولة الإحتلال بمعاهدات واتفاقيات سلام،يؤكد على ان هذا المحتل لا يريد أي نوع من السلام،أساسه قرارات الشرعية الدولية وإنسحابه من الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة عام 1967،أقوال جلعاد اردان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي بان السيادة على الحرم القدسي فقط لإسرائيل ولا تعنيه وصاية الأردن او غير الأردن،عندما يتعلق الأمر بامن دولة الإحتلال على حد زعمه،وكذلك ما جرى إقراره امس الأحد من قبل اللجنة الوزارية الإسرائيلية للتشريع،بأن القدس ستبقى موحدة ولن تقسم إلا بموافقة 80 عضو كنيست،اي الثلثين.وحتى المتطرفة ميري ريغيف وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية،ذهبت الى ما هو أبعد من ذلك عندما قالت في الذكرى الخمسين لضم القدس يجب ان نضيف الى شعار ما يسمى بتوحيد القدس،القدس المحررة،وكذلك فرض السيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل وضمها. إن ما يمارسه الإحتلال من " تغول" و "توحش" على قدسنا ومقدساتنا،ما كان ليكون،لولا ان هناك من إرتضى الذل والمهانة لهذه الأمة،عبر قبول إصطفافها خلف امريكا،وإهدار مقدراتها ومئات ملياراتها "كجزية" مدفوعة لأمريكا،امريكا التي ترعى إرهاب دولة الإحتلال وتتبنى بالمطلق مواقفها،وتدعمها عسكرياً وامنياً وسياسياً ومالياً واقتصاديا،وتشكل لها المظلة الحامية في المؤسسات الدولية من أي عقوبات او قرارات قد تفرض عليها او تتخذ بحقها نتيجة لخرقها وخروجها عن القانون الدولي ومواثيقه ومعاهداته. مهما بدا حال الأمة من ضعف وإنهيار،فالإحتلال عليه ان يدرك بان هذه الأمة التي ينظر إليها على انها كغثاء السيل،جزء كبير منها محتجزة طاقاته،وتمارس الأنظمة بحقه القمع والتنكيل والإفقار والتجويع والإذلال،ولكن في قضية الأقصى،كل هذه الجماهير المدجنة والمخدرة والنائمة تستنهض همتها وعوامل قوتها،لأن ما يحصل يمس عقيدتها ومشاعرها وإيمانها وعباداتها،فالأقصى ليس فقط يشكل حالة من الإرتباط الروحي والديني ما بينه وبين هذه الأمة،بل هو مسرى الرسول محمد (صلعم) وقبلة المسلمين الأولى وواحد من ثلاثة مساجد يشد الرحال إليها. نعم لا يجوز بأي شكل من الأشكال التعاطي او الموافقة على ما يقوم به الإحتلال من ممارسات وإجراءات وتشريعات وقوانين وقرارات يجري فرضها بالقوة،فالقدس محتلة بحكم القانون الدولي ولا يحكمها القانون الإسرائيلي،ولذلك بات من الملح التوجه بشكل جماعي فلسطينيا وعربياً وإسلامياً،في قضية كقضية الأقصى يجمع عليها الجميع الى مجلس الأمن الدولي،من اجل إستصدار قرار يلزم حكومة الإحتلال بتطبيق قرارات الشرعية الدولية،ووقف كل تعدياتها وتجاوزاتها على المسجد الأقصى، كما جاء في قرارات مجلس الأمن الدولي ومنظمة "اليونسكو" ولجنة التراث العالمي،وكذلك ضرورة التوجه الى المحاكم الدولية،لرفع قضايا على الإحتلال،لأن ما يرتكب بحق الأقصى يرتقي الى جريمة حرب. ولذلك نحن نقول كما قال المرحوم الشيخ المفتي وخطيب المسجد الأقصى سعد الدين العلمي للحاكم العسكري الإسرائيلي بعد إحتلال عام 1967،عندما يخرج جنودك من المسجد الأقصى نصلي فيه،وشعبنا يقول لنتنياهو عندما توقف كل تعدياتك وتجاوزاتك على المسجد الأقصى وتنزع بواباتك الألكترونية عن أبوابه وكاميرات مراقبتك من داخله،وتعيد مفاتيح المسجد الأقصى المستولى عليها وأية وثائق وسجلات ومخطوطات جرى سرقتها،وتمنع بلديتك من الدخول والسيطرة على ساحات المسجد الأقصى،عندها سيعود المسلمون للصلاة فيه .
القدس المحتلة – فلسطين 17/7/2017 0524533879 [email protected]
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تداعيات ما بعد عملية القدس
-
الطلبة المقدسيون ...وإستقطاب الجامعات الإسرائيلية لهم
-
حول المشاركة الفلسطينية في انتخابات بلدية -القدس-
-
خطاب هنيه منفتح ومهم.....ولكن داخلياً سيتعقد الوضع الفلسطيني
-
بيوت الشهداء الفلسطينيين تُهدم...وبيوت القتلة المستوطنين تُح
...
-
شعبنا الفلسطيني....والقدرة على إفشال المشاريع التصفوية
-
ما بعد سقوط دولة الخلافة -الداعشية-
-
حول ما يسمى بمبادرة السلام الإسرائيلية
-
في العيد ...عرب يحاصرون عرب...وفلسطينيون يحاصرون فلسطينيون
-
في ذكرى يوم القدس العالمي.....ماذا تبقى من القدس....؟؟
-
خروج حماس من تحت عباءة قطر ...وتبدل المعادلات الفلسطينية
-
-قمم- الرياض ...عبدت الطريق امام -طوفان- التطبيع
-
في القدس ....إستباحة شاملة والهدف سياسي بإمتياز
-
الحروب آتية لا محالة ...والقضية الفلسطينية في صلبها
-
الأزمة القطرية................الى أين ..؟؟؟
-
مخططات تصفية القضية ....وتجريم المقاومة
-
جرائم القتل... الفوضى والإنهيار مستمرة...أين الخلل...؟؟
-
هل بدات مرحلة ما بعد -قمم- الرياض ....؟
-
هل أوشك الدور القطري على الإنتهاء في المنطقة...؟؟
-
خيارات حماس...... ما بعد قطر
المزيد.....
-
بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط
...
-
بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا
...
-
مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا
...
-
كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف
...
-
ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن
...
-
معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان
...
-
المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان..
...
-
إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه
...
-
في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو
...
-
السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|