أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - هوشيار عبدالله - البارزاني و الاستفتاء..!‌














المزيد.....


البارزاني و الاستفتاء..!‌


هوشيار عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 5571 - 2017 / 7 / 4 - 12:26
المحور: القضية الكردية
    



قديماً قالوا (لايوجد دخان دون نار) ، أي أن كل حدث له مسبباته وتقف وراءه دوافع وإرادات، ومن هنا فإن مسعود البارزاني - من وراء زوبعة الاستفتاء - لديه أجندات خاصة (شخصية وعائلية وحزبية) كثيرة، إذ إن هذا الشخص الذي انتهت ولايته كرئيس لإقليم كوردستان منذ عام ٢٠١٣ ويأبى أن يترك كرسي الحكم، يحاول أن يضرب بحجر الاستفتاء مجموعة من العصافير.

وفيما يلي بعض أهدافه التي يسعى لتحقيقها بإسم الاستفتاء واللعب على الوتر القومي والوطني لمواطني إقليم كردستان المحرومين اليوم من رواتبهم بسبب نهب ثروات نفط الإقليم من قبل الأشخاص والعوائل :

أولاً : البارزاني يعاني حالياً من حرج كبير داخلياً وخارجياً بسبب عدم وجود شرعية أو غطاء قانوني لبقائه في منصبه، وبالتالي بات يحاول أن يلوذ بأية قضية من شأنها أن تُبعد الأنظار عن هذا الخرق القانوني، فحاول توظيف نفسه كراعٍ لعملية الاستفتاء لإيهام الرأي العام الداخلي والخارجي بأن التصويت للاستفتاء نوعا ما هو تجديد لثقة الناس به، أو أن هذا الاستفتاء يبدو كتفويض غير مباشر له من قبل الشعب، كونه الآن هو من يقود هذه العملية .

ثانياً : الاستفتاء أفضل وسيلة للتستر على جميع الملفات المعقدة الموجودة داخل الإقليم، وهو الطريقة المثلى لإبعاد أنظار الناس عن الفشل الذريع لحكومة الإقليم في الإدارة والحكم، وخصوصاً فيما يتعلق بعدم توفير الرواتب والخدمات، علما بأن البارزاني هو الشخص الأول على هرم السلطة التنفيذية منذ عام ٢٠٠٥ ولغاية اليوم، سواء كانت سلطته تمتلك الشرعية أم لاتمتلكها .

ثالثاً : يسعى البارزاني من خلال زوبعة الاستفتاء أيضاً الى امتصاص غضب الشارع الكردستاني تجاه فضائح تعاقداته النفطية، سواء الاتفاق لخمسين سنة بينه وبين أردوغان على تصدير نفط الإقليم، أم اتفاقه مع شركة (روس نفط) الروسية لمدة عشرين سنة، ففي السابق كان المثقفون والناشطون ووسائل الإعلام ينتقدون السلطة ويضغطون عليها بسبب هذه الفضائح، أما اليوم فقد طغى الحديث عن الاستفتاء على المواضيع الاخرى رغم أهميتها .

رابعاً : الاستفتاء والاستقلال والقضايا القومية والشعارات الوطنية هي آخر ورقة بيد البارزاني وحزبه في الوقت الراهن، لأنهم سبق لهم وأن فشلوا في تنفيذ كل وعودهم الانتخابية ولم تعد لديهم أية مصداقية، فبسبب سياسة البارزاني لم تعد مشكلة بقاء الشعب بلا رواتب هي المشكلة الوحيدة في الإقليم، بل فوق ذلك كله بات الشعب مكبلاً بديون طائلة، ناهيك عن تعطيل المؤسسات الشرعية والانقلاب على الحكومة والبرلمان في سلوك غير قانوني وغير متحضر شوّه صورة الإقليم أمام المجتمع الدولي .

والمفارقة العجيبة إن البارزاني وحزبه يكيلون بمكيالين في التعامل مع قضية الاستفتاء، فداخليا أوعزوا لمؤيديهم بأن يهتفوا بأعلى أصواتهم بأن كاك مسعود سيعلن الدولة الكردية على ضوء النتيجة التي سيفرزها الاستفتاء المرتقب، أي أن القصد من الاستفتاء هو الانفصال عن العراق، ولكن خارجيا، البارزاني و خاله هوشيار زيباري يقولون أن هذه قضية داخلية وغير ملزمة وأن الاستفتاء لايعني الانفصال ولن نعمل بنتائجه .

أخيراً، إن الشعب الكردي ناضل على امتداد تاريخه وضحى بدمه من اجل الحرية وبناء الدولة المدنية الديمقراطية وفقاً لمبدأ المواطنة، لا من أجل المشيخة لعائلة معينة، وهذا الشعب يدرك تماماً بأن المتاجرين بالقضية الكردية اليوم دمروا كل أسس ودعائم بناء الدولة الناجحة، عدا ذلك فإنه من المعيب جداً ان تسأل شعباً تاريخه مخضب بالدم وحافل بالتضحيات عما إذا كان يريد الاستقلال أم لا!
*عضو مجلس النواب العراقي



#هوشيار_عبدالله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- موريتانيا: السلطات تشن حملة اعتقالات وترحيل لمهاجرين غير نظا ...
- الحكومة المصرية تسهل شروط استيراد السيارات لذوي الاحتياجات ا ...
- متهم بمئات الاغتيالات.. اعتقال أبرز رئيس للمخابرات الجوية في ...
- استمرار التوتر بجنوب السودان واعتقال وزير آخر
- رسالة مفتوحة إلى ترامب من سجين في غوانتانامو
- رايتس ووتش: أطفال زامبيا يواجهون خطر التسمم بسبب شركات التعد ...
- كبار المسؤولين في نظام الأسد المتهمون بارتكاب جرائم حرب
- مصر.. أحكام بالإعدام والسجن في قضية -الدارك ويب- التي هزت ال ...
- تراجع المساعدات يفاقم معاناة النازحين الصوماليين خلال رمضان ...
- العفو الدولية تدعو لمعاقبة الاحتلال وتقديمه التعويضات عن هجم ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - هوشيار عبدالله - البارزاني و الاستفتاء..!‌