|
الديقراطيون لا يتنكرون لحق الشعوب في تقرير مصيرها، بما فيه الاستقلال كدولة فما بال الماركسيين
اسو كرمياني
الحوار المتمدن-العدد: 5565 - 2017 / 6 / 28 - 23:22
المحور:
القضية الكردية
لم يكن ما كتبه الاستاذ الجامعي جاسم الصفار تحت عنوان (الانفصاليون وخدعة الاستقواء بالفكر الاشتراكي) ، يستدعي عناء التوقف لو انه اقتصر على الاسطر الاولى مما كتب: (لا اخفي اني من دعاة الحفاظ على العراق كدولة موحدة ……. وان كان لابد من انفصال اقليم كردستان عن الوطن الام- العراق، ... واعتماد مبدأ الاقتراع العام لكل سكان العراق في موضوع الانفصال). فهو هنا حدد بنفسه هويته، وهو حر في ذلك، ويكشف بنفسه عن “ديمقراطية ” ـه المزعومة، حينما يتوهم الالتفاف على حق تقرير المصير لشعب كردستان عبر اشتراط (رضا اغلب سكان العراق)! الأمر الذي لايعني سوى إنكاره لمبدأ حق تقرير المصير للشعوب، الذي صار ملازماََ لحقوق الانسان عند الديمقراطيين الحقيقيين في كل مكان. لكن اعتباره موقف الماركسيين ونضالهم من اجل حق الشعوب في تقرير مصيرها، بما فيه إقامة دولها الخاصة بها، وجعله واحداََ من مهماتهم الرئيسية، بأنه (خدعة الاستقواء بالفكر الاشتراكي)!!! فهذا يستدعي تبيان، من هو المخادع الذي يستقوي بالفكر الاشتراكي؟: - في الجزء الأول يجهد الاستاذ الجامعي جاسم الصفار عبر عرضه لأفكار متنوعة على انها لمؤسسَي ألاشتراكية ألعلمية، كارل ماركس وفريدريك إنجلز، بشأن "الدولة القومية" دون الاشارة الى اي مصدر، او اعتماد أي نص مقتبس، لينهي استعراضه الـ”ماركسي” الذي صاغه بكلماته هو وفق الهدف الذي حدده هو لنفسه سلفاََ بأن (ألدراسة ألمتأنية لها تفرض علينا الاستنتاج بأن معلمي ألاشتراكية الأوائل كانوا مع الدولة الواحدة ألموحدة مع إقرارهم ضمن توصيفات واشتراطات معينة، بحق الأمم في تقرير مصيرها بالانفصال وتكوين دول مستقلة)!!!؟؟؟ أين هي هذه الدراسة التي تفرض علينا هذا الاستنتاج بأسم ماركس وإنجلس؟ وكيف؟ ولأنه مأخوذ بقدسية الدولة العراقية، لم ينتبه الاستاذ الجامعي الى ان هذه الدولة تأسست وتم رسم خريطتها من قِبل الاستعمارين البريطاني والفرنسي. ويا للصدفة: هاتان الدولتان كانتا النموذج الذي اعتمده ماركس في دراساته للرأسمالية بسبب تطورها فيهما. ولهذا فان كل ما كتبه ماركس عن “الدولة القومية” وتعريفه لها، ونضاله من اجل ازالتها عبر “الدكتاتورية البروليتارية” انما يخص الدولة للبرجوازية الناجزة بعد انتصار ثوراتها، حيث اصبح التناحر بين البروليتاريا والبرجوازية سمة مرحلتها الرئيسية. ولكي نساعد الاستاذ الجامعي جاسم الصفار على فهم لماذا نجد نصوص لماركس، تارة ضد "الدولة القومية”، واخرى مع حق الأمم في تقرير مصيرها وتكوين دولها المستقلة، نحيله الى مؤلف لينين الثمين في خصوص حق الأمم في تقرير مصيرها وتكوين دولها المستقلة، التي لم تعجب الاستاذ الجامعي من كل ما ورد في هذا الكتاب سوى عبارتين من كلام لينين، هما ملحقتان اضافيتان، وضروريتان لاطروحة لينين الأساسية في الكتاب، التي تفند جميع إدعاءات الاستاذ الجامعي جاسم الصفار وتشويهه للماركسية (حفاظاََ على العراق كدولة موحدة). وبالرغم من انه من الضروري للمهتمين بمعرفة موقف الماركسيين من مبدأ حق الأمم في تقرير مصيرها وتكوين دولها المستقلة ان يطلعوا بانفسهم على كتاب لينين (حق الأمم في تقرير مصيرها)، بسبب وسعه وغناه، وهو متوفر على النت، لكننا نقتبس هنا للذين يتعذر عليهم ذلك، بعضاََ من نصوص الطروحات الرئيسية من هذا الكتاب، الذي كتبه لينين (في شباط- آيار من عام ١٩١٤، حيث كان البلاشفة يشاركون في انجاح مهام الثورة الديمقراطية- البرجوازية في روسيا البلد متعدد القوميات، وليس بريطانيا وفرنسا!!!) دفاعاََ عن الفقرة التاسعة من برنامج الماركسيين الروس، الخاصة بحق الأمم في تقرير مصيرها، وهي المحور الأساسي للكتاب: - حين يعمد المرء إلى تحليل قضية اجتماعية أيا كانت، توجب عليه النظرية الماركسية أن يضع تلك القضية في نطاق تاريخي معين. كما تشترط عليه أيضا، إذا كان الموضوع يدور حول بلد بمفرده (مثلا حول البرنامج القومي لهذا البلد)، أن يأخذ بعين الاعتبار الخصائص الملموسة التي تميز هذا البلد عن سواه في حدود هذه الحقبة التاريخية ذاتها. فماذا يعني هذا الشرط، الذي تقول به الماركسية في تطبيقه على القضية التي نعالجها؟ إنه يعني بالدرجة الأولى، ضرورة التمييز بدقة بين مرحلتين من الرأسمالية يختلفان جذريا فيما يتعلق بالحركات القومية. فهناك من جهة الاقطاع والحكم المطلق، ينشأ فيها مجتمع ودولة ديموقراطيان برجوازيان، وتصبح فيه الحركات القومية لأول مرة حركات جماهيرية تجذب “جميع” طبقات السكان نحو السياسة، سواء عن طريق الصحافة أو عن طريق الاشتراك في الهيئات التمثيلية وغيرهما من الطرق، ومن جهة أخرى، هناك مرحلة اكتمال تأسيس الدول الرأسمالية بنظامها الدستوري الموحد منذ زمن طويل، مرحلة تعاظم التناحر بين البروليتاريا والبرجوازية – مرحلة يمكننا تسميتها عشية انهيار الرأسمالية. - لقد شهد عهد الثورات البرجوازية الديموقراطية في أوروبا الغربية القارية فترة معينة إلى حد ما من الزمن تمتد تقريبا من عام 1789 إلى 1871 فكانت تلك الفترة هي الحقبة التي ظهرت فيها حركات قومية ونشأت خلالها دول قومية. وقد تحولت أوروبا الغربية في نهاية تلك الحقبة إلى نظام متكامل مؤلف من دول برجوازية هي كقاعدة عامة دول موحدة من الناحية القومية. ولذا فان البحث الآن عن حق تقرير المصير في برامج الاشتراكيين بأوروبا الغربية، أنما يعني الجهل بألف باء الماركسية. أما في أوروبا الشرقية وآسيا فلم يبدأ عهد الثورات البرجوازية الديموقراطية الا في عام 1905. فالثورات التي نشبت في روسيا وايران وتركيا والصين والحروب التي وقعت في البلقان، تشكل سلسلة الأحداث العالمية التي شهدها عصرنا وكان “شرقنا” مسرحا لها والأعمى وحده لا يرى في تلك السلسلة من الأحداث انطلاق طائفة كاملة من الحركات البرجوازية الديموقراطية وانبثاق الميول الرامية إلى انشاء دول مستقلة وموحدة من الناحية القومية فمادامت روسيا والدول المجاورة لها تجتاز اليوم هذه المرحلة فإننا نجد من الضروري لهذا السبب على وجه التدقيق ولهذا السبب وحده أن يتضمن برنامجنا فقرة خاصة بحق الأمم في تقرير مصيرها. - وهكذا فان خصائص مسألة القوميات في روسيا، أي خصائصها التاريخية الملموسة هي التي تفرض علينا بالحاح عظيم أن نعترف في المرحلة التي نجتازها بحق الأمم في تقرير مصيرها. - أن “حرية الأمم في تقرير مصيرها” لا يمكن أن يكون لها في برنامج الماركسيين، من الوجهة التاريخية الاقتصادية، سوى معنى واحد هو حرية تقرير المصير السياسي، والاستقلال كدولة، وإنشاء دولة قومية. - لنأخذ اوكرانيا مثلا: فهل كتب لها ان تنشيء دولة مستقلة؟ أن ذلك يتعلق بالف عامل غير معروف مسبقا ودون أن نحاول التخمين عبثا نتمسك بثبات بأمر لا ريب فيه هو حق اوكرانيا في انشاء دولة قومية. اننا نحترم هذا الحق ولا نؤيد امتيازات الروسيين على الاوكرانيين ونثقف الجماهير بروح الاعتراف بهذا الحق وبروح انكار الامتيازات لأية أمة كانت في الدولة. أن الاصطدامات والنضالات بسبب حق الوجود كدولة قومية هي أمر ممكن الحدوث ومحتمل الوقوع خلال القفزات التي عرفتها جميع البلدان في مرحلة الثورات البرجوازية. ونحن ابناء البروليتاريا نعلن مسبقا أننا خصوم لامتيازات القومية الروسية وفي هذا الاتجاه نركز كل دعايتنا ونشاطنا التحريضي.
#اسو_كرمياني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مدخل لتفعیل دور الحزب الشیوعي الكردستاني
-
رفیقي كفاح حسن، بعد التحیة
المزيد.....
-
مقاومو -طولكرم وجنين- يتصدون لاقتحامات و اعتقالات الإحتلال
-
اللاجئون السودانيون.. مأساة لم ينهها عبور الحدود واللجوء
-
الأمم المتحدة تحذر: شبح المجاعة يهدد 40 مليون شخصًا في غرب أ
...
-
تظاهرات في تل أبيب مطالبة بصفقة للإفراج عن الأسرى
-
الشروق داخل معسكرات النازحين فى السودان.. حكايات الفرار من ا
...
-
استشهد زوجتي وإصابتي أفقدتني عيني
-
مصدر فلسطيني: عودة النازحين قضية رئيسية في المفاوضات وتوجد ع
...
-
دعوات إسرائيلية لمظاهرات تطالب بصفقة تعيد الأسرى
-
مندوب فلسطين بالجامعة العربية يدعو لتفعيل الفصل السابع من مي
...
-
عبد الرحمن: استقبال عناصر النظام البائد وتسوية أوضاعهم ممن ل
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|