محمد الذهبي
الحوار المتمدن-العدد: 5568 - 2017 / 7 / 1 - 02:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اسماء القتلة في قائمة شهيد عائد الى الحياة
محمد الذهبي
كانت تتوسط باحة المنزل، عادت من قبره قبل ثلاثة ايام، عانت كثيرا، المقابر غير قابلة لتطبيق القوانين، الازقة فيها ضيقة والقبور متراصة وكأنها تفسر لنا قول ابي العلاء، رب قبرٍ صار قبراً مراراً... ساخراً من تزاحم الاضداد، الستوتات وسائقوها على درجة كبيرة من الاستهتار، تعبت جداً، ليلتان لم تر النوم فيهما، فقد حرصت ان تذهب الى المقبرة في اول ايام العيد، ووقتت ان تصل القبور عند انبلاج الصباح، ليكون صباحها مع ابنها الاكبر، قضت الساعات هناك، لا احد يستطيع حملها على المغادرة، لم اشبع منه فدعوني ساعة اخرى، كانت تود ان تنام بجنب القبر، لكنهم ينهونها عن هذا الفعل، ويقولون ان به خطورة كبيرة على قواها العقلية، لما عادت الى بيتها كانت متعبة جدا فنامت نوما عميقاً، استيقظت في الثالثة صباحاً لتؤدي الصلاة، توضأت وجلست في باحة الدار بانتظار الاذان وهي تمسك صورته ، وضعتها امامها وعادت بها الذكريات، انه ابنها البكر، كانت فرحتها به لا توصف، لم تكن تصدق انها ستأتي بشيء مليءٍ بالحياة، ولم تكن تعلم ان احداً سيسلب حياته قبل ان يسلب حياتها، انتبهت على صوته وهو يناديها: يمّه، ها يبعد امك، يمّه آني اجيت، هله بيك وابجيتك، يمّه صدك مخبوصه العالم على ياهو اللي حرر الموصل، اي يبعد امك، كل واحد ايكول آنه حررتها، يمه بس القوات المسلحة، والضباط الشرفاء والحشد ، هؤلاء الابطال هم من حرر الموصل، يمّه اكلج منو كتلني:
صمت برهة ثم راح يعدد
النواب اول الناس، ثم السياسيون، والسفراء، ودول كبرى، كانت تقول انها مع العراق، مو بس داعش كانت تحاربنا، ضباط قدامى ومخابرات دول، حتى طائرات، والاعلام الدولي وبعض الاعلام العربي، وبعض الاعلام العراقي، امي كنت اريد ان اقول لك عن الاسماء، لكنني اخاف عليك من هؤلاء، كل منهم لديه عصابة وقتلة، وانت امرأة ضعيفة، لم تكد تتكلم حتى صحت على صوت الاذان: الله اكبر، الله اكبر، فقامت الى صلاة الفجر.
#محمد_الذهبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