|
افول الماركسية - التناقض الجدلي و اللا تناقض (2)
موسى راكان موسى
الحوار المتمدن-العدد: 5564 - 2017 / 6 / 27 - 04:47
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
هيغل و نقد ترندلنبورغ (ص 111ـ124) :
علينا أن ننتبه جيدا إلى هذه الدقيقة كونها تقودنا مباشرة إلى قلب الجدل الهيغلي ، ذلك أن هيغل في تصدّيه لكانط يعود إلى المنظور السلبي الأفلاطوني للمادة .
و لنبدأ بنص تأسيسي _(( الإشارة حول المثالية )) في الكتاب الأول من (( علم المنطق ))_ الذي سبق أن ذكرته .
(( يكمن جوهر المثالية الفلسفية حصرا في كونها ترفض أن تعتبر المتناهي كموجود حقيقي )) . و نحن هنا من جديد أمام الإعتبار الأفلاطوني الذي يجعل الوجود _في_ الخارج بمثابة (( لا ـ وجود )) : ليس المتناهي أي العنصر المادي _في_الخارج موجودا حقيقيا يتمتع بموجودية مخصوصة ، و هو إذ يحتاج إلى هذه الموجودية الواقعية المخصوصة ، لا بد له من إكتسابها من الفكرة (التي تتحوّل بدورها إلى أصل أو (( أقنوم ))) .
و إن كلام هيغل ليثبت ذلك . و هو يتابع القول بأن افتراض المتناهي كمثال / أنموذج هو أصل المثالية ثم إنه يضيف (( أن الفلسفة تشترك مع الدين في هذا الأمر ... و الدين يرفض إعتبار المتناهي كوجود حقيقي نهائي مطلق غير مخلوق أو مجعول و أبدي . من هنا يصبح التمييز بين الفلسفة المثالية و الفلسفة الواقعية غير ذي أهمية . فالفلسفة التي تعتبر أن للموجود المتناهي وجودا حقيقيا في الأعيان ، لا تستحق إسم الفلسفة )) .
نحن هنا في صلب الجدل الهيغلي : إن المتناهي يتحد بوصفه لا ـ وجود ، أي مثاليا ، يتحد مباشرة مع النفي المنطقي الذي لا ينفك عن الفكرة . كما إن هذه الأخيرة لا تنفك بالمقابل عن التقدير المتناهي أي عن المتضاد الواقعي . لقد سمح القول بإيجابية الوجود الإحساسي _في_ الخارج ، بالتمييز بين المتقابل الواقعي و المتقابل المنطقي ، بين الضد و النقيض . أما النظرة السلبية أو (( الأفلاطونية )) إلى المادة فإنها على العكس من ذلك تلغي هذا التمييز . فلا يتميّز هنا (( التقابل المنطقي )) عن (( التقابل الواقعي )) و بالتالي التناقض عن التضاد .
و ها إننا نمتلك الأدوات لكي نتفحص نقد (( ترندلنبورغ )) لجدل هيغل في (( أبحاث منطقية )) و خاصة في الفصل الثالث المعنون : (( في المنهج الجدلي )) .
إن ما يدور حوله الجدل الهيغلي هو _كما نعلم_ (( الفكر الصافي )) الفكر بدون لوازم مسبقة ، أو كون هذا الفكر يُنتِج في سياق تطوره جميع مراتب الواقع و تعيّناته أو لحظاته و يدركها في الوقت نفسه . و لا بد للجدل بتعبير آخر من أن يؤمّن إمكانية (( حركة ذاتية للفكر الصافي )) تكون في الوقت نفسه (( تكوّنا ذاتيا للوجود )) .
إن كل هذا السياق ينبض ، كما يرى هيغل نفسه و جميع شراحه ، بالسلب أو النفي .
إننا نبدأ من الفكرة التي تمثل الإيجاب أو الوحدة الأصيلة . ثم إن هذه الوحدة يتقابل الضعف المنشعب عنها بالآخر (( خالقا )) سلبه المخصوص . من هنا يظهر تناقض ما ، حيث يتقابل الإثبات و النفي . و أخيرا فإن التناقض ينحل و يُتجاوز (( بنفي النفي )) أي من خلال عنصر ثالث أو مفهوم جديد يستعيد الوحدة المنطلق ، و لكن في مرتبة أعلى و هكذا ... لأن الصيرورة كلما شارفت على نهايتها تبدأ من جديد . فها هنا إذن تولّد متطرد ، في سياق حركة تستعاد دوما ، لمفاهيم متجددة أكثر تحديدا و ثراءا .
فالنفي و السلب هو الحافز الذي يدفع صيرورة الجدل . و لكن ـ يتساءل ترندلنبورغ (( ما هي ماهية هذا النفي الجدلي ؟ )) . أما إجابته فتردنا إلى مشكلتنا . إذ يقول (( إنه قد يكون للنفي (( طبيعة مزدوجة )) فإما أن يفهم النفي الجدلي من وجهة منطقية صرفة فتنفي ببساطة ما يثبته المفهوم الأول دون أن تستبدله بشيء جديد و إما أن يفهم من وجهة واقعية فينفي مفهوم الإثبات إذّاك بمفهوم إيجابي جديد فيكون المفهومان و الحال هذه متضائفين . فنسمي الحالة الأولى نفي منطقي و الحالة الثانية تضاد وقعي )) ثم إن ترندلنبورغ يدقق في الهامش مشيرا إلى أن الحالة الأولى تمثل المتقابل المتناقض : (( أ )) هي (( ب )) ؛ (( أ )) ليست (( ب )) حيث كل من الطرفين ينفي الآخر . (مثل أبيض لا أبيض) في حين نشهد في الحالة الثانية المتضاد مثل أبيض ، أسود .
و إننا لا نشك في أن النفي الجدلي كونه نتاج إنشطار ذاتي تتعرض له الفكرة هو حكما نفي في الذهن (نفي منطقي) ، و هذا ما يقود كما يلحظ ترندلنبورغ على سؤال حول (( ما إذا كان النفي في الذهن قادرا على دفع الفكر (كما يلزم في حال الجدل) ليتولّد مفهوم جديد يربط إيجابيا و بذاته الإثبات و النفي اللذان يتنابذان أصلا : إن هذا خلف و هو لا يعقل )) .
فليس ها هنا عنصر ثالث لا بين طرفي التناقض و لا أيضا في أفقهما . (إن مبدأ عدم إجتماع النقيضين يؤدي أيضا إلى مبدأ إمتناع الطرف الثالث) . لا يمكن للإثبات و النفي أن يجتمعا في قضية واحدة لأنهما لا يحملان بحد ذاتهما ، و كما يؤكد ترندلنبورغ ، أي إمكان لإتحاد من أي نوع (( يدعي المفهوم الإيجابي إذن إنه فعلا في الخارج )) في حين (( إن المفهوم السلبي ليس إلا مجرد إمتناع عن التصديق (مفهوم بلا مصداق) )) . فمن العبث إذن القول بأن التناقض في الذهن قادر على تخطي القضية ـ المضادة Antithése و إنتاج مفهوم ثالث مغاير ، جديد .
ثم إن ترندلنبورغ يقول إن ما يمكن أن نخلص إليه هو (( أن جعل النفي الجدلي نفيا متناقضا لا يخلو من سوء فهم )) إن هيغل نفسه يستبعد هذا الأمر ، في المقطع 81 من الإنسيكلوبيديا ، الذي يشير إليه ترندلنبورغ ، و قد يكون المقطع 119 أشد وضوحا حيث يسخر هيغل ، بعد أن يؤكد إيجابية (( السلبي )) و خارجيته الموضوعية ، من (( خواء الأطروحة المضادة لما يسمى بالمفاهيم المتناقضة )) حيث مفهوم معين هو مثلا الأزرق و الآخر اللا أزرق .
يبدو إذن (( أن النفي الذي يوجب متحركية الصيرورة الجدلية يفهم كتضاد و ليس كتناقض )) . (( و لكن ها هنا ، كما يستدرك ترندلنبورغ ، صعوبة أخرى )) ، فللتضاد مآرب كثيرة تحسه على القيام (منفردا) بوظائف التقابل . ذلك أن السلبي الذي يظهر في كنفه هو دائما شيء مقدّر أي واقعة ، و بالتالي فهو إيجابي من حيث ذاته .
و نحن نعلم أن هيغل يعتبر أن النفي المنطقي هو (( نفي مقدّر )) . إضافة إلى كون التضاد لا يقع ، كما يتضح عند أرسطو ، (( إلا ضمن نوع واحد أو مملكة واحدة )) .
و هذا يعني أنه لا ثالث للمتناقضين بخلاف المتضادين . و لكن ، يتساءل ترندلنبورغ طارحا اعتراضه الحاسم ، (( هل نحصل على التضاد في الخارج عبر سبيل منطقي صرف )) ؟! .
ينتج في حال التضاد شيء جديد لم يكن متضمنا في الطرف الأول من طرفي التقابل . غير أن السبيل الذي يؤدي إلى الطرف السلبي لا يمكن أن يكون منطقيا صرفا (ذهنيا) ذلك أن هذا الطرف هو إيجابي بدوره . و لا يمكننا أن نجد ، كما يشير ترندلنبورغ ، خاصة منطقية تسمح بمعرفة مفهوم المتضاد كون هذا الأخير موجودا واقعيا في الخارج . و لا بد لإدراكه من سلوك سبيل (( الحدس الإحساسي )) أي سبيل الخُبر و التجربة ، غير أن ها هنا دحض جذري لإدعاء الجدل (( بأنه متحركية الفكر الذاتية الصافية التي لا تنطلق من أي أصل مسبق )) .
ها هنا إذن (( أمام الجدل خيار لا مفر منه : فإما أن يكون النفي الذي يسمح بتقدم اللحظة الثانية و الثالثة هو النفي المنطقي فقط ( (( أ )) ، (( لا أ )) ) و لكنه لا يستطيع و الحال هذه أن ينتج شيئا محددا بذاته في اللحظة الثانية ، أو أن يسمح بظهور وحدة أو إتحاد ما في اللحظة الثانية ، و إما أن يكون النفي متمثلا بالتضاد ، و في هذه الحال لا يمكننا أن نتوصل إليه عبر السبل المنطقية ، فلا يكون الجدل إذّاك جدل الفكرة الخالصة )) .
نحن نعلم كيف يفسّر ترندلنبورغ بعد صياغته مثل هذا الخيار السبيل العملي الذي يتبّعه الجدل الهيغلي ، إنه مزيج من النفي المنطقي و التضاد ، على الرغم من تمايزه عن الإثنين معا . إن هيغل يحمّل مفهوم (( المتحركية الفكرية الذاتية )) أكثر مما تحتمل كونه يدس في المتفكرية الذهنية عناصر ينتزعها خلسة من (( الحدس الإحساسي )) ، أي من الخُبر و التجربة و هذا ما يسمح لهذا السياق الجدلي بأن يطال هذا (( الجديد )) الذي يعجز الفكر أو النفي الذهني عن إنتاجه .
فالنفي الجدلي مقولة هجينة يولّدها التلاقح بين التضاد و النفي أي مزاج التناقض و التضاد . أما أداة هذا التبادل فهي ما يسميه ترندلنبورغ (( Einschiebung )) ، أي إندساس العناصر المنتزعة خلسة من التجربة .
سأعود لاحقا إلى موضوع (( الدس )) عندما أتناول فورباخ و ماركس . أما الآن فأريد أن أتوقف بسرعة عند هيغل .
يمثل منظور هيغل السلبي أو الأفلاطوني للمتناهي أي (( للخاص _في_ الخارج )) و المقدّر النقطة الحاسمة في فكره ، يعتبر المتناهي كونه يفتقر إلى واقعية حقيقية أي كونه اللا وجود مثاليا ، أي لحظة لا تنفك عن الفكرة .
أما هذه الأخيرة فتستحيل _بفعل المنظور السلبي للمادة_ من مجرد إعتبار منطقي كما يجب أن تكون ، إلى جوهر و واقع : (( تجوهر الإعتباري )) ، أي تحل الفكرة هنا ، حيث العنصر الإحساسي _في_ الخارج (( لا وجود له )) ، و حيث لا بد لشيء ما أن يكون أصلا ، مكان الموجود و تقوم بوظيفته .
إن المتحركتين اللتين تؤسسان الجدل الهيغلي ، ينغلق أولهما على آخرهما في هذه النقطة :
المتحركية الأولى : يشكل المتناهي بوصفه المثالي ، أي المتقابل الذي لا ينفك عن الفكرة ، نفي الفكرة نفسها : إنه إذن متضمن في (( التناقض الذهني )) ، أو حال في حضور طرفي التناقض في الآن ، و هما الوجود و اللا وجود . إنه نقطة إنطلاق (( جدل المتناهي )) عند هيغل . يبدو الشيء من خلال ماهيته (أي شيئا مقدرا : (( هذا )) الشيء لا (( ذاك )) ) أي إنه الإثبات أو (الفكرة) و نفيه في آن معا : إنه (( موجود )) إنه (( لا موجود )) .
يستعيد هيغل هنا إستعارات مدرسة الشك القديمة ، أو تحديدا المدرسة البيرونية ، التي حين تُظهر التناقض في الإحساسي ، تُخلخل النظرة الشائعة و تمهد الطريق أمام الفلسفة المثالية الأصيلة .
يتجه الإتحاد بين التفكر و الوجود بين الذهني و الخارجي ، و هو أساس فلسفة هيغل ، نحو تضمين الطرف الثاني في متن الأول إنه وفق عبارة ماركس الشاب ، عنوان لحظة المثالية الخالية من النقد : ينسخ (( التناقض المنطقي )) ، المخصوص العيني ، و يحل محله : فليس ها هنا وجود في الخارج بل الفكرة فقط .
المتحركية الثانية (متزامنة مع الأولى) :
يتجه تماثل الفكر/الوجود في الإتجاه المتضائف (Complémentaire Opposé) أي لا بد للتناقض المنطقي ، و هو هنا الفكرة ، أن ينقلب إلى عكسه كي يصبح واقعا .
فطرفا التقابل يعتبران هنا و كأنهما نقيضان أي كأنهما مشتركان في نوع واحد أو ينتميان إلى وحدة تضمهما معا ، غير إنه في حين يبقى هذا النوع المشترك _الذي يضم المتقابلين_ في الخارج المحسوس عند أرسطو فإنه يصبح هنا مع هيغل الوحدة/الكلية اللا متناهية .
إن هيغل مستعيدا هنا النظرية الأفلاطونية القائلة بإشتراك (( أرباب الأنواع )) يصور طرفي التقابل و كأنهما نقيضان و متضائفان في آن ، لا ينفك واحدهما عن الثاني أي يدخلان في وحدة العقل .
غير أن هذا لا يعني بالطبع ، أن التعقّل يقع عند هيغل ما بعد المتناقضات أو فوقها ، أو إنه يتخطاها . أما شرّاح هيغل الذين يحتجون بأن الجدل الهيغلي يقر حكما بمبدأ عدم إجتماع النقيضين الأرسطي فإنهم يقعون في خطأ فاضح . ذلك أن الأطروحة الهيغيلية تقول بأن المفاهيم المتقابلة تتداخل و تتشكل في وحدة العقل ، و لكنها تتشكل تحديدا بقدر ما تتناقض أي أن الجدل يتخطّى التنابذ المتبادل بين المتقابلين و ذلك على مستوى الإدراك ، غير أنه لا يلغي _برأي هيغل على الأقل_ طابعهما المتناقض .
يؤكد هيغل (( بأننا إذا تفحصنا كيفية ترابط هذه المفاهيم يظهر لنا ، إنها تُلغى أو تُحذف و تتوحد بصورة تؤدي إلى إستمرار التناقض فيما بينها ، و ذلك في آن معا )) .
و مما لا شك فيه أن إدعاء هيغل القائل بإتحاد النقيضين مع استمرارهما كنقيضين ـ و ليس بتنابذهما ، إدعاء فريد من نوعه . و هو يؤكد مهما بلغت درجة إبهامه نية هيغل (المشار إليها سابقا) بالتعامل مع المتقابلين بدفعهما إلى إطار التناقض بحيث تشملهما خصائصه . أي إنه يؤكد العدوى المتبادلة بين الأنموذجين من التقابل (التضاد و التقابل) اللذين يستند إليهما نقد ترندلنبورغ .
و الواقع أن العقل الجدلي متى أصبح الوحدة التي يعود إليها المتقابلان ، إستطاع دون شك ، كما يريد هيغل له ، أن يوجد بموجودية مستقلة أي بوصفه موجودا إيجابيا في الواقع ، مثله في ذلك مثل الجوهر الأرسطي الذي يمثّل بالضبط القاعدة/الأصل بالنسبة للمتقابلين . إننا نضع إصبعنا هنا على الطابع الإختلالي التعسفي الذي يطبع مجمل السياق الهيغلي .
و ليس صدفة أن يشير ماركس الشاب إلى هذا الإختلال في مرحلة كان ما يزال شديد التأثر بأرسطو عبر ترندلنبورغ . و هو يقول :
(( ينطلق هيغل من المحمول و ليس من الوجود/الموضوع و لما كان لا بد من مرتكز لهذه التحديدات أو التقديرات ، تأخذ الفكرة الصوفية المثالية دور هذا المرتكز )) . و هي تأخذ هذا الدور معيدة الإعتبار للمتناهي و المخصوص كموجود مباشر في الخارج ، (إن هذا ما يفسر بالضبط عملية الدس الخفي التي ذكرناها سابقا) .
إن سياق المتحركية الثانية هو حتى الآن العكس المقابل لسياق الأولى : لقد تحول المتناهي في الأولى ، و من خلال (( النفي المنطقي )) للفكرة ، من متضاد في الخارج إلى متناقض في الذهن .
أما في الثانية ، فإن التناقض أو النفي يتحول و يتمتّن في المتناهي أي في الأعيان أو في الإيجابي .
فها هنا لحظة يعتبرها ماركس الشاب لحظة الوضعية اللا نقدية ، في النسق الهيغلي .
تبدو الفلسفة الهيغلية بعبارة أخرى تفصيلا و تحقيقيا متناسقا لهذه القضية السبينوزية و هي أن كل تحديد نفي . (و هو رأي أعجب به ماركس الشيخ كثيرا ، و لم يكن إعجابه صدفة !) غير أن هيغل قد فصّل و بخلاف سبينوزا الدلالتين الممكنتين اللتين تحملهما الهوهوية في هذه القضية : الأولى و هي أن المقدّر (المحدد) هو نفي و الثانية معكوسة و هي أن النفي مقدّر .
الدلالة الأولى و هي تتناسب مع القول بأن (( المتناهي مثالي )) أي نفي أو تناقض في الذهن ، هنا نجد الأحكام الشهيرة في (( جدل المتناهي )) أو المادة : أي أطروحة هيغل بأن كل متناهي أو شيء مقدّر هو وحدة الوجود و اللا وجود . أو أنه بحد نفسه ذاته و نفي ذاته بلحاظ واحد . من هنا الإستنتاج بأن (( كل الأشياء متناقضة بذاتها ، هذه القضية تختلف عن غيرها من حيث إنها ماهية الأشياء و حقيقتها )) .
أما الدلالة فتقود بعكس الأولى إلى إعتبار أن النفي هو المقدر أو نفس المتناهي ، أي أن التناقض _في_ الذهن يتمثّل في الخارج ، في الوجود ـ الخارجي ، بأي موضوع أو سياق واقعي و يؤكد هيغل في هذا المقام (( ليس التناقض إختلالا نلقاه هنا أو هناك بل هو السلب أو ماهية السلب عينها ، و هو مبدأ الحركة الذاتية ، الذي يظهر التناقض أو يتجلى من خلاله )) . ثم إنه يضيف : (( أما الحركة المحسوسة في الخارج فهي وجوده ـ هنا المباشر (وجود التناقض) . علينا أن لا نفهم هذه الحركة و كأنما الشيء يوجد لحظة هنا و أخرى هناك بل هنا و هناك في لحظة واحدة ، و إن الشيء موجود و لا موجود في نفس الآن )) . و أخيرا يستخلص (( لقد أصاب القدماء الجدليين عندما بيّنوا التناقضات التي لا تنفك عن الحركة ، غير أن هذا لا يستدعي القول بعدم وجود الحركة بل بأن الحركة هي عين التناقض من حيث نفس وجودها/هنا )) .
و ها هنا سؤال لا بد من مواجهته و هو ما إذا كان الجدل الهيغلي يستتبع تخطي مبدأ عدم إجتماع النقيضين أو التخلي عنه ليس فقط بحسب نيات هذا الفيلسوف بل بحسب الواقع و نفس الأمر . ينقسم الشرّاح و النقاد أمام هذه النقطة إنقساما شديدا إلا أن الوجهة الغالبة تبقى تلك التي ترجح التنافر بين الجدل و المبدأ الأرسطي . و لعل بوبر Popper يبقى ، خاصة من خلال كتابه (( ما هو الجدل ؟ )) الممثل الأنموذجي لهذه الوجهة : (( إذ كان الذهن و الواقع واحدا في رأي هيغل ، و إذا كان الذهن يسلك سبيل الجدل فلا بد أن يسلك الواقع نفس هذا السبيل . و لا بد أن يكون الكون محكوما و الحالة هذه بسنن المنطق الجدلي [...] فيكون بمقدورنا أن نلقي في الخارج التناقضات التي تتواجد في إطار هذا المنطق )) ، ثم إن بوبر يتابع مستعرضا مطارحات هيغل : (( يتبيّن من واقع العالم الممتلئ بالتناقضات ، و من زاوية جديدة ، إنه لا بد من تسفيه مبدأ عدم إجتماع النقيضين و إلغائه .
يؤكد هذا المبدأ بالفعل إنه لا يمكن لأي قضية متناقضة بذاتها أو لأي قضيتين متناقضتين أن تصدقان على الوقائع . يؤكد هذا المبدأ بتعبير آخر أنه لا يمكن أبدا للتناقض أن يوجد في الطبيعة أو في الأعيان و إنه يمتنع أن تنفي الوقائع بعضها بعضا . أما بالنسبة للفلسفة التي تقول بالإتحاد بين العقل و المعقول بين الذهن و الخارج فيمكن للوقائع أن ينافي بعضها البعض الآخر ، ذلك أن ما يجري في الذهن قد يجري في الأعيان على الوقائع نفسها : لا بد من التخلي إذن عن مبدأ عدم إجتماع النقيضين )) .
و يخلص بوبر بعد عرضه لفلسفة هيغل إلى أن هذه الفلسفة عندما إدعت تخطيها مبدأ عدم إجتماع النقيضين وقّعت على مذكرة إتهامها .
(( يدّعي الجدليون إستنادا إلى خصوبة التناقضات إنه لا بد من التخلي عن مبدأ المنطق التقليدي ، داعين إلى منطق جديد يرتكز إلى الجدل أي إلى المنطق الجدلي )) . و هم لا يدركون أنهم ينقضون بذلك ليس فقط العلم بل أي تفكّر سليم .
