|
إنتفاضة و ليست ثورة (3) تشويه الماركسية : كتاب - تونس : الإنتفاضة و الثورة - لصاحبه فريد العليبي نموذجا
ناظم الماوي
الحوار المتمدن-العدد: 5571 - 2017 / 7 / 4 - 02:35
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
إنتفاضة و ليست ثورة (3) تشويه الماركسية : كتاب " تونس : الإنتفاضة و الثورة " لصاحبه فريد العليبي نموذجا حزب الكادحين الوطني الديمقراطي يشوّه الماركسية لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ! ( عدد 23 - 24 / فيفري 2015) ملاحظة : الكتاب برمته متوفّر بمكتبة الحوار المتمدّن
" و سيكون واجب القادة على وجه الخصوص أن يثقّفوا أنفسهم أكثر فأكثر فى جميع المسائل النظرية و أن يتخلّصوا أكثر فأكثر من تأثير العبارات التقليدية المستعارة من المفهوم القديم عن العالم و أن يأخذوا أبدا بعين الاعتبار أن الاشتراكية ، مذ غدت علما ، تتطلب أن تعامل كما يعامل العلم ، أي تتطلب أن تدرس . و الوعي الذى يكتسب بهذا الشكل و يزداد وضوحا ، ينبغى أن ينشر بين جماهير العمال بهمّة مضاعفة أبدا..." ( انجلز ، ذكره لينين فى " ما العمل ؟ ") --------------------------------------------- " أمّا الإشتراكي ، البروليتاري الثوري ، الأممي ، فإنّه يحاكم على نحو آخر : ... فليس من وجهة نظر بلاد"ي" يتعين علي أن أحاكم ( إذ أنّ هذه المحاكمة تغدو أشبه بمحاكمة رجل بليد و حقير ، محاكمة قومي تافه ضيق الأفق، لا يدرك أنّه لعبة فى أيدى البرجوازية الإمبريالية ) ، بل من وجهة نظر إشتراكي أنا فى تحضير الثورة البروليتارية العالمية، فى الدعاية لها ، فى تقريبها . هذه هي الروح الأممية ، هذا هو الواجب الأممي ، واجب العامل الثوري ، واجب الإشتراكي [ إقرأوا الشيوعي ] الحقيقي ." ( لينين " الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي" ، دار التقدّم موسكو، الصفحة 68-69 ). ----------------------------------------- " يستعاض عن الديالكتيك بالمذهب الإختياري [ الإنتقائية ]، و هذا التصرّف حيال الماركسية هو الظاهرة المألوفة للغاية و الأوسع إنتشارا فى الأدب الإشتراكي – الديمقراطي [ الشيوعي ] الرسمي فى أيّامنا . و هذه الإستعاضة طبعا ليست ببدعة مستحدثة ... إنّ إظهار الإختيارية بمظهر الديالكتيك فى حالة تحوير الماركسية تبعا للإنتهازية ، يخدع الجماهير بأسهل شكل ، يرضيها فى الظاهر ، إذ يبدو و كأنّه يأخذ بعين الإعتبار جميع نواحى العملية ، جميع إتجاهات التطوّر ، جميع المؤثّرات المتضادة إلخ ، و لكنّه فى الواقع لا يعطى أي فكرة منسجمة و ثوريّة عن عمليّة تطوّر المجتمع " . ( لينين ، " الدولة و الثورة " ص 22-23 ، دار التقدّم ، موسكو ) ---------------------------------------------------------- " إذا أردنا أن ندرس قضية ما فعلينا أن ننفذ إلى جوهرها ، و لا نعتبر مظاهرها إلاّ دليلا يقودنا إلى عتبة الجوهر، و إذا ما إجتزنا العتبة فعلينا أن نمسك الجوهر ، و هذه هي وحدها الطريقة العلمية المعتمد عليها فى تحليل الأشياء ." ( ماو تسى تونغ ، " ربّ شرارة أحرقت سهلا " ( 5 يناير – كانون الثاني- 1930) ، المؤلفات المختارة ، المجلّد الأول ). ----------------------------------------------------------- فى ما يتصل بالعلم و المنهج العلمي و خاصة النظرة و المنهج العلميين للشيوعية ، من الحيوي أن نجتهد للحفاظ على روح منهج التفكير النقدي و الإنفتاح تجاه الجديد و تجاه التحدّيات المقبولة أو الحكمة الموروثة . و يشمل هذا بصورة متكرّرة إعادة تفحّص ما يعتقد فيه المرء نفسه و / أو الآراء السائدة فى المجتمع إلخ على أنّها حقيقة : بشكل متكرّر معرّضين هذا لمزيد الإختبار و المساءلة من قبل تحدّيات الذين يعارضونه و من قبل الواقع ذاته ، بما فى ذلك طرق التطوّر الجاري التى يمكن أن يضعها الواقع المادي تحت أضواء جديدة – يعنى المكتشفة حديثا أو مظاهر الواقع المفهومة حديثا التى تضع تحدّيات أمام الحكمة المقبولة . بوب أفاكيان ، " تأمّلات و جدالات : حول أهمّية المادية الماركسية و الشيوعية كعلم و العمل الثوري ذو الدلالة وحياة لها مغزى " ؛ جريدة " الثورة " عدد 174 ، 30 أوت 2009. ====================================================== مقدّمة الكتاب : من الدروس التى إستخلصها الشيوعيون الماويّون الثوريون عبر العالم من العبر الجمّة للثورة الثقافية البروليتارية الكبرى فى الصين الماوية بين 1966 و 1976 فى ما يتّصل بالنضال ضد التحريفية كماركسية زائفة و فكر برجوازي فى صفوف الحركة و الأحزاب الشيوعية درس التشديد على عدم الوقوف عند الظاهر و السطحي من الأشياء و ضرورة المضيّ بالتحليل الملموس للواقع الملموس ، للأشياء و الظواهر و السيرورات ، إلى الجوهر ففيه تتجلّى الحقيقة الموضوعية أفضل تجلّى . ذلك أنّه خلال الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى تلك التى تمثّل أبعد نقطة بلغتها البشرية فى سيرها نحو الشيوعية، و فى خضمّ صراع الخطين المحتدم صلب الحزب الشيوعي الصيني بين الطريق الإشتراكي و الطريق الرأسمالي ، نبّه ماو تسى تونغ إلى الحذر من " رفع راية الماوية لإسقاطها " و إلى واجب التعمّق فى تفحّص الخطّ المطروح و عدم الإكتفاء بما يرفع أو يقال ظاهريّا . فأتباع الطريق الرأسمالي ، التحريفيين صلب الحزب الشيوعي الصيني و الدولة الإشتراكية فى الصين ، كانوا هم أيضا يرفعون راية الماوية إلاّ أنّ فحوى ما كانوا يدعون إليه يمضى تماما ضد الخطّ الشيوعي الثوري الذى كان يدافع عنه الماويّون و يكرّسونه من أجل إبقاء الصين على الطريق الإشتراكي و التقدّم صوب الشيوعية و إحباط محاولات الإنقلاب على الثورة فإعادة تركيز الرأسمالية . و قد ساهمت تلك الحقيقة العميقة التى لخّصها ماو تسى تونغ فى ملاحظته تلك – إلى جانب عديد المقالات و الكتب و النضالات إلخ - فى تسليح الشيوعيين الثوريين و الجماهير الشعبية بفهم أرقى لجانب من جوانب صراع الخطّين الحيوي الدائر حينها . و اليوم لا ظلّ للشكّ أنّ الصراع الذى خاضه ماو تسى تونغ فى الصين و عالميّا على رأس الحزب الشيوعي الصيني و الحركة الماركسية – اللينينية العالمية خاصة فى ستينات القرن العشرين و سبعيناته ضد التحريفية المعاصرة ، السوفياتية منها واليوغسلافية و الفرنسية و الإيطالية و الأمريكية إلخ ، بيّن لمن له عيون ليرى أنّ ماو تسى تونغ قد عمّق الحقيقة التى ألمح إليها لينين حين قال :
" لقد منيت اشتراكية ما قبل الماركسية بالهزيمة . وهي تواصل النضال ، لا فى ميدانها الخاص ، بل فى ميدان الماركسية العام ، بوصفها نزعة تحريفية ... - ان ما يجعل التحريفية أمرا محتما ، انما هي جذورها الطبقية فى المجتمع المعاصر . فإن النزعة التحريفية ظاهرة عالمية ... - ان نضال الماركسية الثورية الفكرى ضد النزعة التحريفية ، فى أواخر القرن التاسع عشر ، ليس سوى مقدمة للمعارك الثورية الكبيرة التى ستخوضها البروليتاريا السائرة الى الأمام ، نحو انتصار قضيتها التام..." ( لينين ، " الماركسية و النزعة التحريفية " ).
