بشاراه أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 5580 - 2017 / 7 / 13 - 05:53
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في إطار - المُنَاظَرَةُ,, الَّتِيْ قَصَمَتْ ظَهْرَ البَعِيْر (1-4):
قسم المحروقات - بالليزر:
(05): سحق الفرية الخامسة بعنوان: ((... أيهما يدور حول الآخر الأرض أم الشمس؟...)):
من غرائب وعجائب ما جاء به هذا الكاتب الذي شوه معطيات ودلائل وحقائق العلم نفسه, فخلط الأوراق وبذلك أساء إليه كثيراً بل وجعله حائلاً بين عمل الأشياء وتكوينها,, نراه هذه المرة يقول أيهما يدور حول الآخر الأرض أم الشمس؟ ..... وهذا يعني انه أصبح يعيش في وهم كبير تستحيل معه معرفة الحياة ومقتضياتها وغاية الخالق منها. فهو مثلاً عندما قرأ عن القمر بأنه ليس مضيئاً بذاته وأنه فقط يعكس ضوء الشمس الساطعة عليه فينير الدنيا, ترك أصله وجوهره وجرى وراء مظهره,, فبدلاً من أن يقول "سبحان الذي جعل لنا هذا القمر المعتم نوراً" , ولكنه سفهاً وتنكراً قابل مقتضيات الشكر كفراً والعرفان نقمةً والطاعة تمرداً وكبراً,, وذلك لجهله الفطري الذي يقلب له حقائق الأمور يعكس له النتائج ويعظم له الدقائق, فكلما شاهد علماً أو سمع عنه إزداد جهلاً وجهالة وتجهيلاً.
وصدق الله تعالى في قوله في سورة البقرة: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا « فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ » «« وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا »» - يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ 26), وفي سورة المدثر قال: (وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ - «« وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا »» - كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ - وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ 31).
تأزمت أمور هذا الكاتب كالعادة وتأزم هو في فهم المقاصد وهذه نتيجة طبيعية, بل حتمية لإختياره نجد الضلال فأضله الله وقلب له الموازين والمعايير فبات يرى الأبيض أسوداً والفاسد صالحاً لذا تراه يجادل بالباطل الذي يراه حقاً ليدحض به الحق الذي يراه باطلاً. فحاول هنا خلط الزيت بالزئبق فظل الماء ماءاً والزئبق زئبقاً وفي فكره ووجدانه مزيجاً متجانساً. لذا قال هذه المرة "مستهجناً" ساخراً,, كأنه العارف بأسرار الكون كله وبينايه, الواثق من ذلك:
1. قال إن: ((... الشمس هى التى تدور حول الأرض وفقا للقرآن والكتاب المقدس فيقول القرآن: ( وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى) ...)),
2. وقال: ((... وفي الصحيحين قال محمد لأبي ذر حين غربت الشمس واللفظ للبخاري: ( أتدري أين تذهب. قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها , وتستأذن فلا يؤذن لها يقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك قوله تعالى : والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم...)),
3. ثم قال: ((... ويقول القرآن أيضا : ( وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا)...)),
4. ثم قال: ((... كذلك فى سورة البقرة ( قالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) فالقرأن يعلن أن الله يأتى بالشمس أى أنها المتحركة حول الأرض ...)).
5. وأخيراً قال: ((... كذلك فى الكتاب المقدس حيث منشأ خرافة ثبات الأرض نقرأ فى سفر يشوع الإصحاح العاشر12 – 14: ( حينئذ كلم يشوع الرب يوم أسلم الرب الآموريين أمام بني إسرائيل، وقال أمام عيون إسرائيل: يا شمس دومي على جعبون ويا قمر على وادي أيلون. فدامت الشمس ووقف القمر حتى انتقم الشعب من أعدائه… فوقفت الشمس في كبد السماء ولم تعجل للغروب نحو يوم كامل. ولم يكن مثل ذلك اليوم قبله ولا بعده، سمع فيه الرب صوت إنسان. لأن الرب حارب عن إسرائيل) .. وتأكيدا لهذا المشهد نجد إقتباساً اسلامياً فعن أبي هريرة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها ولما لم يبن بها ولا أحد بنا بيوتا ولم يرفع سقوفها ولا آخر اشترى غنما أو خلفات وهو ينتظر ولادتها. فغزا فدنى من القرية حين صلاة العصر أو قريبا من ذلك. فقال للشمس إنك مأمورة وأنا مأمور. اللهم احبسها علينا، فحبست حتى فتح الله عليهم ) رواه البخاري كتاب الخمس الحديث 3124و رواه مسلم كتاب الجهاد الحديث 4653. يبدو أن معلوماتنا مغلوطة فالشمس هى التى تدور حول الأرض وليذهب ما تعلمناه إلى الجحيم .! ...)).
واضح أن أساس إشكالية الكاتب هنا هي اللجاجة التي تقول: (هل الفرخة قبل البيضة أم البيضة قبل الفرخة), والمماحكة التي أذهب فيها كثير من الحمقى أعمارهم سفهاً دون طائل,, المهم لدى العقلاء أن هناك فراخ تبيض وبيض يفقس فراخاً, ويهتمون بكيفية الإستفادة منها الفائدة القصوى ويحافظون على بقاءها وتطويرها, ويتفادون شرها, فمعرفة أيهما الأسبق لن يغير من حقيقة الأمور شيئاً يذكر.
وهذه المنهجية هي التي تميز وتفرد به القرآن الكريم وعلا, فهو يهتم بالعبرة ولا يهتم أو يشغل الناس بصاحبها. فيقول لآدم عليه السلام (أسكن أنت وزوجك) ولم يقل له أنت وحواء. ويقول للنبي (قد سمع التي قول التي تجادلك في زوجها...) ولم يهتم بذكر إسمها أو إسم زوجها, ويقول (وإمرأة فرعون) ولا يذكر إسمها, ويقول (عتل بعد ذلك زنيم) ولم بذكر إسم الوليد بن المغيرة أو غيره,, ويقول عن الذي كان يحاور صاحبه بغير حق: (قال أنا أكثر منك مالاً...) ولم يتطرق إلى ذكر إسم ذلك الظالم لنفسه, لا إسم المؤمن الذي كان يحاوره, ويقول (أو كالذي مرَّ على قرية...) ولم يقل عذير, وقال (... فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ...) ولم يقل النمروز ... الخ. هذا أولاً.
وثانياً: فلنطرح بعض الأسئلة التمهيدية "المنطقية" على هذا الكاتب الذي قرأ عن العلم إطلاعاً ومطالعة ولكن يظهر أنه لم يستوعب الكثير منه, فأذهب عنه العلم والحلم والحكمة فتحولت الحقائق العلمية النافعة للإنسان في حياته إلى تقديرات وتخمينات وترجيحات ومعادلات رياضية بصيغ علمية معقدة وغير قطعية ونهائية وحتى إن كانت كذلك فهي لن يستفيد منها الإنسان في مقتضيات حياته أكثر من الفائدة التي ركز عليها القرآن الكريم سوى زيادة إيمانه وتعظيمه لمن أعطى كل شئ خلقه ثم هدى فيلهج لسانه بالشرك والثناء والتكبير والتهليل ويرسخ الإيمان في قلبه أكثر فأكثر, فمثلاً ما الذي يفيد الإنسان لو أن الله تعالى قال للإنسان العادي إن هناك نجم يحتاج الضوء الموجه من الأرض إلى أكثر من ألف وخمس مائة سنة حتى يصله؟؟؟.
لذا,, نقول لهذا الكاتب, دعك من قول القرآن الكريم لأنك لن تفهمه ما دمت منكرا له وخائضاً فيه, فقط أجب على الأسئلة المنطقية والموضوعية التالية إن كنت من العارفين بالعلم الحديث:
1. فأنت عندما تنظر إلى قبة السماء قبل شروق الشمس بقليل ماذا ترى في الأفق, وكيف تتصور الشروق, هل سترى الأرض وهي تتحرك نحو الشمس أم العكس هو الصحيح؟؟ وما هو تسميتك وتفسيرك لما سيحدث, ولماذا؟؟؟
2. ثم الآن تابع ما يحدث أمام عينك المجردة لكل من الأرض التي تقف أو تجلس عليها وما بين الشمس التي بدأت تشرق وظهرت أمامك قمة قرصها, وهذا هو المهم, أيهما هو الثابت وأيهما الذي يتحرك من شرقه لغربه؟؟؟
3. تابع التغيير الذي يحدث لكل منهما على حدة, وفي المشهد الذي أمامك ككل؟,,, ألم تكن تنظر للمشرق أمامك مباشرة لتشاهد شروق الشمس ثم ما لبِثْتَ أن وجدت نفسك مضطراً للنظر إلى أعلى لمتابعة هذه الشمس التي حدث لها تغيير واضح في الموقع والحجم والخواص؟, ألم يبدأ حجمها يقل وتوهجها وحرارتها ترتفع تدريجياً حتى أصبح وضعها المتغير, ومكانها وزاوية إرسال أشعتها غير ذلك الذي كانت عليه قبل دقائق و ساعات؟؟؟
4. ثم واصل متابعتها بإستمرار,, ألا تجد نفسك مضطراً لتغيير إتجاهك من مواجهة المشرق إلى مواجهة المغرب للتابع تطورها وتغير مكانها بصورة مستمرة حتى تختفي تحت خط الأفق في الإتجاه المقابل؟؟؟ ..... ماذا يعني ذلك بالنسبة لك هل أنت الذي كنت تدور حول الشمس أم الشمس التي كانت تدور حولك؟؟؟ ... فإن قلت بأنك أنت الذي كنت تدور مع الأرض حول الشمس صف لنا "عملياً ومنطقياً" كيف كان ذلك الدوران حتى يفهمه الشخص العادي ويرتب حياته بماءاً على ذلك الفهم؟؟؟
5. هل لاحظت أي شيء يدلك على أن الأرض هي التي تتحرك (تجري) حول الشمس أم الملاحظة المؤكدة لكل المخلوقات منذ خلق الله السماوات والأرض وإلى الآن وحتى قيام الساعة أن هذه الشمس (بغض النظر عن ما قاله علم الفلك من حقائق مقدرة) إلَّا أن الذي يهم كل أهل الأرض هو الذي يظهر أمامهم والذي يعتمد عليه تنظيم حياتهم التي جعل الله فيها الليل لباساً والنهار معاشاً.
6. هل أنكر علم الفلك هذه الظاهرة فغير مسمياتها, مثلا عبارة شروق sun rising وغروب sun setting, وظهر noon, وعصر afternoon,... الخ؟؟؟
7. ما الذي تحتاجه كل المخلوقات على سطح الأرض من الشمس عموماً, منذ أن تشرق إيذاناً بإنتهاء ليلة خلت ودخول نهار مقبل سيستمر حتى غروبها إيذاناً بإنتهاء نهار آفل ودخول ليل بهيم؟؟؟ ..... ليس فقط الآن, بل منذ أن خلق الله الكون وإلى أن تقوم الساعة,, رغم أنف العلماء وعلمهم ورغم أنف الكاتب.
فهل إستطاعت المعلومات التي توصل إليها العلماء صحت أمن إقتربت من الصحيح, أن تغير من تأثير الشمس على الأرض قيد أنملة أم أدنى؟ أم هل إستطاعت الأرض أن تؤثر في الشمس حركةً ودوراً ومعطياتٍ مهما إدعى المدَّعون وتشدق المتشدقون وتوهم الملحدون؟؟؟
8. فهل لأن الله تعالى الذي خلق الإنسان قد علمه البيان, حتى يعرف عظمته وقدرته وعلمه في خلق المخلوقات وتدبير أمورها ومُلْكِهِ لناصيتها, وقد أمره بإستخدام ذلك البيان في التدبر في مخلوقاته وآياته فعرف أن هذه الشمس التي يراها صغيرة بالنسبة للأرض التي هو عليها انما هي فوق ما يتصوره لأنها في حقيقتها نجم من حيث البناء والمواصفات, وأنها ينتمي إلى نجوم مجرة درب التبانة التي تضم مليارات من النجوم,,, بالإضافة إلى العديد من الأجرام السماوية الأخرى التي من ضمنها الشمس, التي تعتبر نجماً متوسط الحجم قياسا بباقي النجوم الأخرى, ... الخ.
9. وهل غير علماء الفلك إسما من "شمس" كما سماها الله خالقها إلى "نجم" كما رآها وتصورها الفلكيون عبر المقربات والمسبارات؟؟؟
على أية حال,,, مع كل هذه العلوم التي تحصل عليها الإنسان حتى الآن وغداً,, ماذا أضافت منذ إكتشافها, وماذا ستضيف للإنسان على وجه الأرض من زيادة أو تغيير أو تطوير لدور الشمس ومعطياتها وفعاليتها... ما دامت الشمس والقمر بحسبان, وكل في فلك يسبحون, وضمن خالقهما ومبدعهما وقد تأكد ذلك واقعياً وعلمياً وفلكياً. و أن لا يحدث لهما تغيير فقال منذ آلاف السنين "متحدياً" مؤكداً جازماً (لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر, ولا الليل سابق النهار, وكل في فلك يسبحون) رفع القلم وجفت الصحف. سوى أنها ترسخ في كيان ووجدان المؤمن الصادق إستحضار عظمة هذا الخلق الذي يعترف ويشهد بالعظمة المطلقة للخالق فتحرك وجدانه لتمجيده بقوله (تبارك الخلاق فيما خلق وأبدع)؟؟؟
يقول العلم عن الشمس إن لها مجموعة تحتوي على عدد كبير من الأجرام السماوية, أهمها الكواكب السيارة التي تدور حولها في مدارات إهليجية, والأقمار التي تتبعها, والكواكب القذمة, وعشرات الآلاف من الكويكبات والنيازك,, وآلاف المذنبات... ما هو التأثير المباشر لهذه المعلومات على دور الشمس وأهميتها لحياة الأحياء والمخلوقات على الأرض؟
وماذا سنحصل عليه من إضافة جوهرية - يمكن أن تغير ظروف وغايات ومقاصد خلق الإنسان والمخلوقات الأخرى على أرض الإبتلاء حيث الحياة الدنيا - بمعرفة أن الشمس تحتوي وحدها على أكثر من 99% من كتلة المادة الموجودة في هذا النظام, وحتى معرفتنا أنها مصدر لكميات هائلة من الطاقة والأشعة الكهرومغناطيسية التي تمنح الأرض الضوء والحرارة, ما دام أن الإنسان والمخلوقات على الأرض لن يستطيع أي منهم أو مجتمعين أن يغيروا هذه الكميات الهائلة من المكونات لا نوعاً ولا كمية ولا فعالية,, بل لن يستطيعوا صيانة هذه الأجرام العملاقة ولا إتقاءها بأي وسيلة؟؟؟ ..... سوى أحد أمرين, إما الجانب الإيجابي وهو تسبيح الله وتمجيد وتحميده والإعتراف له بالفضل والقدرة والحكمة المطلقة المعجزة, أو الجانب السلبي وهو مجرد الترف العلمي الذي يوفر للباحثين مزيداً من الحقائق التي يستحيل عليهم إدراكها كلها لشمولها على غيبيات (إعترف العلم بها وبإستحالة إدراكها), فه لم, ولا, ولن يعرفها أحد إلَّا الخالق سبحانه, ويقود الحمقى والجهلاء إلى مزيد من الجهل والجهالة حتى يبلغون هاوية الكفر ومستنقع الإلحاد وسفه الإشراك به.
فماذا قال هذا الكاتب عن ما جاء بآيات الله المحكمات المعجزات,, وماذا أشكل عليه فيها,, هذا ما سنفنده في ما يلي:
أولاً قال مستنكراً: ((... الشمس هى التى تدور حول الأرض وفقا للقرآن والكتاب المقدس فيقول القرآن: ( وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى) ...)). فهو يرى أن ذلك غير صحيح لأن العلم الذي تعلمه ويتوهم بأنه فهمه وإستوعبه - أكثر من المؤمنين بالله والرسول والقرآن - أن الأرض هي التي تدول حول الشمس, فإختلطت عليه الأمور وتشابكت لديه الخيوط فلا بلغ علم القرآن ولا بلغ نتائج علم البيان الذي علمه رب القرآن للإنسان, وإبتعد عن حقيقة واقع الشمس والقمر الذي يشاهده الإنسان أمام ناظريه ليل نهار خِلْفَةً سرمدية لأجل مسمى "لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً". فماذا قال الله تعالى في ذلك ولم يستوعبه الكاتب التائه كالعادة؟؟؟
قال تعالى:
1. في سورة فاطر: (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ « وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى » ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ 13).
