رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 5581 - 2017 / 7 / 14 - 10:26
المحور:
المجتمع المدني
شعب لا يعرف كيف يفرح
ما يحزنني أن أسمع وأرى المفرقعات التي تنطلق صباحا ومساءا بمناسبة النجاح، وكأن كل من لا يطلق المفرقعات لم ينجح، مفارقة كبيرة وعجيبة!!.
كلنا يعرف أن أصوات المفرقعات مزعجة جدا لكل من يسمعها، حتى أن بعض الأطفال يأخذوا بالبكاء عند سماعها، ورغم التكلفة المالية نجد أنفسنا منخرطين في هذه الطقوس المتخلفة، والتي أصبحت من الظواهر التي تؤكد بؤس هذا المجتمع الذي لا يعرف كيف يعبر عن فرحه.
في الصحف المحلة خبر يقول بمقتل أحد الأفراد بعيار ناري أثناء الاحتفاء بالنجاح، واصابة آخرين. ونجد خبر ثاني يحمل صور أهل الشهداء الذين سقطوا بنيران جيش الاحتلال وأمهاتهم وهن يبكين، ومع هذا نرسل المفرقعات إلى السماء لتنبأ الساكنين فيها بوصولهم!!!
وعندما يحين المساء وتحل ساعة الراحة والسكون بعد يوم حافل من العمل الشاق والذي يجبرك على التعامل مع أشخاص يحملون عقلية العصور الحجرية تأتي أصوات الصخب (الموسيقية الغليظة) التي تثير الأعصاب وتجعل متوتر أكثر من وقت العمل، ما العمل!!!
يقولون لك من حق الناس أن تفرح، وأن تعبر عن فرحها، وليس من حقك الاعتراض، أقول لهم نعم ... لكن لماذا عندما (يستشهد) أحد الأشخاص يفرضون على كل المدينة أن تغلق أبواب محلاتها التجارية؟ فهل مشاركتهم الفرح مفوضة علينا وأيضا مشاركتهم الحزن!!!
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