أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الإسلام المعاصر وتحديات العصر














المزيد.....

الإسلام المعاصر وتحديات العصر


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5568 - 2017 / 7 / 1 - 11:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإسلام المعاصر وتحديات العصر

نبقى دوما في دائرة ما يواجه الإنسان المسلم من تحديات يومية وتفصيلية تتعلق بوجوده أساسا وأرتباط هذه التحديات بما ينسب للإسلام كدين، والحقيقة أن الإسلام بمعزل عن الأفكار الدينية التي نشأت تحت ظله الزمني لا يمكن بأي حال من الأحوال جعلها بديلا عن الصورة الأساس التي جاء بها القرآن وطرحها فكر معرفي عقلاني وحدد لها منهجا عقليا خياريا في أن تتعامل بكونيتها الخاصة لا بكونيتها التي تحولت لها بتدخل السلطة والنزاعات السياسية والفكرية في المجتمع الإسلامي، وما نشأ وترتب من واقع لاحق لهذا التنازع والصراع والأختلاف من ظواهر وممارسات أطاحت بالإنسان والدين معا في بوتقة التحريف والتزيف والظلم.
تحديات اليوم تتكاثر وتتنوع ووتتفاعل فيما بينها لتكشف أن الواقع متخلف جدا عما يجب أن يكون عليه الإنسان من تكريم ومحورية ودور وظيفي، قضايا مثل حقوق الإنسان والحرية والمشاركة الفاعلة في مسيرة الحضارة من جهة، وأرتباطها بقضايا تحرير المرأة وحقوقها والأهتمام بالأسرة والطفولة وصيانة الأمن المجتمعي، وعلاقة كل ذلك بالمنظومة التعليمية والتربوية وعدالة النظام الأقتصادي وبناء مرتكزات التطور المستدام عمليا، كلها قضايا جدلية وخلافية ساهمت في توسيع الهوة بين المجتمعات الإنسانية بين فقر مدقع وأستغلال بشع وحروب متواصلة، وبين ثراء فاحش وأستغلال متواصل وتدخل فاضح في شؤون الفقراء وأستعباد أنظمة ومجتمعات في صراعات كونية متعددة الأطراف والنوايا والأستراتيجيات.
المجتمع الإسلامي والعقل المسلم ما زال دوره محصورا في المشاهدة والترقب وأنتظار الماضي أن ينهض من جديد، دون أمل في أحداث ثورة فكرية وتغيير أنقلابي على الأقل كردة فعل على واقعه المهزوم، وما زال هذا الفكر والعقل منشغلا بقضايا ماتت من أكثر من ألف وأربعمائة سنة تلاك يوميا وتتجدد صراعاتها في قضية لا موجب ولا يمكن أن تكون قضية أساسية، قبال التحديات الوجودية والمصيرية التي يعانيها واقعنا كمسلمين.
وما زال المسلمون منشغلون بفكرة أن الأخر وضعهم في موضع المؤامرة والتهميش لأنهم (خير أمة أخرجت للناس) دون أن يترجموا هذه الخيرية إلى واقع عملي، ودون أن يفكروا أن الضعيف والمأزوم والمتلاشي لا يمكن أن يكون مؤامرة للقوي ما لم يهزم نفسيا ومن داخل شخصيته الضعيفة، من حق كل الأمم أن تبحث عن مصالحها بعيدا عن الأخلاقيات والمثاليات الفكرية وهذا واقع معاش، ولكن بأي حال ليس من المعقول والمنطقي أن نبقى أسارى أفكار أنهزامية تعمق النكوص والأهتزاز وعدم التوازن في تعاطينا مع الواقع ونحن نبكي وننوح على مجد ضائع وزمن ولى لأننا كنا فيه نمارس نفس الدور الذي يمارس علينا اليوم، دور القوي المسيطر مقابل ضعف وأنكسار الأخر.
القضية برمتها تتعلق بنا نحن المسلمون بحاجتنا إلى حل مشكلاتنا المزمنة وفك التشابك بين ماضي لم ولن يعط أكثرر مما كان، وبين حاضر مشوش نعيش فيه حالة التيه والتخبط والأنهزام، فلا نملك هوية حقيقية نعتز بها ولا لدينا رؤية متكاملة نواجه بها المستقبل وتحياته، لم ننشئ بنية فكرية ومعرفية قادرة أن تنجب لنا بعد حين جيلا أو أجيالا تتولى على عاتقها تنفيذ مشروع النهضة، الحروب والجوع والفقر والجهل والأمية والأستلاب كلها تحاصرنا من جوانب حياتنا، أنظمتنا السياسية أستبدادية في وجه المواطن الضعيف لكنها مجرد رقم تافه في المعادلة السياسية الدولية، أستقلالنا السيادي كذبة وأحلامنا في التنمية والتطور تبخرت مع ألاف المليارات التي ذهبت مع الريح، وهناك من يعترض على فكرة التجديد والتنوير وبقول أن الله سيسلط علينا من لا يرحمنا.
لقد غاب الوعي السياسي والفكري والمعرفي عن العقل التدبيري الإسلامي بسبب غوصه الدائم في ماضويته العتيدة، فلا هو قادر أن يعيش الماضي ويتقلد بكل خصائصها وواقعها ويشكل قطيعة كاملة مع الحاضر، ولا هو راغب في التفريط بمنجزات الحاضر ووسائله التي توفر له المتعتة النفسية والجسدية وتساهم في تخفيف العبء المادي عنه، لإنه مأزوم بثنائية التناقض وعدم القدرة على توفير قرار حاسم للمضي في طريق واضح ومشخص، يريد جنة الله ونعيمها ويريد أيضا جنة التكنلوجيا ونعيمها، وعقله يقول أن جنة الحياة الدنيا جنة كافرة إبليسية لأنها من صنع الكفار، إنها أزمة الخيار.
في هذا الفصل سنتناول ثلا ث تحديات كبرى أمام المسلمين كنماذج للدراسة وليس أحاطة كاملة بالموضوع، فلا مجال البحث يسمح ولا من فائدة من تكرار المكرر المعروف، سنتاول في المبحث الأول حقوق الإنسان والديمقراطية والحرية، ثم قضية المرأة ونظرة الأستحقار اللصيقة بالفكر الإسلامي، وأخيرا إشكالية الثروة والتنمية في المجتمع الإسلامي، لنختمبهذا الفصل مشوارنا الفكري، علنا ننجح في تقديم ما يستفز العقل المسلم ويتحداه للنهوض.







