|
تحرير نينوى .. مدخل لتحرير العراق !
صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 5577 - 2017 / 7 / 10 - 00:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تحرير نينوى .. المدخل لتحرير باقي مناطق العراق من داعش وفكره الظلامي ولأعادة بناء الدولة ! لا شك بأن أخراج فلول داعش من الموصل ، هو أنتصار لكل الضحايا والمشردين والنازحين ، وهزيمة لقوى الظلام والتخلف والظلم أعداء الحياة ... وهو نصر لشعبنا بكل أطيافه وأديانه وأثنياته ومناطقه . وحتى تكتمل نشوة النصر على تلك القوى الشريرة والعابثة بأمن الناس وبأرواحهم وممتلكانهم ، وبراحتهم وسعادة عوائلهم . أمام الحكومة أستحقاقات وألتزامات يجب أن تنهض بها لتحافظ على هذا الأنتصار ، والذي كلف شعبنا أثمان باهضة دفعها من دمه وعرقه وجهده ، وحتى لا تذهب هذه التضحيات أدراج الرياح ، فيعود داعش ومن تواطئ معه ومع فكره الأسود . مثلما دخل من داعش الأبواب التي كانت مشرعة له، ودخلها من دون قتال أو عناء !... وهنا لابد لنا من التذكير بوجوب التحقيق العادل والنزيه مع كل من ساعد وسهل لهذه القوى الظالمة من أحتلال ثلث مساحة العراق ، أو المتخاذلين والجبناء والمترددين ، ومع القادة والمسؤولين ، وأحالتهم الى القضاء لينالوا جزائهم العادل . فلا غرابة بأن يدخل مرة أخرى المناطق التي يختارها كأهداف له ، ولكن من الشباك !.. بأستخدامه أساليب وخطط شيطانية ، ليعبث من جديد بأمن الناس وبأموالهم وبراحتهم وعيشهم . على النظام السياسي الحاكم أن يشحذ همم كل القوى السياسية الخيرة ، والتي لها مصلحة حقيقية بأعادة بناء دولة المواطنة ، وأرساء الأمن وأعادة دورة عجلة التنمية والبناء والخدمات ، من خلال التعاون المخلص والصادق لأنجاز المهمات المستحقة وعلى أساس الخبرة والكفائة والمهنية والوطنية . وهناك أولويات لعمل الخكومة وبشكل مبكر ومن دون أبطاء وبشكل عاجل : يجب التخلي عن المحاصصة والطائفية والمناطقية والحزبية ، والتعامل مع الجميع كعراقيين من الدرجة الأولى ومن دون تمييز ! وهذا لا يتم ألا بتفعيل القضاء بأعتباره السلطة التي تفصل في كل النزاعات والخلافات والأجتهادات ، وبعيدا عن تأثير السلطات التشريعية والتنفيذية ، ولا سلطان على القضاء من أي جهة سياسية أو دينية مهما عظم شأنها ووفق القانون والدستور ، وبعيدا عن سلطان الأحزاب والسياسيين والمتنفذين في الدولة والمجتمع ، وهذه من أهم الخطوات الواجب أتخاذها لتعزيز اللحمة الوطنية والسلم المجتمعي ، من خلال تحقيق العدالة ، وستتم المصالحة المجتمعية التي تم ضربها بالصميم ، ومن دونها !.. ستغيب العدالة والمساوات ولن تتم المصالحة المجتمعية ، بل سيتم تغييب الدولة والقانون والدستور . وحتى نمكن القضاء من القيام بمهماته و بتحقيق العدالة ، على السلطة التنفيذية مهمة تحقيق الأمن وبسطه في كل شبر من أرض العراق يأعتباره الحلقة المركزية بشروط قيام الدولة الناجحة ، وليستتب الأمن وتكون السيادة للقانون ، يجب قيام مؤسسة أمنية وعسكرية ومخابراتية مستقلة ووطنية ومهنية ، ويكون السلاح حصرا بيدها ، ويحضر تداوله وحمله والمتاجرة به من أي جهة كانت ، وخارج أطار هذه المؤسسة ، بأستثناء الترخيص الشخصي لدواعي أمنية ، ويكون من السلاح الخفيف فقط وبموافقة وترخيص هذه المؤسسة دون غيرها . ويتم حضر نشاط كل الفصائل والجماعات والميليشيات المسلحة ، ومصادرة أسلحتها ومعداتها ، بما في ذلك الحشد الشعبي ، ومن يصلح المنتسبين للحشد الشعبي ، فيصار أنتسابه الى المؤسسة الأمنية والعسكرية ، بأن يقدم طلب خطي لأنتسابه لأحدى صنوف هذه المؤسسة ، مستصحبا كل المؤهلات التي تؤهله للقبول في هذه المؤسسة وبشكل فردي ، والباقين يمكنهم التقديم الى مؤسسات الدولة المختلفة للعمل بها وحسب مؤهلاتهم وقدراتهم العلمية والفنية والبدنية . ولكي نحقق العدالة ونخرج من عباءة الطائفة والقومية والمذهب والمناطقة والتحزب ، والرغبة في العمل في دوائر الدولة المختلفة ، وفي القطاع الخاص ، العمل والتوظيف في هذين القطاعين ، ومن دون محسوبية وفساد ورشوة وغير ذلك . يصار الى قيام مؤسسة مهنية مستقلة ووطنية ( مجلس الخدمة ) ، يأخذ على عاتقه تنظيم قبول من يرغب بالعمل ، وحسب كفائته وتحصيله العلمي وقدراته المهنية والبدنية ، بغض النظر عن أي أعتبار أخر ، ويمكن لأي أنسان عراقي أن يشغل أي منصب في مؤسسات الدولة والقطاع الخاص ، من الغفير وحتى الوزير ، وكل حسب كفائته وخبرته ومهنته وعمره . لو كنا صادقين قولا وفعلا ، ونسعى لبناء دولة المواطنة وقبول الأخر وسيادة القانون ويكون العدل رائدنا ، دولة ديمقراطية مدنية تمثل كل العراقيين ، ويتخلى فيها الساسة وأمراء الطوائف وقادة الأحزاب الطائفية عن مصالحهم وأنانيتهم وجشعهم ، فالطريق واضح وجلي ، ولا يحتاج الى جهد وأمعان وأستغراق في التحليل والتعليل والفصاحة . ولو قمنا بهذه الخطوات فسيسهل أمر تشكيل حكومة وطنية عابرة للطائفية والمذهبية والأثنية والمناطقية ، ولسوف يكون من اليسير والسهل أختيار وزراء ونوابهم والمدراء العامين وغيرهم ، وطنيين ومهنيين وكفوئين ويتمتعون بالخبرة والنزاهة ، ويسهل على رئيس الوزراء أقالتهم ومحاسبتهم فيما أذا لم يقوموا بمهماتهم وبواجباتهم ومسؤولياتهم على أحسن وجه . وهذا ينسحب على الهيئات المستقلة وهيئة الأتصالات والأوقاف وغير ذلك . عندها سنرى الدولة والمجتمع يسيران جنبا الى جنب وبتعاون وحرص شديدين على أنجاح كل الأنشطة والبرامج لمؤسسات الدولة المحتلفة ، وسيكون المجتمع عين ساهرة لمراقبة هذه الأنشطة وأدائها ، وستتمكن الدولة من النهوض بمهماتها الأقتصادية والزراعية والخدمية والتعليم والصحة ، وستتمكن من الخروج من أزماتها المستفحلة والتي أثقلت كاهل المجتمع ، كون جميع هذه المؤسسات يقودها ويشرف عليها أناس من ذوي الأختصاص والخبرة والنزاهة والوطنة ، وتم أختيارهم كونهم الأفضل والأجود ، من خلال الدرجات التي حصل عليها عند تقديمه الى مجلس الخدمة ، وكانت الدولة العراقية تعمل به منذ تأسيسها عام 1921 م وأثبت نجاحه وعدالته وصوابه . صادق محمد عبد الكريم الدبش 9/7/2017 م
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الانقلاب على المنطق !... هو المنطق ذاته !
-
ما أشبه اليوم بالبارخة !
-
عريان السيد خلف في العناية المركزة منذ ايام ؟!
-
تعديل الى أين نحن سائرون ؟
-
يوم حداد وطني على حدباء نينوى !
-
هل كانت الشيوعية قبل فتوى الحكيم غير ملحدة ؟
-
هل تستقيم الحياة بغياب الأمل ؟
-
الكفيشي ... ومشكلته مع الشيوعيين !
-
رسالة لكل بني الأنسان بأعياد ميلاده !
-
تم التعديل / الشمس لا تستحق الرجم والتشهير !!!
-
تعديل الشمس لا تستحق الرجم والتشهير!
-
الشمس لا تستحق الرجم والتشهير !
-
أطلقوا سراح الناشطين .
-
أطلقوا سراح الناشطون في الحراك المدني ,
-
يوم النصر على الفاشسة
-
لتندحر القوى الفاشية المعادية للديمقراطية والتقدم .
-
الطائفية وما تنتجه من أثار مدمرة على حياة الدولة والمجتمع .
-
يومكم سعيد يا شعب الرافدين .
-
حل الميليشيات ضرورة وطنية ملحة .
-
تعقيب على ما جاء به الدكتور عدنان عاكف .
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|