أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دعد دريد ثابت - ستقضي العولمة على نفسها ببراقش !














المزيد.....

ستقضي العولمة على نفسها ببراقش !


دعد دريد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 5570 - 2017 / 7 / 3 - 04:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في عالمنا اليوم، الأزلي في إستهلاكيته والذي لانشعر به ربما معظمنا. التسابق والشبق الشرائي للأسرع والأغلى والأجمل، تكمن خلفه مخاطر إقتصادية إجتماعية طبقية وحتى صحية.
أما الإحتكار بإعتقاده فهو المنتفع النهائي بقمة هذا الهرم التسابقي وهو لايعلم أنه يحفر قبره بيديه.
أود أن اضرب مثالاً بسيطاً لهذا الجنون الشرائي الإستهلاكي؛ المضادات الحيوية، التي من شأنها إنقاذ البشر من الإلتهابات الخطيرة. وهي بالرغم من قدم إكتشافها وتوفرها في معظم بلدان العالم والعلاج بها من الأمور التقليدية جداً، اصبحت في يومنا هذا لاتنجح في علاج الإلتهابات وهذا يؤدي بدوره الى إنتشار الإلتهاب في جسم المريض عن طريق الدم وموته. تصوروا هكذا ببساطة وبالرغم من ان العلم والتطور وصل الى مستويات متقدمة في معالجة أمراض كانت مستعصية وأصعب بكثير، ولكن اليوم من الممكن أن يقضي إنسان نحبه من إصابة بسيطة في اصبعه.
السبب هو العولمة واللهاث خلف أعلى مستوى من الربح وبغض النظر عن حجم الخسائر البشرية. أي لا أخلاقية البشر من رأسمال وشعوب مستهلكة.
في السابق كانت المضادات الحيوية تنتج في بلادها، على سبيل المثال، المانيا. وبسبب قوانين البيئة والتي تفرض على هذه الشركات معايير عالية من التنقية وتنظيف المياه تماماً، أدى ذلك الى رفع تكلفة الإنتاج وزيادة أسعار هذه المضادات في السوق وبالتالي إنهاء هذه المصانع إنتاجها بسبب خسائرها وإغلاقها، لإتجاه السوق العالمية لشراء الأدوية من مصادر أرخص، وهذه المصادر في البلدان النامية.
تباع المواد الأولية من شركات في الصين، وبسبب عدم توفر رقابة على اسلوب الإستخراج، يتسبب ذلك الى تلوث الأنهار هناك.
لتأتي بعدها وتشتريها الهند وتبدأ بتصنيع الأدوية، وبدون أيضا الرقابة، لتصب مياه هذه المعامل الملوثة بكل نفايات المضادات الحيوية في الأنهار والبحيرات التي يعيش ويصطاد ويشرب منها سكانها مع النفايات البشرية المختلفة، ليكون نتيجة هذا التزاوج الجهنمي، أنواع جديدة من بكتريا لها مقاومة سوبرمانية غير طبيعية لاتؤثر بها في التالي أقوى المضادات.
أي ماتسببه هذه الشركات وطمع الإحتكار بسعيها لشراء أدوية رخيصة، هو أولاً تلويث مصادر المياه التي يعتاش منها الملايين من الفقراء في الهند وكذلك الطبيعة من هواء ونبات وحيوان، بالإضافة الى صناعة أدوية غير فعالة بعد ذلك في إنقاذ حياة المصابين في أي بقعة في العالم.
ولأن العالم اصبح صغيراً، والسفر للميسورين سهلاً، فسيكون إنتشار الأمراض والعدوى بسيط جدا، أو عن طريق الطيور المهاجرة، أو عن طريق إستيراد اللحوم والمواد الغذائية الأخرى والتي هي أيضا ملوثة، بسبب رخصها من البلدان النامية، أو أو
وحينها يكون المجال مفتوحاً لأنواع مخلطة ومحسنة وغير معروفة من بكتريا عن طريق العدوى، لايمكن حتى علاجها بالمضادات الحيوية التي تم شراؤها بسبب بخس لا أخلاقية عقول همها الربح.
ومادام العالم بأجمعه على قناعة أن مالنا لنا ومالهم لهم. والشمال أرقى من الجنوب والأبيض من الأسود وبلاد الغرب أفضل من الشرق، لن نستطيع كبشر بالبقاء وسنقضي على أنفسنا وعلى كوكبنا. ولن تبقى الحروب والفقر والأمراض حكراً على البلدان المستنزفة والمضطهدة وهي الأغنى بمواردها، بل ستصدر للبلدان الراقية بقوانينها وديمقراطيتها لشعوبها، ولكن اللاأخلاقية والفقيرة لشعوب تسرقها وحكومات مناوئة تدعمها.
كم أود لقاء أغنى محتكر وهو ممدد وعلى فراش المرض وربما الموت بسبب إلتهاب بسيط، ولا يملك غير مضاد لايشفيه وسؤاله : هل قضت على نفسها براقش أم ملياراتك؟



#دعد_دريد_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أتون ليل
- مخاض موت مجرة
- قلق الغياب
- همس جرادة
- القبض على غربة متلبسة بإثم وطن!
- أنة النثيث
- الغربة باب
- لم أصل بغداد الا أمس!
- سرمد الغياب
- هل أكون أو من أتوهم بكوني؟!
- ياسٌ ظن نفسه يأساً !
- هجرة حقيبة
- صبر السؤال
- ذاكرة ياسمينٍ منسيّة
- حين تحبو الأرصفة
- مابين ال بين وال بين، لعله البيان !
- تغريدة بلبل
- أسماء بلا شاهد
- سُكر الأعوام بصحو لحظة
- إلتقاء الفاشية بالداعشية، صدفة أم مخطط؟؟؟


المزيد.....




- بعد إعلان حالة التأهب القصوى.. لماذا تشعر اليابان بالقلق من ...
- -روتانا- تحذف أغنيتي شيرين الجديدتين من قناتها الجديدة على ي ...
- منطقة حدودية روسية ثانية تعلن حالة الطوارئ مع استمرار تقدم ا ...
- كييف تتحدث عن تقدم قواتها في كورسك وموسكو تعلن التصدي لها
- هاري كين يكشف عن هدفه الأبرز مع بايرن ميونيخ
- منتدى -الجيش - 2024-.. روسيا تكشف عن زورق انتحاري بحري جديد ...
- وزير تونسي سابق: غياب اتحاد مغاربي يفتح الباب للتدخلات الأجن ...
- أيتام غزة.. مصير مجهول بانتظار الآلاف
- سيناتور روسي يؤكد أن بايدن اعترف بتورط واشنطن في هجوم كورسك ...
- حصيلة جديدة لعدد المعاقين في صفوف القوات الإسرائيلية جراء حر ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دعد دريد ثابت - ستقضي العولمة على نفسها ببراقش !