ثم إن بوبر يدقق في هذه المسألة قائلا : (( لا بد لأي أنموذج من التفكر أن يستند ، و ذلك قبل هيغل أو بعده ، في مجال العلوم التطبيقية أو الرياضية أو في نطاق أي فلسفة عقلانية إلى مبدأ عدم إجتماع النقيضين )) .
و إننا لا نعثر أبدا على التناقضات الواقعية ، التي يؤكد الجدليون وجودها في الخارج . (( إن الوقائع المتناقضة لا نصيب لها من الوجود ، و إننا لو تفحصنا عن قرب تلك الوقائع المسماة متناقضة لوجدنا أن جميع الأمثلة التي يقدمها الجدليون لا تثبت سوى أن عالمنا هذا يحتوي على متكوّنات ذات قطبين متقابلين . كوجود القطب السالب و القطب الموجب في التيار الكهربائي مثلا . غير أن الحديث هنا عن قطبين متناقضين ليس إلا من باب الإستعارة )) . أي (( يبدو لنا أن إستخدام تعابير أقل إثارة مثل صراع أو نزاع أو ميول متضادة أو مصالح متضاربة يبقى أصح و أصوب )) .
أما الإتجاه الثاني المقابل فإنه يدافع على العكس من ذلك عن الإنسجام الكامل بين المنطق الجدلي الهيغلي و مبدأ عدم إجتماع النقيضين الأرسطي . فلا يدحض هيغل ، وفق هذا الإتجاه ، مصداقية هذا المبدأ لا في الأذهان و لا في الخارج .
و هو لم يستخدم تعبير (( تناقض )) إلا بالمعنى المجازي و الواقع أن المتقابلين في الجدل الهيغلي ليسا متقابلي التناقض المنطقي . بل بالتأكيد المتضادين بالمعنى الأرسطي ، ما يمكننا في أقصى حد ، كما يقول إميل بوترو ، إما الحديث عن عرض هيغلي أكثر دينامية لنظرية التقابل الأرسطية ، أو إعتبار التناقض الجدلي بمثابة (( تضائف أرسطي )) أي فرع من التضاد (أي مثلا أب ، ابن ، أعلى ، أدنى ...) .
و هذا رأي بعض الباحثين المنضبطين بالنهج الهيغلي ، و إن إحدى نتائج هذا الرأي الأساسية هي أنه يؤدي إلى تهافت القول بالتنافر بين الجدل و العلم ، و هو في الأساس قول بوبر الذي سبقت الإشارة إليه . ذلك أن التنافر لا يستمر إلا إذا استلزم الجدل فعليا تخطي مبدأ عدم إجتماع النقيضين أو الخروج عنه أو عليه .
أما هذه الوجهة الأخيرة في التفسير فلا تخلو بالتأكيد من إرباك و ضعف ، ذلك إنها تنفي ما حاول الهيغليون و الماركسيون إثباته دائما ، و هو أن نية هيغل الأساسية هي في إحداث منطق فلسفي جديد و إن هذا التجديد لا يقوم فعليا إلا على مبدأ (( التناقض الجدلي )) . و لنذهب أبعد من ذلك ، و نفترض تمشّيا مع الوجهة التفسيرية الثانية ، إن هيغل لا يستخدم التناقض إلا مجازا ، فلا بد ، و الحال هذه ، أن نقبل بأن علم المنطق عندما يتكلم عن متقابلين متناقضين ، يقصد واقعا تقابل التضاد و ليس تقابل السلب و الإيجاب . و لكن ها هنا تبسيط للأمور و خروج عن الوقائع ، إذ صحيح أن هيغل حين يذكّر بالإختلاف بين نوعي التقابل المذكورين يقلل من أهميته قائلا : (( نحن نعلم أن المفاهيم إثنان ضد و نقيض ، غير أنه من الواجب أن نأخذ في الإعتبار الجدل القائم بينهما و ندرك أن الإختلاف لا يقوم بينهما إلا ليضمحل فيما بعد )) . غير أن هيغل عندما يحتج بالطابع الرجراج لهذا التمايز بين نوعي التقابل في وجه خصومه الذين يعتبرونه تمايزا نهائيا (و هو الذي يقول : (( كما لو أن الضد لا يتحدد بوصفه نقيضا )) ) فإنه لا يفعل سوى متابعة هدفه الرئيسي ألا و هو تأصيل التناقض و اعتبار ما عداه من تقابل تفريع عنه يعود إليه و يتحدد به .
