مغالطة منطقية حول عملية لندن الإرهابية

عمار عرب

الحوار المتمدن-العدد: 5557 - 2017 / 6 / 20 - 02:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني

يتذرع بعض الجهلة عبر مغالطة منطقية بعملية اليوم الإرهابية التي قام بها متطرف إنكليزي مختل نفسيا ليبرروا لدينهم الموازي ما فيه من مصائب شيطانية إنقلب بها أصحابها الذين أصبحوا اليوم أصناما لهم على دين الإسلام الرحماني الذي نزل على محمد بن عبد الله و ليبرروا هجومهم الظلامي على التنويريين و لهؤلاء نقول :
أولا - هذه العملية عملية فردية لم يحصل مثيلها منذ زمن طويل وهذا متوقع حصوله و ليس مجموعة هجمات منسقة متواترة شبه يومية في كل العالم مما يشكل ظاهرة فريدة جعلت العالم كله يحاربها ويلعن دينها وتراثها وهذا لا يعني أن صاحبها ليس إرهابيا بل هو إرهابي ومجرم وسفاح ومختل عقليا .
ثانيا - لو فرضنا أن صاحبها يتبع دينا معينا موازيا لدين الله يبيح قتل المخالف فهذا لا يعني أن على المثقفين في مجتمعه أن لا يفككوا هذا الفكر الإجرامي وأدبياته التي لا تتساوى ورحمة السماء وأنا أزعم أن المجتمعات في العالم الحر قد بلغت منحى متقدما من ذلك بعد أن ثاروا على العقلية الإجرامية التي تنتمي للقرون الوسطى وليس للقرن الواحد والعشرين ونظفوا أديانهم من كل ماهو غير إنساني و لذلك لا تجد مؤازرة مجتمعية لهؤلاء ولكن غضبا و رفضا عاما بينما نذكر جميعا حجم التأييد الهمجي لهجمات سبتمبر التي أودت بالمدنيين في أميركا في مجتمعاتنا المريضة بالفيروس التراثي والذي كاد يكون عاما إلا ما رحم ربي .
ثالثا - تكاد لا تجد كاهنا واحدا في هذه المجتمعات يدعو للجهاد ضد المسلمين فالمفهوم كله لم يعد موجودا بينما كهنتنا الذين يدعون ليل نهار للجهاد يملؤون الفضائيات وعلى رؤوس الأشهاد والمعتدل منهم يربطه بعودة الدولة الإسلاموية الخلافوية ليبدأ ضد كل العالم المخالف.
رابعا - لو سألتم المختل الذي قام بالعملية لماذا قام بها فستجدونه مريضا نفسيا او يتبع فكرا مريضا منبوذا كارها للمسلمين ولن يقول لكم أن القديس جورج بن صمويل رضي الله عنه قال عن المسيح في التراث أن دم المسلمين ونسائهم وأموالهم حلال وجهادهم شرعي يستوجب الجنة والحور العين .
خامسا - لن تجد في الفاتيكان او غيرها من يدعو على المسلمين في الصلاة ولكن ستجد في الحرم المكي من يدعو على اليهود والنصارى ليل نهار طالبا منه تدميرهم و زلزلتهم وحرقهم وورائه مئات الآلاف يقولون آمييييين وعلى رؤوس الأشهاد بل وتنقله الفضائيات للعالم دون خجل .
فلا تغالطونا واحترموا عقول البشر التي ملت سفاهاتكم واحترموا أنفسكم قبل كل شيء ورحم الله ضحايا لندن .

د. عمارعرب

#عمار_عرب (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات