أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير جمعة المالكي - خرافات المتاسلمين 2 – خرافة الدولة الاسلامية















المزيد.....


خرافات المتاسلمين 2 – خرافة الدولة الاسلامية


زهير جمعة المالكي
باحث وناشط حقوقي

(Zuhair Al-maliki)


الحوار المتمدن-العدد: 5567 - 2017 / 6 / 30 - 17:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


خرافات المتاسلمين 2 – خرافة الدولة الاسلامية

يعتبر شعار اقامة الدولة الاسلامية هو الشعار الابرز الذي ترفعه كافة الحركات الاسلامية كما ان تأسيس الدولة الاسلامية هو اول فقرة في القوانين الداخلية لكافة الاحزاب الاسلامية السياسية وهو شعار براق له وقع السحر في اسماع المسلمين في كافة انحاء العالم . الا ان تلك الحركات والاحزاب لم تقدم لنا شرح دقيق بالمقصود بتعبير (الدولة الاسلامية ) بل يكتفوا بعبارة تقليدية لاتقدم اي شرح او معلومة وهي ( الدولة الاسلامية هي الدولة التي تطبق الشريعة الاسلامية التي يتم اخذها من مصادرها المعتبرة ) بدون ان تشرح لنا ماهو المقصود (بالشريعة الاسلامية ) وماهو المقصود ب(مصادرها المعتبرة ) . هذا الغموض في الشرح وعدم التطرق الى التفاصيل يستدعي النظر للتحري في حقيقة هذه الدولة وهل هي من مباديء الاسلام او من خرافات المتأسلمين ؟
الدولة في الاصطلاح القانوني والعلمي هي الهيئة المكونة من عناصر ثلاثة مجتمعة هي مكان من الأرض يطلق عليه إقليم و مجموعة من الناس تسكن الإقليم يطلق عليهم شعب وسلطة يخضع لها الشعب في الإقليم يطلق عليها الحكومة تدبر علاقات الشعب الداخلية فيما بينهم، وتدبر علاقاتهم الخارجية مع الأقاليم الأخرى، وتحمي حدوده ضد الأعداء المحتملين.من هنا فان اول سؤال يثور في هذا المجال هو هل يمكن ان تعتنق الدولة دين سواء اسلامي او مسيحي او بوذي ؟ فمن المعروف ان اعتناق اي دين يجب ان يكون بالارادة الحرة الكاملة المرتبطة بالشخصية الطبيعية مثل الانسان العاقل المدرك ولكن هل للدولة شخصية طبيعية كاملة تمكنها من اعتناق دين عن اقتناع ؟ والجواب بسهولة ان الدولة لاتمتلك شخصية طبيعية كاملة بل ان شخصيتها شخصية معنوية قانونية محدودة بما يمكنها من اداء عملها فقط وليس لها القدرة او الارادة لاعتناق دين معين . فالدولة ليس لها حياة اخروية تثاب بها على اعتناقها دين معين . قد يقال ان المقصود هو ان دستور الدولة يعتمد على الشريعة الاسلامية وهو ادعاء لايمكن ان يضفي على الدولة صفة دينية بل هو يضفي الصفة على الدستور وليس على الدولة .
من الناحية التاريخية فان الرسول محمد بن عبد الله طوال حياته وطوال ثلاث وعشرين سنة من الدعوة لم يعمل على تاسيس دولة بالمعنى الفعلي للدولة فعدا عن السلطة الروحية التي كان يمتلكها الرسول بين المسلمين الاوائل لم يكن هناك اجهزة دولة فلم يكن هناك جهاز قضائي او جهاز تشريعي او جهاز تنفيذي او جهاز شرطة . حتى ان الرسول في مخاطباته مع الملوك في الدول الاخرى لم يذكر لنفسة صفة رسمية فكان يصدر رسائلة بالقول ( من محمد رسول الله الى ............) كما ان الرسول لم يشكل جيش دائم ولم يكن في دولة الرسول دواوين رسمية او سجلات . قد يشير البعض الى وثيقة المدينة التي كتبها الرسول مع اليهود باعتبارها دستور للدولة ولكن ابسط قرأة لتلك الوثيقة نجد نها لاتشير لا من قريب ولامن بعيد الى دولة او حتى ولاية بل هي لتنظيم العلاقة بين اتباع الدين الجديد وبين اليهود في المدينة . كذلك نجد ان وثيقة صلح الحديبية كتبها الرسول باسمه الشخصي وبين قبيلة قريش فلا هو حاكم ولا سلطان ولا ملك . وخلاصة القول ان الرسول قد توفي ولم يعلن انه يؤسس دولة اسلامية بالمعني المعروف للدولة بل كان يؤكد على ان دعوته للناس اجمعين .
بعد وفاة الرسول كان اول مشكلة واجهت المسلمين طريقة الاتفاق على امير او زعيم وحصل فيها ماحصل من خلافات مازال يعاني منها المسلمون حتى اليوم حتى كانت البيعة لابي بكر ابن ابي قحافة التي وصفها عمر بن الخطاب بانها (فتنه وقى الله شرها) ولكن يلة فترة حكمه الذي امتد لثلاث سنوات لم يتمكن من انشاء اجهزة دولة ولا حتى جيش نظامي او بيت مال او دواوين ولكن لغرض ضمان استمرار تمتعه بنفس السلطة الدينية والدنيوية التي كان يتمتع بها الرسول تم اختراع لقب (الخليفة ) يمنح حامله تلك السلطات الواسعة . ولغرض منع اندلاع الفتنه بعد وفاته اوصى ابو بكر بمنصب الخلافة الى عمر بن الخطاب الذي حاول وضع اول الدواوين والتي كانت تكتب باللغة الفارسية واستمر الحال في فترة حكم عثمان وعلي بن ابي طالب لحين تولي معاوية بن ابي سقيان الحكم . الظاهرة الابرز في حكم هذه الفترة انه لم يكن هناك اي مظهر من مظاهر الدولة فلا يوجد لها حدود ولا سلطات منفصلة بل كل السلطات تتركز في شخص الحاكم بل لم يتفقوا حتى على وسيلة انتقال السلطة والحكام الاربع الاوائل كانت نهايتهم القتل سواء اغتيالا او بالثورة .
بعد انتهاء الفترة الاولى جاءت الفترة التي اطلق عليها حكم الدولة الاموية او حكم بني اميه التي بدأت بمعاوية بن ابي سفيان وانتهت بمروان بن محمد وبعدها جاء حكم بني العباس او الدولة العباسية التي بدات بحكم عبد الله بن علي السفاح وانتهت بالمستعصم بالله الذي قتل رفسا تحت ارجل المغول تلتها الدولة العثمانية التي بدات بالسلطان عثمان بن ارطغرل وانتهت بالسلطان عبد المجيد الثاني عام 1924 . بالنسبة لتعبير الدولة الاسلامية فلم يظهر الا في الربع الاول من القرن العشرين في عنوان كتاب عبد الوهاب خلاف بعنوان (السياسة الشرعية ) عام 1923 ثم تبنى هذه المقولة كل من حسن البنا وعبد القادر عودة مع بداية ظهور حركات الاسلام السياسي . كان الغرض الاساس من استغلال هذا الاسم هو محاولة التلاعب بمشاعر المسلمين لغرض مواجهة الحركات القومية التي نشات بعد ظهور الدول القومية في بدايات القرن العشرين وكذلك مواجهة الافكار الشيوعية التي انتشرت بقوة في الدول العربية .
ان كافة الذين ينادون بشعار الدولة الاسلامية عندما يتم سؤالهم عن تصوراتهم للدولة التي يقصدونها نجدهم يلجأون الى افكارهم المذهبية التي تتضارب مع بعضها البعض ويحاولون استخراج قصص من التاريخ لاثبات وجهة نظرهم دون تعزيز ذلك بادلة علمية مقنعة فعلى سبيل المثال نرى اصرار عجيب من الدساتير العربية على ادراج نص ان دين الدولة الرسمي هو الاسلام دون ان يشرحوا ماهو المقصود بهذه العبارة وكيفية تطبيقها . واي اسلام هو المقصود بهذه العبارة ولعل الدستور الايراني هو الوحيد الذي كان اكثر وضوحا بان حدد المقصود بالاسلام على المذهب الجعفري الاثنا عشري . اذن يمكن القول ان شعار الدولة الاسلامية هو خرافة اخرى تم استخدامها لاغراض الوصول الى السلطة والتحكم بمشاعر الناس دون ان يكون لها سند شرعي او قانوني .



