أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسام الحسني - متى نفكر في بناء العراق؟














المزيد.....

متى نفكر في بناء العراق؟


حسام الحسني

الحوار المتمدن-العدد: 1450 - 2006 / 2 / 3 - 10:31
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مر العالم بمحطات مهمة غيرت مظهره من شكل الى اخر ولعدة مرات، مرة تغير الى الافضل.. واخرى الى الاسوأ.. وفي كل مرة يظهر الى الساحة ميزان قوى جديد. ففي العصر الحديث وبالتحديد من الحرب العالمية الاولى مرورا بالحرب العالمية الثانية كان لكل منهما ميزان قوى ناتج عنهما مازال جزء منه مستمر في حكم العالم الى حد الان.
وارتباطا مع ذلك كانت بلدان العالم اجمع تتنافس وفقا لما اسفرت عنه الحرب العالمية الثانية من موازين قوى ومصالح انعكست في مفاهيم محددة، وطرق حياة مختلفة و مع ان الحرب والصراعات العسكرية لم تختف تماما الا ان الصراع بين المعسكرين لم تحسمه الحرب، في النهاية، وبدأت ترجح كفة التنافس السلمي.. فالتكنولوجيا والتطور العلمي والاقتصادي والتوجهات السياسية التي تصب في مصلحة المواطن اصبحت من اقوى انواع الاسلحة التي تستخدمها الشعوب في الدفاع عن نفسها.. وكذلك هي الوسيلة الانجح في دحر أي فكر يطمع في السيطرة على مقدرات بلد ما..
في هذا الوقت، الذي تتصارع فيه دول العالم من اجل ان تحصن نفسها كانت عجلة التقدم تتسارع.. كانت زراعة الورود في دولة تعني تقدما.. وزيادة عدد المتقدمين الى الدراسة بمثابة قوة فكرية تتفاخر بها البلدان.. ومن حق البلدان المقابلة ان تحسب حساباتها لذلك البلد الذي يتنامى فكريا يوما بعد اخر.. الا ان عجلة الظلام كانت تتسارع وكانت بساتين تدمر وورود تقطف في اول ازدهارها وطلبة تساق الى رحى الحروب الهمجية من على مقاعد الدراسة..
هكذا كان العراق.. بلد يمتلك كل مقومات الحضارة من تاريخ وثروات .. ويمتلك ايضا كل مستلزمات التطور الفكري والاقتصادي.. ولكن مع كل ذلك كانت عجلته تدور الى الخلف.. او الاصح كان ثمة من يقودها الى الوراء بقصد ان يقتل ويدمر.. فترة تجاوزتها الدول منذ حوالى نصف قرن وتعلمت منها دروسا وعبرا وضعتها نصب عينها بعد نهاية الحرب الثانية التي اخذت مأخذها من البشرية.. وطوت صفحتها.. فلماذا العراق لم يطو تلك الصفحة كباقي الشعوب؟
الان "الدول التي تربى سكانها على الديمقراطية تعتبر من اقوى الدول في العالم" هذه كلمات نسمعها كثيرا وخصوصا عندما يكون الحديث عن الديمقراطية.. وبالفعل هذه الكلمات تعني معناها.. فقوة البلد الان تكمن ليس في امتلاكه للسلاح النووي وانما في مستوى تطبيقه للديمقراطية ومستوى استيعاب الشعب لها.. وكل محتل سيضع اسئلة يصعب ان يجد لها اجوبة لو فكر في ان يغزو أي نموذج ديمقراطي.. وعلى العكس فان الانظمة الدكتاتورية ستسهل الموضوع على رواد الحروب والغزوات.. وهذا ما حصل في العراق، ايضا.
منذ خمسينيات القرن الماضي والعراق يمر بظروف بالغة التعقيد.. فبعد ان زال الحكم الملكي الذي ارهق البلاد طوال سنين لم تدم الفرحة حتى جاءت فترة حكم تعتبر الى يومنا هذا من اشرس وابشع الفترات في تاريخ العراق طحنت خلاله خيرة العقول التي كان المفترض ان تعم فائدتها على العالم اجمع.. وبعد ان اعطت الضوء الاخضر للمحتل وهيأت له الذرائع والحجج انتهت فترة الظلام.. كان نتيجتها حفر ازدحمت فيها الجثث من كل لون وجنس لتكون مقابرا جماعية.. اطفال تجاوزوا مرحلة الطفولة بدون حنان الوالدين.. مستوى ثقافي متدني.. تدهور في الخدمات وانعدام لمقومات العيش الاساسية.. فساد ادراي ومالي..
وهذا كله يرجعنا الى مناقشة الاوضاع المضطربة التي نشأت عقب تغيير النظام في نيسان 2003، احداث النجف والفلوجة ومدينة الثورة، والتي طرحت مجموعة من الحلول، في وقتها، لمعالجتها كان من ابرزها توفير فرص عمل مناسبة لمن يقومون باعمال شغب في تلك المدن والبدء بحملة اعمار عاجلة. للاسف لم يؤخذ بذلك الحل والنتيجة كانت ضحايا، ودمار واستمرار حالة الفوضى..
اقصد من هذا، ان حل مشاكل العنف والفوضى لايكون عبر المظاهر المسلحة وانما عبر توفير فرص العمل و دفع عجلة تقدم البلد نحو الامام والبدء فورا ببناء اقتصاد وطني متميز يساهم في نسيان كل ماسي الانظمة الدكتاتورية السابقه. كما يساهم، ايضا، ببناء مكانة وتقدير بين البلدان الاخرى وسيعجل في جلاء المحتل وبدون رجعة، لانه لن يبقى عذر لبقائه، ولا لأن يفكر في اعادة احتلاله مرة ثانية.





#حسام_الحسني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نامل ان يكون المستقبل افضل
- هل يمكن ان تكون الامومة طائفية؟!!


المزيد.....




- جنرال أمريكي متقاعد يوضح لـCNN سبب استخدام روسيا لصاروخ -MIR ...
- تحليل: خطاب بوتين ومعنى إطلاق روسيا صاروخ MIRV لأول مرة
- جزيرة ميكونوس..ما سر جاذبية هذه الوجهة السياحية باليونان؟
- أكثر الدول العربية ابتعاثا لطلابها لتلقي التعليم بأمريكا.. إ ...
- -نيويورك بوست-: ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا
- -غينيس- تجمع أطول وأقصر امرأتين في العالم
- لبنان- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على معاقل لحزب الله في ل ...
- ضابط أمريكي: -أوريشنيك- جزء من التهديد النووي وبوتين يريد به ...
- غيتس يشيد بجهود الإمارات في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا حو ...
- مصر.. حادث دهس مروع بسبب شيف شهير


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسام الحسني - متى نفكر في بناء العراق؟