منذ حرب الخليج الثانيه وانا لم ابخل بقراءة اية مقالة او تحليل بما يختص باسباب الحرب العراقيه الكويتيه وبعد مرور كل هذه السنين من متابعة ما يُكتب في الجرائد والصحف العربيه والانكليزيه ومع الاسف الشديد لم يكتشف احد حقيقة اسباب هذه المؤامره الهائله،الا وهي مؤامرة اغتيال الشعب العراقي.
ساًَحاول ان اجعل مقالتي هذه مختصره قدر الامكان ولا اطلب منكم سوى مراجعة ذكرياتكم لما حدث قبل 13 عاما. فالنرجع الى ما قبل الحرب بقليل اي عند انهيار المعسكر الشيوعي .ان خروج حلف وارشوا من حلبة المنافسه العسكريه مع المعسكر الغربي وضع هذه الاخيره في موقف صعب للغايه حيث ان معامل صناعة السلاح والتي كان يقدر انتاجها بمليار دولار في اليوم الواحد (استطيع اثبات هذا من مراجعة عدد قديم من ال(news week ) اصبحت معرضه لخطر التقليص من دافعين الضرائب الذين اصبحوا يتساءلون عن جدوى هذا التسليح الهائل والحرب البارده قد انتهت. فكان لابد من ايجاد وسريعا السبب المناسب لاستمرار هذا الانتاج العسكري الهائل.
وهنا جاء دور هذه الدكتاتوريات الصغيره والتي زرعها الغرب، ونحن نعرف ما لامريكا من ذراع لجلب حزب البعث وصدام الى السلطه وقد جاء دور هذا الحاكم الدميه ليقدم اكبر خدمه ينتضرها من الذين جلبوه الى الحكم.
الخطوه الاولى هي اعطاء الضوء الاخضر لصدام باجتياح الكويت ـ عن طريق السفيره الامريكيه في بغداد ـ وحتى لا ينسحب سريعا من هذا البلد عند خروج بوش الاب منددا بالاحتلال اعطته الاداره الامريكيه 4 ايام بدون اي تنديد لتثبيت اقدامه في هذا البلد وتدميره.
وفعلا لم يسحب صدام قواته قبل ان يتاكد من الاداره الامريكيه عن سبب هذه التنديدات.
ونحن نتذكر كم من الساعات الطوال من المفاوضات جرت بين شخصين فقط لا ثالث لهما وهما طارق عزيز و جيمس بيكر.
من الاستحاله معرفة ماتم من الاتفاقات بين هذين الشخصين فالاجتماعات كانت شفهيه و بدون كامرات او حتى ضمانات على ورق ممكن ان تستعمل كادله فيما بعد.
ولكن الذي تابع ما جرى بعد ذلك من احداث وبصوره موضوعيه وبدون الدخول في دوامة الاعلام المركز والمكثف (من وكالات الانباء العالميه) والذين قصدهم منه ذر الرماد في العيون والحيؤوله دون فهم ما يجري وشل القدره على التفكير الصحيح ،اقول ان الذي تابع ما حدث يستطيع ربط اجزاء هذه المؤامره وبالتالي الاستنتاج ببساطه شديده ما تم الاتفاق عليه بين هذين الرجلين.
فبسبب حاجة امريكا لحرب كبيره ولكن وهميه فقد طلب جيمس بيكر من صدام حسين (عن طريق نائبه طارق عزيز) بقاء القواة العراقيه حتى لحضة بدء الهجوم الامريكي، وهذا يعني رفض توسلات العالم اجمع على الانسحاب والاستمرار في دور لعبة تضخيم الحرب من خلال ضرب اسرائيل ببعض القنابل التقليديه( لم يقتل فيها سوى اسرائيلي واحد). واذا نفذ العراق ما طُلب منهُ فان الرئيس بوش يتعهد بعدم ملاحقة فلول الجيش العراقي المنسحب الى بغداد بل وبمساعدة النظام على البقاء في السلطه.
