عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 5575 - 2017 / 7 / 8 - 13:34
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
جَدَليّات الدَجَل الوطنيّ
أعرفُ الكثيرَ من الدجّالينَ الذين يتسيّدونَ المشْهَدَ في بلدي الآن ، وفي مختلف الاختصاصات.
أعرفهم ، وأستطيعُ أنْ أعُدّهُم واحداً واحداً ، وأسَمّيهم بأسمائهم ، وأشيرَ الى وجوههم ، سُحنةً بعد سُحنة .
هؤلاءِ يتكالبونَ بشراسةٍ (خَفِيّةٍ أو مُعلَنة) على تعظيم حُصّتهم من "رَيْعِ" الدجَل.
هؤلاءِ لا يعملونَ على مُزاحمةِ وإزاحةِ غير الدجّالينَ فقط ، بل يتزاحمونَ ويُزيحونَ غيرهم من الدجّالين (كُلُّ في حقل اختصاصه الرئيس) ، من أجل البقاء قريباً من موائد "السلاطين" الجُدُد ، و فُتاتها الذي يتطايرُ هُنا وهناك.
وهؤلاءِ ايضاً يتضامنونَ مع بعضهم (كدجّالين) إذا ما أحَسّوا باقترابِ خطَرٍ ما يُمكنُ أنْ يُقوّضَ امتيازات دَجَلهم ، أو يُعرّضَ استدامتها للتهديد. ذلكَ انّ "دالّة الهدَف" بالنسبة اليهم هي دائماً واحدة ، و واضحة المعالِم ، خِلافاً لـ "دوال الهدَف" المُتعدّدة والمُتناقِضة لدى غير الدجّالين.
والسؤال الآن هو : ماذا يفعلُ غيرُ الدجّال ؟
ماذا يفعلُ مَنْ لا يستطيعُ أن يكونَ دجّالاً ؟
بل ماذا يفعلُ من حاوَلَ أنْ يكونَ دَجّالاً طيلةَ أربعة عشر عاماً .. و حاوَلَ .. و حاوَلَ .. و فَشَل ؟؟
أنا سأجتَهِدُ في ذلكَ وأقول : كُنْ دَجّالاً في "وطنكَ" الآن .. أو اصمتْ الى الأبد .
كُنْ دَجّالاً .. فلا كرامةَ لدجّالٍ إلاّ في "وطنِ" كهذا.
كُنْ دَجّالاً بحكم "الواقِع" ، و دَجّالاً بحُكم "المنطِق" ، أو اعتَكِفْ في غرفتكِ ، وأكتب لنا الكثير عن ادوار "المثقّف" ، التي لا يُمارسها حتّى المثقّف ذاته ، فكيفَ بـ عامّة" الناس.
كُنْ دَجّالاً بـ "الضرورة" .. لأنّ "الصُدفة" التاريخيّةَ التي سمحَتْ بصعود هذا الكمّ "النوعيّ" و " العُضويّ" من الدَجّالينَ لم تَعُد صُدفتَك ، ولم تكُنْ يوماً كذلك.
كُنْ دَجّالاً بـ "الضرورة" .. لأنّكَ إنْ لَمْ تكُن كذلك ، لن يكونَ بمقدوركَ اقتناص "الصُدفة" من ذراعِ دجّالٍ مُبتديء ، ولا انتزاعَها من حُضْنِ دَجّالٍ مُحتَرِف.
كُنْ دَجّالاً "واقعِيّاً" و "منطقيّاً" و "عُضْويّاً" ، ولا تكتُبْ لي في التعليقات أشياءَ من قبيل :
"المجدُ لغير الدجّالين" .. و "ايماننا لن يتزعزَع بقوّة العقل".. و "سيرى الدجّالونَ أيّ مُنقلبٍ ينقلبون" .. و "ستشرقُ الشمسُ يوماً" .. و "هذا الوطن منبيعه" .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