#زهير_جمعة_المالكي (هاشتاغ)       Zuhair_Al-maliki#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرافات المتأسلمين - حد الردة
- تاريخ الحدود العراقية
- خور عبد الله مرة ثانية والمزايدات السياسية الجوفاء
- مسيحيوا العراق قديسوا الشرق ورهبانه
- تركيا من تصفير المشاكل الى خلق المشاكل
- قانون منع الخمور عندما يرتدي السياسي عمامة رجل الدين
- قراة في جاستا واثارها
- لمن ستفتح بوابات البيت الابيض؟
- سم الفساد في عسل العفو
- غلق التحقيق مع السيد رئيس المجلس
- استجواب السيد الوزير
- نظرة على مسودة قانون مجلس النواب
- المواقع العراقية على قائمة التراث العالمي .... ماذا بعد ؟
- دكتوراه في خداع الشعوب
- سايكس بيكو المظلومة
- ازدواج الجنسية واسترداد الاموال المنهوبة
- الحكم الغيابي وجهود استعادة الاموال المنهوبة
- خدعوك فقالوا اصلاح !
- نحو مبادرة شعبية عراقية لاستعادة الاموال المنهوبة
- لطم شمهودة


المزيد.....




- وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي ...
- سرايا القدس تبث فيديو للأسيرة أربيل يهود قبيل إطلاق سراحها
- سرايا القدس تنشر مشاهد للأسيرين -جادي موزيس- و-أربيل يهود- ق ...
- قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير جمعة المالكي - خرافات المتاسلمين 2 – خرافة الدولة الاسلامية