أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رائد مهدي - مقتل الفنان الشاب كرار نوشي جريمة بحق الإنسانية والثقافة














المزيد.....

مقتل الفنان الشاب كرار نوشي جريمة بحق الإنسانية والثقافة


رائد مهدي
(Raed Mahdi)


الحوار المتمدن-العدد: 5572 - 2017 / 7 / 5 - 02:39
المحور: حقوق الانسان
    


كل ذنبه أنه أطلق شعره ولبس ملابسا ضيقة ولم يكن على خديه شعر ذقن فدفع حياته ثمنا لمظهر يبدو أنه لم يرق لبعض افراد قاموا باختطاف هذا الشاب الذي هو بمقتبل العمر والذي تخرج حديثا من كلية الفنون الجميلة ببغداد وقدم أولى مسرحياته في عيد الفطر الأسلامي والتي كانت بعنوان (فوزي دق بابنا) وكان هذا الشاب المغدور يحلم كأي شاب بمستقبل فني وكانت له طموحاته التي بدأ بتحقيقها لولا أن طالته يد الغدر التي لم تأت من العدم بل هناك من أسس لها عبر فكر عنصري خبيث لاير للحياة الا لونا واحدا ويرفض كل لون سواه ، ذلك الفكر القذر الذي لايؤمن بشيء اسمه حرية المظهر ولا حرية الجوهر (المعتقد) لذا اتباع هذا الفكر السخيف لايطيقون رؤية شخص يلبس على غير مايلبسون أو يظهر بمظهر مخالف لمظهرهم وقد يبلغ بهم الحال لدرجة تصفية من يخالفهم في المظهر فضلا عن الجوهر .
حقيقة شعرت بمرارة لمقتل الفنان (كرار نوشي) والذي هو أحد أصدقاء صفحتي على الفيس بوك وأحد مواطني بلدي العراق المبتلى بالأفكار الهمجية والغارق بالعنف والمدمى بالحرب العسكرية التي هي نتاج لكتب صفراء وتكفير وفتاوى دموية وعدم تقبل الرأي الديني الآخر أدت الى تلك النتائج الكارثية التي تنعكس آثارها على أجيال قادمة .
إن مقتل الفنان كرار نوشي بسبب مظهره يعد جريمة بحق الإنسانية وعدوان على الثقافة وانتهاك صارخ لأبسط حريات الفرد العراقي الا وهي حرية مظهره وملبسه .
أنا واثق تمام الثقة بأن قتلة الشاب كرار نوشي ينتمون لفكر شوفيني متطرف لايؤمن بشيء اسمه حرية الأعتقاد ولا يعترف بمسمى حرية الأفراد بل يرى الحياة عبارة عن مؤسسة تدار من قبل ربه وبما انه احد افراد هذه المؤسسة التي يديرها الغيب فهو يملك الحق الكامل بمحاسبة أي انسان على مظهره وعلى جوهره (معتقده) ويعطي لنفسه حرية التحكم بلباس الناس فضلا عن التحكم بسائر تفاصيل حياتهم .
برأيي أن هذه الجريمة البشعة تتحمل مسؤوليتها عدة جهات بدأ بالمؤسسة الدينية التي تجعل من نفسها راعيا وخادما للمجتمع فيفترض بها أن كانت فعلا ضد التطرف وتحرص على تماسك المجتمع العراقي وتخدم الإنسانية أن تستغل نفوذها الاعلامي ومنابرها بأصدار فتوى لأتباعها (بحرية المظهر والملبس والمطعم والمشرب وأن كل انسان هو حر بجسده وحر بذهنه وأن لا ولاية ولا وصاية لأحد على أحد وأن لايجوز لأنسان قتل آخر ﻷختلافه معه بالمظهر ولا بالعقيدة او الرأي) ومثل تلك الفتوى قد تسهم لحد ما بتقليل العنف المرتكب بذريعة الاختلاف المظهري و الجوهري .
أيضا نطالب المؤسسة الدينية في العراق إن كانت هي جادة بحقن دماء الناس ولكي لاتكون ردة فعل غاضبة تجاه الفكر الديني من شريحة معينة من المجتمع العراقي والتي تؤمن بالحرية الشخصية للافراد والجماعات باستنكار هذه الجريمة البشعة وإدانة مرتكبيها والتبرء من كل من يقتل الناس بسبب ممارستهم لحرياتهم الشخصية في ملبسهم ومظهرهم ومأكلهم ومشربهم وملعبهم ومعتقداتهم .
هذا وأنا واثق تمام الثقة بأن قاتلي هذا الشاب ليس من الملحدين ولا اللادينيين ولا اللاأدرية ولا مسيحيين ولا يهود ولا بوذيين ولا هندوس ولا مندائيين ولا زرادشتيين ولا بهائيين ولا يساريين ولا يمينيين ، بل ان الذي ارتكب هذا الجرم الوحشي هو من اصحاب الفكر الشوفيني العنصري الذي يحتكر مجتمعاته ويصول ويجول بذريعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والذي في حقيقته ماهو الا استعباد للناس وتسلط عليهم ومصادرة لحرياتهم بذريعة تطبيق اوامر السماء، واي سماء تلك التي لاتستطيع احتمال مشاهدتها لشاب يطلق شعره او يلبس ملابسا ضيقة لذا تبا لكل سماء تحارب الناس على اشكالهم او مظاهرهم او لأجل فكرة برؤوسهم .
أيضا تتحمل المسؤولية كاملة وسائل الاعلام التي لاتنهض بدورها لتوعية الناس بوجود شيء اسمه الحرية الشخصية من خلال اعلانات وبرامج بهذا الصدد حتى تترسخ هذه الفكرة في اذهان الاغلبية .
أيضا يتحمل القانون العراقي المسؤولية في حدوث مثل هذه الجرائم لعدم وجود تشريع يكفل للأفراد ممارسة حرياتهم الشخصية لذا نطالب الجهات التشريعية بالعراق اصدار قانون للحريات الشخصية يتضمن حرية الجسد وحرية المعتقد وبذلك يتم حقن الكثير من الدماء التي تسفك بذريعة غسل العار وماشابه ذلك من مسميات قبلية همجية يشرعنها القانون العراقي الى الآن .
ايضا تتحمل المسؤولية شبكات التواصل الاجتماعي التي أسست لتقريب الثقافات ولنشر مايدعم الانسانية فيفترض ان تكون تلك الشبكات منابر لتوعية الناس بالحرية الشخصية للأفراد لتساهم في تحجيم ذلك الجهل الذي يطال حياة الناس ويسلبها دون وجه حق.
إن الفنان الفقيد كرار نوشي لم يؤذي نملة بحياته وقد قتله اشرار بسبب عدم احتمالهم لرؤية شكله ومظهره الذي يخالف مفاهيمهم وعاداتهم ، هم اولئك المعتوهين الذين لايطيقون رؤية العالم على غير مايريدون أن يروه هم ومن يقف وراءهم من أعداء الأنسانية اللامنتمين لعقل القرن الحادي والعشرين واللامنتمين للحضارة .
لذا كل صاحب قلم يؤمن بحقوق الانسان وحريته الشخصية هو مدعو لأبداء رأيه والوقوف لجانب الانسانية واهلها ضد العنف والتطرف واعداء الحياة من الظلاميين والهمج الرعاع .

رائد مهدي /
سفير الإنسانية والثقافة العربية في العراق
لمنتدى ثورة قلم لبناء إنسان أفضل



#رائد_مهدي (هاشتاغ)       Raed_Mahdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (( ظاهرة تواجد المتدينون في جروبات الملحدين ))
- فطرة ؟!!!
- وردة لا عورة
- سلام ثلاثي الوجهة
- لماذا الٲسرة
- مازالت المأساة عند فهيمة
- نوارس وفراشات تحلق برابطة الجمال
- حكاية أنثى مابين العتمة والظل
- بسمة
- العكاز .. محنة الإرتباط
- ألعنصر الجمالي في قصيدة حلوة النسوان
- (( جهرة يفجر الفجر ))
- قصيدتي النثرية بعنوان : (( صفا* تبحث عن ساعة ضائعة ))
- ألحب جنون تقتله الحكمة
- (( إستقامة النسق المعنوي قصدا وتعقلا ))
- ألتاريخ والقانون والضمير مع شعب كردستان بتقرير المصير
- (( ألحب دموي حين يسري مع الدم ))
- (( ألقضاء على الإرهاب مسؤولية الدول العظمى ))
- (( إضاءات على قصة يبحث عن رتاق الفتوق ))
- (( سمفونية الحزن في مناجاة تتخطى الترتيب ))


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رائد مهدي - مقتل الفنان الشاب كرار نوشي جريمة بحق الإنسانية والثقافة