بيان حول: إجراء الأستفتاء في اقليم كردستان العراق

الحزب الشيوعي العمالي الكردستاني

الحوار المتمدن-العدد: 5571 - 2017 / 7 / 4 - 16:03
المحور: القضية الكردية
    

ادى القمع والظلم القومي بحق الجماهير في كردستان من قبل الحكومات القومية القمعية في العراق الى احتجاج واسع من قبل تلك الجماهير، وفي ذات الوقت، خلقا الارضية للاقتتال والصراعات السياسية بين الدولة المركزية في العراق والحركة القومية الكردية. ان إنعدام طريقة حلٍ مُثلى لهذه الأزمة من جهة، وتصاعد الأختلافات والصدامات بين الجماهير الناطقة بالعربية والناطقة بالكردية جراء سياسات كلتا الحركتين القوميتين العربية والكردية من جهة أخرى، أدى الى التعميق المتزايد لهذه الازمة لدرجة أصبح من الصعب الاستمرار في العيش المشترك بين الجماهير في كردستان وباقي جماهير العراق. ونتيجة للاوضاع السياسية والأدارية لكردستان بعد إنتفاضة عام 1991، أتخذ هذا الوضع منحى آخر، فالتخبط السياسي في مرحلة ما، ثم الدفع بهذا المجتمع نحو فوضى الفيدرالية القومية الرجعية بعد عام 2003، كل ذلك أدى بالنتيجة الى تصاعد الخلافات القومية وازدياد البؤس والقسر نحو الدفع بكردستان الى طريق الانفصال.
اعلن الحزب الشيوعي العمالي، باستمرار، وأقر بأن الطريقة المُثلى والممكنة لحل هذه الازمة هي العودة الى رأي الجماهير في كردستان من خلال استفتاء عام حول الانفصال عن العراق وتأسيس دولة مستقلة أم البقاء الأختياري ضمن العراق دون أي تمييز.
بعد مضي 22 عاما على هذا القرار والاعلان عن هذه الطريقة، تموز 1995، من قبل الحزب الشيوعي العمالي، أذعنت الأحزاب القومية الكردية لمطلب اجراء الاستفتاء. اقترح الحزب الشيوعي العمالي في ذلك القرار على الجماهير في كردستان بالتصويت لصالح الانفصال عن العراق وتأسيس دولة مستقلة نظرا لوجود حكومة قومية عنصرية في العراق تعتبر الناطقين باللغة الكوردية مواطنين من الدرجة الثانية، كما وتم التأكيد على أن الدولة المستقلة في كوردستان، ولكي تكون دولة تقدمية بعيدة عن الهوية الرجعية القومية والدينية تنظر الى كافة المواطنيين في كوردستان نظرة متساوية، يجب أن تكون دولة علمانية غير قومية. وقد ناضل حزبنا خلال مدة الـ 22 عاما المنصرمة من أجل تحقيق هذا المطلب.
خلال مدة 22 عاما، واستمرارا لسياسة التسلط على إرادة جماهير كوردستان، فان الاحزاب البورجوازية القومية والاسلامية لم تدافع عن مطلب جماهير كردستان هذا، ليس هذا فحسب، بل وضعت العراقيل والمعوقات أمام نضال الحزب الشيوعي العمالي من أجل تعبئة الجماهير حول مطلب الاستفتاء، ووصل الأمر بالاتحاد الوطني الكوردستاني، وبحجة كون هذه المسألة تعرّض " الأمن القومي الكوردي " الى الخطر، الى القيام وبقوة السلاح، بمنع نشاط الحزب الشيوعي العمالي عام 2000 ! واستمرارا لهذه السياسة، اعتبر جلال الطالباني، أحد قادة الحركة القومية الكوردية ، تأسيس الدولة المستقلة في كوردستان حُلُماٌ.! لذا فأن سياسة البرجوازية الكردية وأحزابها الرامية لتحقيق مصالحها الخاصة سببت في تأخير الاقدام على هذه الخطوة مُدة 22 عاما.
خلال مدة عقدين من الزمن جعلوا من جماهير كردستان ومسألة الاستفتاء ضحية مصالحهم ودفعوا بالمجتمع في كردستان نحو التخبط السياسي والاقتتال الداخلي والتدخل الأقليمي للدول الرجعية في المنطقة والعالم ووضعوه في إطار الفيدرالية القومية وسلطة الميليشيات ووسعوا من الهوة القومية وتسببوا في تنامي الروح القومية وجعلوا من مخاوف الحرب القومية تهديدا خطيراً.