فهل سأل الكاتب نفسه كيف يكون ولوج الليل في النهار وولوج النهار في الليل, وما دور الشمس والقمر في ذلك إبتداءاً, فهل لأن الشمس تدور حول الأرض أم لأن الأرض هي التي تدور حول الشمس (من المشاهدة المباشرة والفعالية والدور الجوهري)؟
2. وقال في سورة الرعد: (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ « وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى » - يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ 2). وهل سأل هذا الكاتب نفسه إن كان هناك تدبير ظاهر للأمر وتفصيل بيِّن للآيات التي يشاهدها بعينه المجردة في السماوات بأجرامها وكواكبها ونجومها ومجراتها تحت قبة سماء مرفوعة بغير عمد يمكن أن يراها الإنسان بكل وسائله التي سيبتكرها حتى قيام الساعة, وها هو ذا العلم قد كشف شئ يسير من هذه الآيات التي رفعت كثيراً من قدر المؤمن وزكت نفسه ووجدانه وحطت من قدر الملحد والكافر فجعلت قلبه كالكوز المجخي ينضح سواداً وخراباً وضعة؟؟؟
فلنسأل الكاتب ونتدرج معه في الفهم,, هل يرى غضاضة في إعتبار السحب مثلاً هي بمثابة "سقف" بدليل أنها تحجب عن الأرض ما فوقها من نجوم وشمس وقمر؟؟؟ ..... فإذا كانت كذلك, فلماذا لا تقع على الأرض وهي تمر فوقها بالإضافة إلى جبال الجليل والبرد؟؟؟ ..... هل هناك سقف يمكن أن يستوي بدون أعمدة يقف عليها؟؟؟ بالطبع لا, فما دام ذلك كذلك, فأين العمد التي تحمل السحب وجبال الثلج والبرد, هل هناك عمد ولاكننا لا نراها رأي العين؟؟؟
إن كان هذا حال وواقع السحب القريبة منا,, فما بال الأجرام السماوية من نجوم ومجرات أقطارها وسمكها تقاس "علمياً" بمقياس مبتكر هو (السنة الضوئية) التي يسافر الضوء فيها من الأرض إلى الفضاء الخارجي لمدة سنة كاملة, فكيف إذا علمت أن
طبقة مجرة الطريق اللبني القريبة منها سمكها فقط ألف سنة ضوئية,, ألا تعتبر هذه المجرة سقفاً مرفوعاً بغير عمد نراها؟؟؟ ..... فإن لم تكن كذلك, فلماذا لا تقع على الأرض كلها أو بعض نجومها التي تصل إلى 400 بليون نجم, غير الغبار وغيره؟؟؟
3. وفي سورة الزمر, قال: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ « وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ » مُّسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ 5). إن كان الكاتب قد عمي عليه معرفة الحق الذي خلق الله السماوات والأرض بهما, فهل يستطيع على الأقل أن يثبت عكس ذلك إن كان من العالمين الصادقين؟؟؟
الملاحظ هنا أن في هذه الآيات الثلاث من ثلاث سور مختلفات جاءت كل منهم بنفس العبارة عن الشمس والقمر, وذلك بقوله تعالى: (« وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ - كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى »). إذاً الشمس والقمر ليستا فقط أجرام سماوية - تسبح في فضاء الكون الشاسع الواسع ضمن مجرة التبانة, كل في مداره من جهة, ويدور في مدارات أخرى حول أجرام أكبر منه من جهة ثانية, كأنها أشياء عاطلة لا عمل لها ولا دور سوى الدوران كل حول غيره وحول نفسه ببلاهة سرمدية - بل هي مع خصوصياتها وتكوينها وحركتها,,, إلَّا أن خالقها قد (سَخَّرهَا) لدور آخر تقوم به نحو الأرض تحديداً وللحياة فيها. فهذا الدور هو تسخير هو في حقيقته ليس من طبيعتها.
فالقرآن لا ولم يتحدث عن مادتها وحجمها... الخ, ولكنه تحدث عن دورها الذي حدده لها في حياة الخلق,, وهذا التسخير ما لا يستطيع العلم أن يصل إليه عبر المعامل والدراسات والأبحاث والإفتراضات العلمية والحسابات الرياضية. إذاً كل ما تراه - أيها الكاتب - أمامك وأنت على سطح الأرض, وما تحسه وتستفيد منه في حياتك المؤقتة هو التسخير وليس حقيقة المسخر نفسه, لذا فما دام أنك - على الأرض وما دمت فيها - لن تشاهد الشمس إلَّا وهي تتحرك والأرض ثابتة فهي تشرق لتغيب ثم تشرق مرة أخرى, وهذا الدوران هو الذي يؤثر في الحياة بكاملها وليست المعلومات عن تكوينها وقطرها وبعدها وإنتماءها للمجرة وكثافتها ومقارنتها بالأجرام السماوية الأخرى ... الخ.
