خورشيد الحسين
الحوار المتمدن-العدد: 5575 - 2017 / 7 / 8 - 22:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حدثني مناضل قديم عن قصة جرت في الستينيات من القرن الماضي في صورجنوب لبنان ,قال:,كنا طلابا مندفعين وكانت فلسطين أم قضايانا والثورة هي الحلم وهي الدم الذي يجري في عروقنا,وحدث أن دعت الأحزاب الوطنية والمنظمات الشبابية إلى مظاهرات بمناسبة تتعلق بفلسطين ,نسيت المناسبة تحديدا,ولكنها ضمن هذه الأجواء,وكما جرت العادة قام (الدرك اللبناني) باعتراض المتظاهرين وتشتيتهم بعد صدامات خفيفة وقام على إثرها باعتقال بعض الطلبة ومن ثم تفرقنا كل إلى منزله وقد عقدنا النية ألا ندع إخواننا ورفاقنا موقوفين !!!,في اليوم التالي نزلت مظاهرة أكبر وأكثر حشدا لدرجة أن الجيش وقوى الأمن وغيرها لم تفعل سوى محاولة ضبط الأمور التي كادت أن تخرج عن السيطرة واضطروا إلى التفاهم مع لجنة التنظيم التي أصرت أن تبقى في الشارع حتى تحقيق المطلب,وهو إخراج الذين أوقفوا في مظاهرة اليوم السابق....وكان لنا ما أردنا !!!
لا أدري ما الرابط أو ما أوحته إلي هذه القصة وكيف تمت مقاربتها في عقلي ووجداني حيث أنها في مكان ما ,تشبه أحلامنا وطموحاتنا الثورية الطوباوية قبل ربيع الدم ,ثم تنتهي القصة كما ننتهي نحن اليوم ,مطالبين بما كنا نقاتله بالأمس.
وأنا أنظر إلى خارطة العالم العربي اليوم ,وكيف تداخلت الحدود وسقطت هيبة الدول وأضحى الأمن الممسوك بجبروت الديكتاتوريات هو نفسه أسلوب قبائل زولو العصر العربي الحديث وربيعه الفوضوي المدمر , سيل جامح من الخراب المدمر يجتاح من هنا وهناك ,يسير بلا هدف ولا أفق ولا خارطة طريق,وحوش بأسماء شيطانية وأفعال لا يمكن تصنيفها تحت أي بند من بنود أشكال الحروب وأنواعها ,وحوش هائمة مزقت البلاد وسفكت دم العباد وهتكت الأعراض ,وجوه غريبة وألسنة أكثر غرابة وبلبلة من برج عراقنا المشهور.وأنا أنظر إلى كل هذا تمنيت شيئا واحدا ,فقط أن نعود إلى حدود سايكس_بيكو وتعود كل الديكتاتوريات من سثط منها ومن ما زال قائما وأن يحكموا بالحديد والنار والبارود كما شاءوا.....وأقبل أن تبقى الأنظمة تمارس كل الموبقات بإسم فلسطين وإسم القضية وإسم الأمة ,لم أعد أريد إسقاط حدودا رسمها الإستعمار ولا إسقاط أنظمة هي وليدة الإستعمار ,جل ما أريده أن يتوقف حمام الدم العبثي ...ونعود إلى حدود وأنظمة سايكس_بيكو.
#خورشيد_الحسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