والاخلال بهذا الشرط اي الانسحاب من الكويت قبل بدء الهجوم ـ سحب البساط من تحت الاداره الامريكه لشن حرب ـ فان امريكا ستجد اعذار كثيره بالهجوم على العراق وازالة النضام(ابسطها امتلاك اسلحه الدمار الشامل). ولاذكر بعض من الاحداث التي حصلت بعد ذلك والتي تعزز بدون شك كلامي:
ـ بعد حوالي الثلاثة اشهر من توسلات كل الرؤساء والشخصيات المهمه في العالم لصدام بالانسحاب ونزول اقوى الجيوش والتي احاطت العراق باحدث الاسلحه، ضرب صدام كل هذا بعرض الحائط ولكنه امر الجيش العراقي بالانسحاب حال بدء الهجوم الامريكي،لماذا ؟؟ ؟
نحن نعرف مدى جبن الرئيس العراقي وخوفه على نفسه فهل تتصورون لو ان الاداره الامريكيه لم تعطيه الامان الم يكن سينسحب حرصا على كرسيه والذي بالتاكيد كان سيُمسح عن بكرة ابيه لو ان الحرب كانت حقيقيه.واذا كان صدام شجاع وذو مبادئ ويرفض التنازلات والانسحابات ـ لللامبرياليه ـ فلماذا نراه كل هذه السنين يفتح حتى غرف نومه للمفتشين(الجواسيس حسب ما يقول ).
ـ عند لحضة بدء الهجوم الامريكي اصدر صدام امر مفاجئ بانسحاب القوات العراقيه المتحصنه بشكل جيد والتي ربما كانت مؤمنه بصد الهجوم الامريكي مهما كان الثمن وقد تلحق به ضرر بالغ مما يؤثر على سير المسرحيه المتفق عليها مما يضطر الرئيس الامريكي تحت ضغط من قواده
بالاستمرار في الحرب الى بغداد وازالة النضام.
ـ ضرب الجيش المنسحب من الكويت والذي كان في طريقه الى بغداد للقيام بانقلاب وتدميره تماما بعد وصول صرخات استنجاد ربما من صدام نفسه الى الرئيس بوش.
ـ تهويل قوة الجيش العراقي كرابع اقوى جيش في العالم وتوقع الحلفاء بفقدان 17000 قتيل ولكنهم لم يفقدوا سوى اقل من 100 قتيل بعد انتهاء الاعمال العسكريه اكثرهم عن طريق الخطا اي ما تسمى بالنيران الصديقه.
ـ دعوة الشعب العراقي الى الانتفاضه ثم الغدر بهم بمساعدة صدام بالقضاء عليها وبكل وحشيه من خلال السماح لقواته بالالتفاف حول خطوط المتمردين وكذلك السما ح له باستعمال طائرات الهلكوبتر والتي مُنع من استعمالها في البدايه وعندما اصبحت الانتفاضه تشكل خطرا حقيقيا على النضام.
ـ بالرغم من احتلال الكويت بوحشيه وتلويث البحر بالنفط الاسود وحرق مئات الابار وما له من اثار تدميريه على البيئه وصور قمع الاتفاضه على الشاشات العالميه وتهجير الملايين من الاكراد الى الجبال تحت انضار العالم واستنكارهم ـ ـ ـ ـالخ ، اقول بالرغم من كل ما حصل ابقى بوش على صدام في السلطه رغما عن انف العالم مع ان الجيش الامريكي كان واقفا على مشارف بغداد.
ان كل هم الاداره الامريكيه هي افتعال حرب كبيره لانقاذ مصانع السلاح من خطر التقليص والتخلص من عقدة فيتنام وليس همهم ازالة النضام العراقي مما يدخلهم في مشاكل غير متهياًَََين لها .ومن قال ان القياده الامريكيه تهتم بما يرتح به الشعب العراقي من اهوال بل بالعكس فان صدام قد عمل ما يتمناه الغرب من تدمير وسحق كامل للقوى الانتاجيه والتحرريه وجعله مستهلكا لبضائعه واسلحته مئه في المئه.
ومن مقارناتي التاريخيه استطيع ان اقول وبدون شك ان هذه المؤامره بين هذين الطرفين هي اكبر مؤامره في التاريخ لابادة شعب بالكامل.
ولا نستبعد ان تكون قد احتفضت امريكا بصدام لحروب مستقبليه لازالة الصدء عن التها العسكريه وهذا ما نراه هذه الايام من تحرك هذا الجيش الجرار مع الاعلام الضخم المصاحب له على بلد لا تكفيه سوى هزه بسيطه ليقع، كبيت من ورق.
امير يونس ـ السويد