لاحظ أن الله تعالى قال عن الشمس والقمر: (... كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ...), ولم يقل مثلاً « كل يجري حول الأرض أو يجري حول مداره أو يجري حول الشمس أو يجري مع المجرة »,,, وهذا أبلغ وأشمل تعبير يمكن أن يستوعب ويتضمن اي نوع من الحركة التي قد يكتشفها العلم عبر "البيان" الذي علمه الله للإنسان. لذا أراد الله تعالى أن يميز هذا الجري, فقال إنه يجري: (... لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ...),, نفس الشمولية المعجزة فما هو ذلك الأجل, ومتى ينقضي,, وكيف يكون؟؟؟ ..... هذه الأسئلة ليس في مقدور العلم أن يجيب عليها مهما بلغ من تقدم ورقي, لأن الآجال عند من خلق وأجَّل وحده. والذي قال: (كل من عليها فانِ), إيذاناً بنهايته وفنائه المحتوم.
وإعلم أنه ليس ذنب القرآن انك لا تستطيع أن تفرق ما بين عبارة « يَجْرِي لِأَجَلٍ » وعبارة « يَجْرِي حَوْلَ » فآفتك أنت لا تفرق ما بين هذا وذاك فتخلط الأوراق وتوسع الأشداق, وتشنف آذان الآفاق.
4. وفي سورة لقمان أنظر إلى هذه الشمولية المعجزة, قال تعالى: (لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ 26), (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ 27), هب أن الله تعالى قد بدأ بإعلام الناس بشئ من خلقه, لا نقول بما في السماوات, بل فلنبدأ بالمكتشف حتى الآن من أسرار النذر اليسير مما على الأرض فضلاً عمَّا فيها,, كم عدد المجرات التي يمكن أن تسع كتبه, ومن من البشر يمكنه الإطلاع على شئ منها؟؟؟
5. فلو أخذا من علوم السماء النذر اليسير المهين الذي إكتشفه علماء الفلك حتى الآن وغد وحتى قيام الساعة, وتذكرنا بأنهم يقولون عن نجم واحد انه يبعد عن الأرض أكثر من الف وخمس مائة سنة ضوئية, وكتب الله معلومات عامة عن هذا النجم,, ما مقدار المجلدات التي ستستوعب هذه المقدمة فقط ؟؟؟.
6. وفي سورة إبراهيم, قال تعالى: (« وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ » « وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ » 33).
7. وفي سورة النحل, قال: (« وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ » « وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ » - إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ 12),, فهو لم يشغلنا بمواصفاتها وتكوينها وجرمها,,, رحمة بنا ولكنه إكتفى بإعلامنا انه قد "سخرها" أو بمعنى قهرها للقيام بالأدوار المفيدة والداعمة للحياة التي أعدها الله للحياة الدنيا.
8. وفي سورة يونس, قال: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ).
فإن أراد الله للإنسان أن يعرف هذا الأجل المسمى فبالطبع لن يخبره بذالك أحد مباشرة, بل سيوحيه إلى نبيه ورسوله الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلَّا وحي يوحى,, فهل فَعَلَ اللهُ ذلك؟ وهل بلَّغَنَا به النَّبِيُّ؟
بالطبع نعم,, هذا ما شهد به الكاتب بأن جاء بالحديث الذي يؤكد هذه الحقيقة ويوثقها.
جاء الكاتب بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي روي عن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ: كُنْت مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِد عِنْد غُرُوب الشَّمْس فَقَالَ صلى الله عليه وسلم « يَا أَبَا ذَرّ أَتَدْرِي أَيْنَ تَغْرُب الشَّمْس؟ », قُلْت اللَّه وَرَسُوله أَعْلَم قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وصلى الله عليه وسلم » فَإِنَّهَا تَذْهَب حَتَّى تَسْجُد تَحْت الْعَرْش فَتَسْتَأْذِن فَيُؤْذَن لَهَا وَيُوشِك أَنْ تَسْجُد فَلَا يُقْبَل مِنْهَا وَتَسْتَأْذِن فَلَا يُؤْذَن لَهَا وَيُقَال لَهَا اِرْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْت فَتَطْلُع مِنْ مَغْرِبهَا فَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: " وَالشَّمْس تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِير الْعَزِيز الْعَلِيم« ".
إذاً فالكاتب قد شهد بأن النبي الكريم قد بين بكل وضوع من خلال هذا الحديث الصحيح ما هو مراد الله تعالى من قوله: (... وَالشَّمْس تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ...), وأن هذا المستقر هو إستمرارها في الجري إلى آخر أجلها الذي أجله الله لها حيث تفنى كغيرها من المخلوقات ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام. فليس المقصود جريها حول الأرض, ولا حول نفسها ولا حول غيرها,, والقرينة الدالة على أن المقصود أجلها هو قوله تعالى: (... ذَلِكَ تَقْدِير الْعَزِيز الْعَلِيم).
فأنظر إلى قوله تعالى أيضاً في سورة التكوير, قال: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ 1), في نهاية أجل هذا الكون: (وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ 2), (وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ 3), (وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ 4), (وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ 5), (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ 6), (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ 7), (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ 8), (بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ 9), (وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ 10), (وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ 11), (وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ 12), (وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ 13), حينئذ!!! (عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ 14),,, إن كان خيراً فخير وإن كان غير ذلك فلا تلومن إلَّا نفسها.
