احمد مصارع
الحوار المتمدن-العدد: 1450 - 2006 / 2 / 3 - 10:57
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
فلتحيا الكرامة الإنسانية ..بل فلتحيا الوسطية الذهبية ..
حتى الدانمرك لم تسلم من الأذى ؟
هل يوجد فرق بين العصبية الجاهلية والعصبية الإسلامية ؟
لكل جبان حجرة , أكبر من حجمه حتما ..
ألا ليت كل عريضي يموت .. والعريضي كل ممثل للشر ..بل عدو للحب بين البشر ..
أعتقد اليوم جازما , بأن من تصادقه الطغم السعودية الحاكمة , و بقايا النشالين المتمرسين في حكومة مصر , فهو على باطل , بل من عصبة الشر , من يعاديانه فهو على صواب , بل ويحتمل الى حد بعيد أن يكون من خيمة الخير ؟
سلطان المال البترولي المتنامي بشكل سرطاني , ومحقان الشرر في الفتاوى النارية , المعادية للجنس البشري , الصادرة عن ( أطهر أرض ) , سرعان ما يردد نعيبها غربان الأزهر ( الشريف ) , والعكس صحيح , فسلطان الطغم المالية , المتمثل في منا سف التخمة , يردد صداها الشحيح أزهر لو اكتفى بلعب النرد والزهر لكان خيرا له من التبعية للوهابية , مما يسخف كثيرا , بقايا ما يمكن دعوته بالمذهب ( الشافعي ) , وهو المذهب القديم , لبلاد الحور يم ( الأجداد ), ويبدو أن العملة الرديئة تطرد الجيدة من أسواقها .
لقد وصل الغرور بناصر ( العرب ) حد القول : إن كانت أمريكا غاضبة علي , فأنا على حق ؟!.
مستوى غريب من التطرف ؟ بل من قصر النظر , فلأمريكا دور كبير في احتواء ( الشعب بدون فطور ) , والدنيا على الدوام تدور ؟.
مملكة الدانمرك شمال غرب أوروبا , والمكونة من (500 ) جزيرة على الأقل , وبمساحة ( 40 ) ألف كيلومتر , على بحر البلطيق , والمقسمة إداريا الى نحو ( 14) دائرة , وكل دائرة فيها تتفوق كثيرا على عدد من الدول الشرق أوسطية , وهي مملكة وراثية دستورية , ملكتها كما أعتقد مارغريت الثانية حفيدة فرد ريك السادس , وانه وان كانت ديانتها الرسمية لا الفعلية تابعة للكنيسة اللوثرية الأنغلكانية , إلا أن دستورها يضمن حرية الدين أو المعتقد للجميع , ناهيك عن حكومتها الديمقراطية الاجتماعية الأعلى درجة في العالم بأسره, بحيث يستحيل فيها الفصل بين الشيوعي والخاص و بين الفرد والمجتمع , بل بين الرجل والمرأة , لاسيما والحقوق في ممارسة جميع الطقوس الدينية محفوظة ومحمية بالقانون لكل الجماعات ؟
ليست الدانمارك , أسوة بالبلاد الاسكندنافية , وبعاصمتها كوبنهاغن , من البلدان الإمبريالية العظمى , ولكن لها مكانة خاصة من الاحترام عند جميع الأمم .
وبما أن الدانمارك , ليست ذات توجه إمبريالي تسلطي , فهي لاتملك أكثر من ( 30 ) ألف عسكري , للضرورات الذاتية , لذا لا يلجأ الدانمارك نحو إعلان حرب فتاوى الحرب على الحضارات يصدر عليها , بحيث يجري تصويرها كما لوكانت محورا للشر على الطريقة الأمريكية العظمى , وهي وجهة نظر قابلة للتطوير ؟
إذا كان السيد المسيح نفسه والعذراء أمنا مريم , قد صوروا على أحذية في متجر , ونحن لا نفرق بين أحد من رسله , حقا وليس ادعاء ؟ وعدت على الجميع كالزوبعة في فنجان أنور السادات ريس مصر و والعلم نور والجهل أنور ؟!.
