أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدو أبو يامن - متعلمون ولكن!!














المزيد.....

متعلمون ولكن!!


عبدو أبو يامن

الحوار المتمدن-العدد: 1450 - 2006 / 2 / 3 - 10:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قال الإمام علي كرم الله وجهه:
(لاتظنن بكلمة خرجت من أحد سوءا وأت تجد لها في الخير محتملا)).
((هلا تركتموه لعله أن يتوب فيتوب الله عليه)). الرسول عليه السلام.
علتنا الأزلية لم تزل تعيش بيننا، بل إنها تفخمت وتضخمت واستحالت سرطانا فاتكا يعبث بتاريخنا وأمجادنا ومنجزاتنا الحضارية التي ضحت في سبيلها أجيال وأجيال، بأرواحها وأوقاتها وراحاتها.
كل تلك المنجزات قضت عليها هذه العلة التي تتمثل في مظهرين كلاهما مرتبط بالآخر سببا ونتيجة:
الأول: سوء الظن بالآخر. والثاني: خنق رأيه، وإسكات صوته.
فسوء الظن بالآخر سبب في خنق رأيه..
ولو أنا تقهقرنا إلى الوراء نطوي دروب التاريخ محاولين الوصول إلى فترة أسقط عليها التاريخ أضواءه وحاول كشف معالمها، ودراسة أحوالها، (وأعني فترة العصر الجاهلي) تلك الفترة التي أعتدنا أن نؤرخ لبدايتنا كأمة عربية بها، لوجدنا أن هذه العلة مستفحلة في هذا العصر، بل تكاد تكون علامة فارقة يعرف بها.. إذ نجدها متجسدة في شتى ألوان الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية.
فكل شيخ قبيلة حاكم بأمره، بيده الأمر والنهي، والحل والربط.. والمرأة لاصوت لها ولا رأي. والعبد ليس له صوت يتكلم، وإذا فعل فلا قيمة لما يقول. وصغار الناس في القبيلة أيضا ليس لهم شأن يذكر حتى يصبحوا كبارا في السن أو المكانة.
هذا بالنسبة للقبيلة الواحدة. أما يتعلق بعلاقة القبائل ببعضها البعض فهي علاقة تناحرية تصادمية لا يمكن أن يثق أحدهما في الآخر ولو كانوا أبناء عمومة، ولا يمكن أن يستمع أحدهما للآخر، وإنما هي الفردية الاستبدادية ، والفردية فقط. الفردية تعني سوء الظن بالآخر ، وتعني أيضا الواحد الذي لا شريك له.
ومن هنا لم يكن ثمة سبيل إلى وحدة، ولم يكن ثمة أمل في قوة، ولم يكن ثمة حلم في تطور.. إذن ليس هناك جبهة حضارية تقدمية تستطيع مواجهة تينك الحضارتين اللتين كانتا مسيطرتين على العالم، حضارة الفرس وحضارة الروم..فعاش العرب في جزيرتهم أذلاء منطوين على أنفسهم، بأسهم بينهم شديد، عدوهم آمن من جانبهم، بل لعله طامع في جزيرتهم ولكنها استطاعت بطبيعتها وظروفها ومناخها صده عما يروم وحمايتهم من حيث لا يشعرون.
هذه الفردية، وهذا الظن السيئ بالآخر عاش قويا حتى جاء الإسلام ونزل القرآن الذي يقول:
((يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم))
وحتى جاء من الخلفاء علي بن أبي طالب-ممن ابتلوا في حياتهم بغمرة الفتن، وتكاثر الأعداء، وتلون الأصدقاء، فيقول: ((لا تظنن بكلمة خرجت من أحد سوء وأنت تجد لها في الخير محتملا)).
وحتى جاء أعظم موحد للأمة وبان للحضارة الإسلامية العربية محمد عليه السلام، فيسمع بذلك الرجل من الصحابة الذي قتل عدوا في غزوة من الغزوات، فيلومه ويعاتبه ويقول له: هلا شققت عن قلبه. لأنه عندما هم بقتله تدارك الرجل حياته ونطق بالشهادة، فظن الصحابي أنه قالها تخلصا من الموت.
ويجئ ماعز إلى الرسول الكريم الرحيم ويعترف بأنه اقترف فاحشة الزنا ويقر على نفسه أربع مرات، كل ذلك والرسول يصرفه عنه ويرده في كل مرة، ويشك في صحة عقله ويظنه سكرانا، فيستنكه رائحة فمه، ويحتمل له عدة احتمالات ويوسع له في الأمر.. كل ذلك وماعز يصر ويريد أن يطهر نفسه، فيأمر به فيرجم وعندما تذلقه الحجارة يفرق من جحيمها فيلحقون به وينفذون فيه شرع الله، وعندما يبلغ الرسول الرحيم خبر هروبه يقول لهم: هلا تركتموه لعله أن يتوب فيتوب الله عليه!!
فأي سعة أفق هذه، وأي رحمة، وأي عطف، وأي حسن ظن؟! يقول لهم هلا تركتموه وهو الرجل المقر بالذنب والمعترف به!! فما بالنا نتهم عباد الله ونطعن في دينهم وعقيدتهم ونياتهم؟ هل شققنا عن قلوبهم، هلا احتملنا لآرائهم محتمل خير؟!
وكان من قيم الإسلام السمحة التي غرسها في نفوس النفر الأولين من أبنائه بالإضافة إلى حسن الظن بالآخر والإنصات لرأيه، قيمة الشورى ((وأمرهم شورى بينهم)). وإن كان هذا موضوعا آخر لسنا بصدده.
فلن تتقدم الأمة قيد أمله حتى تحسن الاستماع لبعضها بعضا، ولن تأخذ في طريق الحضارة حتى نقدر الإنسان ونعرف له حقوقه ومنها :حق الكلام وإبداء الرأي المخالف، وعند ذلك فقط نظفر بالرأي الصواب من جملة الآراء المطروحة بعد أن تتلاقح وتتفاعل.



#عبدو_أبو_يامن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دلالة المقاطعة والبحث عن معنى
- فلسفة السؤال، والثقافة المفقودة
- فرنسا شيراك، والبحث عن دور
- متى أكتب؟!
- كليلة ودمنة في أراب ستان -6-
- كليلة ودمنة في أراب ستان -5-
- رسالة تداعي الحيوانات على الإنسان، الملحمة الإنسانية الخالدة
- قديس
- كليلة ودمنة في أراب ستان – 4 –
- كليلة ودمنة في أراب ستان – 3 –
- كليلة ودمنة في أراب استان -2-
- كليلة ودمنة في أراب ستان -1-
- هذا بوش أم هتلر.. لا أستطيع التمييز بينهما؟!! - 2-
- هذا بوش أم هتلر.. لا أستطيع التمييز بينهما؟!! - 1-
- قنوات التدجين الفضائية العربية!!
- ماذا يريد هؤلاء؟ ( زورق الإنقاذ ) 3
- قضية سيد القمني، تضامن أم ضمانات؟
- ماذا يريد هؤلاء؟ ( الليبراليون الجدد ) 2
- ماذا يريد هؤلاء ( الصحوة الإسلامية )؟؟ 1
- تحرير المرأة أم تحرير الرجل أم تحريرهما معا؟؟


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدو أبو يامن - متعلمون ولكن!!