كاظم الموسوي
الحوار المتمدن-العدد: 5570 - 2017 / 7 / 3 - 15:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العراق: الفقراء شهداء الكهرباء
قبل ان يقترب الصيف من كل عام في العراق وفي ظل تغير المناخ عالميا، واستخدامات مختلف الاسلحة في تخريب البيئة العراقية في الحروب وكوارثها العديدة التي تواصلت لعقود من الزمن، ترتفع درجات الحرارة الى معدلات عالية، يفترض وقف العمل فيها واحترام حياة الانسان في تلك الظروف القاسية، والاهم في كل ذلك توفير خدمات الكهرباء والماء بشكل كامل ليحصل المواطن على الامكانية الكافية للحياة والعيش الامن.
وفي ظل ظروف الحرب على الارهاب والانتصارات فيها ينبغي ان يتوازى معها شن الحرب على منظومات الفساد وتدني الخدمات والتقصير فيها على مختلف المستويات ليواصل فيها المواطن في العراق مشاركته في بناء الوطن والانتصار على الاعداء المتعددين، من عصابات الارهاب الى مجموعات الفساد والمنافع الشخصية وتفتيت البلاد واستغلال العباد..
في مطلع كل صيف عراقي تخرج تظاهرات شعبية سلمية تدفعها المصلحة الوطنية للمطالبة بحقها في الحصول على الخدمات الاساسية من الكهرباء خصوصا وباقي الخدمات بالتتابع. وفي كل مرة تواجه هذه التظاهرات ردا دمويا بالرصاص الحي ويسقط شهداء فيها من ابناء الشعب ومن فئاته الشعبية المستضعفة والمقهورة والمسحوقة طبقيا واجتماعيا. ولم تقم الحكومات الاتحادية والمحلية بواجباتها الرئيسية ولا في تنفيذ وعودها او التزاماتها المقررة.
منذ تظاهرات البصرة قبل اعوام، والتي تواصلت معها احياء الفقر في بغداد وباقي المحافظات سنويا وباستمرار، وليس اخرها ما حصل في سوق الشيوخ واخيرا في احياء الحرمان في النجف الاشرف (اواخر حزيران/ يونيو 2017) تتوالى المطالب وتتجدد الاحتجاجات ويتواصل الحراك.
سفك دماء المتظاهرين الابرياء السلميين، المكفولة حقوقهم في التظاهر وتقديم المطالب المشروعة، دستوريا وقانونيا، والتهرب من تحمل المسؤولية عنها وعن اسبابها جريمة قانونية اضافية لن تغفر ولا تعذر..
تكشف دماء الفقراء، شهداء الكهرباء في العراق، طبيعة السلطات ومسؤولياتها وحجم الفساد والنهب لثروات البلاد وغياب دولة القانون وانتهاك حقوق الانسان وخداع الوعود والعهود، وانعدام النزاهة والشفافية. فضلا عن بيان اتساع الهوة بين الاغنياء والفقراء، بين المتنعمين بقصور وكهرباء دائمة وخدمات متيسرة واكواخ طين وبيوت مهدمة وفقدان لابسط الحقوق والملكية، بين الحكام الجدد والمحرومين والمستضعفين. وحيث لا ينفع كيل الاتهامات والتملص من الاستحقاقات والواجبات الوطنية والتنموية ومواجهة التحديات.. ولاسيما بعد ان روى دم المواطنين، من ابناء الشعب، ارض الوطن، اصبح لزاما اليوم كشف الحساب ومحاسبة القتلة واللصوص وتعزيز اللحمة الوطنية والعمل على اعادة البناء وتجهيز الخدمات واستثمار الثروات في خدمة المواطن والوطن، والشروع ببناء دولة العراق، القوي، المستقل، الحر، الديمقراطي.
#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