ماذا حققت الحركات اليسارية و الشيوعية للشعب الكوردي؟

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5571 - 2017 / 7 / 4 - 20:53
المحور: القضية الكردية
    

حبر على ورق
ماذا حققت الحركات اليسارية و الشيوعية للشعب الكوردي؟
ما تحقق اليوم و بشكل بسيط للقومية الكوردية في كوردستان الجنوبية هو اقليم بسيط شبه او نصف مستقل و كما قلت نصف مستقل او بعبارة اخرى انجاز نصفي و كما تقول الانجليزية تؤدي القياسات النصفية الى انجازات او نجاحات نصفية Half measures lead to half the success و هذا يعني الانجازات النصفية تبقى انجازات نصفية في دول شرقية شرسة متعصبة لا تفهم الا لغة السلاح. رغم ذلك نستطيع ان نقول ان ما تحقق هو انجاز عظيم مقارنة مع وضع الشعب الكوردي في بقية اجزاء كوردستان.

لم تكن الامال الكوردية الحصول على انجازات نصفية الى الابد تحت الرعاية التركية / العربية / الفارسية بل الاستقلال كليا و لكن حتى اذا رضينا بالانجازات النصفية في الكوردستان الجنوبية السؤال هو من الذي حققها؟ هل حققتها الحكومات العربية؟ هل حققتها نداءات و مقالات الحزب الشيوعي العراقي؟ هل حققها التمرد المسلح و السلمي الكوردي بقيادة البارزاني و الطالباني؟

الجواب واضح فرغم احترامي و تقديري للحركات اليسارية و الشيوعية العراقية و تعاطفها مع القضية الكوردية باستمرارفانها لم تحقق شيئا يذكر لا لنفسها و لا للغيرعدا البيانات و الحملات الخ - لم تستطع استلام السلطة في بلد من بلدان الشرق الاوسط ؟ كيف يمكن اذن الاعتماد عليها و هي كانت و لاتزال حبر على ورق - كانت عاجزة حتى في عهد الزعيم عبدالكريم قاسم من استلام السلطة لتترك العراق مرتعا للبعثيين و القوميين العرب.

لقد ناضل الشعب الكوردي تحت قيادة البارزاني و الطالباني بالسلاح لفترة طويلة و حارب الحكومات القومية و البعثية العربية و توصل الشعب الكوردي بدمه الى هذه الانجازات النصفية و هذا هو الفرق: تحقيق هذه الانجازات النصفية يعود الى النضال المسلح و استعداد الشعب الكوردي ان يدفع الثمن بدمه كما قال جواهر لال نهرو و يبقى صامدا و اليوم ما ذا تعمل اليسارية؟ ترجع خطوة الى الوراء - تريد مقاطعة الاستفتاء في كوردستان الجنوبية بحجج كثيرة تطرقت الى اهمها في مقالي السابق: ما هذا الضجيج على استفتاء جنوب كوردستان.

اخيرا اود ان اقول اتركوا الحكومة الكوردية ان تستمر في النضال لاجل استقلال كوردستان باية طريقة كانت دون مطالبتها لوحدها التصرف بالمثاليات والملائكيات و الاخلاقيات وسط غابة الوحوش الشرسة و الشياطين و الشعوب الفاسدة اولا و بعدها نستطيع ان نناقش المسائل الاخرى. هناك دائما شيء يسمى بالاولوية setting priorities
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات