باقر جاسم محمد
الحوار المتمدن-العدد: 1453 - 2006 / 2 / 6 - 10:50
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
أبدأ بالقول أن حزني الدائم قد تضاعف ألفا ً حين قرأت تصريح الدكتور سيار الجميل بأنه عازم على الصمت عن الخوض في الشأن العراقي. تذكرت نصا ً قصيرا ً يقول:
قال الحكيم لإبنه: من المحزن يا ولدي أن يصمت الذين يفهمون و أن يتكلم الذين لا يفهمون.)
و تساءلت :ترى هل سيصمت آخرون؟
كتبت موضوعاً و أرسلته للحوار المتمدن، راجيا ً أن نتذكر جميعا ً بأن الجميل رمز للفكر الحر المبدع. و أن صمته و إن كنت أرجو أن يكون قصيرا ً لكنه صمت موجع لنا جميعا، وفي أدناه إعادة للنص السابق:
نشر الأخ الدكتور سيار الجميل مقالا ً أعلن فيه توقفه عن الكتابة، ونظرا ً لمكانة الأخ الجميل في نفوس محبي الحقيقة من الباحثين و عامة القراء ، و لما تتميز به أسهاماته من رصانة علمية و عمق في التحليل و الاستنتاج و لحاجة العراق، سيد آلامنا العظيم ، إلى صوته الصادق و الأصيل فقد كتبت له رسالة محبة و عتاب راجيا ً منه العدول عما قرره. و لأن مسألة مثل هذه تمثل مؤشرا خطيرا ً قد يمتد ليشمل أقلاما ً أخرى ، فقد سمحت لنفسي أن أنشر نص الرسالة راجيا ً من كل كتاب العراق أن يسهموا في حملة تضامن مع حرية المفكرين في الإسهام بآرائهم في إضاءة ما يكتنف درب العراق من ظلام. و في أدناه نص الرسالة
الأخ المفكر العراقي الأصيل الدكتور سيار الجميل: تحية لك حاملا ً مشعل الكلمة الحرة الصادقة و الفكر النير، كلمة الحق و الحقيقة في زمن العجز و التردي، وأرجو أن تقبل مني هذه الكلمات :لست أدري لماذا قررت التوقف عن الكتابة و الحديث في الشأن العراقي ؟ و لا شك بأن أسباباً ً وجيهة قد دفعتك لذلك. ولكنني أسألك أن تعدل عن قرارك هذا لأنك ملك لكل العراقيين و العرب الأحرار الذين ينتظرون منك الكثير. و لي أن أسالك : هل يحق للشمس أن تحتجب ؟ فإذا كان جوابك بالإيجاب جاز لك أن تمنع عن الناس كلمة الحق التي تنطق بها أنت و أخوة لك آخرون.مرة أخرى أنت حر في أن تعتزل الكتابة في الشأن العراقي ، ولكن هل تتفق معي بأنك لن تستطيع التفرغ للدراسة الأكاديمية فقط لأن الأسماك الكبيرة لن تستطيع العوردة للغدران الضيقة، و الكتاب الكبار هم أبناء القضايا الكبيرة و التحولات العظيمة ، و هم الأصوات الصادحة حين يصمت الآخرون. لك مني كل الحب و التقدير و عسى أن تجد مناشدتي هذه صدى لديك
#باقر_جاسم_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