أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سلطان الرفاعي - ثلاثة حروب ب 130 ليرة يا بلاش














المزيد.....

ثلاثة حروب ب 130 ليرة يا بلاش


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1450 - 2006 / 2 / 3 - 10:52
المحور: حقوق الانسان
    


محدثي مُدرس في جامعة دمشق. والده مقاتل متقاعد في الجيش العربي السوري. خاض ثلاثة حروب- 48-67-73- تم استدعاءه إلى الاحتياط 11 مرة. أمضى 14 سنة من عمره في الجبهة، ضمن كتيبة مسعدة، راتبه ألتقاعدي 550 ليرة سورية، مقدار ما حصل عليه من الزيادة الأخيرة 130 ليرة سورية، وأصبح إجمالي راتبه 1300 ليرة سورية فقط لا غير.
وما دمنا نتحدث بالأرقام، فان رقم دفتر خدمته العسكرية هي -1- نعم واحد. قرعة عام 1929- شعبة التجنيد صلخد - اختصاص إشارة، في عام 1967 تم الاتصال به بعد بلاغ 60 ما غيره، في الجبهة الساعة الخامسة مساء، وقيل له لما لم تتحرك كتيبتكم ونحن عممنا البلاغ في الثانية ظهرا. وأجاب بأنه حتى ساعته لم ير ولا جندي عدو؟؟؟
يقول محدثي إن والده، من اجل إعالتهم، وإفساح المجال لهم للدراسة، فكر في مشروع صغير، ولم يجد سوى بقرة، اشتراها، وقدمت لهم هي أي البقرة وأبنائها أي أبناء البقرة، ما لم تقدمه لهم الدولة أي الحكومة وأبنائها أي وزارة المالية وتوابعها. فالبقرة كانت ارحم عليهم واحن من الحكومة التي أضافت للوالد المقاتل مبلغ 130 ليرة سورية، أي تقريبا دولارين، عدد 2 دولار بالا رمني.
ومن اجل المصداقية أكثر وأكثر، اسم المقاتل زيد سليم أبو ترابة، والذي أصبح معاشه الكلي كما ذكرت، 1300 ليرة سورية، مع العلم أن السيد وزير المالية يقول انه ليس هناك راتب اقل من أربعة ألاف ليرة. من نصدق؟
السيد زيد، وخلال خدمته في الجيش العربي السوري، استطاع إلقاء القبض على جاسوس إسرائيلي وحصل مقابل ذلك على بطاقة ثناء من حسني الزعيم.وهو مستعد ل إجراء مقابلة في كل الصحف الوطنية للتحدث عن المشاريع التي سيقوم بها بمبلغ ال130 ليرة سورية التي حصل عليها، إضافة إلى الرحلات التي ينوي القيام بها، ناهيك عن شراء الجنسيات الأجنبية بهذا المبلغ الذي حصل عليه، بعد خوضه ثلاثة حروب مع العدو النذل واقصد طبعا إسرائيل.

مقاتل آخر في الجيش العربي السوري، المعاش ألتقاعدي التي تقبضه زوجته هو 2275 ليرة سورية، حصلت نتيجة الزيادة المهولة الأخيرة على مبلغ 250 ليرة سورية يعني أكثر من 5 دولارات. هذا المقاتل في خلال خدمته العسكرية، استطاع أن يأسر دبابة إسرائيلية وقائدها، وكان يتحدث دائما عما شاهده داخل الدبابة، من علب طون إلى سكر وسردين إلى ملابس. تم تقليده وسام الشجاعة، باع ابنه الوسام بمبلغ 5 ليرات سورية بسبب الضائقة المادية، أي 5 سنتات.
وطبعا الزوجة التي قبضت تلك الزيادة، تعتزم أيضا افتتاح محل للشوكولا الفاخرة في قريتها النائية وما حدا أحسن من حدا.

