جاك جوزيف أوسي
الحوار المتمدن-العدد: 5575 - 2017 / 7 / 8 - 22:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ أن ألغى مصطفى كمال أتاتورك الخلافة العثمانية، بعد أن صرّحَ أننا (لسنا عبيداً لبني عثمان)، لا يزال حلم الخلافة يُداعب خيال زعماء المنطقة. هذا الحلم تقاطع مع مخططات واشنطن لتطويع الإتحاد السوفييتي وإركاعه إبان الحرب الباردة، باستخدام الإسلام لمحاصرة موسكو وبكين والقضاء عليهما من الداخل. ومن أجل ذلك دعمت القوى المتطرفة والرجعية في المنطقة لضرب حركة المد التقدمي واليساري في المرحلة الأولى، وانتقلت إلى حرب استنزاف لموسكو في أفغانستان في المرحلة الثانية. ومع بدء تنفيذها لمشروع الشرق الأوسط الجديد لم تجد واشنطن حليفاً أفضل من هذه التنظيمات كي تكون رأس الحربة في فرض هذا المخطط على دول المنطقة مستغلة علاقاتها مع حلفائها التقليدين في دول الخليج وتركيا.
ومع بدء كوارث (الربيع العربي) التي اجتاحت المنطقة وما رافقها من ظهور تنظيم (داعش) الذي استفاد منه الجميع كل حسب مصلحته الخاصة، نرى أن المستفيد الأكبر من كل ما حصل هي (واشنطن)، إذ شقّت صفوف الجهاد العالمي وأدخلت أفراده في حرب إلغاء بعضهم ضد بعض، وأشعلت نيران الحرب المذهبية التي بشّر بها وخطط لها كيسنجر خدمةً لمصلحة إسرائيل وحمايةً لوجودها في المنطقة، وبدأت بمشروع تقسيم المنطقة على أُسس قومية ومذهبية، وأطلقت مارد التعصّب الديني والقومي من قمقمه، ما قد يُدمر دولاً ومجتمعات عديدة ويزرع الأسى والحزن في عيون كثيرة، إن لم يُحصر في المكان الذي خرج منه باكراً.
هذه الفوضى التي خلقتها واشنطن كي تخلق نظامها في المنطقة معتمدةً على المبدأ الماسوني ORDO AP CHAO أو النظام الناتج عن الفوضى، قد تضربها في عُقر دارها مسببةً لها آلاماً وأحزاناً قد تفوق أوجاع الحادي عشر من أيلول.
#جاك_جوزيف_أوسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