#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية وإشكالية الولاية والتولي
- ضرورة الديمقراطية وتحديات أحترام حقوق الإنسان في رؤية أستشرا ...
- المرأة ودورها في المجتمع ح2
- المرأة ودورها في المجتمع ح1
- إعادة صياغة مفهوم الأمن القومي
- التنمية الأقتصادية ودور المال وراس المال في بناء القاعدة الم ...
- المال ورأس المال في الفكر الديني
- الخيارات الصعبة في قرارات التغيير
- العولمة ما لها وما عليها
- أحلام تمتنع عن الطيران
- العدم والوجود وما قبل وبعد الموجود ح2
- العدم والوجود وما قبل وبعد الموجود ح1
- رواية أفتراضية من عالم ممكن الحدوث
- العودة إلى دراسة ظاهرة الألحاد وقضية تحرير العقل
- حين يكون الفقد فوزا ونحن الخاسرون
- ظاهرة الإلحاد ومشكلة تحرير العقل
- دروس في تدبر القرآن الكريم لا تأويلا ولا تفسيرا 6
- خطاب إلى دجلة .... الخير
- دروس في تدبر القرآن الكريم لا تأويلا ولا تفسيرا 5
- نشيد الوجود وأغنية الطريق


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية تحذر من مخططات إسرائيلية لـ-تفجير المسجد ...
- تحذير فلسطيني من مخططات منظمات إسرائيلية تستهدف تفجير المسجد ...
- تحذير فلسطيني من مخطط لتفجير المسجد الأقصى
- صلوات محاصرة بـ قيود الاحتلال.. إسرائيل تحرم المسيحيين من زي ...
- فيديو.. هكذا احتفل مسيحيو حماة بـ-الجمعة العظيمة- لأول مرة م ...
- البطريرك كيريل راعي الكنيسة الأرثوذكسية الروسية يهنئ المسيحي ...
- هل تستخدم تركيا -الإخوان- للهيمنة على شكل نظام سوريا الجديد؟ ...
- سيناريوهات حاسمة تنتظر -الإخوان- بالأردن بعد كشف خلية الفوضى ...
- محمود عباس: نؤكد دعمنا للجهود المبذولة للحفاظ على الوجود الف ...
- كيشيناو تمنع رئيس الأساقفة من السفر إلى القدس مجددا


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الإسلام المعاصر وتحديات العصر