أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فريدة موسى - عنصرية الدين وعدوانية التدين














المزيد.....


عنصرية الدين وعدوانية التدين


فريدة موسى

الحوار المتمدن-العدد: 5576 - 2017 / 7 / 9 - 04:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لعل عنوان المقال قد يثير حفيظة الكثير من القراء ويحيلهم بالضرورة إلى الإعتقاد بل التيقن من أن هذا المقال يهدف بالضرورة إلى التأكيد على تبعية الأديان إلى الفكر العنصري العدواني الذي أصبح عبئاً ثقيلاً على الأرض بمن عليها في ظل أنظمة رجعية استبدادية تستخدم الدين والتدين كأداة ووسيلة لاستعباد وقمع البشر وخصوصاً في تلك الدول المتخلفة عن ركب العلم والثقافة والتي تسمى بدول العالم الثالث .
عزيزي القارئ ..
امنحني فرصة لأشرح لك عنوان المقال لأن هذا العنوان يختصر ببساطة مأساة موجعة يعاني عذاباتها الكثير من البشر حول الكرة الأرضية وهنا لابد أن نتسائل كيف يمكن أن نسبغ على الاديان صفة العنصرية وعلى المتدينين صفة العدوانية وهنا لا يسعنا إلا أن نتحدث عن طبيعة الإيمان ومفهومه في كل الاديان على الإطلاق أو بمعنى أدق وأكثر مصداقية طبيعة الشكل الذي اعتمده القاسم الأكبر من المتدينين حول العالم لمفهوم الدين والتدين الذي ينتصر بفجاجة لفكرة إحتكار الرب لفصيل ما أو ديانة ما للحد الذي معه يعتبر أنصار الديانة أنفسهم هم وحدهم المخولين بتشكيل العقيدة الوحيدة التي تمثل الرب وأحكامه وشرائعه على الأرض . فعندما يكون الشرط الأول والأساسي للإيمان بدين ما هو إعتبار هذا الدين هو وحده الطريق الصحيح لإرضاء الرب وأن كل ما عداه من أديان غير سليمة أو غير كاملة أو غير صحيحة أو غير مؤهلة لقيادة البشر وتنظيم علاقة بعضهم بالبعض وعلاقتهم بالسماء وما بعد الموت وغيرها من المفاهيم التي تدور في فلك تفسير نشأة الحياة وخط سيرها ونهايتها الغامضة التي لم يقدم العلم حتى الآن أي إجابة شافية وافية عنها ولهذا يرى معظم البشر أنه لا مفر من بعض الروحانيات لتفسير الحياة والموت ومابعد الموت .
وتفسير الوجود بشكل روحاني لا بأس به لو تخلى عن الغرور الإنساني والإستبداد والعنصرية وآفة الإقصاء التي لازمت الفكر البشري منذ الأزل والتي تلتهم كل الأفكار التي من شأنها تعديل مسار الإنسانية كلما جنحت للعدائية والتوحش . ولعلك تتفق معي عزيزي القارئ أو تختلف فهذا شأنك ولكن على ماذا سنتفق أو نختلف هل سنتفق على أهمية الدين أو دوره في تنظيم العلاقات الإجتماعية أم على جدلية وجود الإله وبالتبعية لوجوده حقيقة وجود الأديان وبالتبعية لوجود الأديان فأيهما نختار ؟! ..
هكذا أجتازت اليشرية آلاف السنوات وهي تمرر كل هذه التساؤلات وتظهر أديان وتختفي أديان ولكن الشيء الوحيد الذي لم يتغير ويمثل العامل المشترك الأكبر بين كل التجارب الدينية التي إجتازتها الأرض هو تلك النزعة الإقصائية الإستحواذية على الصواب والجائز والمفترض وكل تلك المسميات المعنية بملكية الحق لفصيل ما على حساب باقي الفصائل حتى تحول الإيمان الذي من شأنه تهذيب النفس إلى وحش يلتهم الإنسانية يقتل ويُقصي ويُكفر من يشاء وقتما وكيفما يشاء دون الحاجة لإعمال العقل وتقدير قيمة التنوع التي لولاها لتحول البشر إلى ريبوتات آلية ومستنسخات بشرية بلا أي إختلاف يثري التنوع البشري الخلاق الذي عليه وبه تستمد الحضارات قوتها وطاقتها للتغير والتجدد والإستمرار .
عزيزي القارئ ..
لا يمكننا أن نكتب مقالاً عن الدين أو التدين دون العروج على كارثة الإرهاب الذي يلتهم الأرض الآن والإرهاب المزعوم ليس ديناً بعينه فالإرهاب لا رب ولا دين ولا عقيدة له غير عقيدة التطرف والقسوة والعنف والعنصرية التي حاشا للخالق الأعظم أن يجيزها كوسيلة للتقرب إليه أو إثبات الإيمان به فالإرهاب ليس إلا ثقافة الإقصاء التي أصبحت مرضاً يجتاح النفوس والتي ما عادت حكراً على أحد بل تمددت لتحتل قلوب معظم سكان كوكب الأرض المنكوب ولهذا فإن فساد العقيدة يتحمل مسؤليته أولاً وأخيراً الإنسان نعم الإنسان الذي نحى عقله وبصيرته جانباً وراح يؤول الأديان والتدين وفقاً لأهوائه أو لرؤيته المشوهة المنقوصة .
عزيزي القارئ آن الأوان لأن نتوقف عن طرح الأسئلة المتعلقة بمن فينا يعرف الطريق إلى الحق لأن السؤال المعني بالحفاظ على بقاء الانسانية في تلك المرحلة الحالكة من عمر كوكب الأرض هو من منا يعرف الطريق إلى الآخر .



#فريدة_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطن صديق.. وطن عدو
- ثالوث الموت المقدس السطحية .. اليأس .. الرجعية الدينية .....
- امرأة هشة ورجل عصابي
- أنا الديكتاتور


المزيد.....




- الضربات الجوية الأمريكية في بونتلاند الصومالية قضت على -قادة ...
- سوريا.. وفد من وزارة الدفاع يبحث مع الزعيم الروحي لطائفة الم ...
- كيفية استقبال قناة طيور الجنة على النايل سات وعرب سات 2025
- طريقة تثبيت تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2025 TOYOUR BAB ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال اقتحم المسجد الأقصى المبارك 21 ...
- ” أغاني البيبي الصغير” ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- زعيم المعارضة المسيحية يقدم -ضمانة- لتغيير سياسة اللجوء إذ أ ...
- 21 اقتحامًا للأقصى ومنع رفع الأذان 47 وقتاً في الإبراهيمي ا ...
- 24 ساعة أغاني.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل ...
- قائد الثورة الاسلامية:فئة قليلة ستتغلب على العدو المتغطرس با ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فريدة موسى - عنصرية الدين وعدوانية التدين