و لعل التبويب الذي اتبعه في تصدّيه لهذه الدقيقة يثبت قصده و يكشف موقفه : أ ـ الإتحاد (الهوية) ، ب ـ المغايرة (ضمنه التضاد) ، ج ـ التناقض و ذلك في الفصل الثاني من الكتاب الثاني من مؤلفه (( علم المنطق )) تبويب ذو دلالة خاصة عندما نأخذ في الإعتبار أن الطرف الثالث هو بالنسبة هيغل المتأصل و الأشد واقعية . إلا أن للوجهة الثانية نقطة قوة و هي إنها وجهة أولئك الذين اعتبروا المبدأ الأرسطي مبدأ لا يمس و جعلوه مقياسا يفصل بين المتين من الكلام و اللغو منه . و هم يثيرون مسألة بالغة الأهمية _لا يحق لبوبر أن يتجاهلها_ و هي الآتية : كيف يمكن لهيغل أن ينتهك مبدأ عدم إجتماع النقيضين و أن يقدم مقالة متماسكة منتظمة المعاني في آن معا ؟ .
و الجواب هنا لا بد أن يستعيد تحليل ترندلنبورغ . و هو أن الجدل الهيغلي و إن قام على النفي المنطقي (التناقض في الذهن) و ليس على التضاد في الخارج فهو يظل مزاجا من الإثنين معا ، إنه مزاج هجين من التناقض و التضاد . و هو الأداة التي تسمح بالتبادل المزدوج بين هاتين الحركتين المتأصلتين في الصيرورة الجدلية اللتين مضت الإشارة السريعة إليهما .
و يصبح الجواب في ضوء ذلك على الشكل الآتي : ينتهك هيغل مبدأ عدم إجتماع النقيضين عندما ينفي بالضبط موجودية المتناهي أو الشيء المقدر في الوجود الخارجي معتبرا إنه (( متناهي مثالي )) أي يعتبره النفي المنطقي للفكرة .
ينسخ هيغل في هذه الحال و كما رأينا الموضوع المقدر في الخارج بالتناقض الذهني/المنطقي ، و ذلك عندما يحكم بأن كل شيء متناقض بذاته أو إنه نفسه و نقيضه في آن معا ، أي أنه الوجود بمقدار ما هو اللا وجود في آن . و لا نشك بأن الخطاب الهيغلي لو إنتهى عند تلك المعاني لكان خلوا من أي معنى ، و لصح فيه نقد أرسطو و قوله في الكتاب الرابع من الميتافيزيقيا (( بأنه لو صح القول بأن الإنسان هو اللا إنسان لصح القول أيضا بأنه مركب بمقدار ما هو لا ـ مركب )) أي إذا كان صحيحا أن الإنسان إنسان و أيضا لا إنسان فلا نشك أنه أيضا (( لا إنسان )) ، و ليس (( لا ـ إنسان )) (( أي يستخلص أرسطو ، أن كل الأشياء تختلط بكل الأشياء )) و لقلنا حينئذٍ بحق (( أن هؤلاء الفلاسفة يتكلمون عن اللا مقدّر )) اللا مقدر أي عن كل شيء و لا شيء في آن معا ، _و لنتنبّه لهذا جيدا_ فيصبح إذّاك (( بقدر ما هو )) : (( لا هذا و لا ذاك )) .
يشير هيغل نفسه إلى هذه الوضعية التي يتميز بها فكره فبعد أن يذكر بأن (( الفكرة التأملية )) (( ليست المتناهي أو المقدّر و ليست كالقضية ذات إتجاه واحد ، بل إنها تحتوي في متنها على العكس من ذلك السلب المطلق و هي جبْرٌ بحد ذاتها و هي تحيط بالمقدّر و بمقابله من حيث وجودهما المثالي )) ثم إنه يضيف (( إن نمط المعرفة التأملية يرتكز تحديدا إلى أن ما بعد أو ما فوق الـ(( هذا أو ذاك )) هناك ثالث و هو (( بقدر ما هو )) أو (( لا هذا و لا ذاك )) )) .
ها هنا إذن مخرج ينقذ هيغل من انتهاك مبدأ عدم إجتماع النقيضين . و هو أنه يستخرج من التناقض المنطقي عنصرا ثالثا أي شيئا إيجابيا أو واقعيا في الخارج . و على الرغم من أن ترندلنبورغ يبين أن هذا خُلف و مستحيل كون التناقض في الذهن لا يتحمل (( الثالث )) ينجح هيغل في هذه المهمة المستحيلة و ذلك عندما يدس في متن السياق المنطقي عنصرا ينتزعه خفية من التجربة .
