|
تحرير الموصل نصف انتصار !
اثير حداد
الحوار المتمدن-العدد: 5579 - 2017 / 7 / 12 - 16:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اثير حداد اثناء النقاش في الولايات المتحده عن تنفيذ قانون "تحرير العراق" زمن بوش الابن تسائل السناتور جوزيف بايدن و ريتشارد لوغار " ما هي مسؤوليتنا في العراق بعد صدام حسين ؟". ويبدو ان البعض اعتبر ان مثل هذا السؤال يعتبر تافها لا يستحق التوقف عنده وتاجيل اندفاع القوات المسلحة، وكان التصور من السذاجة ان الحاكم المدني بريمر كان يلتقي يوميا بشخصيات عراقيه ليقترحها لشغل مناصب الوزراء وعندما اراد بناء نظام سياسي جديد ديموقراطي عاد الى وثائق اجتماعات المعارضة، تلك المعارضة كانت مقطوعة الصلة بالداخل العراقي وما حدث فيه من تغيرات جوهريه على جميع الصعد فجاء بمجلس الحكم ليمثل التركيبة الطائفيه والاثنية في العراق وليس متطلبات مرحلة ما بعد صدام حسين، لان القيادة الامريكيه لم يكن لديها اطلاع كاف على المجتمع العراقي وعلى جوهر التغيرات العميقة التي حدثت فيه وبالاخص بعد حكم صدام حسين في انتقالاته من القومي الى الحملة الايمانيه، بالضافة الى ما اشرنا له ان قوى المعارضه كانت بعيدة عن جوهر الداخل نتيجه لخوفها من بطش صدام وضعف قدراتها التنظيميه و ارتهان بعضها لسياسات الدول المحيطة. تقول احلام مستغانمي في ذاكرة الجسد " لقد حررنا الارض ولم نحرر الانسان ". وانا اعتبر ان هذا المقتطف يختصر برعب كبير اسباب فشل حركات التحرر التي تحولت الى، علم جديد ورئيس جديد ببزة عسكريه يتبخطر كلديك، وسلام جمهوري جديد وقصر جمهوري جديد، وترقيع هنا وهناك لبعض القوانين دون المساس بالمؤسسات، و عدم تحقيق عدالة في توزيع الدخل، لا بل تعمقت الفوارق الدخليه وكذلك الفوارق بين المدينه والريف وطغى على المدينه الطابع الريفي نتيجة لهجرة الفلاحين لاراضيهم الزراعية والتوجه الى المدينة فاصبحت العواصم " بغداد على سبيل المثال" عاصمة محاصرة بحزام من الفقراء والعمالة الرثه و البرجوازيه الرثه ايضا. يقابل كل ذلك انهيار شبه كامل للبرجواوية الصناعية الى درجة غيابها عن المقدره على التاثيرفي التغيرات، يقابله غياب شبه كامل ايضا للطبقه العاملة التي تحولت بالكامل الى طبقة رثه. وصعود طبقة جديده لا تمتلك اي ارث ثقافي او سياسي او اجتماعي، متمثلة في البرجوازية الطفيلية. هذه البرجوازية الطفيلية تعمل حسب مبدا المثل العراقي " ياهو الي يتزوج امي اسمي عمي". ليس لا اي دور ايجابي في توليد الدخل وتدويره لا بل هي كاي طفيليات تعتاش على الدخل عبر الكومشنات والمشاريع الوهميه و اسعار تحويل العملة والسيطرة على املاك الدوله. هذه السمات تنطبق على العراق لما قبل 2003 وتمتد لما بعد تلك السنة، فقط الذي تغير هو ولائها من القائد الى الطائفة السياسية. كما اشرنا له سابقا ان الولايات المتحدة لم تمتلك برنامج لما بعد صدام ولا وضوح رؤيه للمجتمع العراقي، لا بل واعتمدت بالكامل على قوى المعارضه التي اشرنا لها باختصار فيما سبق. كل الفهم الذي امتلكة بريمر الحاكم المدني العراقي لتاريخ العراق يمكن اختزاله في خطابه عندما تحدث مع السنه قائلا لهم " لا تكررو خطأ الشيعة في 1920 " . وبغباء وافق على حل الجيش العراقي ولم يضع حلا لالاف السنه من ضباط كبار يتمتعون بامتيازات كبيره وسطوه وكذلك ضباط الامن الخاص والمخابرات، ونسي ان هؤولاء يمتلكون معرفة جيده بالمجتمع العراقي وكذلك علاقات جيده مع العشائر و اوساطهم الاجتماعيه. لا بل ان تلك الاوساط الاجتماعيه كانت تتفاخر بوجود احد ابنائها من كبار ضباط الجيش او رجال الامن . ولم يدرك بريمر ان الشعب العراقي عاش لسنوات تحت مبدا " لاتفكر فنحن نفكر عنك، كل ماعليك هو التنفيذ". مضت بضع سنوات بعد 2003 فحدث تغير فكري جوهري لكبار ضباط الجيش والمخابرات والامن الخاص من الفكر القومي (السلفي) الى الالتقاء مع فكر القاعدة فرع العراق المتمثله باول اعلان للدولة الاسلامية بقيادة الزرقاوي، ومن ثم تاسيس داعش الذي يشير البحاثة ومنهم الدكتور المبدع هاشم العاشمي الى ان القيادة العليا من داعش هم عراقيون من ضباط الجيش العراقي السابق والامن والخابرات الى اخره. هذه القيادة كما يوضح الدكتور الهاشمي تتكون من البغدادي و 12 قياديا كانوا بالاصل في الجهاز العسكري والامني لصدام حسين، وانتقلوا الى داعش . كيف تعاملت القيادة العراقية مع العراقيين السنة لغاية 2014؟ بعد ان اسس القائد العسكري الامريكي بيترايس "الصحوات" والتي حققت نجاحات كبيره جدا في الحرب على القاعدة في المناطق الغربيه قام رئيس الوزراء نوري المالكي بالغائها والتعامل بقسوة شديدة جدا مع اي محاولات للاعراب عن الراي حتى وان كانت سلميه كما حدث في اقتحام خيم الفلوجه قبل سيطرة القاعدة على تلك المحاولات، اما في الموصل فلم يشعر المواطن المصلاوي بانه مواطن متساوي في الحقوق فقد كانت الاجهزه الامنيه تحقره وتمتهن كرامته، يقابل كل ذلك ترهل شديد في اجهزة الدولة، فكيف يمكن ان نفسر هروب ثلاث فرق عسكرية، عدا الشرطة الاتحادية، من الموصل حال وصول الف مقاتل داعشي . في البداية استقبل بعض اهالي الموصل داعش كـ " محرر" لهم الا انهم تبينوا بعد ذلك دولة داعش لا يمكن التنفس فيها بحرية وانها قتلت من السنة اكثر بكثير من الطوائف و المكونات الاخرى. لانها استندت على الارث الثقافي التاريخي للاسلام السياسي من سيد قطب و الوهابيةلا بل ارث الموقف من المعتزلة و الموقف من ابن رشد وابن حيان الى اخره. في 10/7/2017 خسرت داعش معركتها العسكرية في الموصل عاصمة دولة الخلافة، ولكن هل زال خطرها ؟. هل هناك احتمالات إعادة ولادتها بتسميات جديده وبأساليب اكثر وحشيه؟ . وهل ان ظهور داعش محصور لدى المذهب السني فقط، ام هناك كوامن فكريه و مؤسساتيه وسياسيه لظهور تنظيمات سلفية للشيعة كما دعا لها نوري المالكي في " مختار العصر " ؟ . اعتقد ان افضل برنامج عراقي قدم، لحد الان، لما بعد داعش قدم من قبل السيد مقتدى الصدر. ان حل مشاكل مخلفات داعش في الموصل يجب ان تستند على 1-بناء دولة المواطنه لعموم العراق 2-انتهاج الديموقراطيه في الحكم 3-القضاء على الفساد بكل اشكاله وتجلياته والذي هو توأم الإسلام السياسي. 4-اعادة كتابة التاريخ بموضوعيه وتفريغ المناهج من فتاوي الكره والاستعلاء الذي ينتج قنابل بشريه معبئة بالمسلمات وغير قادرة ولا قابله للنقاش. 5-العمل الجاد على انشاء قضاء عادل مستقل وابعاد كل القضاة الفاسدين عنه (فمن مهزلة المهازل ان يبرء القضاء الدكتور سليم الجبوري رئيس البرلمان من تهمة الرشوة خلال 15 دقيقة فقط، فمتى استطاع قاضي التحقيق قراءة الملف والتحقيق فيه والبحث عن المادة الجرميه او قلة الأدلة) فإعادة الاعتبار للقضاء و احترامه من أولويات بناء دولة المواطنة. النقاط اعلاه عند عدم تطبيقها مكنت سيطرة داعش على الموصل.فما خاصية مرحلة ما بعد داعش في الموصل ؟. 1-اعادة الامن والاستقرار واحتكار السلاح بيد الدولة فقط 2-اعادة تاهيل الموصل والمدن المحرره 3-اعادة النازحين والمشردين مع اعادة حقوقهم 4-اقناع اهالي الموصل والمدن الاخرى ان الحكومة المركزية تمثل العراق كلل وهي مسؤولة عن حمايتهم وامنهم وحقوقهم 5-اشباع الحكومات المحلية بالصلاحيات
6-ابعاد الحشد الشعبي عن السياسة و دمجه في القوات المسلحة بحيث تصبح قيادته بيد ضباط عسكريين وليس سياسيين، وهذا ينطبق أيضا على الحشد العشائري.
#اثير_حداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الخوف من المستقبل هو خوف من الحريه -3-
-
الخوف من لمستقبل هو الخوف من الحريه - 2-
-
الخوف من المستقبل: هو الخوف من الحريه - 1-
-
الموظفين السياسيين
-
نقبل بعضنا شريكات لحماية بعضنا !!!!!
-
النفط لن يعود قادر على الاطعام !
-
العلمانيه مركب النجاة
-
يوميات رب عائله
-
الشعبويه، التعبير السياسي لبرامج - تلفزيون الواقع -
-
الشعبويه، التعبير السياسي عن برنامج الواقع التلفزيوني
-
لّو !
-
أ كان نظام البعث علمانيا ام سنيا ؟
-
اكان الربيع العربي احباطا !
-
من المسيطرعلى السوق العالميه للنفط الان ؟ العرض ام الطلب ؟
-
اسلحة الدمار الشامل العراقيه موجوده لكن الفطرسة الامريكية لم
...
-
الوعي عندما يُغيّب
-
الطائفية ...... لا تبني وطنا .
-
الظاهرة التكفيرية ... اهي ظاهرة جديده ؟
-
من داعش الى الخلافة الاسلاميه
-
الارهاب، نتاج معادات المعرفه ! 1
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|