و تنسحب هذه الحقائق على واقع الحركة الشيوعية العربية حيث جلّ ، إن لم نقل كلّ ، الأحزاب و المنظّمات و المجموعات التى تزعم أنّها ماركسية ترفع راية الماركسية لتسقطها فهي ظاهريّا ماركسية و جوهريّا برجوازية – تحريفية إصلاحية لا غير . لذلك يصحّ ما أطلقناه على العديد منها ، فى تونس و التى تعرّضنا لها بالنقد ، من كونها أحزاب و منظّمات و مجموعات ماركسية زائفة ، متمركسة و ليست ماركسية . وقد أسقطنا ورقة التوت التى كانت تستر بها عورتها البرجوازية و ساهمنا من ثمّة فى كشف المستور و إسقاط الأقنعة ، القناع عن القناع .
وقد بلغت بنا أمواج القيام بالواجب النظري الشيوعي أن تطرّقنا للخطّ الإيديولوجي و السياسي لعدد من المجموعات الماوية ذاتها بما خوّل لنا أن نكشف للباحثين عن الحقيقة التى هي وحدها الثورية حسب مقولة شهيرة للينين ، أنّ هذه المجموعات " ترفع راية الماوية لإسقاطها " . و ها أنّ جولتنا الطويلة تنتهى بنا ، فى الوقت الحالي ، إلى تسليط الضوء على الخطّ الإيديولوجي و السياسي لفرقة متمركسة أخرى تتجلبب فى مناسبات بجلباب الماوية . فنحطّ الرحال عندها و نتوقّف لنعمل سلاح النقد فى ذلك الخطّ فنحلّل و نلخصّ من منظور بروليتاري ثوري و ماديّا جدليّا و نناقش و نحاجج علميّا بالدليل القاطع و البرهان الساطع جملة من رؤى ذلك الحزب و نصوصه و مقولاته و شعاراته و سياساته و سلوكاته و ما شابه ما سمح لنا بأن نجزم بلا أدنى تردّد ، كما يدلّ على ذلك عنوان الكتاب ، بأنّ " حزب الكادحين الوطني الديمقراطي يشوّه الماركسية" . و مثلما قال لينين الحقيقة وحدها هي الثورية بإعتبار أنّها تعكس واقعا موضوعيّا فتمكّننا من فهم الواقع و تفسيره و نسعى طاقتنا على أساس ذلك إلى تغييره من منظور الشيوعيّة و تحرير الإنسانية من كافة أنواع الإستغلال و الإضطهاد الجندري و الطبقي و القومي و بلوغ عالم آخر ، عالم شيوعي . و دون الحقائق ، و إن كانت مرّة أو مزعجة ، نظلّ ننوس فى الترّهات الميثالية الميتافيزيقية و الأفكار المشوّهة عن الواقع فلن نقدر على تغييره تغييرا شيوعيّا ثوريّا و نظلّ ندور فى دائرة مفرغة تخدم فى نهاية المطاف الطبقات السائدة و تأبّد الوضع القائم و الإستغلال و الإضطهاد بأصنافه جميعها . فى عصرنا ، عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية ، النظريّة الثوريّة حقّا هي الماركسية ، هي علم الشيوعية و دون هذه النظريّة الثورية لن توجد حركة ثوريّة و قد أكّد لينين الموقف الثوري الصحيح تجاه علم الشيوعية فصرّح : " نحن لا نعتبر أبدا نظرية ماركس شيئا كاملا لا يجوز المساس به ، بل إننا مقتنعون ، على العكس، بأنها لم تفعل غير أن وضعت حجر الزاوية لهذا العلم الذي يترتب على الإشتراكيين أن يدفعوه إلى الأبعد في جميع الإتجاهات إذا شاءوا ألا يتأخّروا عن موكب الحياة ." ( لينين ، " برنامجنا " ).
و فعلا ما إنفكّ علم الشيوعية يتطوّر فشهد مراحلا ثلاث ليبلغ الماركسية – اللينينية – الماوية و الماوية اليوم إنقسمت إلى إثنين ؛ إلى بقايا الماضى و طليعة المستقبل أي من جهة ماوية مشوّهة بفعل عدم تشخيص الأخطاء علميّا و رفع هذه الأخيرة إلى مستوى مبادئ عوض تخطّيها و أحسن تجسيد لهذه الماويّة المشوّهة عالميّا اليوم هو آجيث و أشياعه و من لفّ لفّهم ( أنظروا كتابنا " آجيث نموذج الدغمائي المناهض لتطوير علم الشيوعية – ردّ على مقال " ضد الأفاكيانية " ) و من الجهة الثانية ، ماوية ثوريّة وقع من ناحية تشخيص أخطائها الثانوية و نقدها نقدا مبدئيّا و تخطّيها و من ناحية أخرى ، الدفاع عن ما هو ثوري و رئيسي فيها و تطويره و إعادة صياغة الشيوعية و إرسائها على أسس علميّة أرسخ . فصارت هذه الماوية الثورية هي شيوعية اليوم المعروفة على النطاق العالمي بالخلاصة الجديدة للشيوعية . و أعرب ماو تسى تونغ متحدّثا عن الماركسية أثناء الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى ، عن كونها سلاحا بتّارا لفهم الواقع و تغييره ثوريّا و عن لزوم تطويره و شحذه أبدا و نعتها بالمجهر و المنظار . و هذا المجهر و هذا المنظار قد تطوّرا الآن أكثر بفضل هذه الخلاصة الجديدة للشيوعية ، شيوعية اليوم . لذلك من يستوعب جيّدا هذه الخلاصة و يطبّقها أحسن تطبيق يمسى بوسعه أن يقرأ الواقع قراءة علمية و يفهمه على أفضل وجه ممكن و من ثمّة يشخّص مثل الطبيب المشاكل و يحدّد تاليا الحلول المناسبة أكثر فينير طريق الممارسة الثورية ( فى علاقة جدلية و تطوّر لولبي بين النظرية و الممارسة مفهومين بالمعنى الواسع و ليس بالمعنى الضيّق ) .
