أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد علاء الدين عبد المولى - أفق للذاكرة المعتقلة















المزيد.....

أفق للذاكرة المعتقلة


محمد علاء الدين عبد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 1450 - 2006 / 2 / 3 - 09:17
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


فاجأت سنبلة النبوّة في دمي سوداء تذوي
والحلم يهوي بعد إذ أرّخت سيرته بحبرِ الأولياءْ
وعلى ثغور الروح بعثرت المصاحفُ
والمعادن تاخمت جسدي ونامت في الدماءْ
ورأيتُ مولاي الفقيه يزركش السلطانُ جبَّته
ويُجْلِسه على عرش الهواءْ
وأنا وذاكرتي تقاسمنا البكاءْ
1
يا ليلُ ماذا بعدُ ؟
نامي يا نوافذ
إن فجراً في أصابعه نباتٌ سوف يدخلُ منكِ
يشعلُ في يدي شمساً من الأشعار
يُنضجُ بين أضلاعي الثمرْ
نام المطرْ
والغيمُ أكذبُ شاعر غنّى لميقاتِ السّفرْ
مرّت بنا أسماءُ عائلةٍ
قرأنا باسمِ من أسرى بنا ليلاً إلى مدن الحجرْ
باسمِ الهواء يطلّ من بيتٍ وليدٍ
تلك ذاكرةٌ يجادلُها الصباحُ:
حديقةٌ / جارٌ / ومئذنة بعيدةْ
علمٌ يرفرف فوق أقدام الأميرِ /
وجثةُ الميلاد تحْييها القصيدةْ /
والنصرُ يقفزُ مثل مهرٍ أعرجٍ
من خصرِ راقصةٍ ترتّب خطّة الحربِ الجديدةْ


صدأ على صدأ ومثلي يصدأُ
يا قامة السجن المنيرة قاعُ قلبي مطفأُ
والروح بين أصابعي حجرٌ أفتّته
وأنشره على الأربابِ:
ربٌّ يحتمي بجنوده
ربٌّ يسمي جنة لملوكه
ويقول اسعوا في مناكبها...
...لمن هذي المواكب تعتلي ذهباً وتعلو ؟
ذهبٌ تضاجعُه الأميرةُ, والعشيرة تستظلُّ
بالصّالحين... ولم يزل في الروح ليلُ


ستقومُ في غديَ القيامةْ
ويضجّ شوق القلب في لهب
سأُحضِر أوّل المأساةِ
إذ أخفيتُ أزهاراً, يبلّلها مساء طارىءٌ,
تحت العمامةْ
يا قامة السجنِ الطويلةَ أوسعي ظلّ الإقامةْ
لي من دروبِ مدينتي ظلّ يبارك ظلّ سيدهِ
ويقرأ كيف يغتسل العويلُ على سياجِ الروحِ
يوصلني إلى وقت هلاميٍّ
أقبّل كذبة الأقدارِ
أخطفُ جعبةَ الأذكارِ
من شيخٍ تعمّد بالبخورِ
وبين زاهية السطورِ
ألامسُ الزمن البهيّْ

2
لنبوءتي ألفٌ وباءُ /
يا شافعيّْ
أغرقتَ أروقة الرشيد غداةَ من كفَّيك ماءُ
يزهو على قدميك خلخالٌ حديديٌّ
سيلبسه هواءُ خليفة بطِرٍ
وهذا القيدُ في قدميّ فامنحني رشيداً...

يا بن تيميّا
افتني في قلعةٍ أكلتْ زواياها أظافرَنا
وخلف سياجها عهدٌ سُقِيتُ كؤوس غمّته
فؤادي ليس جبريّاً
وما لمست شفاهي خمرَ مُرْجِئَةٍ
وما أغوت رؤاي زخارفٌ
أبرقت للأشجار حبّاً
فقرأتُها في ظلمة حزباً
كتبت: سنابلٌ
فسمعت زحف سلاسلٍ


يا جدُّ إني كـوَّةٌ في قلعةٍ
مالت عليَّ بحلقة الإعدامِ
بايعتُ أفراحَ المآذنِ علَّها
تخضرُّ في جثثي، تضيء هيامي
(أسلمتُ) قلبي فانسلختُ مغرّباً
فبأيّ دين يقتدي (إسلامي)؟

لنبوءتي ألفٌ وباءٌ /
يا بن حـِجْرٍ هذّبِ الأسماءَ
حتى ننتقي للروح اسماً
واسماً لفجرٍ لم يفجَّرْ

يا بن حنبلَ حدّث: الأحبابُ كيفَ همُ استقاموا
فاعتلوا عرشَ المدينةِ
أو تحدَّرَ نجمهم من شرقِ مكـَّةَ

يا بخاريُّ انتظرْ نملَ الأحاديثِ الرديئةِ
كي تصحّحها وتسندها إلى حجر النبيّْ

لنبوءتي ألفٌ وباءٌ /
الغزاليُّ الذي أحيا ضباب الخلقِ حدّثني فقالَ
سيعرجُ الزّهّاد في شفقٍ الهيٍّ
ويسقيهم محمّد شربةً لن يظمأوا منها

وقالت خشْبةُ الحلاّج لا تعرجْ فانّ الرّبّ أنتَ
ورحت أصعد من مواجيدي إليّْ.

لنبوءتي ريح ومزمارٌ
ومعتقلٌ تولول تحته الأنهارُ
يا ذرّيّة الفقهاء من يحنو عليّْ ؟!!!

