أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حسام تيمور - الحداثة... بين التصريح بالعاهات المجتمعيّة/السّياسيّة, و التصريح بالممتلكات -الحميميّة-..














المزيد.....

الحداثة... بين التصريح بالعاهات المجتمعيّة/السّياسيّة, و التصريح بالممتلكات -الحميميّة-..


حسام تيمور

الحوار المتمدن-العدد: 5577 - 2017 / 7 / 10 - 18:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


الحداثة... بين التصريح بالعاهات المجتمعيّة/السّياسيّة, و التصريح بالممتلكات "الحميميّة"..

إن مفهوم الحداثة, كغيره من المفاهيم "الإيديولوجيّة", بما في ذلك مفهوم الإيديولوجيا نفسها, ليس مفهوما "عاديا" يُعبّر عن واقع "ملموس" فيوصف وصفا شفافا لا تشوبه شُبهة أو تعتريه شائبة.., "الحداثة" و رغم كونها "حقيقة تاريخية", إلا أنّها مفهوم مركّب, يتداخل فيه الثّابث بالمتحرّك و ربّما ينعدم الأول لصالح الثاني.. الحداثة مفهوم تاريخي/ثقافي/اجتماعي, و هذه العناصر كلّها متغيّرة, تجعل المفهوم حاملا في ذاته لآثار تطورات و صراعات و مناظرات اجتماعية و سياسية عديدة.. إنه يمثّل سلسلة تراكميّة, و لهذا وجب الاطّلاع على أصله و صيرورته و تمظهراته في مختلف المجالات : الفلسفة، الثقافة، الاقتصاد، السياسة، الدين, وعلم الاجتماع..
لكن, هُناك خصائص "ايديولوجيّة" رئيسية للحداثة, و يجب أيضا تعريف مفهوم الإيديولوجيا لفهم علّة توظيفه هُنا, و علاقتهما المفهوم/التّوظيف بما سبق. يمكن تعديد هذه الخصائص في ما يلي :
_ تعظيم الطبيعة على حساب الميتافيزيقا..
_اعتماد المنهج العلمي /العقلاني في التعاطي مع الظاهرة الاجتماعية و السياسية...
_تحجيم التفكير الديني (مسلمات, غيبيات,ماورائيّات)
_تحجيم جبروت السّلطة بواسطة "سلطة" القانون "الوضعي"...(..)
_اعتماد المنهج التجريبي بدل القياس..
_مركزة الإنسان و تحريره من سُلطة "الإله" و الشّرائع السّماوية
أما الأسس الرّئيسية للحداثة فيمكن اجمالها في : أصالة الإنسان، العلمانية، الوضعية، و أصالة العقل (باعتباره مصدرا للهداية بمعزل عن المؤثّرات الماورائية) =(تقاطع مع العلمانية) هذه الخصائص, تشكل البنية التكوينية التّكاملية للحداثة "ايديولوجيّا" (..), و لا بدّ من تبيان العلاقة التداخلية, هُنا, و قبل التعريج على مفهوم الإيديولوجيا, بين الحداثة و الوضعية و الإيديولوجيا...فالحداثة تُمثّل, الحالة الإيديولوجية للوضعية, أو ايديولوجيا الوضعية.
لماذا الآن, كلّ هذا الحذر و التحفّظ من مفهوم الإيديولوجيا, أكثر من مفهوم الحداثة؟
باعتبار أن الحداثة مفهوم ايديولوجيّ, فلا يجوز الحديث عن "الحداثة", دون الحديث عن "الايديولوجيا", أي لا يجوز الفصل بينهما بكلّ بساطة..
الايديولوجيا مفهوم غير قار, موضوع لبس و خلط دائمين.. فقد كان يعني في بداية القرن الثامن عشر الأفكار المُسبقة الموروثة عن عصر الجهل و الاستعباد و الاستبداد ( وضعُنا الآني؟!), و عند الفلاسفة الألمان كان يعني المنظومة الفكرية المعبّرة عن الروح التي تذهب بحقبة تاريخية الى هدف مرسوم في التاريخ العام (فلسفة التاريخ عند هيجل) = الايديولوجيا هُنا خطّة واعية بذاتها. أما في الماركسية فالايديولوجيا منظومة فكرية تعكس بنية النظام الاجتماعي, و بالتالي يُنظر اليها من خلال البنية الباطنية للمجتمع الانساني الذي يُنتج وسائل استمراريته.
أما النيتشويّة, فترى في الإيديولوجيا مجموع الأوهام و التعليلات و الحيل التي يُعاكس بها الإنسان/الضحيّة قانون الحياة/قانون الطبيعة =(تعارض مع الحداثة), أو ضرب لها في مقتل!!!
أخيرا و ليس آخرا الفرويدية, التي ترى في الإيديولوجيا مجموع الأفكار الناتجة عن التعاقل الذي يبرر السّلوك المُعاكس لقانون اللذّة و الضروري لبناء الحضارة.. أي ارتقاء الانسان من الحيوانية الى التحضر. و هنا التقاطع مع النيتشوية..التي كانت أكثر دقّة و صرامة و ان دون قناع علميّ...هذه الاستعمالات تتمثل بتعابير متباينة : التقليد, الروح, البنية, الوهم, التعاقل, و تختلف عن "الحق الثابث" بعدّة تعابير : العقل الفردي, تاريخ عام, مجتمع انساني,حياة , حيوان...لكنّ يظل فيها تشابه بنيوي, و تُحدّدُ نفسها من خلاله!! هكذا يفضح الليبرالي تخلّف التقليد, و الماركسي تبريرات البرجوازية, و النّيتشوي أوهام المُستعبدين و المُستضعفين, و الفرويدي أقنعة العقل الواعي... و لا يوجد على الإطلاق, بحكم تداخل الاستعمالات المُعاصرة للمفهوم, الناّتجة عن هذه التداخلات البنيوية, باحث اجتماعي واحد غير متأثر على الأقل بتحليلين مما سبق, و إن أكّد انتمائه لمدرسة معيّنة.
نعود الآن الى "الحداثة", واضعين بعين الاعتبار ما سبق. نجد أن مفهوم الحداثة في حدّ ذاته, و إن اكتسى طابع "الحقيقة التّاريخية", فهو يظلّ خاضعا لعدّة مُعادِلات (بكسر الدّال), لا تمسّ خصائصه الأساسية, أو بنيته المُكوّنة, لكنها تطرح أسئلة حول صدقيّته و أمانته..و بيت القصيد أنْ لا التحليل المُجرّد, و لا الواقعية البرجوازية, و لا الواقعية التقدّمية, و على درجات مختلفة بطبيعة الحال, ذوات مصداقية و أمانة... إذ تظلّ مُجرّد "تطبيقات", في مُجتمع مُعيّن, لظواهر آنية, صيغت و تُصُوّرت في مكان آخر. هذه التطبيقات المُستعارة يُراد تطبيقها, و جعلها, مُنطبقة على ظواهر مختلفة تُرسم صورتها من خلال تحديدات لظواهر أخرى قديمة...
إنّ التعبير الحقيقيّ الصادق عن الإشكال لا يكون إلاّ عبر طرح و مُحاكمة جذريّة للإشكال, بعيدا عن الذرائعيّة البرجوازية الصّغيرة التي تتغذى على فُتات الدّولة الاستبدادية و تلعق عَرَقَ الغرب.., و تشجّع انتاج الوصفات و الحلول كما يُنتج البيض!!
ستظل قضايا "الحداثة" و "العلمانية" و غيرهما قضايا مُشوّشة.., و ستظل ارادة التغيير و التّحديث و الانفتاح تتأرجح عبثا في حلقات مُفرغة و أشكال بهلوانيّة عفى عنها الزّمن.. إلى اشعار آخر!!