و من الأكيد أنّ تسلّحنا بالخلاصة الجديدة للشيوعية التى ننطلق منها فى مؤلّفاتنا هو الذى كان له الفضل ، فى جانب لا يستهان به ، فى تمكّننا من كشف النقاب عن تحريفية و إصلاحية الخطّ الإيديولوجي و السياسي لحزب الكادحين الوطني الديمقراطي ( و أحزاب ماركسية زائفة أخرى ) . و لئن درستم مليّا محتويات الكتاب الآتى ذكرها ، ستتوصّلون على الأرجح – و ليس لامحالة لإعتبارات نظرة الدارس أو الدارسة للعالم و مدى توخّى الموضوعية - إلى إدراك حقائق عميقة ما كنتم ربّما تصدّقونها عن هذا الحزب قبل هذه الدراسة و إلى إدراك مدى أهمّية إستيعاب الخلاصة الجديدة للشيوعية و رفع رايتها و تطبيقها و تطويرها خدمة للمساهمة فى الثورة البروليتارية العالمية و تحرير الإنسانية : (1) نقد بيانات غرة ماي 2013 فى تونس : أفق الشيوعية أم التنازل عن المبادئ الثورية ؟ مقدّمة : 1- الشيوعية هدفنا الأسمى و علم تحرير البروليتاريا و الإنسانية جمعاء : 2- الإصلاحية و خفض الآفاق و التنازل عن المبادئ الشيوعية : 3- دقّ ناقوس الخطر لدي الماويين : خاتمة :
(2) تشويه الماركسية : كتاب " تونس : الإنتفاضة و الثورة " لصاحبه فريد العليبي نموذجا 1- مقدّمتنا و صدمة مقدمته . 2- إضطرابات فى المنهج و الأفكار : + منهج يتنافى مع المادية الجدلية : أ- مصطلحات و مفاهيم برجوازية فى نهاية المطاف . ب- المثالية فى تناول المسائل . + عدم دقّة و تضارب فى الأقوال من صفحة إلى أخرى . 3- إنتفاضة و ليست ثورة : أ- تداخل فظيع فى المفاهيم . ب- أسباب الإنتفاضة . ت- أعداء الإنتفاضة . ث- مكاسب الإنتفاضة . ج- آفاق الإنتفاضة . ح- وهم تواصل الإنتفاضة و المسار الثوري . 4- عفوية الجماهير و الوعي البروليتاري : أ- الوعي الطبقي / السياسي : موجود أم غائب ؟ ب- الوعي الطبقي / السياسي و غرق الكاتب فى الإقتصادوية . ت- الوعي الطبقي مقابل العفوية . ث- النضال ضد إنتهازية " اليسار" و " اليمين الديني" . ج- فهم العصر و الوضع العالمي . 5- التعاطي الإنتهازي مع الإستشهادات: أ- بصدد إستشهاد بماركس . ب- بصدد إستشهادات بماو تسى تونغ . ت- آلان باديو؟ 6- المسكوت عنه كلّيا أو جزئيّا : أ- تغييب لينين كلّيا. ب- تغييب حرب الشعب كلّيا. ت- تغييب النضال ضد إضطهاد نصف السماء/ النساء مرحليّا . 7- الخاتمة : (3) خطّ حزب الكادحين الإيديولوجي والسياسي يشوّه علم الشيوعية مقدّمة 1- المخاتلة : المفهوم المخاتل و تطبيق المخاتلة العملي لدي حزب الكادحين : أ- المفهوم المخاتل : ب- حزب الكادحين يطبّق عمليّا المخاتلة و الإنتقائية : 1- ما هذا " الربيع العربي " ؟ 2- الإنتفاضات إنتهت أم هي مستمرّة ؟ 3- " المظاهر خدّاعة " : 2- إيديولوجيا حزب الكادحين برجوازية و ليست بروليتارية : أ- غيبة الشيوعية : ب- نظرة برجوازية للحرّية و الديمقراطية : ت- العفويّة و التذيّل إلى الجماهير : 1- تضارب فى الأفكار : 2- التذيّل للجماهير : ث- الثورة و العنف وفق النظرة البرجوازية لحزب الكادحين : 1- تلاعب بمعنى الثورة : 2- الثورة و العنف الثوري : ج- الإنتهازيّة و النظريّة : أ- الإنتهازيّة و التعامل الإنتهازي مع الإنتهازيين : ب- النظريّة و الممارسة الإنتهازية : 3- إنحرافات عن الماديّة الجدلية و التاريخية : أ- الإنقلاب فى مصر و الأمين العام لحزب الكادحين خارج الموضوع : ب- الحتميّة مناهضة للمادية الجدلية و التاريخيّة : ت- هل الفلسفة لاطبقيّة ؟ 4 - الدين والمرأة و مغالطات حزب الكادحين : أ - الدين و مغالطات حزب الكادحين : ب – تحرير المرأة : كسر كافة القيود أم تجاهل الإضطهاد و الإستغلال الجندري : الخاتمة : إنتفاضة و ليست ثورة :
و نأتى الآن إلى ما يمكن أن يعتبر جوهر الكتاب الذى ننقد سيما و أنّ عنوانه يحمل كلمتي الإنتفاضة و الثورة و كنّا ننتظر من أستاذ الفلسفة ان يقدّم لنا إطارا نظريّا لطرح المسألة بمعنى مفهوم الإنتفاضة و مفهوم الثورة و العلاقة بينهما فى سياق الصراع الطبقي عالميّا منذ الصفحات الأولى من الكتاب إن لم يكن الأمر منذ المقدّمة و لكن هيهات فقد صال و جال يمينا و شمالا و أسهب فى الحديث المخاتل ليدرك أهمّية الأمر فى أواخر الفصل الثالث من كتابه حيث نعثر عليه بالصفحة 88 على وجه التحديد يقول : " إنّ تسمية ما حصل بإعتباره ثورة أو إنتفاضة ليس مشكلا نظريّا فقط بل هو مشكل عملي أيضا ، ففى حال أن هناك ثورة فذلك يعنى عمليّا أنّ الشعب قد إنتصر و ما بقي أمامه بعد هروب الرئيس " المخلوع " و وضع حدّ لنظامه" البائد " غير العودة إلى العمل و الإنتاج و برواج هذه الأطروحة بين صفوف الشعب يجرى بثّ الوهم حتى تستمرّ الأوضاع على حالها." و لم يلتفت إلى ضرورة العودة إلى أمّهات النصوص اللينينية بصدد الإنتفاضة مثل " الماركسية و الإنتفاضة " ليحدّد المفاهيم تحديدا علميّا و من ثمّة ينطلق فى معالجة الموضوع المطروح بل تجاهلها تجاهلا تامّا لأنّ خطّ لينين بهذا الصدد و تحليله لفنّ الإنتفاضة ومقدماتها و مستلزماتها و للوضع الثوري و لدور الحزب الطليعي يذهب ضد خطّ السيد الأستاذ و رسمه للوحته الخاصة للحدث و تلوينها بألوانه كما سنشرح لاحقا . 