من الطريف حقا أن يروى من الألم على لسان الحيوانات , أنهم شاهدوا الحيوان الغبي للغاية , يضحك بعد عدة أشهر لنكتة ضاحكة سبق لها أن رويت ؟!. في حفلة ضحك لها جميع من حضر ؟!. في حين كان هو المستغرب الوحيد لضحكات الآخرين البريئة ؟ مبررا ضحكه غير اللائق :
الآن فهمت النكتة ؟!. أو الكاريكاتير ؟!.
ماذا عن رسول العالمين , محمد بن عبد الله ؟.
لوكان محمد بن عبد الله رسولا للعرب والمسلمين , لما كان نصره الله , فألا تنصروه فقد نصره الله , فهو المنصور حقا بالله ألأول , ومن ينصر الله فلا غالب له , فهو الغالب الأول بين البشر من نصر الله , وليس من الفتاوى وردود الأفعال الهزيلة للغاية , بل العدوانية في جهالة بالغة فاقت الحد والتصور , بل وأعلنت الحرب على الصديق قبل العدو , وعلى الخير نفسه , وكأن الشر هو القائد الأوحد لهذا الكون بدون رحمة الله ونصره ؟
ألم تجرحوا رسول العالمين بسيوفكم ورماحكم وسهاكم ؟ ! فمن هؤلاء ؟
هل كان أجدادنا وأجدادكم هم محاور الخير والشر في آن معا ؟!.
إذا قيل لرسول العالمين كما ندعي أن فلانا , تهكم عليكم , فهل ستسقط من على الأحمر ؟
فمن غير الله يستطيع القول الفصل ؟
ولكنني أنا الشاهد العربي عليكم أتساءل ؟
لقد قال المخزومي العسكرتاري : والله , مافي جسمي موضع شبر إلا وفيه , طعنة رمح أو ضربة خنجر , والبقية معروفة .. من هؤلاء المجرمون القتلة ؟ قتلة الأنبياء والرسل ؟ والصحابة وآل البيت ؟!.
بل لقد وصل بكم الأمر حد ابادة ذرية الرسول من أجل متعة الحكم لاغير ؟
إنني أتساءل ببراءة , هل أحزنكم ؟ العقال ( العربي ) من غير عقل فوق حذاء , أم أساءكم الخنجر مرفوعا فوق الجواري ( النساء ) , فيا لهول الكذبة الكبرى التي لا يمكن لغير الله أن يجليها نصرا من عنده , أو ليس طغاة المال هم جبابرة النسل من غير حرث وضرع ؟
ما عدد حريمك يااقطاعيا غير منصور بالله ؟ على ذمة الراوي , ففيكم من جاوز فيما ملكت يمينه أل (50) ؟ وما تفهمونه من علاقة الدنيا بحب المال والبنين , أليس مرتبطا بأصل واحد , وهو آدم عليه السلام , فإذا كان الكل من بني آدم , وهو من التراب , فكيف يحق لفرع متأخر منه أن يجيز لنفسه الحلول محل الأب الأول , ومن يفعل ذلك كمن ينصب نفسه مبعوثا رسوليا , ويجدد الختمة والخاتمية ؟
ولو كان رسول الأمة أضعف من بيت شعر لكان هوى , وما ضل صاحبكم وما غوى :
ولكن أشبعتموه ضربا بالحجارة , حتى عاد يستغيث بربه ؟ وأين في ( أطهر أرض ) ؟
أليس من هجاه شعرا من القوم ؟ وهو يعير الرسول الكريم بأمه ؟
أيوعدنا ابن ضبة أن سنحيا فكيف حياة أصداء وهام ؟
من القبائل العربية التي خططت (40-50) الله أعلم لقتله وإضاعة دمه بين القبائل ؟.
والله وحده الناصر له , لا لمن ألهتهم الدنيا عن ذكر الله ؟ ولكن بعد فوات الأوان ؟!.
كونوا ربانيين ؟!.
كيف يكون ربانيا من كان عبدا لامتياز زائل , بل لمن يحي عليه حيا من كان يدمرنا قطعا , ولا يحيينا ؟ لمجرد طغاة مال , وسوء مآل .
إعلان الحرب على الحضارات , لا يحتاج حتى الى ذريعة , لأنها موجودة سلفا , فالبلاد التي يفترض تدميرها كلية , هي كل بلاد لا يذكر فيها اسم الله , لأن الكون بأسره لله , وأتفه بمافيه الأرض , عند الله , ويمكن محاربة كل منتجاتها بنفس الحجة , فكل عمل أبتر مالم يذكر فيه اسم الله , ويكون لمثل هذا الإعلان قوته التدميرية الخالصة , فيما لو بدأ العمل انطلاقا من البلاد التي تذكر الله كثيرا وتذبح ظلما وعدوانا , قطع الأرزاق , والرزاق هو الله , وتذبح وتسلخ الأمة من كل كرامة معنوية , ولا تبادر بالفضيلة , معاكسة إرادة الله , فتأمر بالمنكر وتنهى عن المعروف ؟ وتضيع المعروف بين الناس ؟
لنفترض أن مخططا شريرا كان قد صمم لجعل بلد مثل الدانمارك أو السويد فالنرويج .., يتحول الى قوة معادية جدلا للبلاد (الإسلامية ) , عن طريق وضعه وجها لوجه , أمام ردات الفعل الهمجية نتيجة لعمل كاريكاتيري محلي الأثر , لا يتحمل مسؤوليته سوى فريق صغير مهمل من العالمين في متجر أو جريدة .., فمن أشاعه ( منفذ مخطط) , وقامت حكومة الدانمارك حائرة تدافع عن حرية الحياة على أراضيها , فلحياتها منطق مقدس , فصرحت للملأ بأنها حيادية في أمر يتعلق بحرية الفرد أو المجتمع على أراضيها , ولاتكون استجابة منطقية , بل ما يشبه المقاطعة الاقتصادية , وبنوع من إعلان الحرب الشاملة عليها , فيضطر الدانمارك للاعتذار بطريقة مذلة , الحكومة , والجهة الفاعلة , ويقابل كل ذلك بصرامة وعدم تسامح , بل خسارة صديق وكسب عدو , وهذا ما يمكن دعوته بالجاهل عدو نفسه , حين يفتك بنفسه بما يفوق بأضعاف ما يفعله عدوه به .
إنهم يسعون للفتك بالجبنة والزبدة الدانمركية مثلا , بدون عفو , بدون مقدرة , فكيف لوكان عندهم المقدرة , فهل سيفتكون بالماء والهواء بعد الضرع والزرع ؟
لو أن العقل ( الإسلامي ) واقصد رد الفعل الواعي , العاقل , حزمة مكارم الأخلاق , عظم نفسه بالتغافل , وبافتراض أن فئة الكاريكاتير استمرت , في رتابة في نشر رسوم مهينة , في بلد ممتاز كالدانمارك , فتشعر تلك الفئة الصغيرة بالخزي من تلقاء نفسها , وما حدث هو العكس فقد تعظم المخطئ والمعتذر , وصغر المهان ( إن كان صادقا ) .
لو أن العقل الإسلامي , لا وهابي ولاازهري , تصرف بطريقة حضارية , باعتبار أن الحكومة الدانمركية لادخل لها بتلك التفا هات , بالقول بأننا على الرغم من جودة منتجاتكم , فسنحرم أنفسنا من استهلاكها , لمدة شهر , وسنتصدق بمنتجكم الذي نستورده على الفقراء في بلاد أخرى , ونحن هنا نتحدث عن رد فعل يمثل قوة أخلاقية حضارية , تدفع الآخرين دفعا رفيقا نحو التقدير والاحترام من تلقاء أنفسهم .
قرأت هذا المقال على صديق , متمنيا عليه أن يقوم خطأي , واندفاعي , لصدي عن الجناية بحق نفسي , فبما ذا أجابني :
هل تخاطب من كان أصلا بلا عقل , بل هو كالبهائم بل أضل , أنسيت يا مخلوق ما سبق أن كتبته بجد , وهو يعقل كحد :
أبو خنة ...مازال يتمسك بجهل شديد , بكل مفاتيح الجنة ؟
#احمد_مصارع (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