|
غيرة ماجد عطية علي الأقباط.. دفاع عن المسلمين وعن مصر
سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 1451 - 2006 / 2 / 4 - 10:19
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الأستاذ ماجد عطية ليس فقط أحد كبار المحررين الاقتصاديين المخضرمين الذين جعلوا الاقتصاد بأرقامه الجافة مادة صحفية نابضة بالحياة والمعاني والدلالات. هو ايضا احد كبار المثقفين الذين حملوا هموم الوطن، ودافعوا عن استقلاله، كما حملوا هموم المواطن، ودافعوا عن حريته وحقوقه المشروعة. ولم يكن هذا الدفاع.. مجانيا.. بل كانت له فاتورة ثقيلة.. فدفع ثمن مواقفه الوطنية والديمقراطية سنوات طويلة امضاها في غياهب السجون والمعتقلات التي تنتمي الي العصور الوسطي، حيث لا محاكمة عادلة ولا حرمة لحقوق الانسان، بل ولا حتي حرمة للجسد في ظل التعذيب والاساءة وامتهان الكرامة الانسانية. وفي هذه المعتقلات التعيسة لم يكن هناك فارق بين معتقل مسلم وآخر قبطي فالكل سواسية في تلقي العقاب والأذي.. كما لم يكن هناك فارق بين سجان مسلم وسجان مسيحي فالاثنان سواسية في الايذاء لخلق الله. بل ان احد السجانين المسيحيين كان اكثر فظاظة علي المعتقلين الذين يكتشف انهم اقباط! وفي سياق هذه التجربة النضالية الطويلة لا يجئ اهتمام الاستاذ ماجد عطية بحقوق الاقباط من منطلق طائفي وانما يأتي من منطلق ديمقراطي. فالرجل من المدافعين عن العلمانية التي تنادي باعطاء ما لقيصر لقيصر وما لله لله عن طريق الفصل بين الدين والدولة. وهذه العلمانية التي يتبناها ماجد عطية قرين لإيمانه بالمواطنة كمبدأ أعلي حيث المواطنون يجب ان يكونوا متساوين في الحقوق والواجبات بصرف النظر عن الدين او الجنس او اللون او العرق. وهذه المواطنة تكتسب في مصر بشكل خاص مذاقا خاصا حيث المصريون جميعا اقباط، معظمهم اقباط مسلمون واقليتهم اقباط ومسيحيون. انه باختصار احد ابناء مدرسة الوطنية المصرية العظيمة التي بلغت ذروتها في ثورة 1919 وضمت بين ضفافها المسلمين والاقباط دون تمييز. مضافا اليها الدفاع عن العدالة الاجتماعية باعتبارها الضلع الثالث الذي يكمل المثلث بضلعيه الاخرين، نعني القضية الوطنية والمسألة الديمقراطية. بهذه الروح.. اتذكر يوما في ستينيات القرن الماضي قابلته في شارع سليمان باشا »طلعت حرب« وسألني عن احوالي. وعندما عرف اني بلا عمل اخذني من يدي الي جريدة »وطني« القبطية التي كان يرأس تحريرها في ذلك الوقت، وقال لي: ابدأ عملك الان هنا. وعندما حاولت ان انبهه الي انني لست قبطيا.. قال لي ان هذه مسألة غير مهمة.. يكفي اننا مصريون! بل انه اصر علي كتابة اسمي الثلاثي علي المقالات التي نشرتها بجريدة »وطني« التي ربما كانت الصحيفة الوحيدة التي نشرت اسمي الموجود في البطاقة الشخصية »محمد« سعد هجرس. واذا كان لهذه الذكريات من معني، فان هذا المعني هو ان النسيج المصري الوطني كان دائما هو الحقيقة الاساسية الجامعة وان »الامة« كانت دائما فوق »الملة«. وان سماحة مصر - التي يغلبنا الحنين اليها الان - كانت اقوي من النعرات الطائفية المتعصبة البغيضة والمريضة والمتخلفة. وان استعادة مصر لهذه القيم النبيلة والسامية هو الشرط الاساسي لعبورها عصور الانحطاط والظلام الي رحاب النهضة. ومن هذا المنطلق الوطني والديمقراطي - وليس من أي باب طائفي - يأتي انشغال الاستاذ ماجد عطية بالقضايا التي تمس المواطنة.. ووحدة الوطن. لذلك نجده عندما يثور ويغضب لما حدث في الاقصر من لعب بالنار الطائفية، فاننا نري انه يصب غضبه »من اجل مصر« بمسلميها واقباطها. ولهذا.. فانني اترك مساحة مقالي الاسبوعي له.. مع كل المحبة والعرفان والامتنان.