#حسام_تيمور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الرّداءة.. و العبوديّة.., و أشياء أخرى
- 20 فبراير..مشاهدات عدميّة
- تقدّميّون رجعيّون أكثر من المخزن... بحث في اشكالية السّلطة
- عودة من الجحيم..2
- قضايا و بغايا..
- عودة من الجحيم...تقرير أوّلي
- الإفطار العلنيّ في رمضان, بين ارهاب الدّولة و ارهاب المُجتمع ...
- العلمانية هي الحلّ؟
- كلام حول الفصل 222 من القانون الجنائي المغربي
- مسلم.., و لكن...
- إلى ملك المغرب: سَلْ أسيادكَ .., أأنتَ الوطنيّ أم أنا
- خريف الدّكتاتور, أو بداية نهاية النظام الملكي المغربي
- تُحفة من الغباوة
- التّاريخ لا يرحم!!
- بعد الحماية الفرنسية سنة 1912, المقيم العام العَلَوِيّ بالمغ ...
- هل مات الشعب المغربي؟
- على درب -البوعزيزي-, -فتيحة- المغربية تهزم الجلاّد!!
- قضية الأساتذة المتدربين بالمغرب, تمخّض الجبل فولد فأرا
- المغاربة: أذكى شعب, أم أغبى شعب؟
- تبرير التسوّل و تسوّل التبرير, غلمان و جواري حزب الأصالة و ا ...


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حسام تيمور - الحداثة... بين التصريح بالعاهات المجتمعيّة/السّياسيّة, و التصريح بالممتلكات -الحميميّة-..