اليوم، وقد أذعنت الأحزاب البرجوازية الكردية لهذا المطلب، وحددت يوم 25 / أيلول من هذا العام موعدا لاجراء الاستفتاء، نحن، وعلى الرغم من اعتقادنا بأن هذه المدة غير كافية لاجراء الاستفتاء ولا توفر الفرصة المناسبة للجماهير كي تتعرف على البرامج والمقترحات السياسية للاحزاب والاطراف السياسية، خصوصا في هذه الظروف التي تستحوذ فيها السلطة على المال وتهيمن على الاعلام وتمتلك مؤسسات اعلامية ضخمة، فقد اعلنا في حينه بأن هذه العملية تحتاج الى مدة ستة أشهر قبل اجراء الاستفتاء.
ومن أجل إجراء إستفتاء يُمكّن الجماهير في كوردستان ، وبعيدا عن كل الضغوطات وبرؤية واضحة من لَعِبِ دور فعال ومؤثر لصناعة قرار حول مستقبل هذا المجتمع، يَصر الحزب الشيوعي العمالي الكردستاني ويؤكد على الأسس والمباديء التالية، ويسعى بكل جهده كي تجري عملية الاستفتاء وفق هذه الأسس والمباديء، ووفقا لذلك يناشد جماهير كردستان كافة وكذلك الأطراف السياسية للعمل على تثبيت هذه الأسس والمباديء. يعبر الحزب الشيوعي العمالي الكوردستاني عن كامل استعداده للتعاون والتشاور مع أي طرف يؤيد هذه الأسس والمباديء :
ان إستفتاء رأي الجماهير في كردستان حول الرغبة بالانفصال وتأسيس دولة مستقلة في كوردستان، أو البقاء ضمن العراق بحقوق متساوية، على أن تجري في كافة المناطق التي يسكنها الناطقون بالكردية، أي اقليم كردستان، و"المناطق المتنازع عليها".
أن يجري الاستفتاء برعاية دولية، " الأمم المتحدة " على سبيل المثال.
يجب أن يجري الاستفتاء في مناخ هاديء كي يتمكن من خلاله المواطنون من المشاركة في أجواء سياسية بعيدة عن الضغوطات والأملائات وأن تُبعد كل الميليشيات والقوات العسكرية عن مناطق سكن وعيش المواطنين، عدى القوى الأمنية.
يجب أن يكون لكل القوى السياسية في كردستان فُرصا متساوية للدعاية لبرامجها السياسية حول مسألة الاستفتاء.
بعد إتمام عملية الاستفتاء وظهور نتائجه، وفي حال كانت النتيجة لصالح انفصال كردستان، عندها يجب تنظيم استفتاء آخر في المناطق التي يسكنها الناطقون بالكوردية خارج الأقليم، "المناطق المتنازع عليها، " لحسم مسألة تقرير مصير تلك المناطق والتصويت أما بالانضمام الى دولة كردستان المستقلة أو بالبقاء ضمن الدولة العراقية .
انه سيناريو عملي وجيد كي تَقر جماهير كردستان وكركوك وباقي المناطق، وبعيدا عن كل الضغوطات والأملائات، حسم مسألة حساسة ومعقدة في العراق بشكل يسد الطريق على كل الاحتمالات غير المرغوب فيها ومخاطر الحرب القومية.
يدعو الحزب الشيوعي العمالي الجماهير في كردستان للمشاركة بفاعلية في عملية الأستفتاء، ويعلن في الوقت نفسه بأن نتيجة الاستفتاء، وأيا كانت، يجب أن يُنظر اليها كقرار لجماهير كردستان وأن يُعترف بها رسميا ويتم تنفيذها، كما ويقف ضد أية محاولة للتلاعب بنتائجه واستخدامه لاغراض سياسية من قبل الاحزاب الحاكمة، وفي الوقت ذاته يقف بوجه جميع انواع الضغوطات والغطرسة للحكومة العراقية والأطراف القومية والاسلامية والميليشيات العراقية أو دول المنطقة والعالم في حال محاولتهم الوقوف ضد إرادة جماهير كردستان.
يدعوا الحزب الشيوعي العمالي الكوردستاني جماهير كوردستان للتصويت بنعم لانفصال كوردستان وتأسيس دولة مستقلة، وهو ما يُبعد المجتمع عن مخاطر اندلاع الحرب والصراعات القومية ويُزيل عقبة كبيرة أمام النضال الطبقي للطبقة العاملة ضد الرأسمالية، ويُنهي التضليل حول مقولة المصير المشترك للعامل والبرجوازي الكردي. هنا نؤكد ونُصر على أن تكون الدولة المستقلة في كردستان، دولة علمانية غير قومية، أي دولة لجميع سكان كردستان يتمتع فيها المواطنون، بغض النظر عن هوياتهم القومية والطائفية والدينية، وعلى أسس المواطنة أمام القانون بحقوق متساوية ومنع أي تمييز بينهم على أسس الانتمائات القومية أو الدينية أو الطائفية أو الجنسية.
أواسط حزيران 2017

#الحزب_الشيوعي_العمالي_الكردستاني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات