عماد حبيب
الحوار المتمدن-العدد: 1452 - 2006 / 2 / 5 - 10:10
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إن كان و لا بد من ردّ على الرسوم الكاريكاتورية اياها فليكن ردّا حضاريا يعالج المسألة من جذورها. جذور المسألة هي جهل الغرب بحقيقة الاسلام، و حقيقة الرسول، و نحن من نتحمّل المسؤولية مضاعفة. أوّلا لأننا فشلنا في تقديم الصورة الحقيقية بوسائل العصر. و ثانيا لأنّنا التزمنا الصمت أمام من يقدم الصورة المشوهة التي ظهرت في رسوم الكاريكاتور، حتّى ارتسمت صورة الارهابي الملتحي المتزوج من اربع نساء كمرادف للمسلم في مخيلة عدد كبير من عامة الغرب، حتى صار "الشيخ" أيمن الظواهري شيخا و ممثلا للأمة الإسلامية، أو أمته الإسلاميّة كما دعاها و كما ينظّر لها عدد لا يستهان به من وسائل إعلامنا بامكانياتها الضخمة عن حسن أو عن سوء نيّة.
لذلك لا بدّ من تقديم صورة مغايرة، و بوسائل على مستوى الرهان. و ليس أقدر من الإعلام و الفن ، و خاصة السينما، على القيام بهذه المهمّة. و لأنّه لا أحد سيشاهد فلما لا يظهر فيه البطل فلا بدّ من إنتاج فلم يظهر فيه الرسول بالصورة التي يستحقّها على نمط كبرى الأفلام العالمية كآلام المسيح أو الوصايا العشر.
لندع جانبا ما نشأنا عليه من أن تصوير أو تمثيل دور الرسول لا يجوز. لا أجد في القرآن و لا في السنة ما يمنع ذلك على حد علمي، ثم أن السينما لم تكن موجودة وقتها و لا المسرح و لا حتى فن تمثيل في سوق عكاظ. و الضرورات عادة تبيح المحضورات. و ضرورة إعطاء العالم صورة صحيحة عن الرسول و عن الاسلام باتت مؤكدة اليوم، لا ينكرها الا من يخلط الحابل بالنابل لغاية في نفس يعقوب و لا يرى من حل سوى حمل السيوف و غزو ديار الكفر لتأديبهم.
لنتخيل عدد المشاهدين في كل أرجاء العالم الذين سيشاهدون الفلم لو توفّرت له، و هذا بالتاكيد ما سيحدث، كل إمكانيّات التّسويق و الإشهار. و مدى تأثيره لو تم إنجازه على المستوى المطلوب و بإشتراك ممثّيل عالميين، و بأحدث الوسائل التقنية. و نسبة من ستتغيّر نظرته للرسول و الإسلام بعد مشاهدة الفلم. و لنحسب بمنطق الربح و الخسارة. أيهما أهم ؟ فتوى أطلقها احدهم بعد اجتهاد تحرم ظهور الرسول في فلم، أو ملايين و ملايين من غير المسلمين الذين ستصلهم رسالة الاسلام بطريقة أفضل ألف مرّة من الكتب و المقالات او الدعوة المباشرة ؟
#عماد_حبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