ما هذا الضجيج على استفتاء جنوب كوردستان؟

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5570 - 2017 / 7 / 3 - 23:17
المحور: القضية الكردية
    

ما هذا الضجيج على استفتاء جنوب كوردستان؟
هناك الف دولة و دولة على كرتنا الارضية و تتعجب من بعضها كيف اصبحت دولة مستقلة بهذه المساحة الصغيرة و قلة تعداد سكانها و لا يسأل احد هل ان فساد حكوماتها او عنصرية انظمتها تؤهلها ان تكون دولة. في الحقيقة اكثرية الدول في العالم بصورة عامة و في الشرق الاوسط بصورة خاصة تأسست على اراضي مسروقة و لكن الامر يختلف عندما يخص الامر القومية الكوردية رغم مساحة اراضيها و تعداد سكانها فمجرد استفتاء بسيط لحق تقرير المصير في جزء واحد فقط من اراضيها يرفع الف عذر و عذر و الف سبب و سبب لاستحالة القيام بهذا الاجراء البسيط الذي يعتبر في الدول الاوربية الغربية شيئا طبيعيا لا يحتاج الى هذه الصخب الذي نشاهده اليوم. تحاول جهات عديدة الطعن بحق الشعب الكوردي و التركيز فقط على السلبيات و السكوت عن الايجابيات:

اولا التوقيت: ليس الوقت الان ناضج لاعلان مثل هذا الاستفتاء و لكنك و لو كنت في مكان الشعب الكوردي المحاط باشرس دول في العالم فان الوقت المناسب لا يأتي ابدا لان العقلية الشوفينية التركية العربية الفارسية لن تتغير الا بعد زلزال كبير او انفجار بركان هائل.

ثانيا اتهام حكومة اقليم كوردستان بالفساد و الدكتاتورية و السرقة و كانما هناك بدائل اخرى انزه منها. لقد لقنتنا الخبرة باستحالة حكومات نزيهة خاصة في الشرق الاوسط الفاسد لفساد عقلية اكثرية شعوبها و حكوماتها.

ثالثا لربما نستطيع ان نعتبر حكومة اقليم كوردستان مثال نادر في قدرتها على الاعمار رغم مشاكلها و كون كوردستان الجنوبية لا اكثر من اقليم بسيط محاط بالذئاب من الشمال و الجنوب و من الشرق و الغرب. كيف يمكن ان ننسى تأريخ الاحزاب الكوردية الحافل بالتضحيات و نمسحه بشطبة قلم؟ الا يستحق القادة الاكراد بعض المليارات جزاء على ما تحقق لجنوب كردستان و تحويل القضية الكوردية الى قضية عالمية؟ فولا عائلة البارزاني لما استطعنا تحقيق شيء و هذا القدر من الاحترام البسيط الذي نتمتع به في العالم ندينه للسيدين الطالباني و البارزاني و السيد اوجلان.

رابعا مسألة بقاء السيد مسعود البارزاني في الحكم و تعامله مع الحكومة التركية العنصرية: شخصيا لا اعتقد ان هناك بديل افضل من السيد البارزاني مهما طال فترة حكمه بسبب خبرته و محاولاته في تجنب المجابهة مع ترسانة تركية هائلة. لا اعتقد ان للسيد البارزاني خيارات كثيرة في هذا المحيط الشرس و السياسي الذي لم يتعلم المناورة لا يستطيع تحقيق شيء. موقف السيد البارزاني صعب جدا و هو ليس في وضع يحسد عليه لكي نثقل كاهله اكثر و اكثر. يعلم السيد البارزاني كل العلم بنوايا تركيا و ايران السيئة و لكنه لا يستطيع اختيار جيرانه.

خامسا ليس هناك قائد يستطيع ارضاء جميع الاطراف و على الحكومة الكوردية المسكينة التعامل مع معارضة شرسة في الداخل و الخارج و اخيرا ليس هناك انسان لا يخطأ و عليه لا يجب اتهامه في كل صغيرة و كبيرة. فلو ذهب البارزاني و هو بشخصيته الكارازمية الرمزية لربما واجهت كوردستان الجنوبية حالة اتعس بكثير من الان. هذا و اني لا انتمي لاي اتجاه حزبي او سياسي و لكني لا استطيع التغاضي عن هذ الصخب.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات