مالك بارودي
الحوار المتمدن-العدد: 5578 - 2017 / 7 / 11 - 00:40
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
خواطر لمن يعقلون – ج123
.
1.
محمد بن آمنة سمل أعيُن العرانيّين و أبو بكر الصّديق أحرق الفجاءة و علي بن أبي طالب أحرق أُنَاسًا بالنّار. فلا لوم على إبن تيمية ولا على الإخوان المسلمين ولا على القاعدة وداعش. إذا كان النّبع نفسه مسمومًا، فمن الطّبيعي أن يكون الماء الذي يسيل منه مسمومًا هو أيضا، ولو إبتعد آلاف الأمتار.
.
2.
ما الذي يهمّني إن كان لله إبن أو بنت أو كان عاقرًا، مادام من يؤمن بذلك لا يُجبرني على إتّباعه بالسّيف ولا يقتلني إن أنا رفضت دينه؟ ماذا يهمني من اليهودي إذا آمن بربّه ولم يعتد على النّاس؟ وماذا يهمّني من المسيحي إذا آمن بأن المسيح هو الله أو إبن الله ولم يقتل المخالفين؟ وحده المسلم مشكلة!
.
3.
يلعن إله القرآن اليهود لأنهم "يحرّفون الكلم عن مواضعه"، أي يتأوّلونه ويفسّرونه بغير معناه. لكن، أليس المسلمون أيضا يفعلون ذلك؟ أليست إدّعاءات مدلّسي الإعجاز العلمي والعددي والبلاغي في القرآن تحريفًا للقرآن عن مواضعه؟ فإذا كان كتابُ اليهود متّهمًا بالتّحريف بسبب تأويلات وتفسيرات أهله له، فالقرآن أحقّ بأن يوصف بأنّه محرّف، ولنفس السّبب.
.
4.
القول بصلوحيّة القرآن لكلّ مكان وزمان هو أصل كلّ مشاكل المسلمين والعالم من ورائهم. لا يمكن لأيّ نصّ أن يكون صالحًا لكلّ مكان وزمان دون أن يولّد مشاكل.
.
5.
أين هو هذا الله الذين تزعمون وجوده؟ حين تسدّ على المؤمن كلّ الأبواب بنقض أدلّته العقليّة والعلميّة والنّقليّة المزعومة، يقول لك بكل ثقة: "الله موجود في عالم الماورائيات والغيب، وهذا العالم لا يدركه العقل الإنساني"... ماذا؟ عالم الماورائيات والغيب؟ ولا يدركه العقل الإنساني؟ ألم تزعجني منذ قليل بنهيقك عن الأدلة العقلية على وجود ربك؟ ألا تدرك أن كلامك الأخير ينسف كل ما تقدم. أدلتك العقلية لا تساوي شيئا، لأنك إعترفت بأن موضوعها لا يمكن أن يدركه العقل. والأدلة العلمية أيضا تحتاج للعقل والمنطق لكي تثبت صحّتها، فإذا نفيت قدرة العقل على إدراك الموضوع فكل أدلتك تسقط آليًّا. وحتى الأدلة النقلية تحتاج للعقل، فأنت أمام نصوص متكونة من كلمات مرتبة بطريقة ما والعقل هو الذي يفهمها طبقا لما تعلمه من معاني المفردات وأنواع الإشتقاق والمعنى الحرفي والمجاز والبلاغة، إلخ. إذن، عزيزي المؤمن، حجّة أن عالم الماورائيات موجود وأنّه لا يمكن للعقل أن يدركه حجّة فاسدة وفوق هذا تجعلك متساويًا مع الحمار. (مع إعتذاري للحمير الحقيقية!) فهل ترضى أن تكون حمارا؟
.
----------------
الهوامش:
1.. مدوّنات الكاتب مالك بارودي:
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
https://archive.org/details/Islamic_myths
https://www.academia.edu/33820630/Malek_Baroudi_-_Islamic_Myths
3.. صفحة "مالك بارودي" على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/malekbaroudix
#مالك_بارودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