1- تداخل فظيع فى المفاهيم : مبثوث هنا و هناك فى طيّات الكتاب الذى يعوزه الخط الإيديولوجي و السياسي الصحيح تداخلا فظيعا فى المفاهيم نلفت عنايتكم إلى الأمثلة التالية من ملامحه البينة : أ- ففى الصفحة 7 ، يتحدّث عن " الثورة الفرنسية " فى إشارة إلى أحداث ماي 1968 بفرنسا و فى الصفحة 43 يحيلنا على " إنتفاضة ماي 68 الفرنسية ". ب- فى غالبية صفحات الكتاب يتمّ الحديث عن " الإنتفاضة التونسية " و فى الصفحة 56 منه تتحوّل بفعل فاعل أو بعصا سحرية إلى ثورة فى جملة " و إنتهازيون من كلّ لون يحاولون الإلتفاف على ثورة شعبنا ". ت- و فى حالات اخرى تدمج الإنتفاضة و الثورة فى نفس الجملة ، على غرار قوله فى الصفحة 44 : " إنّ التراجع الذى تعرفه الثورات و الإنتفاضات قد يطول و قد يقصر". ث- و فى الصفحة 41-42 ، يستشهد بماركس وهو يعقد مقارنة بين الثورات البرجوازية و الثورات البروليتارية و يعلّق كاتبا: " و يهمّنا هنا إدراك التطوّر الذى يطبع بطابعه الثورة البروليتارية و ما يندرج ضمنها من إنتفاضات ممهدة لها ففى الحالة التونسية ..." فيدمج الإنتفاضات ضمن الثورات و يدمج الإنتفاضة التونسية ضمن الإنتفاضات الممهّدة للثورة البروليتارية !!! 2- أسباب الإنتفاضة : بهذا المضمار تجدر الملاحظة أنّ الكتاب لا يتضمّن تحليلا شاملا و عميقا لأزمة دولة الإستعمار الجديد و لمعطيات إقتصادية و إجتماعية و سياسية موثّقة و لا يشير لا من بعيد و لا من قريب إلى إنتفاضة الحوض المنجمي لسنة 2008 و غيرها من الإنتفاضات و الإحتجاجات على نطاق ضيّق بما يشى بنوع من الجهوية فى التوجّه و التفكير كنّا لمسنا تعبيرات عنه سابقا . و رغم نقده لقراءات الإنتفاضة التى غلب عليها " إستبعاد تحليلها على ضوء الصراع بين الطبقات " ، فإنّه لم يحلّل هو بدوره الإنتفاضة تحليلا طبقيّا و إنكبّ فى جزء قصير من الكتاب على موضوع المهمّشين و حتى معالجته لذلك الموضوع شابتها هنات ألمحنا إليها آنفا . و من هنا نستشفّ نظرة إختزالية و إحادية الجانب فالمنتفضون لا ينتمون إلى المهمّشين فقط و هذا معلوم ولا يحتاج منّا إلى بيان . و لكلّ فئة و طبقة أسبابها و للجماهير الشعبية العريضة أسباب مشتركة لتشابك فى المصالح لم يأخذها الكاتب بعين الإعتبار . 3- أعداء الإنتفاضة : و مثلما لم يحدّد صاحبنا الفاعلين فى الإنتفاضة و دوافعهم فى الأرياف و فى المدن المختلفة و مختلف المطالب المرفوعة و الشعارات المشتركة و كذلك المتباينة أحيانا من فئة إلى أخرى و من جهة إلى أخرى ، لم يحدّد تحديدا طبقيّا أعداء الإنتفاضة و إكتفى بالإشارة إلى " الدولة " دون ذكر طبيعتها الطبقية و الطبقات التى تمثّلها و تدافع عن مصالحها و هذا أيضا تعويض إختزالي يخرّب وعي الجماهير و يمنع المنتفضين من فهم أعدائهم الطبقيين و ما قاموا و يقومون به ضد الإنتفاضة و أساليب تدخّلهم و تآمرهم و كيفية كشفهم ... و فى هذا السياق ، لم ينبس ببنت شفة بشأن الشرطة و فرق " الأمن " التى قمعت التحركات الشعبية و عاثت فسادا حتى بالمنازل و محتوياتها من آثاث و تسبّبت فى قتل مئات الشهداء . و لزم الصمت المطبق بشأن الجيش و دوره خلال فترة حكم بن علي و أثناء الإنتفاضة كعدوّ و كأهمّ أعمدة " الدولة " ألم يؤكّد ماو تسى تونغ : " يعتبر الجيش ، حسب النظرية الماركسية حول الدولة ، العنصر الرئيسي فى سلطة الدولة . فكلّ من يريد الإستيلاء على سلطة الدولة و المحافظة عليها ، لا بدّ أن يكون لديه جيش قويّ . إن بعض الناس يسخرون منّا و يسمّوننا أنصار " نظرية قدرة الحرب على كلّ شيء " ، نعم ، إنّنا أنصار نظرية قدرة الحرب الثورية على كلّ شيء ، و هذا ليس شيئا سيئا ، و إنّما هو شيء حسن ، ماركسي . إن بنادق الحزب الشيوعي الروسي قد خلقت الإشتراكية . و نحن نريد خلق جمهورية ديمقراطية . و تجارب الصراع الطبقي فى عصر الإمبريالية تعلمنا بأن الطبقة العاملة و الجماهير الكادحة لا تستطيع إنزال الهزيمة بالبرجوازيين و ملاك الأراضي المسلّحين إلاّ بقوّة البنادق . و بهذا المعنى ، يمكننا أن نقول إنه لا يمكن إصلاح العالم كلّه إلاّ بالبنادق " ( " قضايا الحرب و الإستراتيجيا " 6 نوفمبر- تشرين الثاني - 1938، المؤلفات المختارة ، المجلّد الثاني ؛ و "مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " صفحة 66-67).
صاحبنا يلهج بكلمة " الدولة " و يودّ " الإحاطة النظرية بالإنتفاضة التونسية ، و من ثمة العربية " و يطمر النظرية الماركسية حول الدولة ! غريب أمر هذا المستشهد بماركس و بماو تسى تونغ فى الوقت الذى يفرغ الماركسية من مضمونها الثوري و يشوّه أطروحاتها كما رأينا و سنرى . إنّه يمارس الإنتقائية ليطلي جلدته بلون ماركسي و ينفث سموما برجوازية فى الجوهر ما يملى علينا واجب إقتلاع الأعشاب الطفيلية التى تلحق الضرر بالزرع أي فضح هذه الألاعيب الإنتقائية التحريفية لإنارة السبيل لمن قد تضلّله هذه التكتيكات الإنتهازية .
4 - مكاسب الإنتفاضة : غير جلية هي هذه المكاسب فى ذهن ممارس الإنتقائية فهي أحيانا مكاسب كبرى و أحيانا أخرى دون ذلك و فى مناسبات يتغيّر ترتيب جوانب اهمّيتها بلا سبب يذكر . ففى الصفحة 89 نقرأ :" فقد نجحت فى تحقيق هدف مهمّ هو إسقاط الرئيس رغم كونها بقيت عاجزة حتى الآن عن إسقاط النظام ، و من مكاسبها إدراك الجماهير جزئيّا أنّه لا بناء للجديد دون تحطيم القديم و لا مجال للسلطة البديلة دون تفكيك السلطة القديمة ". و نغضّ الطرف فى الوقت الحالي عن " ما أدركته الجماهير " لنتطرّق له لاحقا ، ونمرّ إلى الصفحة 96 ، لنسمع صوت الإنتقائي يصدح ب : " فى الوطن العربي إن كان هناك من مكسب كبير حققته الإنتفاضات الحالية فهو إجبار الرجعية على التنازل للشعب عن الحرّيات الأساسية و خاصة حرّية التنظيم و التعبير و التظاهر..." . و أيضا دون تعليق على وصف الحرّيات ب" الأساسية " ( عوض العامة و الفردية ) ، نطالع بالصفحة 105 أنّ الإنتفاضة أدّت " إلى حدّ الآن إلى إنتصارات جزئية دون الوصول إلى تغيير جوهري فى تركيبة السلطة السياسية ". و هنا مضطرّون للتوقّف برهة لنأكّد تكذيب وقائع الحياة العنيدة لهكذا إدعاء حيث حدث بالفعل تغيير جوهري فى تركيبة السلطة السياسية بعد إنتخابات أكتوبر فى تونس إذ صعد إلى سدّة الحكم تحالف ثلاثي – ترويكا- على رأسها حزب النهضة الظلامي بدلا من حزب بن علي ، التجمّع الدستوري الديمقراطي ، إلاّ أن هذا التغيير الجوهري فى من يمسك بزمام السلطة ليس تغييرا نوعيا طبقيا ، ليس تغييرا جوهريّا يطال الدولة و طبيعتها الطبقية بل هو تغيّر فى إطار ذات السياسة بوجوه جديدة و فى إطار ذات دولة الإستعمار الجديد بتحالف بين الجيش عامود الدولة القديمة و " الإسلام السياسي" وهي نفس الطبخة التى شهدتها مصر . و نسترسل ، إلى الصفحة 105 التى إنطوت على الجملة التالية بصدد تنحّى مبارك عن السلطة فى مصر : " يضاف هذا الإنجاز الكبير إلى ما تحقّق فى تونس ، لكي يمثّل خطوة أساسية على طريق إنتصار حركة التحرّر الوطنية الديمقراطية العربية " . و فى الصفحة 128 نلفى " كتب الشعب من خلال إنتفاضته فصلا رائعا من فصول تاريخه المعاصر..." و هكذا تتراوح المكاسب بين كونها فصل رائع من فصول التاريخ المعاصر و خطوة أساسية على طريق إنتصار حركة التحرّر الوطنية الديمقراطية العربية من جهة و تحقيق " الحريات الأساسية " من جهة ثانية و " عدم الوصول إلى تغيير جوهري فى تركيبة السلطة السياسية " . و من نصّ لآخر لا يتوانى بائع الأوهام عن أن يقدّم مكسبا على أنّه الأهمّ ضمن لعبة لا تنتهى من تبديل تعداد و ترتيب أهمّية المكاسب المحقّقة ما ينمّ عن ضعف فادح فى الروابط الفكرية المنطقية الناظمة للكتاب و تشويش كبير فى أفكار الكاتب . 5- آفاق الإنتفاضة : فى هذه النقطة سنصبّ إهتمامنا بوجه خاص على نص " من الإنتفاضة إلى الثورة " أين صرّح الكاتب : " أ- يطرح على المضطهدين ، الذين دخلوا بقوّة ساحة الفعل السياسي ، قول كلمتهم ، عبر مواصلة إنتفاضتهم فى إتجاه تنظيم صفوفهم و إفراز قياداتهم و توضّح أهدافهم و مهمّاتهم ". ( ص 90 ) ب- " و هذا يتوقّف على تغيير أساليب النضال و تبيّن حدود أسلوب مثل الإعتصام..." ( ص 91 ). ت- " و فى المقابل عندما تقدّم الإنتفاضة بديلها و قيادتها و تنجح الجماهير فى إدراك صحيح لوضعها ، و تحقّق على أساس ذلك مهماتها و تضع على الرفّ الوجوه القديمة بإقتصادها و سياستها و ثقافتها و تبنى جديدها ، حينها يكفّ الحدث عن أن يكون إنتفاضة و يصبح ثورة دون نسيان أنّ المهام الكبرى لا تنجز فى غالب الحالات إلاّ وهي تواجه المخاطر ، و للحرّية دروبها الوعرة و مخاضاتها العسيرة ، فالشعوب عادة ما تسير نحوها و سيف ديموقليس مُصلّت على رأسها " ( ص 91-92 ). و إذن الآفاق حسب الكاتب هي مواصلة الإنتفاضة بأساليب نضال جديدة لم يحدّدها و يطرح على المضطهَدين أن يقولوا كلمتهم فى حين أنّه يعترف فى الصفحة 90-91 بأنّ " البديل غائم عدى شعارات سياسية عامّة و أشكال تنظيمية هلامية ، تجمع تحتها اليمين و بعض أطراف اليسار فى غرفة إنتظار واحدة ، مما يعنى أن التخوم و الحدود بين الشعب و أعدائه غير واضحة المعالم ". و علاوة على عدم تعيين ما المقصود بالمضطهدين و بالشعب فى هذه المرحلة من الصراع الطبقي ، فإنّ الرجل يتخبّط فيضع " توضّح الأهداف و المهمات " بعد " تنظيم الصفوف و إفراز القيادات" و كلّ هذا يكون نتيجة مواصلة الإنتفاضة !!! هذا هذيان لا غير من وجهة النظر البروليتارية الثورية و مثال بسيط يوضّح ذلك . فإنتفاضة الحوض المنجمي و أحداثها العاصفة تواصلت لأشهر و أفرزت قياداتها و نظّمت صفوفها و وضعت أهدافها و مهمّاتها غير أنّ كلّ ذلك لم يتجاوز حدود الإصلاحية و سقفها أهدافا و أشكال نضال و قيادات إلخ . و بنظرة إقتصادوية و ميكانيكية ساذجة ستتحوّل الإنتفاضة إلى ثورة على النحو التالي : " تحويل كلّ تنازل يقدمون عليه إلى مكسب ، و بمراكمة المكاسب الواحد تلو الآخر يمكن الوصول إلى تلك اللحظة الفارقة ، أي اللحظة التى تتحوّل فيها الإنتفاضة إلى ثورة عارمة " . ( ص 64) رسم هذا المشهد من تحوّل الإنتفاضة إلى ثورة لا يمتّ بصلة مطلقا إلى الماركسية فهو أوّلا إقتصادوي يغيّب عامل الوعي و الحزب الطليعي و الحركة