ازمه الخليج وتهافت النخبه

عبدالنبي العكري

الحوار المتمدن-العدد: 5575 - 2017 / 7 / 8 - 00:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ازمه الخليج وتهافت النخبه
عبدالنبي العكري
فجرت ازمه الخليج الحاليه حربا كلاميه ضاريه اداتها من يطلق عليهم تجاوزا المثقفون من الكتاب والصحفيون والاكاديميون والذين توزعوا على الفضائيات والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي .ومع الاستقطاب الشديد في الازمه وصدور قرارات تجرم من يتعاطف مع قطر وينتقد الاجراءات التي اتخذتها الدول الثلاث المناهضه لقطر وهي السعوديه والامارات والبحرين فقد ضاق الهامش تماما على اصحاب الراي الموضوعي واطلق العنان لاصحاب الرأي الاحادي.
لم تشهد الساحه الخليجييه والعربيه بعد ان انضمت مصر للمحور المناهض لقطر انحدارا في مستوى الحوار حول ازمه خليجيه او عربيه كما حدث في الازمه الاخيره.لقد جرت استعاده مسيره العلاقات فيما بين دول الخليج والتي كانت توصف كعلاقات محبه واخوه بانها علاقات تأمر وكراهيه.وجرى تصوير العديد من الوطنيين ونشطاء المجتمع المدني الخليجيين , والذين انخرطوا في مؤتمرات او ندوات او وؤش عمل في مجالات الديمقراطيه وحقوق الانسان والمجتمع المدني وتمكين المرأه والشباب او حتى الفن والادب بانهم ضالعون في مؤامره لتدمير الوطن او قلب أنظمه الحكم خدمه لقوى اقليميه ودوليه لمجرد انهم استضيفوا في هذا البلد اوذاك.
كثيرا ما أستنفرت وسائط الاعلام والشعراء والكتاب وفرق الرقص الشعبي واقيمت المهرجانات وحشدت الحشود في مناسبات مجلس التعاون الخليجي وخصوصا في القمم الخليجيه المتعاقبه واعتبارها كاعراس وشعارها "خليجنا واحد طريقنا واحد" لكن ذلك كله تبدد مره واحده لنكتشف ان خليجنا ليس واحدا ولا طريقنا واحد بل تفرقت بنا السبل.
تابعنا من كنا نعرفهم كمثقفين ودعاه الوحده الخليجيه والتنوير الخليجي والتحديث الخليجي يتحولون الى محرضين على الكراهيه ومروجين للفتنه ودعاه للانتقام وقد تحول الشقيق الى عدو واضحى العدو القومي صديقا.اضحت شيطنه الاخر شغلهم الشاغل بل ان البعض غاص في كتب التاريخ ليستخرج منها ما يؤكد اطروحاته في وجود جذور تاريخيه لهذا العداء الطارىء.
من الطبيعي انه في غياب حريه التفكير والتعبير وغياب ثقافه الاختلاف والاجنهاد في التعاطي مع اي من قضايا الشان العام واعتبار من يخالف الرأي الرسمي بانه خائن ومتأمر وعميل لقوى خارجيه بل وتجريم التعبير عن ذلك ,فان صمت العقلاء سيسود وسيتصدر المشهد المبررين والمروجين للرأي الرسمي.
نامل ان تنتهي هذه الازمه باقرب وقت لانها تحفر خنادق فيما بين الاخوه الخليجين وتقيم اسوارا فيما بين ابناء المجتمع الواحد وتقطع صلات الارحام ووشائج الصداقات وتمزق العلاقات الاقتصاديه والمصالح المشتركه وتتيح للمتربصين بخليجنا وامتنا العربيه النفاذ الى صفوفنا وللمنافقين التربح من الازمه

#عبدالنبي_العكري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات