أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - يعقوب بن افرات - انتفاضة شعبية في بوليفيا














المزيد.....

انتفاضة شعبية في بوليفيا


يعقوب بن افرات

الحوار المتمدن-العدد: 405 - 2003 / 2 / 22 - 03:28
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 

شهدت لباز عاصمة بوليفيا انتفاضة شعبية ضد الاجراءات الاقتصادية التي اتخذتها حكومة الرئيس غونزالو سنشيس دي لوزادا. وكانت هذه الاجراءات نتيجة لاتفاق بين الرئيس وبين صندوق النقد الدولي حول ضرورة خفض العجز في الميزانية من 8,5% الى 5% من الناتج القومي الاجمالي الذي لا يتعدى الثمانية مليارات دولار. وكان لب النزاع الذي ادى لاندلاع الاشتباكات في شوارع العاصمة القرار بتقليص 12% من اجور مليون عامل.

وكان الرئيس الحالي قد تولى منصب الرئاسة في الاعوام 1993 -1997، وقام بخصخصة مجالات اقتصادية مهمة من بينها مناجم النحاس، مما ادى لفصل عشرات آلاف عمال المناجم الذين يشكلون العمود الفقري للطبقة العاملة في البلاد. هذه السياسة التي طبقت حسب تعليمات صندوق النقد الدولي وصلت، كما في بقية دول امريكا اللاتينية، الى نهايتها الكارثية. فقد اصبحت بوليفيا بفعلها دولة فقيرة يعيش 80% من سكانها تحت خط الفقر.

لهذا الحدث عبرة مهمة جدا لانه حدث في دولة لها تاريخ يدرّس في كليات الاقتصاد في امريكا والعالم. وقصة هذا البلد مرتبطة بشخصية الرئيس الحالي الملقب "غوني" وبالخبير الاقتصادي الاهم في العالم، البروفسور جفري زاكس، مدير معهد الاقتصاد في جامعة هارفارد الامريكية.

عن هذه القصة العجيبة التي اصبحت نموذجا يحتذي به خبراء الاقتصاد النيوليبرالي، كتب الخبير الاقتصادي دانئيل يرغين في كتابه "The Commanding Heights" (1998). بداية القصة كانت عام 1985 عندما وصل التضخم المالي في بوليفيا الى نسبة 24 الف بالمئة! في تلك الفترة كان غوني وزيرا للتخطيط، وتم اللقاء بينه وبين البروفيسور زاكس الذي قدم لبوليفيا للمشاركة في يوم دراسي حول موضوع التضخم المالي الذي تجاوز مداه.

في اللقاء اقترح البروفيسور زاكس لغوني اشفاء الاقتصاد من خلال "العلاج بالصدمة"، وذلك بتطبيق سياسة ضريبية صارمة تعتمد على الغاء الجمارك وتحرير الاقتصاد واطلاق العنان للاستثمار الحر، والتقليص الحاد في الميزانية على حساب القطاع العام. النتيجة كانت سريعة جدا، فقد انخفض التضخم من 24000% عام 1985 الى 9% فقط عام 1987. واصبحت بوليفيا درسا ونموذجا لفاعلية سياسة زاكس الاقتصادية، واصبحت وصفة ثابتة طبقت بحذافيرها في دول اوروبا الشرقية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.

اليوم يواجه "غوني" اكبر معارضة شعبية بعد ان تبينت الناس ان الاقتصاد يخدم الشركات الكبرى التي استولت على موارد الماء والكهرباء والمناجم وآبار النفط، في حين ازداد الشعب فقرا وبطالة.

لقد ادى النموذج الاقتصادي الامريكي الى كوارث في شتى انحاء العالم، ووصل الآن لاول دولة سلمت اقتصادها ونفسها للامريكان. ان من يريد ان يفهم المعارضة الشديدة لامريكا في العالم والاسباب الحقيقية للحرب القادمة على العراق، لا بد ان يتعلم الدرس من بوليفيا وهو ان الرأسمالية لا تعمل لصالح العمال والشعوب بل لصالح قلة قليلة من المنتفعين.

*****************

  الصبار 



#يعقوب_بن_افرات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعم يبني اسس- الحزب العمالي
- واخيرا اعترف بوش بفشله الاقتصادي
- الازمة الاقتصادية تعكر صفو انتصار الجمهوريين في امريكا
- امريكا تُدخل العالم لحالة الحرب الدائمة
- العالم رهينة لجنون بوش
- الرأسمالية الامريكية في قفص الاتهام
- الوضع الامني يفاقم الازمة الاقتصادية
- الماركسية في عصر العولمة لم تفقد قيمتها الثورية
- محور عالمي جديد ضد الارهاب العم بوش يحتضن الدب بوتين
- هدف العدوان: استبدال السلطة الفلسطينية بوصاية دولية
- فشل الاسلام السياسي .....هكذا اهدروا دماء الجزائر4
- المعالم الفكرية للاسلام المتطرف
- فضيحة "انرون" اكبر افلاس في تاريخ امريكا
- فشل الاسلام السياسي
- على نفسها جنت براقش ..امريكا تفقد القيادة


المزيد.....




- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...
- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - يعقوب بن افرات - انتفاضة شعبية في بوليفيا