التحريف اليسوعي للتاريخ التوراتي ناموس الحرية -- رسالة يعقوب إصحاح 1

طلعت خيري

الحوار المتمدن-العدد: 5578 - 2017 / 7 / 11 - 15:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

1 يعقوب عبد الله و الرب يسوع المسيح يهدي السلام الى الاثني عشر سبطا الذين في الشتات* 2 احسبوه كل فرح يا اخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة* 3 عالمين ان امتحان ايمانكم ينشئ صبرا* 4 و اما الصبر فليكن له عمل تام لكي تكونوا تامين و كاملين غير ناقصين في شيء* 5 و انما ان كان احدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء و لا يعير فسيعطى له* 6 و لكن ليطلب بايمان غير مرتاب البتة لان المرتاب يشبه موجا من البحر تخبطه الريح و تدفعه* 7 فلا يظن ذلك الانسان انه ينال شيئا من عند الرب* 8 رجل ذو رايين هو متقلقل في جميع طرقه* 9 و ليفتخر الاخ المتضع بارتفاعه* 10 و اما الغني فباتضاعه لانه كزهر العشب يزول* 11 لان الشمس اشرقت بالحر فيبست العشب فسقط زهره و فني جمال منظره هكذا يذبل الغني ايضا في طرقه* 12 طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة لانه اذا تزكى ينال اكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه* 13 لا يقل احد اذا جرب اني اجرب من قبل الله لان الله غير مجرب بالشرور و هو لا يجرب احدا* 14 و لكن كل واحد يجرب اذا انجذب و انخدع من شهوته* 15 ثم الشهوة اذا حبلت تلد خطية و الخطية اذا كملت تنتج موتا* 16 لا تضلوا يا اخوتي الاحباء* 17 كل عطية صالحة و كل موهبة تامة هي من فوق نازلة من عند ابي الانوار الذي ليس عنده تغيير و لا ظل دوران* 18 شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه* 19 اذا يا اخوتي الاحباء ليكن كل انسان مسرعا في الاستماع مبطئا في التكلم مبطئا في الغضب* 20 لان غضب الانسان لا يصنع بر الله* 21 لذلك اطرحوا كل نجاسة و كثرة شر فاقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة ان تخلص نفوسكم* 22 و لكن كونوا عاملين بالكلمة لا سامعين فقط خادعين نفوسكم* 23 لانه ان كان احد سامعا للكلمة و ليس عاملا فذاك يشبه رجلا ناظرا وجه خلقته في مراة* 24 فانه نظر ذاته و مضى و للوقت نسي ما هو* 25 و لكن من اطلع على الناموس الكامل ناموس الحرية و ثبت و صار ليس سامعا ناسيا بل عاملا بالكلمة فهذا يكون مغبوطا في عمله* 26 ان كان احد فيكم يظن انه دين و هو ليس يلجم لسانه بل يخدع قلبه فديانة هذا باطلة* 27 الديانة الطاهرة النقية عند الله الاب هي هذه افتقاد اليتامى و الارامل في ضيقتهم و حفظ الانسان نفسه بلا دنس من العالم*


التصحيح التعبيري


يعقوب عبد الله--- الرب يسوع المسيح--- يهدي السلام الى ألاثني عشر سبطا الذين هم في الشتات -- يا إخوتي احسبوه فرح حينما تقعون في تجارب متنوعة --الامتحان ينشئ الصبر-- فالصبر له عمل تام لتكونوا تامين وكاملين غير ناقصين في شيء --- فان احتاج أحدكم الى حكمة فليطلبها من الله الذي يعطي الجميع بسخاء --- فطلب إيمانا غير مرتاب لان المرتاب يشبه موجا البحر تخبطه الريح وتدفعه-- لا ينال الإنسان شيئا من الرب وله رأيين متقلقل في طرقه -- فليفتخر الاخ المتواضع بارتفاعه – وأما الغني المتكبر كزهر العشب تزول وتسقط بحرارة الشمس هكذا يذبل في طرقه --- طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة سينال أكليل الحياة ووعد الرب لأحبائه--- لا يقل احد منكم أنا مجرب من قبل الله لأنه لا يجرب بالشرور--- فكل مجرب انجذب وانخدع في شهوته -- ثم الشهوة حبلت خطيئة--- والخطيئة تنتج موتا -- لا تضلوا يا أخوتي الأحباء فكل عطية صالحة وموهبة تامة هي نازلة من فوق من عند أبي الأنوار الذي ليس عنده تغيير ولا لف ولا دوران --- شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه-- يا إخوتي الأحباء كل إنسان مسرعا في الاستماع مبطئا في التكلم شديد الغضب لا يصنع بر الله -- لذلك اطرحوا كل نجاسة وقابلو بوداعة الكلمة المغروسة القادرة على تخلص نفوسكم -- كونوا عاملين بالكلمة لا سامعين لها فقط خادعين نفوسكم –فالذي سمع الكلمة ولم يعمل بها يشبه رجلا ناظرا الى وجه في المرآة ثم ومضى وللوقت نسي ما هو شكله ولكن من اطلع على الناموس الكامل ناموس الحرية وثبت وصار غير سامعا ناسيا العمل بالكلمة فهذا يكون مغبوطا في عمله --- فمن كان يظن ان هذا دين فهذا ليس دين بل لجم للسان وخدع للقلب فهذا ديانة باطلة -- الديانة الطاهرة النقية عند الله الأب هي هذه افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم


الكاتب المقدس .الإنجيل . رسالة يعقوب إصحاح 1

https://www.enjeel.com/bible.php?op=read&bk=59


اقتبسنا من إصحاح العبرانيين هذا المقطع للتواصل مع ناموس الحرية الجديد

أهم عبارة عقائديه سياسيه أطلقها بولس في هذا الإصحاح والتي جمعت بين العبرانية واليسوعية هي (راعي الخراف العظيم ربنا يسوع بدم العهد الأبدي) من المعرف عند المسيحيين ان يسوع المسيح كان نجارا في ارض الجليل ما الذي جعله راعي خراف عظيم --الإرادة السياسية للمجتمع الجديد العبرانيون المتيسعون –لذا يحتم على المرشدين اليسوعيين إطلاق هكذا تسمية سياسيه على يسوع المسيح الراعي العظيم الذي هو موسى لدمجهما عقائديا --كما يحتم عليهم دمج دم ذبيحة الخطيئة العبرانية مع دم يسوع المسيح الذي سفك من اجل الخطيئة--- ليكون الاندماج هو عبارة عن عهد جديد للبشرية يكون فيه يسوع المسيح هو الله بدلا من الله العهد القديم

انتهى دور الله العهد القديم ليحل محله يسوع المسيح هو الله فلا نستغرب عندما نسمع عن شعب توراتي يؤمن بإلوهية المسيح علما ان ظهور المسيح تاريخيا بعد نزول التوراة من الأسباب التي أدت الى هذا التناقض العقائدي والتاريخي في اعتناق التوراتيين للديانة المسيحية هو الاستعانة بشخصيات توراتية كمبشرين مسيحيين أثناء كتابة الإنجيل وهذا ما سوف نلاحظه في رسالة يعقوب –

يعقوب احد أبناء إبراهيم جعله مؤلف الإنجيل مبشرا للمسيحية عن طريق رسائل موجهه الى أسباط بني إسرائيل يدعوهم فيها الى إلوهية يسوع المسيح
الرسالة--- يعقوب عبد الله--- الرب يسوع المسيح--- يهدي السلام الى ألاثني عشر سبطا الذين هم في الشتات -- يا إخوتي احسبوه فرح حينما تقعون في تجارب متنوعة --الامتحان ينشئ الصبر

اقرأ دعوة يعقوب الى الكلمة التي تكرس الاعتقاد بيسوع المسيح من خلال مثل المرآة والوجه معتبرا الذين لا يقرؤن ناموس الحرية ليس لهم دين --- ملغيا منه العقائد التوراتية لافت النظر الى شرائح اجتماعيه بحاجه الى موقف أنساني وليس ديني

الرسالة---كونوا عاملين بالكلمة لا سامعين لها فقط خادعين نفوسكم –فالذي سمع الكلمة ولم يعمل بها يشبه رجلا ناظرا الى وجه في المرآة ثم ومضى وللوقت نسي ما هو شكله ولكن من اطلع على الناموس الكامل ناموس الحرية وثبت وصار غير سامعا ناسيا العمل بالكلمة فهذا يكون مغبوطا في عمله --- فمن كان يظن ان هذا دين فهذا ليس دين بل لجم للسان وخدع للقلب فهذا ديانة باطلة -- الديانة الطاهرة النقية عند الله الأب هي هذه افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم


نتيجة الصراع السياسي على الكتاب المقدس أتى اليهود بإبراهيم وأبنائه من فترة ما قبل نزول التوراة الى ما بعد فترة نزول الإنجيل أي القرن الثالث الميلادي جاعلين إبراهيم وأبنائه يهودا في ناموسهم---لما أراد مؤلف كتاب الإنجيل استقطاب اليهود الى المسيحية جعل شخصيات الناموس التوراتي العبراني ابرأهيم وأبنائه مبشرين للمسيحية في إنجيلهم – مثل يعقوب في هذه الرسالة—بمعنى ان يعقوب أصبح مسيحيا نصرانيا يسوعيا ومبشرا أسباط بني إسرائيل بإلوهية يسوع المسيح---


التصحيح القرآني


{أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }البقرة140

#طلعت_خيري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات