أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحمن خضير عباس - الخيمة














المزيد.....

الخيمة


رحمن خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5570 - 2017 / 7 / 3 - 09:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الخيمة
رحمن خضير عباس
خيمة التيبيه مشهورة عند السكان الأصليين لامريكا وكندا. وتتميز هذه الخيمة بأنها مخروطية الشكل وتُصنع من جلد الجاموس وتتوسطها مجموعة من الأعمدة التي تتشابك من الأعلى فتعطي الشكل المخروطي. هذه الخيمة نُصبت قبل يوم من أكبر إحتفال تقيمه كندا في عيد تأسيسها الخمسين بعد المائة. وقد تظافرت كل الجهود لانجاح هذا الاحتفال الكبير في اليوم الأول من تموز في هذا العام، فأصبح البرلمان الكندي حافلا بالفعاليات ونصبت فيه أكبر المسارح وقاعات العرض، انتظارا لهذه الفعالية الفخمة والتي لاتمر الا كل خمسين عاما. وفي هذه الأثناء تدخل السكان الأصليون ممثلين ببعض الناشطين وأدخلوا خيمة التيبيه رغم معارضة الشرطة والأمن الكندي الذين رفضوا ادخال الخيمة واعتقلوا الناشطين، ولكنهم أطلقوا سراحهم فورا وسمحوا لهم بإقامة الخيمة ! وهذا يعود الى حكمة رئيس وزراء كندا الشاب جيستن تريدو.
واعتراض السكان الأصليين على الاحتفال في هذا التأريخ لكونه ينفي وجودهم التأريخي. فوفق الدراسات الأركيولوجية فان الانسان قد وجد قبل أكثر من أربع عشرة ألف سنة في كندا، آي قبل وصول كريستوف كولمبس الى الأمريكتَين بآلاف السنين. ذلك المكتشف الذي كان متجها الى الهند وحينما إعترضته هذه الأرض ظنها الهند. فأطلق على أهلها بالهنود. ولم يعلم بانه قد إكتشف عالما كبيرا وثريا وقديما. لذلك فالذكرى التي نحتفل بها تلغي وجودهم وهويتهم. وهذا السبب الذي جعلهم يحملون خيمتهم لنصبها في اهم مكان في كندا وهو ساحة البرلمان ، لتأكيد وجودهم من خلال هذا الرمز الجميل وهو خيمة التيبيه.ليقولوا للناس بان هذا العيد لايمثل الحقائق التأريخية.
وفي الصباح بينما الخيمة قائمة ومحاطة بالبوليس الذين ينتظرون الأوامر لتفكيكها. قدم رئيس الوزراء الكندي جيستن ترودو في لباسه البسيط والمتكون من الجينز بصحبة زوجته. خلع حذاءه وفتح باب الخيمة. طالبا منهم قبول زيارته. وبقي نصف ساعة يتحدث معهم بروح من المسؤولية والتفاهم وروح المواطنة. ومع انه لم يسمح بدخول وسائل الاعلام معه. الا أنّ الفيديو المسرب من داخل الخيمة لأحد الناشطين من الهنود. والذي أظهر ترودو يمسك بريشة الهنود والتي هي رمز من رموزهم ويتحدث معهم بحكمة وهدوء. وأكد لهم بان كندا هي ارضهم وبلدهم ولكنها بلد الجميع. انتهى اللقاء الجميل بالمصافحة وبمباركته لبقاء الخيمة غير المُجازة في ساحة البرلمان. وحينما خطب في افتتاح المهرجان قال بان كندا لم تبدأ في هذا التاريخ وان وجودها منذ آلاف السنين.
تذكرت كل ذلك وانا استمع الى سلوك( جيستن تريدو) الشاب الحكيم. وقارنت ذلك بسلوك رئيس الوزراء العراقي السابق المالكي مع خيمة الاحتجاج في المناطق السنية . قلت في نفسي : لو إنّ ذلك الرجل واعني المالكي لم يتجاهل المحتجين، ويصفهم بالفقاعات، وذهب بنفسه الى الخيمة المحتجة وناقش مع قادة الاحتجاج كل الأمور المستعصية وكل الخلافات والاسباب - بغض النظر عن طبيعة مطالبهم وشرعيتها او عدم شرعيتها – أقول لو انه فعل ذلك فاننا قد نستغني عن هذا الثمن الكبير الذي دفعه العراقيون من دمهم ومالهم وحاضرهم ومستقبلهم . ولما تحّول البعض منهم الى حواضن لداعش. أقول ذلك وانا أشهد الانتصار الذي حققه المقاتلون العراقيون في الموصل والتضحيات الكبيرة التي قدمت من دمائهم الزكية في استرجاع الموصل الى الوطن. لو كنّا نتعامل بحكمة مع بعضنا البعض لما حدث لنا هذه الاحداث الجسام . ومنها إحتلال مدينة الموصل وما تعرضت له من دمار ، ولسكانها من القتل والسبي والتهجير والتجويع.
السياسة ليست إمتيازات وقصور وحمايات ورواتب .
السياسة واجب ثقيل ومسؤولية كبيرة. وسهر وتضحية من أجل بناء الوطن وإسعاد جميع المواطنين.



#رحمن_خضير_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة النهي عن المنكر
- أحكام الجهاد في الاسلام
- الحرب البرمائية
- مطار الناصرية الدولي
- العبادي.. ومظاهرات جامعة الكوت
- Pinacchio والوزير صولاغ
- بين عصا ترامب وجزرة اوباما
- سلاح الكاريكاتير يحاصرهم
- البوركيني والبكيني
- الفتنة... ملاحظات عابرة
- سيلفي ..ناصر القصبي
- خطوات متعثرة في أزقة مألوفة
- بستان الليل
- العصيان البرلماني
- تكنوقراط المالكي
- مقداد مسعود..والبحث عن كائن لغوي..في (هدوء الفضة )
- متحف منتصف الليل.. وإشكالية الفعل الإنساني
- أضواء على فيلم جاري الإتصال
- فقاعة ساحة التحرير أم فقاعة سعدي يوسف
- إبراهيم الجعفري بين زيارتين


المزيد.....




- بعد سنوات من الانتظار: النمو السكاني يصل إلى 45.4 مليون نس ...
- مؤتمر الريف في الجزائر يغضب المغاربة لاستضافته ناشطين يدعون ...
- مقاطعة صحيفة هآرتس: صراع الإعلام المستقل مع الحكومة الإسرائي ...
- تقارير: وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله بات وشيكا
- ليبيا.. مجلس النواب يقر لرئيسه رسميا صفة القائد الأعلى للجيش ...
- الولايات المتحدة في ورطة بعد -أوريشنيك-
- القناة 14 الإسرائيلية حول اتفاق محتمل لوقف النار في لبنان: إ ...
- -سكاي نيوز-: بريطانيا قلقة على مصير مرتزقها الذي تم القبض عل ...
- أردوغان: الحلقة تضيق حول نتنياهو وعصابته
- القائد العام للقوات الأوكرانية يبلغ عن الوضع الصعب لقواته في ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحمن خضير عباس - الخيمة