الثورية التى تسترشد بالنظرية الثورية و ثانيا من جهة الماديّة ، يتنكّر لتجارب الشعوب و ما لخّصه لينين من مقدّمات الإنتفاضة و مستلزماتها و ما بات معروفا بمقوّمات الوضع الثوري و طريق الثورة فى البلدان الرأسمالية – الإمبريالية مثلما يتنكّر للماوية و طريق الثورة فى أشباه المستعمرات و إستراتيجيا حرب الشعب طويلة الأمد. إنّ الأستاذ هنا لا يعدو أن يكون إنتفاضويّا . و ثالثا ، جدليّا ، يخفق إخفاقا رهيبا فى فهم جدلية الكمّي / النوعي – الكيفي فالتناقض/ وحدة الضدين كميّ – نوعي ينطوى على طرفين متناقضين أي متحدين ومتصارعين و لكن أيضا و فى نفس الوقت يمكن لأحد الطرفين أن يتحوّل إلى الطرف الآخر و نشرح فنقول إنّ الكمّي يتحوّل إلى نوعي و النوعي يتحوّل إلى كمّي و من هنا التراكمات فى حدّ ذاتها تتحوّل من الكميّ إلى النوعي و العكس بالعكس . و فضلا عن هذا فإن التراكم لا يمكن أن يتخذ خطّا مستقيما أي لا يعتوره تراجع أو تراجعات ، فالتطوّر من وجهة النظر المادية الجدلية لولبي و ليس خطّيا مستقيما كما يقترح أستاذ الفلسفة الميكانيكي و بالتالى فإن الإنتفاضة لا تتحوّل إلى ثورة آليّا وبمجرّد مراكمة مكاسب بل تحتاج إلى تحوّل نوعي من صنف الحرب الأهلية و سيرورة تحطّيم الدولة القديمة و بناء دولة جديدة . و يستمرّ الهذيان عند هذا الميكانيكي ليبدع جديدا غريبا قد يكون مادة للتندّر إذ يجعل الإنتفاضة " تصبح ثورة " عندما " تقدّم الإنتفاضة بديلها و قيادتها و تنجح الجماهير فى إدراك صحيح لوضعها و تحقّق ... جديدها ". و فضلا عن عدم شرح فحوى القديم و الجديد و عن فحوى " تقديم الإنتفاضة بديلها " ، فإنّ التضارب و الإضطراب جلي فعن أي بديل يتحدث وهو يقول عنه " بديل غائم" و " شعارات سياسية عامة " و " أشكال تنظيمية هلامية " ؟ أو ربّما إقترح بديلا غير غائم و شعارات سياسية غير عامة و أشكال تنظيمية غير هلامية ، لا لم يفعل ذلك مطلقا بل إكتفى بملاحظة الواقع المعروف و لم يطرح البديل الثوري حقّا من منظور بروليتاري وهو مهمّة أكيدة سيما و أنّ " اليمين و بعض أطراف اليسار فى غرفة إنتظار واحدة " و " التخوم و الحدود بين الشعب و أعدائه غير واضحة المعالم ". و لم ينبر الأستاذ لينير الطريق الثوري البروليتاري " للجماهير" و إنّما وقف عند ملاحظة مجريات الواقع و تركها ل" تنجح فى إدراك صحيح لوضعها ". و بالنسبة لهذا الميكانيكي التفكير " المهمّ فى كلّ ذلك هو الإمساك بذلك الشعار التاريخي الذى رفعه المنتفضون : الشعب يريد إسقاط النظام ، فهو يعبّر بكثافة عن الإتجاه الذى يجب أن يسير وفقه الكفاح من أجل الحرّية ". و إلى جانب مصطلح " الحرّية " الذى قصفنا به قصفا مركّزا مرّ بنا التعليق عليه ، فإن الشعار فضفاض . فما المقصود بالنظام؟ و بالتأكيد ليس المقصود هو الدولة الرجعية بأسرها و ماركسيا- لينينيّا - ماويّا ينبغى تحطيم الدولة القديمة و الجيش عمادها . و أجزاء من جماهير الشعب حينما رفعت ذلك الشعار لم تكن تقصد هذا الفهم العلمي و الطبقي بل الأرجح هو أنّها كانت تستهدف رأس النظام بن علي و عائلة الطرابلسية و الواقفين وراء الفساد أساسا . و غني عن البيان أنّ المنتفضين لم يوجّهوا سهام نقدهم و أسلحتهم البسيطة ضد الجيش عماد جهاز الدولة، بل بالعكس وجهوا التحيّات له و حتى حينما نكث رشيد عمّار وعوده لم تهاجمه الجماهير مباشرة بل طالبته بتطبيق وعده و كان الجيش يلقى الترحيب من الجماهير وهو ما يعكس نقصا فادحا فى الوعي الطبقي / السياسي لديها خوّل للطبقات الحاكمة و الإمبريالية العالمية المناورة و تلميع صورة هذا الجيش ليواصل عمله فى خدمتها و يشرف معها بطرق شتّى على إعادة هيكلة السلطة السياسية و الدولة عموما بذات أهداف دولة الإستعمار الجديد . و من الوهم الإعتقاد فى إنجاز ثورة حقيقية تقطع مع الإمبريالية و تطيح بالطبقات الحاكمة و تضع السلطة فى يد الطبقات الشعبية الثورية دون تحطيم الجيش القديم كجهاز قمع طبقي بيد أعداء الشعب . و فى الأخير، نعيد التسطير على أنّ الشعب لم يكن يملك بديلا واضحا بإعتراف الكاتب ، فما بالك بأن يملك بديلا طبقيّا بروليتاريا ثوريّا ! صاحبنا يتعسّف على الوقائع و يمسخ الإنتفاضة مسخا ! من يساعد " الجماهير" على رفع مستوى وعيها الطبقي/ السياسي و فهم مهام المرحلة و الأهداف و الإستراتيجيا و التكتيك و السياسات و أساليب النضال المناسبة ؟ لا أحد حسب الأستاذ الإقتصادوي التفكير . لوحدها ستدرك وضعها " و تحقّق على أساس ذلك مهماتها..." . لا طليعة و لا حزب طليعي و لا نظرية ثورية و لا حركة ثورية ... و لا هم يحزنون . هذا الإنكار لمستلزمات و مقدّمات و مقوّمات أي عمل ثوري و للينينية سنعود إليه لاحقا . و عند هذا الحدّ نضيف فقط أنّ هذه الأطروحات ما هي بالماركسية أصلا و ما هي باللينينية حصرا و ما هي بالماوية جوهرا فكيف تتحوّل إنتفاضة إلى ثورة دون سلاح و جيش شعبي و دون تحطيم الدولة القديمة و ليس " الوجوه القديمة بإقتصادها و سياستها و ثقافتها " كما يقول الإقتصادوي فى صيغة غير دقيقة علميّا ؟ هذا منافي للماركسية و متضارب معها على طول الخطّ ، فكيف توجد حركة ثورية دون نظرية ثورية و دون حزب طليعي؟ و هذا منافي للينينية و متضارب معها على طول الخطّ ، فكيف يمكن لإنتفاضة أن تتحوّل إلى ثورة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات دون جيش شعبي و حرب الشعب الطويلة الأمد فى المرحلة المتقدّمة من الهجوم الإستراتيجي؟ و هذا وهم إنتفاضوي منافي للماوية و طريق حرب الشعب الطويلة الأمد و تحطيم الدولة القديمة و إرساء دولة جديدة قوامها جيش شعبي يكون قد هزم جيش دولة الإستعمار الجديد و فكّكه و تصدّى لتدخّل الإمبريالية العالمية و الثورة المضادة الرجعية المسلّحة ، و متضارب معها على طول الخطّ . و يكفي بهذا الصدد ذكر ما شهدته الفليبين من إنتفاضات و رغم وجود حزب طليعي منذ الستينات و حرب الشعب بقيادة شيوعية ماوية و جيش شعبي لم تتحوّل أيّ إنتفاضة هناك إلى ثورة لأنّه لا وجود لوضع ثوري و لم تحدث الإنتفاضة فى ظلّ الخطة الأخيرة لمرحلة الهجوم الإستراتيجي لحرب الشعب الطويلة الأمد و وضع عالمي مناسب و لذلك واقعيّا و عمليّا و تاريخيّا تمكّنت الرجعية و الإمبريالية من الإلتفاف عليها أو قمعها ، فما بالك بشعب " لم يع بعد ذاته بالقدر الكافي ، ولم ينشئ أدوات كفاحه الأساسية " ، شعب أعزل من السلاح و لا جيشا شعبيّا يحميه و لم يفرّق بعدُ بين اليمين و اليسار و لا طليعة شيوعية ماوية لديه ... يوهمه الأستاذ الإنتفاضوي بإمكانية تحويل الإنتفاضة إلى ثورة تخدم مصالح الجماهير الشعبية دليل آخر يضاف إلى أدلّة سابقة عن هذيان الأستاذ !!! 6- وهم تواصل الإنتفاضة و المسار الثوري : من ركائز وهم نظرية تحويل الإنتفاضة إلى ثورة فى الظروف الراهنة إعتبار الإنتفاضة متواصلة لم تنته وهو أمر يجانب الحقيقة فى حين أنّ الإنتفاضوي ينطق بجملة يبدو له فيها التواصل بديهيا : " و غني عن البيان أنّ الإنتفاضة لا تزال متواصلة " ( ص 125) و أين؟ فى خاتمة الكتاب ! بداية يمكن أن نقول إنّ الإنتفاضة إنتهت بعد ان هرب رئيس الدولة ، بن علي . و ما تلى ذلك ، جملة من المعارك ما بعد الإنتفاضة أطاحت بحكومة الغنوّشي و قُبل مطلبها بإجراء إنتخابات للمجلس الوطني التأسيسي التى وظّفتها الطبقات السائدة و الإمبريالية العالمية لإعادة هيكلة الدولة و إصباغ الشرعية عليها و التى لم تتخّللها تجاوزات وحسب بل كانت مسرحية على حدّ تعبير بعض الفئات الشعبية . و بذلك تراجع المدّ النضالي الشامل نسبيّا . و ما ظلّ قائما هنا و هناك كدليل على إستمرار المشاكل التى أدّت إلى الإنتفاضة الشعبية و تمسّك فئات شعبية ببعض المكاسب ومطالبة أخرى بشيء من الحقوق التى ضحّت من أجلها ، بشكل متفرّق و بنسق متباين من نضالات و إحتجاجات لا يمكن إلحاقه بالإنتفاضة بمعنى جعله إستمرارا لها و دليلا على تواصلها و إنّما هو نضالات و إحتجاجات مطلبية خاصّة رقعتها تضيق و تتسع و هي مرتبطة إلى هذا الحدّ أو ذاك بمطالب الإنتفاضة العامة أو بمطالب خاصة جديدة . و الشيئ ذاته ينسحب على النضالات و الإحتجاجات التى سبقت الإنتفاضة و لا يمكن أن نعدّها تابعة لها أو بداية لها بيد أنّ ناشري الأوهام وباعتها من البرجوازية الصغيرة ما فتئوا يعتبرون أنّ " الإنتفاضة متواصلة " و أي نضال أو إحتجاج يلصقونه بالإنتفاضة و يلحقونه بها و يعدّونه دليلا على تواصلها . يقول الإنتفاضي :" إنّ الإنتفاضة التونسية تعيش مدّا و جزرا ، وهي لم تنته بعدُ، بل هي مستمرّة بأشكال مختلفة متخذة شكل مسار ثوري" ( ص 42) . و بهذا يبثّ وهم وجود " مسار ثوري" طبعا دون تحديد معنى هذا المسار الثوري من وجهة نظر علم الثورة البروليتارية العالمية كما يبثّ وهم إمكانية تحويل الإنتفاضة إلى ثورة شبّهها ب " إنفجار كبير " ( ص38) ، " ثورة تنجز فعليا المهمتين الوطنية و الديمقراطية و تفتح السبيل أمام الحلّ الإشتراكي للمعضلات الإجتماعية ، التى وجدت تعبيرا مكثّفا عنها فى شعارات المنتفضين" ، و الحال أن " الشعب منهك و قد هدّه التعب" ( فى الخاتمة ) و " الإنتفاضة أصبحت فى قبضة أعدائها " كما يعترف ناشر الأوهام بالصفحة 121أي قبيل الخاتمة !!! هذه أضغاث أحلام برجوازية صغيرة فلا إنتفاضة جانفي 1978 و لا إنتفاضة جانفي 1984 تحوّلتا إلى ثورة و لن تتحوّل هذه الإنتفاضة إلى ثورة أيضا فى غياب كلّ الشروط و المستلزمات و المقدمات و المقومات اللازمة حسب علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية – اللينينية – الماوية . ببساطة يبدو أنّ ما حصل هو أنّ الواهمين لرؤيتهم الرئيس السابق يغادر البلاد تصوّروا أنّ الدولة صارت قاب قوسين أو أدنى من الإنهيار التام و أنّ الأستاذ تأثّر أيما تأثر بالأوهام التى يبثّها التروتسكيون عن " المسار الثوري" و المضي بالإنتفاضة نحو تحقيق ثورة إشتراكية مع خلاف طفيف هو أنّه هو من أنصار " المهمّتين الوطنية و الديمقراطية " لا غير. هل نصدّق الأوهام البرجوازية الصغيرة و نضع جانبا أو على الرفّ علم الثورة البروليتارية العالمية . لا أبدا ! هل نصدّق الأوهام التروتسكية ، أوهام الثورة المستمرّة التروتسكية و نضرب صفحا عمّا يجرى تحت أنوفنا أم نستنطق الوقائع و الواقع المادي الموضوعي المتحرّك بحثا عن الحقيقة ؟ كماديين جدليين نعتبر أنّ الواقع هو مصدر المعرفة و محكّ صحتها . و من يصدّقهم و يتبع خطاهم واهم ، و واهم يقوده واهم كلاهما يسبحان فى الخيال ، و أعمى يقود أعمى كلاهما يسقطان فى حفرة و تحصل الطامة الكبرى فبإلقاء العلم فى المزبلة و التمسّك بتلابيب الأوهام يتمّ تقديم أجلّ الخدمات للرجعية و الإمبريالية العالمية بدلا من النضال ضدّهما ! ما بوسعنا فعله هو فضح الأوهام مهما كان مأتاها و الإنطلاق من الواقع الموضوعي و الذاتي و الإلتحام بجماهير شعبنا و نشر الحقيقة فى صلبها و حثّها على النضال من أجل تحقيق بعض المكاسب الجزئية و الإصلاحات لا من منظور الإكتفاء بذلك و القبول بدولة الإستعمار الجديد و السقوط فى الإصلاحية و إنّما من منظور لينين و التعاطي مع الإصلاحات و إستغلالها لمقاومة النظام و تغيير أفكار الشعب من أجل إستيعاب و تطبيق النظرية الثورية و إيجاد حركة ثورية قادرة حينها على إنجاز الثورة لمّا تتوفّر الشروط التى أنف ذكرها . و واجبنا كشيوعيين ماويين ثوريين فى علاقة بالنضالات الشعبية هو حثّ الخطى لتأسيس أداة ضرورية من أدوات الثورة السحرية الثلاثة و الحزب الثوري الماركسي- اللينيني- الماوي ينبغى أن يكون مركزها و قائد الجبهة الوطنية الديمقراطية و الجيش الشعبي كأسلحة لا بدّ منها لإنجاز الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية عبر حرب الشعب الطويلة الأمد بقيادة شيوعية ماوية ممهّدة للثورة الإشتراكية و كجزء من الثورة البروليتارية العالمية . يعلّمنا ماو تسى تونغ أنّه " يجب أن يكون هناك حزب ثوري ما دمنا نريد الثورة . و بدون حزب ثوري ، حزب مؤسّس وفق النظرية الماركسية اللينينية الثورية و طبق الأسلوب الماركسي-اللينيني الثوري ، تستحيل قيادة الطبقة العاملة و الجماهير العريضة من الشعب و السير بها إلى الإنتصار على الإمبريالية و عملائها " . ( ماو تسى تونغ ، " يا قوى العالم الثورية ، لإتحدى و قاومي العدوان الإمبريالي" ( نوفمبر – تشرين الثاني - 1948 ) المؤلفات المختارة ، المجلّد الرابع ؛ و الصفحة 1-2 من " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ) و عن ما بات يطلق عليه الأسلحة السحرية الثلاثة ، كتب : " حزب قوي النظام مسلّح بالنظرية الماركسية – اللينينية ، يستخدم أسلوب النقد و النقد الذاتي و يرتبط بجماهير الشعب ، و جيش يقوده مثل هذا الحزب ، و جبهة متحدة تضمّ مختلف الطبقات الثورية و الجماعات الثورية و يقودها مثل هذا الحزب- هذه هي الأسلحة الرئيسية التى ننتصر بها على العدوّ". ( " الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية " يونيو – حزيران 1949، المؤلفات المختارة ، المجلّد الرابع ؛ و الصفحة 3 من " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ" ).
#ناظم_الماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إضطرابات فى المنهج و الأفكار (2) تشويه الماركسية : كتاب - تو
...
-
الإصلاحية و خفض الآفاق و التنازل عن المبادئ الشيوعية(1) حزب
...
-
مقدّمة - لا للإنتهازية : الإنسانية في حاجة للثورة و الخلاصة
...
-
خاتمة - المزيد عن الإفلاس الإيديولوجي و السياسي لحزب الكادحي
...
-
تمخّض جبل فولد فأرا )11) المزيد عن الإفلاس الإيديولوجي و الس
...
-
إحتجاجات شعبية جديدة في تونس : لاواقعيّة إصلاح دول الإستعمار
...
-
إبتكار أم إجترار ؟ )10) المزيد عن الإفلاس الإيديولوجي و السي
...
-
- مزاعم إحتقار النساء - أم حقيقة خطّ إيديولوجي و سياسي ؟ )9)
...
-
المنطق الشكليّ و المثاليّة الميتافيزيقيّة أم الماديّة الجدلي
...
-
النظريّة و الممارسة : الموقف الشيوعي أم الموقف التحريفيّ ؟ )
...
-
نقد التحريفيّة و الإصلاحيّة أم الدفاع عنهما ؟ )6) المزيد عن
...
-
ممارسة النقد و النقد الذاتي أم إغتيال الفكر النقديّ ؟ )5) ال
...
-
منّة أم واجب ؟ )4) المزيد عن الإفلاس الإيديولوجي و السياسي ل
...
-
حماقة أم ذكاء ؟(3) المزيد عن الإفلاس الإيديولوجي و السياسي ل
...
-
النقد المبدئيّ الجدّي و العلميّ و الدقيق أم الشتيمة ؟ 2)) ال
...
-
الحقيقة للجماهير أم مغالطة القرّاء و تضليلهم ؟ )1) المزيد عن
...
-
مقدّمة -المزيد عن الإفلاس الإيديولوجي و السياسي لحزب الكادحي
...
-
المزيد عن الإفلاس الإيديولوجي و السياسي لحزب الكادحين تونس-
...
-
خاتمة كتاب - نقد ماركسية سلامة كيلة إنطلاقا من شيوعية اليوم
...
-
عن تجربة سلامة كيلة فى توحيد- اليسار - – النقطة 6 من الفصل ا
...
المزيد.....
-
النهج الديمقراطي العمالي يدين الهجوم على النضالات العمالية و
...
-
الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب تدين التصعيد ا
...
-
-الحلم الجورجي-: حوالي 30% من المتظاهرين جنسياتهم أجنبية
-
تايمز: رقم قياسي للمهاجرين إلى بريطانيا منذ تولي حزب العمال
...
-
المغرب يحذر من تكرار حوادث التسمم والوفاة من تعاطي -كحول الف
...
-
أردوغان: سنتخذ خطوات لمنع حزب العمال من استغلال تطورات سوريا
...
-
لم تستثن -سمك الفقراء-.. موجة غلاء غير مسبوقة لأسعار الأسماك
...
-
بيرني ساندرز: إسرائيل -ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في غزة-
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ... دفاعا عن الجدل --(ملحق) دف
...
-
اليمين المتطرف يثبت وجوده في الانتخابات الرومانية
المزيد.....
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
/ أزيكي عمر
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
المزيد.....
|