أما الجزء من هذا الحديث الشريف المتعلق بسجود الشمس من قوله تعالى: (... فَإِنَّهَا تَذْهَب حَتَّى تَسْجُد تَحْت الْعَرْش ...), والذي كيف أن هؤلاء الضالين المكذبين المحبطين المشاغبين يلوكونها كأنها أمر غريب مستهجن وهم لا يدركون أنهم رغم كفرهم وإلحادهم وإشراكهم وتمردهم بأنهم "مقهورون" (أقول وأكرر وأعيد بأنهم - شاءوا أم أبو أو تمحكوا - مقهورون على السجود لله تعالى الذي خلقهم), أما المؤمن فإنه يسجد لله طوعاً وحباً وتقرباً. فلا غرابة أن تسجد الشمس التي قال لها وللأرض إئتيا طوعاً أم كرهاً قالتا أتينا طائعين. ولسنا معنيين بكيفية السجود فهناك سجود ظاهر للعيان كسجود المؤمن وهناك سجود غير ظاهر للعيان كسجود كل المخلوقات بلا إستثناء وهناك تستبيح ظاهر وآخر تسبيح غير مسموع أو مسموع ولكنه غير مفهوم كتسبيح الحيوانات والطيور والجمادات والزروع... الخ.
ولنتذكر قول الله تعالى في سورة الرعد: (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ «« طَوْعًا وَكَرْهًا »» - وَظِلَالُهُم « بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ » 15), فلا تظن أيها المتمرد انك خارج عن سلطان الله ومراده بل فلتعلم يقيناً أن ناصيتك بيده, ماضٍ فيك حكمه, عدل فيك قضاؤه.
وفي سورة آل عمران, قال: (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ - وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ - «« طَوْعًا وَكَرْهًا »» وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ 83), فمن أبى أن يسلم له طوعاً قهره على الإسلام له "كرهاً", وسيعرف ذلك عند رجوعه إليه يوم القيامة.
وفي سورة النحل, قال: (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ - «« مِن دَابَّةٍ »» - وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ 49), فهل تظن نفسك أيها الكافر المشرك الملحد شيئاً آخر عند الله خارج تعداد الدواب التي خلقها في الأرض؟؟؟ ..... فإن كان هذا ظنك فقد وهمت وبهمت وما فهمت.
وفي سورة الروم قال: (وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ «« كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ »» 26), وهذا يعني أن كل ذرة من جسدك تقنت لله تعالى الذي خلقها شكرا وعرفاناً, رغماً عن أنفك, بل وستكون شاهدةً عليك يوم القيامة (يوم تكلما أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون).
وفي سورة مريم قال تعالى: (إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ «« إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا »» 93), فعندما ينكر الكافر والملحد والمشرك عبوديته لله الذي خلقه طوعاً وإختياراً وإقبالاً, قهره الله على هذه العبودية فهو عبد لله مهما إدعى وأنكر, فهذا لا ولن يغير من الحقيقة شيئاً, كمثل المجرم المحكوم عليه بالإعدام, فإن قال أو إدعى بأنه لن يعدم فإن هذا لن يغير من حقيقة أمره شيئاً لأنه قد أصبح في حالة إعدام والمسألة فقط بلوغ أجل التنفيذ لا أكثر.
والآن تأمل الشمولية هنا في سورة الحج, حيث قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ 18).
أما التسبيح أيضاً فلك أن تسبحه إختياراً وإقبالاً فتؤجر عليه وتُكرم به, ولك أن تُدبر عنه إختيار فتُقهر عليه "قهراً", ويُكتب عليك وزره. قال تعالى في سورة الجمعة: (يُسَبِّحُ لِلَّهِ « مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ » الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ 1), ومعلوم أن إسم الموصول (ما) أشمل من إسم الموصول (مَنْ) الذي تختص بالعاقل فقط.
وقال تعالى في سورة التغابن: (يُسَبِّحُ لِلَّهِ « مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ » - لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 1), وقال في سورة الإسراء: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ « وَمَن فِيهِنَّ » « وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ » إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا 44).
ثانياً,, قوله: ((... ويقول القرآن أيضا : ( وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا)...)).
هنا نراه قد لجأ للتزوير والتحريف مرة أخرى فأدخل آية في أخرى إما مكراً وخبثاً أو جهلاً مركباً, وقد خلط آيتين من سورة الكهف, الأولى قوله تعالى: (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا 17), مع الثانية قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا 86).
وهذه حالة أخرى مما إعتاده من تزوير وتحريف فقد أخذ صدر الآية الأولى (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ ...) وبتر باقي الآية, ثم دمج هذا الجزء معه الآية الثانية من قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا), فعرضها على القراء بهذا المسخ هكذا: ("وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال" - "حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا"), إذاً فهو مغبون أيضاً في الأمانة العلمية والمصداقية,,, وهذه تكفي لسحب الثقة منه أمام العقلاء الذين يحترمون أنفسهم ولا يقبلون الخداع والإستخفاف بعقولهم.
هذه الآيات الكريمات في سورة الكهف لا تحتاج أن نقف عندها كثيراً حتى نرد على, أو نضع في إعتبارنا أناس ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وجعل على أبصارهم غشاوة,, أناس لا يمكن أن يستوعبوا روائع هذه السورة التي تحتاج إلى مقومات ومقتضيات إيمانية هم أبعد عنها بعد السماء للأرض بل أبعد. فإذا كان الله تعالى قد توفى هؤلاء الفتية الذين فروا إليه بدينهم في نومهم وعطل لهم قوانين أكثر تعقيداً وعجباً بأن أبقاهم رقوداً أكثر من ثلاثة قرون, أيعجز أن يهيئ لهم المكان المناسب والآمن بكل ما يمكن وما لا يمكن أن يتصوره إنسان؟؟؟ أيعجز أن يجعل الشمس تزاور عن كهفهم ذات اليمين بحوله وقوته وتقديره وعلمه وإرادته, ثم يجعلها تقرضهم ذات الشمال في شروقها وغروبها طيلة فترة رقادهم بما يوفر لهم النوم الهادئ, ولم يتركهم على هيئة واحدة, بل قال إنه يقلبهم في نومهم ذات اليمين وذات الشمال؟؟؟.
