|
هل ترتفع الامازيغية إلى درجة التقديس؟.....7
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 1451 - 2006 / 2 / 4 - 10:27
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
و في حالة تحول المجتمع المغربي إلى مجتمع أمازيغي بدسترة الأمازيغية، و بصيرورتها لغة الإدارة، و لغة الدراسة، و لغة القضاء، و لغة التواصل بين أفراد المجتمع، هل يمكن أن يصير المجتمع المغربي مجتمعا حرا، و ديمقراطيا، و عادلا ؟
إن صيرورة المجتمع، أي مجتمع، حرا، و ديمقراطيا، و عادلا، لا علاقة له باللغة، بقدر ما له علاقة بصيرورة ميزان القوى لصالح الجماهير الشعبية الكادحة. و هذا ما يجب اعتماده بالنسبة للمغرب. فإن صيرورة الشعب المغربي حرا، و ديمقراطيا، و عادلا، لا علاقة له بدسترة اللغة العربية، و لا بدسترة اللغة الامازيغية، بقدر ما له علاقة بالنضال الديمقراطي، و قدرة الحركة الديمقراطية على تحويل ميزان القوى لصالح الجماهير الشعبية ، و فرض احترام إرادة الشعب المغربي، و تمتيعه بحقوقه المختلفة، الاقتصادية و الاجتماعية، و الثقافية؟، و المدنية، و السياسية، و تحقيق العدالة الاجتماعية.
أما اللغة، فهي مجرد لغة لإدارة الصراع في الاتجاه الذي تسعى الحركة الديمقراطية الممارسة للصراع إلى السير فيه، و يمكن أن تصير وسيلة لقمع الشعب، و حرمانه من حقوقه المختلفة، في حالة رجحان ميزان القوى لصالح الطبقة الحاكمة، حتى و إن كانت اللغة الأمازيغية هي اللغة الرسمية، و المدسترة، و لغة الإدارة. لأن اللغة هي مجرد وسيلة، و ليست غاية لأن دسترها أو ترسيمها لا يحقق رفاهية الشعب المغربي.
9) و هكذا يتبين أن اللهجات الأمازيغية لا يمكن أن ترتفع إلى مستوى القداسة، لأنها كباقي اللهجات، و كباقي اللغات تولد، و تنمو، و تشب، و تشيخ، ثم تتجدد لتستمر؟، أو تدخل في ذمة التاريخ، كباقي اللهجات، و اللغات المنقرضة، و كل ما يمكن اعتماده في هذا الإطار، و هو ما يمكن أن يقدمه الإنسان بواسطة تلك اللغة في حالة تقعيدها، و في حالة استيعابها لمستجدات الآداب، و العلوم، و الفنون، و غيرها، مما يمكن أن يحدث ليشغل المهتمين بتطور اللغة، أي لغة، بما فيها اللغة الأمازيغية، في حالة بلورتها، كلغة معتمدة في التدريس، و في الإدارة، و في القضاء، و بقوة الواقع.
و نحن في تناولنا لموضوع: " هل ترتفع الأمازيغية إلى درجة التقديس" بسطنا بما فيه الكفاية، ازدواجية التهديد، و منطق التقديس، و استعرضنا مبررات التهديد الحزبوسلامي، و بينا أنه لا مبرر أبدا للتهديد الحزبوسلامي، كما بينا أنه لا مبرر أبدا للتهديد الحزبوأمازيغي، إلا إذا تحولت اللهجات الأمازيغية إلى لهجات مقدسة، لا يأتيها الباطل من بين أيديها، و لا من خلفها، و وضحنا أنه كان من المفروض في الحزبوأمازيغيين، و في الحزبوسلاميين، أن يعملوا على مقارعة الأفكار، و أن يعملوا على نقدها، و نقضها، و بالمنطق العلمي، حتى يكون التعامل مقبولا، و مولدا للأفكار، بدل ممارسة الإرهاب، الذي لا ينتج إلا التخلف في مستوياته المختلفة، مما يرجع بالمجتمع إلى الوراء، و أوضحنا، بما فيه الكفاية، أن اللهجات الأمازيغية لا يمكن أن ترتفع إلى مستوى الأديان، من منطلق أن لكل ديانة رسول، و كتاب مقدس، و طقوس معبرة عن الانتماء إلى كل دين على حدة، و هو ما لا يمكن أن يصير للهجات الأمازيغية، و بسطنا القول في ردود الأفعال التي يقوم بها الحزبوأمازيغيون عندما نذهب إلى أن إنشاء الحزب، أو الأحزاب على أساس لغوي-أمازيغي، سيحول المجتمع المغربي إلى مجتمع طائفي. لأن ذلك الواقع المفترض، يجب استحضار خطورته على مستقبل الشعب المغربي، في حالة تحققه، حتى لا نقع كمغاربة مستقبلا في حيص بيص، فلا ندري حينها ماذا نفعل ؟ و حاولنا تفسير لماذا يغض هؤلاء الطرف عن الواقع الاقتصادي، و الاجتماعي، و الثقافي، و السياسي، الذي تكتوي فيه الجماهير الشعبية الكادحة، بنار الاستغلال، على يد الطبقة الحاكمة، و على يد الشركات العابرة للقارات، و المؤسسات الدولية الأخرى، و باقي الطبقات المستفيدة من الاستغلال، و بينا أن المجتمع المغربي لا يمكن أن يصير مجتمعا أمازيغيا، نظرا للتعايش القائم فيه، بين اللهجات الأمازيغية، و غير الأمازيغية، و لأننا لا نستطيع أن نميز في المجتمع المغربي بين من هو أمازيغي، و غير أمازيغي، نظرا لذوبان الأمازيغيين، و غيرهم في الدماء، لتصير الدماء المتنوعة دما واحدا هو: دم الشعب المغربي. و تساءلنا في حالة الحرص على تحويل المجتمع المغربي إلى مجتمع أمازيغي:
كم نحتاج من الأجيال لأجل ذلك ؟
و كم نحتاج من القرون لكي نحصل على لغة أمازيغية موحدة للشعب المغربي ؟
من أجل يصير المجتمع المغربي شعبا أمازيغيا صرفا، و حتى تصير لغته هي اللغة الأمازيغية المتبلورة، و بينا أن المجتمع المغربي لا يتحول إلى مجتمع حر، و ديمقراطي، و عادل، بمجرد اعتماد اللغة الأمازيغية المتبلورة لغة رسمية، لأن ذلك له علاقة بمستويات أخرى من الصراع، تندرج ضمن الصراع الطبقي الحقيقي، لنتبين بذلك أن تقديس الأمازيغية غير وارد، و أنه لا يحضر إلا في اعتقاد الحزبوأمازيغيين، كما يحضر تقديس أدلجة الدين الإسلامي عند الحزبوسلاميين، و كلاهما يسعى إلى فرض استبداد بديل بالمجتمع المغربي، سيعتبر مستقبلا، في حال تحققه، أقبح من الاستبداد القائم، الذي عانى الشعب المغربي كثيرا من ويلاته، و على مدى سنوات الاستقلال، و هي معاناة دخلت التاريخ من بابه الواسع :
فهل يمكن القول بعد ما ذهبنا إليه أن الامازيغية مقدسة ؟
هل ينتج عن تقديسها، من قبل الحزبوامازيغيين، إرهاب المخالفين، الذين يتعاملون مع اللهجات الأمازيغية كمكونات ثقافية من ضمن باقي مكونات الثقافة المغربية ؟
و هل ينزل الحزبوأمازيغيون، من أبراجهم العاجية، من أجل معرفة مكونات الواقع المغربي، المتفاعلة فيما بينها، لتتجسد وحدة المغاربة بذلك التفاعل ؟
و هل يلجأون إلى ممارسة الصراع الطبقي الحقيقي، في شموليته ؟
هل يتخلون عن النعرة الطائفية، من أجل الحفاظ على وحدة، و على سلامة الشعب المغربي ؟
إننا نختم ما ذهبنا إليه، في هذه المعالجة السجالية، بالقول بأنه إن كان هناك مقدس بالنسبة إلينا، كأفراد من الشعب المغربي، فهو وحدة الشعب المغربي، و من أجل ذلك فليتنافس المتنافسون، كل من موقعه.
ابن جرير في 31/12/2005 محمد الحنفي
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل ترتفع الامازيغية إلى درجة التقديس؟.....6
-
هل ترتفع الامازيغية إلى درجة التقديس؟.....5
-
هل ترتفع الامازيغية إلى درجة التقديس.....4
-
هل ترتفع الامازيغية إلى درجة التقديس.....3
-
هل ترتفع الامازيغية إلى درجة التقديس.....2
-
هل ترتفع الامازيغية إلى درجة التقديس.....1
-
ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟
-
ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟
...
-
ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟
...
-
ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟
...
-
ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟
...
-
ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟
...
-
ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟
...
-
ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟
...
-
ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟
...
-
ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟
...
-
ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟
...
-
ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟
...
-
باب الانتهازية.....9
-
باب الانتهازية.....8
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|