فها هنا إذن إعادة إعتبار للمتناهي الذي تم نفيه كواقع ، إعادة إعتبار خفيّة ، تؤمن له مضمونا في الخارج فتجعله وسيلة أو وسيط يظهر من خلاله التناقض و يكتسب وجودا في الأعيان (لنتذكر مثلا هذا الحكم (( بأن الحركة هي نفس التناقض مأخوذا كوجود )) ) و هكذا يتحاشى هيغل بشيء من الإصطناع تهافت خطابه في اللا معنى الذي يقوده إليه انتهاكه مبدأ عدم إجتماع النقيضين : فهنا يتحد متقابلا التناقض في وحدة ما و كأنهما متقابلان يتحدان في النوع ، فيصبح لهذه الوحدة مضمون ، واقعي (و بالتالي معنى محدد) كونها تتحد مع الموضوع _في_ الخارج حيث يُخيل إنه موضوع تجسد التناقض .
و في الختام نقول أن الخط التفسيري الذي عرضنا له مستخدمين رسالة بوبر (( ما هو الجدل ؟ )) هو في رأيي خط صحيح . إذ يقود الجدل الهيغلي فعلا إلى إنتهاك و/أو إلى (( تخطي )) المبدأ الأرسطي . و هو يقول بعكس هذا المبدأ بوجود تناقضات في الأعيان . و في هذا اللحاظ لا يتنافر الجدل الهيغلي كليا مع سبل العلم فقط (العلم الذي يعتبر أن التناقض محصور في الذهن و إنه لا وجود لوقائع متناقضة فيما بينها) . بل كذلك مع أي تفكر ذي دلالة أو معنى .
إلا أنه لا بد لهذا الخط التفسيري ليكون فعالا أن يتلاءم مع الحجج التي مضت الإشارة إليها .
يتأسس هذا الخط في إطار التفكر الهيغلي تحديدا على الدور المركزي الذي يلعبه إتحاد العقل و المعقول ، الخارج و الذهن . غير إنه لا يتنبه إلى ضرورة الأخذ بعين الإعتبار للفلاح بمثل هذا التفسير أو التأويل ، التحوّلات المتضائقة الذي يجريه هيغل بين التناقض و التضاد . و كذلك (( الدس )) الذي يتحقق من خلاله هذه التحوّلات .
#موسى_راكان_موسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
افول الماركسية - التناقض الجدلي و اللا تناقض (1)
-
افول الماركسية - الايديولوجيات : من 1968 حتى اليوم (14)
-
افول الماركسية - الايديولوجيات : من 1968 حتى اليوم (13)
-
افول الماركسية - الايديولوجيات : من 1968 حتى اليوم (12)
-
افول الماركسية - الايديولوجيات : من 1968 حتى اليوم (11)
-
افول الماركسية - الايديولوجيات : من 1968 حتى اليوم (10)
-
افول الماركسية - الايديولوجيات : من 1968 حتى اليوم (9)
-
افول الماركسية - الايديولوجيات : من 1968 حتى اليوم (8)
-
افول الماركسية - الايديولوجيات : من 1968 حتى اليوم (7)
-
افول الماركسية - الايديولوجيات : من 1968 حتى اليوم (6)
-
افول الماركسية - الايديولوجيات : من 1968 حتى اليوم (5)
-
افول الماركسية - الايديولوجيات : من 1968 حتى اليوم (4)
-
افول الماركسية - الايديولوجيات : من 1968 حتى اليوم (3)
-
افول الماركسية - الايديولوجيات : من 1968 حتى اليوم (2)
-
افول الماركسية الايديولوجيات : من 1968 حتى اليوم (1)
-
علم التاريخ و (( مضار التاريخ ! ))
-
شيء عن العلمانية
-
شيء عن الإصلاح
-
جامعة البحرين و جنرال إلكتريك .. أما بعد
-
ورقتي المقدمة في ندوة (( الشباب .. و تحديات المستقبل )) بالم
...
المزيد.....
-
النهج الديمقراطي العمالي يدين الهجوم على النضالات العمالية و
...
-
الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب تدين التصعيد ا
...
-
-الحلم الجورجي-: حوالي 30% من المتظاهرين جنسياتهم أجنبية
-
تايمز: رقم قياسي للمهاجرين إلى بريطانيا منذ تولي حزب العمال
...
-
المغرب يحذر من تكرار حوادث التسمم والوفاة من تعاطي -كحول الف
...
-
أردوغان: سنتخذ خطوات لمنع حزب العمال من استغلال تطورات سوريا
...
-
لم تستثن -سمك الفقراء-.. موجة غلاء غير مسبوقة لأسعار الأسماك
...
-
بيرني ساندرز: إسرائيل -ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في غزة-
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ... دفاعا عن الجدل --(ملحق) دف
...
-
اليمين المتطرف يثبت وجوده في الانتخابات الرومانية
المزيد.....
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
/ أزيكي عمر
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
المزيد.....
|