أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - خالد ممدوح العزي - سورية حكاية في رواية ...















المزيد.....

سورية حكاية في رواية ...


خالد ممدوح العزي

الحوار المتمدن-العدد: 5583 - 2017 / 7 / 17 - 00:35
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


سورية حكاية في رواية ...
حكاية سورية اصدار جديد لدار (سائر المشرق في بيروت )،2017 ، للروائي اللبناني محمد مصطفى علوش . تحتوي الرواية على العديد من الفصول التي يتم ربطها ببعض من خلال ابطال وهمين حيث تدور القصة على مساحة جغرافية مترابطة جغرافيا من خلال التداخل والترابط الاجتماعي والادبي والجغرافي ، القصة من الحجم المتوسط يبلغ عدد 299 صفحة .
الكاتب علوش هو من مواليد طرابلس حي باب التبانة افقر الاحياء الطرابلسية واللبنانية التي وتدور اغلب فصول الروية ، معتمدا على تجربة هذا الحي الفقير والغني بالقصص والاحاديث التي تتناقلها الناس بغض النظر عن مدى صدقيتها وحقيقتها ، معتمدا في راويته على الذاكرة الشعبية وقصصها الغنية في منطقة يتداخل سكانها المختلفة في تكوينها المذهبي ، وتتقاسم فيما بينها البؤس والحرمان والنضال الشعبي والوطني .
من حيث المبدأ يمكن تقسيم الرواية الى ثلاثة اقسام رئيسية حيث تدور كل حكايتها وقصصها المترابطة في فصولها . حاول الكاتب في سرده للحكاية منذ بدايتها على ان تكون مرتبطة ببعضها لتشكل مادة فعلية وغنية للعرض يمكن العمل على توسيعها وربطها بالقضايا الحياتية والاجتماعية والسياسية للمنطقة بشكل عام.
يحاول الكاتب في روايتها استعراض الفصل الاول بالعائلة الخيالية التي ستكون محور الرواية كلها من خلال الانطلاق بقصة العائلة السورية القابعة في مناطقة كلس التي باتت اليوم تحت الحكم التركي من خلال وجود عائلة سورية (علوية) فقيرة عاشت في بداية القرن العشرين في خدمة الاقطاع كما حال العائلات الاخرى التي قدمة كل ما تملك دفاعا هذا الاقطاع الذي كان يسيطر على المناطق بغض النظر عن انتمائها الطافية او الاثنية .
فالقصة التي يحاول الكاتب تصويره مشاهدها منذ بداية استعراضه للقصة من خلال معاناة عائلة فقيرة تفانت في خدمة البيك او الزعيم حتى قام الاب بالدفاع عن البيت وقتل احدى الاشخاص الذين تعرضوا للزعيم مما دفع بالسلطات بإعدامه، وابقاء الاولاد الثلاثة دون رعايا تذكر بسبب غياب المسؤول عنهم مما ساهم بتضحية الاقطاع بهؤلاء الاولاد الثلاثة الذين وقعوا ضحية مرة اخرى عندما قامت العشائر بأجراء عملية صلح على حساب ابعاد الاولاد من المنطقة ونفيهم من المنطقة حيث انتقلت العائلة الصغيرة الى طرابلس اللبنانية هربا من الظلم، وعاشت تحت ظلم الفقر في شوارع باب التبانة القديمة .
القسم الثاني الذي يعالجها الكاتب في الرواية هي حياة العائلة المكونة من الصبي الاكبر علي الذهب ليقاتل في فلسطيني عام 1948 مع جيش الانقاض الى جانب خطيب اخته سلمان الذي لم يعد لا هو ولا صهره من اراضي الحولة التي كانت مصيبة حقيقية على الامة العربية .
فالعائلة المكونة من اثنان اصبحت تعيش في بيت خالهما في باب التبانة المؤلف من بركية تنك كباقي الاكواخ الفقيرة في الحي لقد عاش الولدان حياة صعبة جدا ،كانت الاخت رفيقة تعيش من اجل خدمة اخوها امين جعفر الذي عاش وتربى في باب التبانة وتعلم في مدارسها وعاشر اهلها وتعرف الى مجموعة كبيرة من مثقفي الشمال المنتسبين الى الحزب القزمي السوري الاجتماعي ،حيث سيطرة افكار الزعيم سعادة على تفافته وحياته الذي ربطها بحبه للمجنونة جنان والتي شكلت ازمة فعليه له بسبب فقره وحياته الصعبة التي كان يحاول الخروج منها ،بالإضافة الى تعارفه لمجموعة من مثقفي ذلك المان حيث كان يهرب من فقره للإنظام الى حلقاتهم السياسية والنقاشية ،وهذه الحلقات والتطلعات كانت السبب الاساسي في عدم تشكيل او تكون فكر ايديولوجي لتلك المرحلة التي بات لبنان وسورية معقلا للحركات الايديولوجية النامية في تلك الحركة وخاصة بان امين الشاب الذي لم يكن يرى اي احد امامه في باب التبانة كانت له المفاجئة الكبرى من ندى ابنت خاله تلك الصبية الصغيرة التي كبرت وباتت تشكل منافس فعلي لأمين الهارب من واقعه الاجتماعي لكونها كانت شيوعية الافقار والتطلعات التي كانت تحتقر من خلالها ابن خالها امين القريب من الفكر القومي الاجتماعي والتي تتهمه( بالحزب الفاشي) .
-القسم الثالث هو القسم المتعلق بالشخصية البطولية الخيالية التي تدور حولها القصة التي اخترعها الكاتب او لما حملت من افكار في تلك المرحلي التي كانت تسيطر عليها الخلافات الايديولوجية والانقلابية في سورية والانقسامات السياسية العلنية بين مكونات المجتمع السوري الذي عاش تلك الفترة من انقسامات وانقلابات ادت تحطيم سورية وانقسامها.
هذا القسم الذي اراد فيه الكاتب اظاهر شخصية امين جعفر البطل الذي اخترعه من نسيج الحياة السورية حيث عاش وترعرع في التبانة وتعلم فيها وعاش حياة الفقر والنضال الى ان وقعت الوحدة بين سورية ومصر.
حيث عادت العائلة الى سورية بعد التغييرات السياسية التي عاشتها الوحدة السورية والمصرية ابان حكم جمال عبد الناصر مما دفع به بهذا الفتى الالتحاق بالكلية الحربية لتخرج منها برتبة ضابط اجانب زميها عبد العزيز الشيوعي الذي صرح من الكلية لهذا السبب وبين امين جعغر الشاب الذي يعيش التباسا سياسيا في داخله نتيجة عدم حسم امره لاي فكر قد يعتنق بالوقت التي كانت ورية تعيش ثمرة الفكر البعثي المتصارع مع اجنحته والذي دفع سورية ثمنا باهضا نتيجة الانقلابات والتسريحات والاتهامات للضباط والجنود والرتباء بسبب الولاء والانتماءات التي كانت نتيجتها حرب 1967 والتي خسرت فيها خسارة كبيرة رفض البعث الاعتراف بهذه الخسارة التي حاول الباسها الى عبد الناصر .
يحكي الروائي تدرج حياة امين جعفر الشخصية العسكرية التي صعدت الى مرتبة مقدم في سلاح المدرعات والتي كان حليف كل الانقلابين واليد الضاربة لهؤلاء لكونه يحمي الدولة من الصهاينة واعداء الامة والثورة .
عاش المقدم مجد لا يحسد عليه كونه القائد الاقوى الذي يحمي العاصمة من سلاح الغدر طوال الفترة الماضية الى حيث وقعت حرب 67 ،فكان امين جعفر من طلائع الالوية التي هاجمت العدو ووصلت الى طبريا وسهل الحولة . واشتبكت سرايا الكتيبة مع العدو الصهيوني والتي استشهدت عناصرها وجنودها دفاعا عن الارض وفلسطين ، بالإضافة الى حرق وجراح المقدم امين جعفر الذي قاتل بشراسة وكان هدفه الاساسي الوصول الى المكان الذي سقط فيه اخيه علي .
لكن غياب التخطيط ونقص القادة والعدة وغياب سلاح الطيران ادى الى التراجع والهزيمة التي اصابات جنود الجبهة الجنوبية كما حال امين العائد خائب الى بلده في محاولة جديدة من قبل القادة الأمنين الذين كانوا يوزعون التهم شمالا ويمينا والتي لحقت بالمقدم امين لجهة بقاءه على قيد الحياة وترك كتيبته تمت دون اي اشارة الى البطولة التي سجلها مع كتيبته بظل التراجع الرسمي في دمشق والانسحاب من العاصمة الى حمص والشمال .
طبعا هذا الموقف الغير ايجابي في التعامل مع قادة الجبهة والتعامل مع الجرحى ادى بأمين رفع صوته مما ادى الى وضعه في السجن الى نهاية عمره بحجة خيانة الحزب والثورة .
القصة جميلة جدا ومكتوبة بلغة سهلة مترابطة ببعضها البعض لجهة الرد والوقائع والصوار الادبية التي تخللها الرواية وربطها بالواقع المعيشي والسياسي الذي كان سائدا في تلك الحقبة الزمنية .
قراءة ونقد ...
خالد ممدوح العزي



