|
العَلَم والكَلب وشاعر الراية
حكمة اقبال
الحوار المتمدن-العدد: 5563 - 2017 / 6 / 26 - 14:58
المحور:
سيرة ذاتية
حوار هادئ كما طلبَ عزيزي هاشم مطر السؤال الذي طرحته للحوار الهادئ يتطلب اجابة متهكمة اصلاً (رابط السؤال في نهاية المادة ) ، لأنك تعلم ، وغيرك الكثيرين يعلمون ان ذلك السؤال سيوفر أجوبة متنوعة تنحصر بين مجموعتين ، الأولى تحترم علم بلدها ، وتستخدمه في كل المناسبات . والمجموعة الثانية تتعامل بقدسية لأن أعلام بلدانها تحمل صفات ورموز دينية لايمكن معارضتها ، وكما ذكرتَ ياعزيزي ان العراق وايران تحاربا لثمان سنوات تحت علميهما الذان يحملان اسم الله ، والسعودية هي أيضاً تضع اسم الله في علمها . لذلك جوابي على سؤالك ان الدنيا ستنقلب ؟" أعتقد انه سيكون سبباً لهجوم ابطال التخلف والفساد على كل مظاهر المدنية القليلة المتبقية في البلد ، ونتذكر كيف ان صورة من معرض زراعي في فرنسا لرأس خنزير اضيفت الى مجموعة رسوم الكاريكاتير في احدى الصحف الدنماركية عام 2005 ، وكيف ثارت ثائرة العربان والأعجام وتم حرق سفارة الدنمارك في دمشق . هذا اذا ألبسنا حيواتنا علم بلادنا في بلد العلم نفسه ، ولكنك اذا ألبسته علم العراق مثلاً هنا في الدنمارك فسيكون شيء طبيعي جداً ولن تنقلب الدنيا ، وهذا مثال على الفارق الثقافي بين البلدين . كما تعلم يا عزيزي ابا نخيل اني لا أحب علم العراق الرسمي الحالي ، انه استمرار لعلم صدام حسين الذي وضع بخط يده جملة " الله اكبر " ومن جاء بعده الى سدة الحكم اختلفوا كثيرا ، واتفقوا مؤقتاً على العلم الحالي الذي احتفظ بجملة الله أكبر وبالخط الكوفي ، ليؤكد الشيعة توجههم الطائفي حتى في نوع خط كلمة الله اكبر ، وهي جملة للتعبير عن الحرب والعنف والقتل . وتعلم أيضاً اني احب مقترحك للعلم بنخلة الجيزاني ، وأتفق معك بفكرة ايجاد علم آخر للعراق غير الحالي ، وكم هو مؤسف ان قادة العراق بعد 2003 لم يستطيعوا التوافق على علم جديد ، وحتى على نشيد وطني . كما تعلم يا عزيزي ابا نخيل ان كلابهم وحيواناتهم المنزلية هي جزء من العائلة ، لذلك تستحق التعامل معها بهذه الصفة ، بينما كلابنا وحيواتنا هي خوف مستمر من القادم ، وهي سائبة تعوي بصوت عالٍ دونما سبب واضح . أنا أكرهها جداً لأنها كانت تقف وتعوي في بداية شارعنا ، ويطير العرق الذي شربته ، وأضطر لإستخدام طريق آخر للعودة الى البيت . بالمناسبة ، وكما تعلم ، فان للعلم الدنماركي اسم محدد (دانييبغو ) وهو أقدم علم في العالم لازال يستخدم منذ عام 1625 ، وتعرف حكايتهم عنه انه نزل من السماء في 15 حزيران عام 1219 ، والمواطنون يستخدمونه في كل المناسبات من أعياد الميلاد الى استعماله كإشارة دالة على مكان ما ، وعند نهاية عملي الأول في عام 2003 قدم لي احد الزملاء هدية التوديع علم دنماركي من القماش ، مشدداً اني استحق حقوق المواطنة الدنماركية لما قدمته خلال ثمان سنوات من العمل معهم . أما "شاعر المتاهة وشاعر الراية" فللأسف لم اقرأ الكتاب ولم احضر الأمسية ، ولكننا عايشنا زمن شعراء رايات الحرب ، الذين كانوا اساس ماكنة اعلام الحرب أيام الدكتاتورية التي أضاعت حياة مئات آلاف الشباب . ولأنه توفرت لنا فرصة العيش الكريم هنا ، فدعنا نستمتع سوياً ، مع احبتنا من الأهل والأصدقاء ، وبنات الجيران ن بكل ماهو جميل ، ومنه صداقتنا العائلية ، ونترك غيره لغيرنا ، ممن يريدون العيش بعقل زمان ومكان آخر غير زماننا ومكاننا هنا . مع خالص مودتي https://www.facebook.com/hashim.mattar.3?fref=ts
#حكمة_اقبال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فضّة اليوبيل
-
عندما يخجل ، ولا يخجل ، المكتب الاعلامي للعبادي
-
صديقي وثقافة الصداقة
-
ثقافة مشاعر الآخر
-
بغداد ليست قندهار
-
يوميات دنماركية 85
-
يوميات دنماركية 83
-
لنُعلِمُهم اننا معهم
-
يوميات دنماركية 82
-
يوميات دنماركية 81
-
يوميات دنماركية 80
-
من ننتخب لعضوية البرلمان الدنماركي ؟ يلدز أكدوكان
-
يوميات دنماركية 79
-
يوميات دنماركية 78
-
يوميات دنماركية 77
-
يوميات دنماركية 76
-
يوميات دنماركية 75
-
يوميات دنماركية 74
-
يوميات دنماركية 73
-
يوميات دنماركية 72
المزيد.....
-
Lenovo تعلن عن حاسب لوحي بمواصفات مميزة
-
لافروف يلخص مخاطر كبرى تواجه العرب والعالم ودور الغرب في إشع
...
-
الهند ترفض إنشاء ناتو آسيوي
-
حماس تنعى قياديا قتل بغارة إسرائيلية على مخيم البداوي بطرابل
...
-
-واينت-: إسرائيل تخطط لضرب العراق
-
الدفاع الروسية تكشف كيف تمكنت قواتها من كسر الدفاع الأوكراني
...
-
حوادث الكراهية ضد المسلمين ببريطانيا في أعلى مستوى
-
كيف يعمل الصليب الأحمر الدولي في لبنان؟
-
مساعدات أميركية بـ 157 مليون دولار للنازحين اللبنانيين
-
نساء على رأس حكومات العالم.. تقدم متواصل رغم التحديات
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|