أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نوري جاسم المياحي - فقدان الاعصاب من طبع العراقيين















المزيد.....


فقدان الاعصاب من طبع العراقيين


نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 5557 - 2017 / 6 / 20 - 05:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هناك اسئلة تبرز على لسان اي انسان عاقل ولاسيما في مجتمعنا العراقي الذي انتشر فيه التخلف وبالتالي عن سبب تنامي التعصب الاعمى والانفلات والتمرد والتجاوز على القانون عند الافراد. والجماعات.. بحيث تدفع الانسان لكي يفرض القانون بنفسه فيلجأ بعض الاحيان الى استخدام السلاح ويقدم على جريمة القتل ...فمن المسؤول ؟؟ الشخص ذاته او المجتمع ام الدولة ؟؟
و هذا سؤال يحتاج الى اجابة ..
فلنرى ما الذي يجعل الانسان الطبيعي الواعي المثقف والهادئ الحساس والمسالم ان يتحول فجأة وبلا سابق انذار الى وحش وربما قاتل ؟؟ ومنفلت ويقدم على استخدام سلاحه ليقتل بشر ؟؟
الدافع الذي جعلني اطرح هذا الموضوع للمناقشة ..هي ظاهرة نشوب النزاعات العشائرية والتي تؤدي الى صدام مسلح وقد يؤدي الى وقوع قتلى وجرحى ...ونرى الكثيرين من ابناء العشائر يشاركون بالصراع المسلح ..لا لشيء سوى فزعة وحمية ونخوة لأبناء عشيرته ؟؟ ومن لا ينتخي وتصعد عنده الغيرة والحمية والنخوة يعتبر عار على العشيرة
ويعرف العراقيون وممن يتابعون الاخبار المحلية ..ففي كثير من الاحيان تتسرب الى الاعلام اخبار النزاعات العشائرية بالرغم من محاولة الحكومة طمطتها لأنها تسيء الى سمعتها. فبين يوم واخر نسمع خبر نزاع عشائري حدث في مدينة الصدر او البصرة او العمارة بين العشيرة الفلانية والعشيرة الفلانية وسقط على اثره قتيلين وسبعة جرحى او اكثر او اقل ...
وهذه الظاهرة لها اسبابها ويجب التصدي لها بفرض سلطة القانون والعدل على الجميع وكي لا يضطر المظلوم ان يأخذ حقه بيده وبالتالي يجر عشيرته الى موقف لا تحسد عليه ...وهنا تبدأ عملية الثأر والثأر المقابل .. هذه الظاهرة كانت موجودة قبل الحكم الوطني واختفت او قلت خلال القرن الماضي ..و انتعشت من جديد بعد عام 2003
أي باختصار نجد نزاع شخصي وفردي يتحول الى نزاع جمعي ..وهذا ما ينطبق على النزاعات العشائرية ..والحقيقة المرة والتي يجب ان نعترف بها ..ان السبب هو ضعف السلطة الحكومية وغياب سلطة القانون ... ودائما تجد هناك معتدي ومعتدى عليه ..ولاسيما عندما يتجاوز المعتدي حدوده ..فليس امام المعتدي عليه الا الدفاع عن نفسه وحماية حقوقه ..وبعد ان يقع الضرر والمحظور .. والفأس بالراس كما يقال .. فهل يمكن ان نلوم هذا الانسان للجوئه لأخذ حقه بيده ؟؟؟ بالتأكيد لا ..لانه مضطر وليس مخير ..حسب العرف العشائري العراقي ..
انا شخصيا تربيت في بيئة علمتني على عدم الركوع للظالم والمعتدي مهما كانت النتيجة ولو انني لم اضطر يوما ما سابقا لأخذ حقي بيدي والسبب بسيط وهو ان الدولة كانت قوية ومتى احتاج للحماية الجا اليها والى القانون والدولة وهي التي تنصفني وتحميني اما اليوم فلا مفر من اللجوء لنفسي أوللعشيرة أو للمرتزقة لحمايتي والدفاع عن حقوقي ما دامت الدولة عاجزة عن حمايتي ... وفي هذه الحالة انا مضطر وليس مخير ..
وهذا الكلام لا ينطبق علي شخصيا بالذات وانما ما دفع بكل العراقيون اليوم للاحتماء بالعشيرة او بالمرتزقة او بالمنظمات المسلحة..فلا يوجد انسان بدون عشيرة ..ولهذا تعاظمت سلطة العشائر ..وهذا حق فرضته الحكومة وليست العشيرة ولا تلام العشيرة عليه ...فحق الدفاع عن النفس مكفول وحق مشروع ..شرعا وقانونا ..
ولا اعتقد ان اهلنا حفظونا عبارات واعتقد انها كانت غلط واصبحت صحيحة في مجتمع الفلتان الحالي ( الموت واجب على الرجل دفاعا عن دينه وماله وعرضه ) وهذه العقلية نابعة او متوارثة من المتوارث البدوي للشعب العراقي ... ومن الاقوال المبررة لمثل السلوك في المجتمع العراقي ...القول الشعبي الذي يقول ( شنو اللي يجبرك على جرع المر غير الامر منه ) ... و( الحائط النصيص يا هو اللي يجي يصعده ) و (ان لم تكن ذئبا اكلتك الكلاب ) وكم سمعنا ...احدهم يقول للأخر ( لا توازيني على الغلط ) ...اي لا تجبرني على عمل لا ارضاه لنفسي ..فان كان الخصم عاقلا وواعيا ومنصفا ؟؟ فهو يستجيب لرجاء خصمه .. ويا دار ما دخلك شر .. ويحل النزاع بالمعروف ...
ولكن ماذا لو اصر المعتدي على تجاوزاته وتحديه ...فهل يقول له المعتدي عليه ( انتظرني اروح اصيح لك امي ) فان كان ( اخو اخيته كما يقول العراقيون ) فبالتأكيد سيتصدى له ويرد الصاع صاعين و سيخرج الموقف عن العقلانية ... هذه طبيعة العراقيين ومن لا يعرفها فليعرفها ..والبعض يطلق عليه (دمه حار وراسه حار ) ...وهذا الاستفزاز ما يسمى باللهجة البغدادية ( الوزة ) .. أي الاستفزاز ..
وعندها يقع ما لا تحمد عقباه لان من طبيعية العراقي كما يطلق عليها ( العصبية ) أي سريع الغضب وفقدان السيطرة على النفس والهيجان ..كهيجان الثور في مصارعة الثيران الاسبانية ..لا يلوي على شيء ولا يلتفت الى وراءه وليكن ما تكون العواقب ...ونتيجة الاعتماد على النفس بالدفاع عن الحق نجد ان احدهم دخل القبر والاخر دخل السجن ...والخاسر الوحيد هو المجتمع وقد تلجأ العشيرة لحماية نفسها وابنها ...والتخفيف من النتائج المحتملة ...بشكل او اخر .. وهنا اسال نفسي هل من بين جينات الثور الاسباني جين عراقي ؟؟؟
ولتوضيح هذه الظاهرة الاجتماعية المعقدة نسبيا والمؤذية للمواطن ولعشيرته وللمجتمع ...نجد انها بسبب ما يلي
1- ضعف النظام السياسي العام في البلد وكما يعلم الجميع انه مبني على المحاصصة الطائفية
2- الهيمنة الاجنبية على القرار الداخلي واستلام السلطة من قبل قيادات واحزاب لا تهتم الا بمصالحها الذاتية
3- غياب سلطة القانون ...
4- انتشار ظاهرة الفساد في كل نواحي الحياة ...
5- تبني الاحزاب الحاكمة لفلسفة الاعتماد على مليشيات مسلحة تحميها ...
6- اتباع سياسة شراء الولاء وعلى الكم لا على النوع ..
7- الانفجار السكاني الغير مسيطر عليه ..
8- البطالة وما يترتب عليها من ماسي اجتماعية ..
9- انتشار ظاهرة الجريمة المنظمة ...
10- التخندق الطائفي بين شرائح واسعة من الشعب ...
11- انتشار السلاح بين ايدي المواطنين خارج سيطرة الدولة ...
12- الارهاب الداعشي والماعشي واخواته واخوانه والذي لم يترك جريمة بشعة الا وارتكبوها فقست القلوب وفسدت النفوس وجراءتها على التمادي في التجاوز على حريات واموال واملاك الاخرين ..فتحول الانسان الجبان الرعديد الى اشجع الشجعان وفارس بني زربان ..
13- قد تكون لجغرافية العراق الصحراوية الحارة والجافة تأثير على سلوكية واعصاب العراقيين ولاسيما في غياب الكهرباء
من هنا اجد ان المسؤولية الادبية والانسانية وحماية الفرد والمجتمع كلها تقع على عاتق الدولة وعليها معالجة كل السلبيات المذكورة اعلاه بالطرق العلمية والحضارية وليست بشن الحملات العسكرية التاديبية ضد العشائر كما يحدث الان فتزيد الطين بلة ...اي عالج الاسباب والدوافع وليس معالجة النتائج واهمها سلطة القانون الرادع ومعالجة السلبيات اعلاه ولكي تردع المتجاوز وبنفس الوقت تحمي المواطن من اللجوء الى العشائر لتحميه والاهم من كل هذا توفير الامن الاجتماعي والامان النفسي من خلال توفير الاجواء المناسبة للعشائر لكي تلعب دورها الانساني بعيدا عن النزاعات والاحتراب العشائري ...وهذا ما يحقق للشعب العراقي وطن حر وسعيد ..
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا



#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سائق التاكسي والحجية العجوز
- اليوم المشؤوم
- قصة أشأم وأتعس يوم في حياتي ( الجزء الاول)
- لعنة الطائفية في ذاكرتي
- من الآرحم انت ام ربك ؟؟
- يا محلى طيبة العراقيين
- خواطر شيخ مريض
- ذكرياتي عن احتفالات عيد العمال في بغداد
- البطر افة اجتماعية
- لا صايرة ولا دايرة يا حرامية العراق
- امانة ايام زمان وخيانة هذه الايام
- بيوتات المربعة القديمة كما اتذكرها
- عيني عينك اسرقك
- ترامب والامل في هزيمة الارهاب
- ترامب والامل في هزيمة الارهاب
- السلاح الأفضل في ردع الطامعين بالعراق؟؟
- جعجعة تركية ..صمت امريكي .. تفرج إيراني ...ترقب كردي ..انتصا ...
- الدهاء السياسي سلاح ضروري للضعفاء
- أمريكا مخادعة ومصلحية فاحذروا الاعيبها
- اللا شرعية اصبحت بالقوة والعنجهية شرعية


المزيد.....




- مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-. ...
- إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
- صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق ...
- الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف ...
- سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
- ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي ...
- مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا ...
- أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
- كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نوري جاسم المياحي - فقدان الاعصاب من طبع العراقيين