أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نبيل عبد الأمير الربيعي - حينَّ دخل فكر ماركس حياة المفكر حسين مروّة (2)














المزيد.....

حينَّ دخل فكر ماركس حياة المفكر حسين مروّة (2)


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 5559 - 2017 / 6 / 22 - 22:23
المحور: سيرة ذاتية
    



على عتبة الذكرى الجليلة لرمز من رموز الفكر العربي المعاصر, وقامة شامخة من قامات النضال الوطني التحرري, لنسلط الضوء على جوانب كثيرة من سيرة حسين مروّة, الانسان البالغ الثراء, المتوهج الحضور, والمناضل أبداً في انسجام تام بين فكره الطليعي وممارسته العملية الرائدة.
محنة الثقافة من ارسطو وغاليلية إلى فرج فودّة وحسين مروّة وعشرات المثقفين, هي محنة الخصومة, خصومة السياسة الجاهلة من ابن حنبل, ابن رشد, الحلاج, الشيخ صبحي صالح إلى مهدي عامل, كانت السياسة القرينة بالجهل ودولة الغاب وانتهاك القانون, ودويلات عصابات وقطاع الطرق, ودولة الأشخاص, تذهب مهنة الكاتب وتترسخ مهنة كاتب السلطان, ومثقف البلاط والمسبح بحمد الخليفة الأمير.
مهما طالت الأيام وعمل الجهل في قتل واغتيال المفكرين وتطوى الصحف لكن المفكر الشهيد حسين مروّة باقٍ حياً فينا, باقٍ في المجلات الثقافية والصحف, في فكر المفكرين والباحثين والهيئات الثقافية, فهو علماً من أعلام الفكر العربي, والحرص على بقاء راية الفكر الحر التقدمي, وتجديد الفكر الماركسي شريك كل المثقفين وعلى وجه الخصوص حسين مروة, لصلابة الموقف ووضوح الرؤيا.
لم يمت حسين مروّة, ولم تنهار الأحلام الجميلة, ولم تنسد الآفاق, وما زلنا نسبح ضد التيار, لكن بالزمن نحيا وبعزيمته لا نفنى, فالتاريخ الصعب الذي خاضه حسين مروّة غماره ليصنع مجاديف نجاتنا نحو الضفة الأخرى, مهما كانت الضفاف بعيدة, وإن الرحلة إلى المستقبل تبدأ من تاريخ سحيق, غير أن النزعات المادية في تاريخنا لم تكن كافية, فلا عمامة خلفها ولا منهج مادي جدلي تمكنّا حتى الآن, لكن سنبقى على نهجك ومنهجك نقاوم ضد التيار لنصل إلى الضفاف البعيدة.
حسين مروّة ظاهرة ثقافية فكرية تشعّ على أمته إشعاع النور الذي يكشف الطريق بضوئه المستنير, في أقواله وأفعاله حينما قال :"ولدت شيخاً وأموت طفلاً, وبين هذين الهديين قرابة ولحمة لا تفترقان, ولا غرابة أن يستعمل الأضداد في تفكيره لأنه في الحالتين لا يتوخى سوى سبر الحقيقة والتوصل إلى كشفها".
حسين مروّة تابع دراسته في النجف وصمم للوصول إلى الهدف من تحقيق المعرفة دون المهنة, لذا يبحث عن المعرفة حتى وجدها, فأمعن في القراءة وجمع المعارف من مواردها, على كل حال أتاحت السنوات العشرون التي قضاها دراسات في جامعة النجف إمكانية التأصل في التراث العربي الإسلامي, لينفتح من بعد ذلك على الثقافة الغربية والعالمية, وكان ذلك سر نجاحه الجدلي والتفاعل بين التراثين المحلي والعالمي.
ففي مؤلفه (النزعات المادية في الفكر العربي الإسلامي) الذي توّج به جهد عمره, أجرى مروّة عملية مسح واسعة للتراث العربي الإسلامي شملت أربعة قرون تبدأ بالجاهلية وتنتهي في القرن الرابع الهجري, وهو عصر العلماء والفلاسفة الكبار, فاستخلص مروّة بعد فرز التراث اللب عن القشور, معبداً بناءه على منهجه المادي التاريخي والمفاهيم الإنسانية, حتى نجح في تحويل التراث إلى مركز تاريخي استند إليه في صراعها الراهن والمستقبلي.
مؤلفه هذا كان جهداً كبيراً حقاً قياساً إلى عمر مروّة كفرد, فهو كدراسة مطلوبة بشروطها الكاملة, نجدها ليست عسيرة المنال على جهد فردي لمثل هذا الجهد, فضلاً عن مؤلفاته الأخرى التي لا يخترقها النسيان, فهي أبحاث في التراث أضاءت الماضي كي ينتصر المستقبل بين تراثنا القديم وأجيالنا الشابة.
اختزل المفكر مروّة بعض أنصار الماضي العربي, بأنها مجرد محكيات لوعي واحد بعينه هو الوعي الديني الثابت الذي لا تؤثر فيه التبدلات التاريخية, فقد جرى طمس أي دور للعوامل الأخرى في صنع المسار التاريخي, كالعامل الاقتصادي, والصراع على السلطة, وتصدير الأزمات السياسية الداخلية إلى الخارج, وطمس معالم البعد الجماهيري في حركة التشكل المجتمعي التاريخي العربي, لكن المفكر مروّة قد فسّر الصراع الداخلي الذي احتدم في التاريخ العربي الإسلامي صراع طبقي اجتماعي, كون الفقيد مروّة كان يتمتع ببصيرة نافذة, ونظر ثاقب, وفهم عميق لقوانين التطور الاجتماعي, وقد نذر حياته لتأسيس المشروع النهضوي الجديد للعرب, وقد كان مدخله إلى إعادة قراءة التراث العربي وتفسيره بأسبابه الحقيقية, والإمساك بوعي علمي متقدم.
كان كتابه (النزعات المادية) إلا ملحمة تراثية ذات رؤية شاملة في موقف فكري مستنير فاعل, يقول مروّة في نهاية ملحمته (وبعد نحو قرن من زمن ابن سينا, استأنفت هذه الفلسفة في بلاد المغرب العربي كفاحها المجيد بوجه الإرهاب الفكري) على عتبة الذكرى الجليلة لرمز من رموز الفكر العربي المعاصر, وقامة شامخة من قامات النضال الوطني التحرري, لنسلط الضوء على جوانب كثيرة من سيرة حسين مروّة, الإنسان البالغ الثراء, المتوهج الحضور, والمناضل أبداً في انسجام تام بين فكره الطليعي وممارسته العملية الرائدة.
إلا أن الرصاصة العمياء أوقفت هذه الرحلة الفلسفية في التوقف عن إعداد الجزء الثالث من الكتاب, لذلك افتقدت الملحمة الفلسفية التاريخية الجزء الثالث, لكن يبقى هذا الكتاب أول ملحمة ماركسية عن التراث الفلسفي العربي.



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حينَّ دخل فكر ماركس حياة المفكر حسين مروّة (1)
- لؤلؤة الفرات الأوسط الديوانية
- أنور شاؤل وجهوده في المسرح العراقي
- قراءة في كتاب .. شذرات من مناهل المعرفة للباحث عبد الأمير ال ...
- من يحاسب سارق الجهد الأدبي والفكري؟
- الغناء بين الحلال والحرام
- الساخته جي
- الشاعر والناقد إبراهيم عوبديا
- قراءة في كتاب ...مبادئ الصوفية وحكمة الإشراق للشيخ عبد الكري ...
- قراءة في كتاب ((رحيل يهود العراق))
- قراء في كتاب اجتماعية التدين الشعبي.. دراسة تأويلية للطقوس ا ...
- صباح نوري المرزوك.. ينبوع يفيض كل يوم بشيء جديد
- وداعاً صديقي ((الصحفي الساخر محمد الرديني))
- حضارة بلاد وادي الرافدين. المعتقدات والأساطير الدينية / الحل ...
- إمارة راوندوز ودور الأمير مير محمد في إدارتها / الحلقة الثان ...
- إمارة راوندوز ودور الأمير مير محمد في إدارتها / الحلقة الأول ...
- حضارة بلاد وادي الرافدين / الحلقة الثالثة
- حضارة بلاد وادي الرافدين / الحلقة الثانية
- حضارة بلاد وادي الرافدين / الحلقة الأولى
- هل الأديان رسالات سلطة وصفحاتٌ من الدَم؟


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نبيل عبد الأمير الربيعي - حينَّ دخل فكر ماركس حياة المفكر حسين مروّة (2)