فلننظر إلى بضع آيات من هذه السورة تكفينا وتكفي العاقلين والمؤمنين السؤال, وذلك من قوله تعالى في سورة الكهف: (وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ «« يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا »» 16), عباد لله كرام, فروا إليه بدينهم وتركوا الدنيا بكل مباهجها وهم مطاردون من قومهم الكفرة الفجرة, ودخلوا الكهف بدون أي مقومات للحياة وقصدوا الله أن يتولى أمرهم وهم على يقين من أنه لن يهملهم أو يحيجهم لغيره لذا قالوا لبعضهم بثقة ويقين « فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ «« يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا »» ».
فإستجاب الله لهم على الفور, وهيأ لهم ما سألوه, قال: (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت «« تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ »» وَإِذَا غَرَبَت «« تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ »» وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ - « ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ » - مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا 17), لاحظ أن هذا الإعجاز ليس وضعاً طبيعياً كما قال القائلون أو ظن الظانون, بل هو عمل خاص بهم وآيات بينات, إذ جعل الله الشمس تفعل هذا التزاور وذلك القرض عن كهفهم قصداً, فما هي الإشكالية في ذلك, فهل هذه أغرب من إبقائهم على قيد الحياة لأكثر من ثلاثة قرون وتقليبهم ذات اليمين وذات الشمال وهم لا يدرون عن ذلك شيئاً أو يكون لهم دور فيه.
ومع ذلك ترك الله تعالى آثار الزمن عليهم فطالت شعورهم وأظافرهم حتى أصبح منظرهم للناظر مخيفاً يجعله يولي منهم فراراً ويمتلئ منهم رعباً, وقد وصف الله حالتهم تلك قال: (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ «« وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ »» وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ - لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا 18).
الا يكفي بعد كل هذا أن الله تعالى قال لنبيه الكريم: (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا 9), وأي عجب هو!!!: (إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا «« رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا »» 10), فالقصة كلها آيات معجزات متتابعات سماها مبدعها "عجباً", بقوله عن الفتية إنهم: (... كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا). فهل نترك هذا الإبداع لنرضي ملحداً مختوماً لا يؤمن بقُدرةِ وإرادة وسُلطانِ لله الذي يفعل ما يشاء ويختار؟؟؟ ذلك الذي بلغ ما بلغه كحصيلة منطقية لمبلغه قمة الجهل والجهالة من قبل, فطمس العلم مداركه حتى أصبح يعتقد أن الله هو رجل آلي يعمل بالتيار الكهربائي, ويدار وتضبط حركاته وسكناته وفقاً لمبرنامج مكتوب software يتم تشغيله بالتحكم عن بعد remote- control.
ولا يستطيع أن يفعل شيئاً خارجه وحتى الشمس وغيرها تعمل وفق برنامج والإنسان يعمل وفق برنامج وكل يعمل وفق برنامجه الذي وضعه له "مجهول" سموه "الطبيعة", ولا سلطان لأحد عليه,, وهكذا.
شخص كذب الله وآياته البينات وصدق معتوهاً مخموراً مخدراً جاهلاً إدعى أن الإنسان أصله قرد, ولم يقدم برهاناً حتى على الأقل صورة لأحد أجداده القرود من ألبوم أسرته, ومع ذلك عبده المغفلون وتدلهوا فيه. مع أن الله تعالى بين أن العكس هو الصحيح, ليس البشر أصلهم قروداً وإنما القرود أصلهم صنف من بشر مغضوب عليهم وقد سخطهم ربهم قروداً وخنازير وعبد الطاغوت.
وأنظر إن شئت إلى قوله تعالى في سورة المائدة: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ 59), (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ «« مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ »» أُولَئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ 60), فلعل هذا المنكود كان حقيداً للقردة أو الخنازير أو عبد الطاغوت, لذا فهو يتحدث عن نفسه,,, هذا أمر وارد وغير مستبعد, بل هو الإحتمال الأرجح إن لم يكن مدعياً كاذباً مخطرفاً, ولعل الذي يصدقه من قريب أم من بعيد, ويعبده لهو أحدى هذه الأصناف الثلاثة التي هي شر مكاناً وأضل عن سواء السبيل.
ثالثاً,, قوله: ((... كذلك فى سورة البقرة ( قالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) فالقرأن يعلن أن الله يأتى بالشمس أى أنها المتحركة حول الأرض ...)).
نقول له لقد كذبت وأخفقت كالعادة في فهمك لقول الله تعالى: (... فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ ...) بقولك (أى أنها المتحركة حول الأرض), لم يذكر الله كلمة "حول الأرض" إطلاقاً فلا تكذب وتزور وتدلس, قف عند حدود النص فأنت في حضرة القرآن الكريم. دعك من الفلسفة الجوفاء وقل لنا أنت رداً على السؤال المباشر لك الآن حتى تبيض وجهك أمام القراء الكرام.
1. الآن قف أنت بنفسك في ساحة بحيث ترى منها خط الأفق جهة المشرق منتظراً شروق الشمس,
2. فهندما يظهر قرصها فوق خط الأفق عياناً بياناً فماذا تسمي هذه الحالة (جاءت الشمس, أم أقبلت, أم جرت, أم تدحرجت, أم قفذت, أم طارت, أم سبحت, أم أتت من المشرق؟؟؟). فالله تعالى إختار من هذه عبارة (أتت الشمس) من المشرق, فهل في هذا الإختيار خطأ علمي أم تريده أن يقول إن الأرض عندما تدور حول الشمس بزاوية # درجة عند البرج كذا في وقت كذا بتوقيت قرينتش, إجعلها تأتي بكذا وكذا وكذا بتوقيت جنوب أفريقيا؟؟؟ ..... يا أخي دعك من التمحك واللجاجة والخبل.