#خالد_ممدوح_العزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بريطانيا وخروجها من الاتحاد ...
- كتاب عدالت عبدالله الكرد- الحالة العراقية والاخر العربي
- الجمهورية الغائبة ...
- كتاب -حرب السنتين وبعد
- كتاب جديد عن اوكرانيا ...
- كتاب -البوتينية....
- روسيا ما بين السوخوي ورحيل الاسد.
- خطوات روسيا القادمة في سورية :التقسيم او الاطاحة بالاسد ...
- اخطار التدخل الروسي العسكري في سوريا ...
- اوكرانيا :ازمة نخب في القيادة وتطرف يخيف الغرب...
- المبادرة الفرنسية بخصوص الشرق الأوسط...
- التطرف ووسائل التواصل الاجتماعي .
- التمدد -الداعشي- والقلق الروسي...
- الإبداع الإعلاني والقدرات الفنية...
- عاصمة القياصرة والخبر العربي .
- الحلم الروسي -من بطرس الأكبر إلى بوتين-...
- الدبلوماسية العربية وعاصفة العزم...
- الإمبراطورية المتخيلة واليمن...
- العرب وزمام المبادرة...
- أهمية الرسالة الروسية للعرب... خوف واعتراف ...


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - خالد ممدوح العزي - سورية حكاية في رواية ...