الآن أطلق من دمي حلمي
أهيءُ فيه هاويةً لتسقط جثّة الأقمار فيها
كعبةٌ قلبي تهرِّبُ من مآذنها القصائدَ
حين يرحل عاشقوها
ربِّ إني تركت بَنِيَّ في وادٍ بلا زرعٍ
فأسبل في فؤادي ظُلَّةً للمنّ والسلوى
وباركْ خطوتي واشدد يديّْ
إني ألِـفْتُ يديك طيراً عاشقاً
فعلام تنقرُ من دمايَ يداكا
دعني لمملكةِ القيودِ موالياً
فالقيدُ أرحبُ إذ يضيق مداكا
هذي عظامي سوف أحملها على
مهرِ القصيدة منشداً إيّـاكــا
أأظلُّ أشرخُ جبهتي ليضيئها
قمرٌ تذيعُ ظلامـَه عيناكــا
يا سجنُ وحدك يستطيلُ على دمي
ربّاً, فسبحان الذي سوَّاكــا

3
يا أيها الشبح العنيد
أما تبلّل في جراحك زهرة للاعترافِ؟

...أكنتُ شيطاناً يرمّم هيكل الأعداءِ؟
ينحت من قرونه منجلاً
لجماجمَ احتشدتْ وحان قطافها؟
هل كنتُ ناقوساً على جثثٍ يدقُّ
فيرقص الأمواتُ مقتولاً وقاتلْ ؟
أم كنتُ تذكرةً لِمَا يذّكـّر السّلطان من عرشٍ
وكان العرشُ مائلْ
يا سادتي
بالنارِ
بالحجرِ السعيدِ
بما رأى العشاق في معراجِ خمرتهم
وبالصّلواتِ
بالآتي من الغزواتِ
بالنّصرِ المواتي
أَخْرِجوني...
بالأرضِ ذاتِ الصّدع
بالأقطابِ ذاتِ الشّفع
بالأقداسِ والأجناسِ
أَوْلوني بريقاً
إنّ رأسي فوقي رمحٍ
يشتهي ذئبٌ أجنّة رغبتي
سألمّ آخرَ ما يبعثرني وأثبت عوسجي في الاعترافْ
فليحترق فيّ الشَّغافْ
ولينكشفْ رأسٌ لمشنقة,
ويُبترْ كلّ عضوٍ في غموضِ الانكشافْ

لو قلتُ قلبي فكرةٌ ويدي سياجٌ يسند الفكرةْ
لو قلتُ هذي الأرضُ أجملُ زهرةٍ
والوقت أقمارٌ تؤلّف بينها الجمرةْ
لو قلتُ... لو... لرُميتُ بالثورةْ
أنا كم عصيتُ على البصيرةِ ؟
هذه الزنزانةُ البلهاء تزني بالغموضِ
وكنت أنوي أن أُبينْ
لكنْ لساني جُزَّ من أعلى
وخان نشيديَ الوحيُ الأمينْ
أنا أمّـةٌ شابتْ ضفائرها
وجفَّت في حصى لهبٍ حشائشها,
حكاية نجمةٍ نامت على حجرٍ بوارقها,
أنا هذا العذاب المستقيمُ
رأيتًُ عند الفجرِ أهلي شاردينْ
ناديتهم: ماذا يقول الرأسُ بعد القطع ؟
هذا القيد ينضح بالبلاغةِ
حين يتئم في السلاسلِ كلّ تاريخ السجينْ
كم كنت أنبش في عظام السالفينَ
أراود الأموات علَّ يفيض نبعٌ لليتامى
أو تطوف غمامةٌ فوقي فأسحبها
أقطّع فوقها قلبي وأهديه إلى أهلي
بكاءً أو غناءً أو سلاما
يا راحلين بلا غمامٍ, جمِّعوا منّي الغماما
وكلوا رغيف الطيباتِ
وهيئوا قبراً لذاكرة تتيه بكم خرائبها هياما

4
يا ليل ماذا بعدْ ؟
في الصّيفِ ضيّعنا الحليبَ
وفي الشتاءِ سحابةً للمجدْ
يا ليلُ كم كذبَ الغمامُ على ضحايانا
وأكذبُ صوتُ هذا الرعدْ
كنا نغني في هواء أخضرٍ
والآن تسعل في أيادينا رئات القيدْ
بصهيل روحي أستغيثُ
وباسم مملكة تنوء ومالكٍ يعلو ليهوي
أخرِجونــي.
هذي القصيدة أحرقتْ قلبي وحكمته
وذرَّتـه على ريح الجنونِ
وأنا هنا ملك ولي أفقٌ سأغشاهُ
وأنسبه إلى أجلٍ مسمّى
ثمّ
أسقط
في
مكانــي...



#محمد_علاء_الدين_عبد_المولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على بابها الغارق في الياسمين
- مرثية لذاكرة القرن
- قراءة في كتاب البدايات
- بورتريه مثقف عضوي
- القصيدة
- نشيد للفرح الأخير
- يبان مواطن عربي أوقع عليه وحدي
- احتمالات قيد الريح
- نايات في عرس الدم البابلي
- يوميات نسبية لكائن ليس مطلقاً
- القصيدة في الطريق إليكم
- عويل في جنازة شرقية
- ختامها يوسف
- مقدمة في نقد الحداثة- بين البدعة والاختلاف
- تشكيلات في مديح ريحانة الأُنس
- أغزو العالم بأحذية جنوني
- محاولة قراءة جديدة في تجربة نزار قباني الحلقة الخامسة
- قصيدة وداع الامبراطور الأخير
- محاولة قراءة جديدة في تجربة نزار قباني الحلقة الرابعة
- محاولة قراءة جديدة في تجربة نزار قباني الحلقة الثالثة


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد علاء الدين عبد المولى - أفق للذاكرة المعتقلة