معلوم للجميع أن الشمس تأتي من المشرق, وهذا ما قاله إبراهيم الخليل للنمروز لأنه يعلم أنه لن يغالطه في ذلك إذ أنه يراها كل يوم تأتي من المشرق, وقد فهم النمروز ذلك رغم غباءه الفطري المستحكم, فأعجزه الخليل بقوله له (... فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ ...), وباللهجة المصرية (آلْ لُّهْ,,, خَلِّيْهَا تِيْقِيْ إلمَرَّآدِيْ مِلْمَغْرِبْ إنْ كُنْتَ رَآقِلْ قَدَعْ), بمعنى أنت تراها تتحرك أمامك من جهة المشرق إلى جهة المغرب, وهذا ما يفعله الله ربي, فعليك أن تعكس المسار وتجعلنا نراها تشرف من المغرب وتتجه نحو المشرق لتغرب فيه. (فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ). ما هو ذلك الخطأ العلمي الذي تقيم عليه الدنيا ولا تقعدها,,, فقط لترضي نفسك المنهزمة؟؟؟
رابعاً,, أما قول الكاتب عن قصة يشوع في سفر يشوع العاشر 12- 14, التي إدعى إنها خرافة فنقول له, ما دامت القصة قد أوحى الله بها لنبيه الخاتم الأمين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم إذاً فهي تعتبر بلا شك من قصص بني إسرائيل التي أصلها صحيح مع إختلاف في الرواية, التي تقول: ( 12 حينئذ كلم يشوع الرب يوم اسلم الرب الاموريين امام بني اسرائيل وقال امام عيون اسرائيل يا شمس دومي على جبعون ويا قمر على وادي ايلون . 13 فدامت الشمس ووقف القمر حتى انتقم الشعب من اعدائه. اليس هذا مكتوبا في سفر ياشر. فوقفت الشمس في كبد السماء ولم تعجل للغروب نحو يوم كامل . 14 ولم يكن مثل ذلك اليوم قبله ولا بعده سمع فيه الرب صوت انسان.لان الرب حارب عن اسرائيل), هذه رواية بني إسرائيل كما وردت.
فماذا قال النبي عن هذه القصة عن نبي من أنبياء الله أوحى له بها الله ؟؟؟
فعن أبي هريرة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (غزا نَبِيُّ مِنْ الأنْبِيَاءِ فَقَالَ لِقَوْمِهِ لَا يَتْبَعْنِيْ رَجُلُ مَلَكَ بُضْعَ اِمْرَأَةٍ وَهُوَ يُرِيْدُ أنْ يَبْنِيَ بِهَا وَلَمَّا لَمْ يَبْنِ بِهَا وَلَاْ أحَدُ بَنَا بُيُوْتَاً وَلَمْ يَرْفُعْ سُقُوْفَهَا وَلَاْ آخَرُ اِشْتَرَىْ غَنَمَاً أو خَلَفَاتٍ وَهو يَنْتَظِرُ وِلَادَتَهَا. فَغَزَا فَدَنَىْ مِنْ القَرْيَةِ حِيْنَ صَلَاةِ العَصْرِ أوْ قَرِيْبَاً مِنْ ذَلِكَ. فَقَالَ للشَمْسِ إنَّكِ مَأمُوْرَةُ وأنَا مَأمُوْرٌ. اللَّهُمَّ أحْبِسْهَا عَلَيْنَا، فَحُبِسَتْ حَتَّىْ فُتَحَ اللهُ عَلَيْهِم.).
ولهذا الحديث بقية قال صلى الله عليه وسلم فيها فيها عن ذلك النبي: (... فَجَمَعَ الغَنَائِمَ، فَجَاءَتْ - يعني النار- لتَأكُلَهَا فَلَمْ تَطْعَمْهْا، فَقَالَ: إنَّ فِيْكُمْ غُلُوْلَاً، فَلْيُبَايِعْنِيْ مِنْ كُلَّ قَبِيْلَةٍ رَجُلُ، فَلَزِقَتْ يَدُ رَجُلٍ بِيَدِهِ، فَقَالَ: فِيْكُمُ الغُلُوْلُ، فَليُبَايِعْنِيْ قَبِيْلَتُكَ، فَلَزِقَتْ يَدُ رَجُلَيْنِ أوْ ثَلَاثَةٍ بِيَدِهِ، فَقَالَ: فِيْكُمُ الغُلُولُ، فَجَاءُوْا بِرأسٍ مِثْلِ رَأسِ بَقْرَةٍ مِنَ الذَّهَبِ، فَوَضَعُوْهَا فَجَاءَتِ النَّارُ فَأكَلَتْهَا، ثُمَّ أحَلَّ اللهُ لَنَا الغَنَائِمَ، رَأىْ ضَعْفَنَا وَعَجْزَنَا فَأحَلَّهَا لَنَا).
فالرواية الموحاة من الله لرسوله الكريم هي الأساس, ولكنها تُصدق صحة أصل الرواية التي جاءت بسفر يشوع التي ذكرها الكاتب في موضوعه.
لا يزال للموضوع بقية,
تحية كريمة للأكرمين,
بشاراه أحمد عرمان
#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