أشرار الأقصر.. ضد النظام قبل الكنيسة بقلم: ماجد عطية أقسم إني اكاد امسك باطراف المؤامرة الذين خططوا ونفذوا في توقيت معلوم احداث قرية العديسات بالاقصر هذا التوقيت الذي استهدف احراج النظام والاساءة الي سمعة الوطن واظهاره باضطهاد جماعة وطنية اجتمعت لتصلي الي الله في ليلة عيد مقدس.. واضع امام كل الناس كل علامات الاستفهام التي ارتسمت امامي: > لماذا توقيت ذلك من جانب بعض المتطرفين في ذات اليوم الذي يجلس فيه مفتي الديار المصرية د.علي جمعة امام قيادات الكنيسة الانجلية في ايرلندا يتحدث فيه عن سماحة الاسلام والتعايش الحضاري مع غير المسلمين وهم جماعة الاقباط تحديدا..؟ > لماذا هذا التوقيت في ايام »عرس« تعيشها البلاد مع المهرجان الرياضي لكل دول افريقيا.. هل هناك قوي شريرة معادية للنظام السياسي ارادت ان تبرزه معاديا لمواطنيه الذين يخالفون الاغلبية في الدين، فعلت هذه القوي الشريرة ذلك الذي يحسب علي سمعة الوطن والمواطنة خاصة ان في البلاد تجمعا صحفيا عالميا متواجدا ويراسل كل صحف العالم..؟ > هل هناك من اجهزة الامن من في داخله غيرة او حقد علي زميله لواء الامن القبطي الذي عين محافظا للإقليم المجاور لمنطقة الحادث فأراد هؤلاء ابرازه عاجزا عن حماية المواطنين او طائفيا لو تدخل الي جانب المعتدي عليهم وهم »جماعة الاقباط« المصلين الي الله في ليلة عيد؟ > وسوال آخر يحتاج لاجابة طويلة عويصة.. كيف حدث تجمع الأمن بضباطه وجنوده مع عضو مجلس الشوري الحالي وعضو مجلس الشعب السابق وخلفهم جمع من أهل القرية تم شحنه بالفتنة فجاءوا يحرقون ويدمرون.. ويقتلون.. فما منعتهم صرخة طفل ولا استغاثة فتاة؟ من أجل هذا.. من اجل مصر.. لمصر لا للاقباط.. للنظام السياسي لا لحفنة الاشرار والقتلة.. وكل اطراف التآمر.. من اجل ذلك كله اطالب: > اطلب الي السيد صفوت الشريف بصفته امينا للحزب الوطني ورئيسا لمجلس الشوري.. ان يتم التحقيق تمهيدا للفصل من الحزب الوطني مع عضو مجلس الشوري المنتمي للحزب.. اذا ثبت تورطه في الاحداث.. وان يتم التحقيق مع ذات العضو واحالته الي لجنة القيم في مجلس الشوري تمهيدا لفصله - إذا ما ثبت ان له يدا في هذه الاحداث - لانه كنائب عن كل الشعب حرض علي الفتنة وتزعم مظاهرة ضد المواطنين الآمنين الذين تجمعوا للصلاة الي الله في ليلة عيد مقدس.. ما أهانوا احدا وما اعتدوا علي احد. > اطلب الي وزير الداخلية اللواء حبيب العادلي احالة ضباط الامن للتحقيق وهم الذين اختاروا يوم صلاة العيد لمنع الناس من الصلاة وخلفهم حشد من »أصحاب الفتن«« وكان يمكن لهؤلاء الضباط ان يتدخلوا في أوقات سابقة او الاتصال سلميا برجال الدين المسيحي تحسبا لكل ما حدث.. واعتقد ان سلوك هؤلاء الضباط يستوجب المحاكمة العسكرية. > ولا أغادر موقع وزير الداخلية حتي استغرب البيان الصادر منها عن الحادث بقولهم »انهم يصلون في الكنيسة بغير ترخيص الامر الذي ادي الي استثارة الاهالي« ما شاء الله.. وزارة الداخلية اعطت لاهالي القرية سلطة منع الناس من الصلاة.. اعطت الغوغائية سلطة القانون ضد شركاء الوطن.. وها هم ينفذون حرقا وقتلا.. بيان تعوزه الحكمة.. أو يستوجب المساءلة ايضا؟ > حسبنا المصابون شفاهم الله.. وحسبنا الله في الشهيد كمال شاكر مجلع شهيد المواطنة.. والله يتولي الأرامل والأطفال والأيتام.
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هند الحناوى .. فريسة محمود سعد .. أيضاً
-
مع الاعتذار لعادل إمام التجربة الدانماركية
-
حل مشاكل النوبيين.. اليوم وليس غداً
-
لماذا كل هذا الفزع من فوز »حماس«؟
-
المسألة ليست مصير جمعية أهلية.. بل مصير وجه مصر الثقافى
-
تشيني غادر حدود أمريكا.. إذن توقعوا مصيبة وشيكة!
-
أزمة بيت الحكم الكويتي.. جرس إنذار للجميع
-
النخب العربية في مواجهة تحديات تجديد الدماء!
-
ذمة الوزراء علي العين والرأس.. لكن المطلوب آلية قانونية لمنع
...
-
كليمنصو!
-
هل نكتفي بالتباهى ب -شعر- أختنا اللاتينية؟!
-
.. لكن هل يجوز أن تكون الرئيسة مطّلقة .. وعلمانية؟!
-
النخب العربية فى مواجهة تحديات تجديد الدماء
-
رئيس تحرير تحت الطلب
-
أربع ساعات مع رئيس الحكومة !
-
شجرة الأرز اللبنانية .. وغابة أشجار الصبار العربية
-
حتى لا نكون نحن والزمن وعنصرية الغرب ضد السودانيين
-
تعالوا نتفاءل.. علي سبيل التغيير
-
من يشعل فتيل القنبلة النوبية؟
-
لماذا خطاب »الوقاحة«؟
المزيد.....
-
أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج
...
-
استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
-
“فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
-
“التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية
...
-
بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|