هاشم عبد الرحمن تكروري
الحوار المتمدن-العدد: 5578 - 2017 / 7 / 11 - 20:19
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كُنْهُ الله
من هو الله؟ هو في الأدبيات الفلسفية العلة الأولى للوجود، وفي الثيولوجيا خالق الخلق؛ صاحب العلم؛ والإرادة المطلقة ؛ وفي العلم التجريبي لا محل له من الإعراب، لكن هذه الأجوبة لا تجيب عن كينونة الله بشيء، فهي تقول بوجود سبب أ علة، والعلم الحديث يقول: لا حاجة لنا لسبب أو علة، على الرغم من أن قولهم هذا بعدم الحاجة لوجود سبب أو علة يطابق تماماً حديث الإله عن نفسه عبر كتبه ورسله المخطوطة والمنظورة، ومع هذه المداخلة المتواضعة أيضاً لم نصل إلى إجابة على سؤالنا، فالبعض يقول أن العقل لا يستطيع الوصول الى معرفة الذات الالهية لعدة امور منها: أن الأشياء لا تعرف إلاّ بحدود وجودها؛ وبما أنّ الله منزّه عن الحدّ؛ فلهذا يستحيل على العقل معرفة كنه ذات الله تعالى، وبما العقل ميزان للعلم التجريبي فهو لا يعرف الأشياء إلاّ عن طريق مقايستها مع سائر الأشياء، والله تعالى لا يقاس بأحدٍ لأنّه لا مثيل له ولا شبيه، فلهذا يستحيل على العقل معرفة كنه ذات الله تعالى، غاية ما يقدر عليه العقل هو معرفة الله عن طريق المفاهيم الذهنية، وبما أنّ هذه المفاهيم محدودة، والذات الإلهية غير محدودة، فلهذا يعجز العقل عن معرفة كنه الذات الإلهية. لكن في إشارة في القرآن الكريم يُعرف الله عن نفسه بأنه ليس كمثله شيء، لكن المثلية لا تعني عدم وحدة المصدر، حتى لو كان الخالق بائن عن خلقه؛ بمعنى الانفصال وعدم وحدة الواجد والموجود، فالله عزوجل بموقع آخر يقول عن نفسه أنه: نور السماوات والأرض، وفي تصريح آخر للرسول محمد صل الله عليه وسلم؛ يقول: نور وحجبه من نور، إذن قد نكون هنا امام إله هو من نور؛ أي طاقة؛ أي فوتونات؛ أي باريونات، هذا مؤداه أن المادة واحدة للخالق والمخلوق، وهذا لا يعني تجسيد للإله أو تشبيه، فالنور لا وزن له ولا يحتاج إلى حيز، وهو قد يتجاوز الحدود، فالكون كالخط المستقيم صاحب البداية والنهاية وعند الوصول إلى نهاية الخط يصبح الضوء السائر غير مرئي لتجاوزه تلك الحدود إلى مجال آخر غير مرئي لنا، وهو بذات المعنى يحمل في طياته أن إمكانية اللامحدود في حق الخالق قائمة، بحكم عدم الاحتواء له في بعد محدد وهو الكون في موضوعنا، هذا افتراض أفترضه لا أدعي صحته، كما أني لا أمتلك برهان يجعل منه حقيقة محسوسة منظورة، لذا فهذه الفرضية لا تندرج بمدارج العلم ،بقدر كونها اجتهاد فكري يحتمل الخطأ والصواب.
#هاشم_عبد_الرحمن_تكروري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