في كل منا حاجة إلى أن يسمع رسالتين تترددان في أعماق نفسه وأن يسجلهم في وجدانه وتاريخه:

أولا انه إنسان مسئول لا نكرة مهمل وانه ثانيا يتمتع بتقدير الآخرين وثقتهم. فرسالة الثقة قد تكون كالآتي: انك شخص فريد، تتحلى بوطنية حقيقية، وشخصية مميزة. أما رسالة المسؤولية فقد تترجم شعورا بأنك شخص وطني تتحمل مسؤولية الدفاع عن وطنك وعرضك وبيتك. لقد قيل في هاتين الرسالتين انهما ((الجذور والأجنحة)). على الوطن أن يهب الشعب جذورا وأجنحة. فجذور المواطن تكمن في الشعور بالقيمة الشخصية، وفي الثقة بالنفس وفي الأيمان بأنه شخص محترم ومميز وفريد، هذا هي الوطنية الحقيقية، التي لا شروط لها. أما الأجنحة فهي فهي الاحساس في اعماق النفس بامتلاك القدرة على الطيران والتحليق في اجواء الوطن .والتغريد في كل مكان، وكيفما كان. بعيدا عن الأقفاص الحديدية، والدواليب الألمانية، والكرابيج العربية، والخوازيق التركية.
أن يحس المواطن بجذوره فذلك يعني أنه راسخ في كيانه ويعرف ما يريد من الوطن، وأن يشعر بأن له أجنحة فذلك يعني أنه على أهبة الاستعداد ليحقق ما يدعوه الوطن إلى القيام به.

المقاتل الذي قبض مبلغ الزيادة والبالغ 130 ليرة سورية، كم سيفتخر بوطنه!!وكم سيشعر بقيمته الشخصية!! وكم سيقارن نفسه بالصفصاف الذي تنمو جذوره على سطح الماء، وبالتالي كما تقول الأغنية عليه ألا يستحي، وكذلك المقاتل الذي خاض ثلاثة حروب، عليه ألا يستحي من هذا المبلغ الطائل، فهذه ليست قيمته؟؟؟؟ وعليه أن يبقي هذه العطية سرا عن أحفاده، حتى لا تزداد مأساته، ويُصبح مسخرة في نظرهم. فجدهم ؟البطل الذي تغنى كثيرا بخدمته العسكرية لوطنه.
والذي كان يجمع أحفاده في ليالي الشتاء حول المدفأة ، والبقرة الأم الحنون الحقيقية تصدح بألحان الوفاء وعرفان الجميل لمن يقتنيها. كان يقول: جعنا يا جدي على الجبهة، وبردنا، وعطشنا، ويوم قبضت على الجاسوس الإسرائيلي أحسست بأن الأرض تزغرد من الفرح، وأن السماء ازدادت نقاء وصفاء، كنا نقاتل يا جدي دفاعا عنكم وعن أباءكم وعن أرضنا التي لا املك فيها شبر، وعن البقرة التي أطعمتكم وأطعمت آباءكم. لقد قاتلنا يا جدي، في الحر والبرد، في الليل والنهار، بطعام وبدون طعام. وكل ليلة قصة جديدة، وكل ليلة اسم لرفيق جديد.
لقد قاتل في ثلاثة حروب، وحصل على 130 ليرة سورية بمعدل 40 ليرة سورية عن كل حرب.

، ان المحبة والدفاع عن وطن تطمر فيه الحكومة رأسها في الرمال كما تفعل النعامة، حتى لا ترى مآسي هذا الشعب هو مهزلة كبيرة، لا بد من أن تنعكس نتائجها على الممثلين والمخرج والجمهور،



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احجبوا هذا الموقع !!!
- ليست أمريكا سبب فسادنا وتخلفنا----
- لا تقرأوا هذا المقال!!!!!!
- ابن لادن يتعظ--وابن الترك لا يتعظ
- !!!!!!!!!!!!شخصيا سأنتخب الرئيس الشاب
- آما آن لهذا المجلس أن يترجل؟؟؟
- أضحى لن تنساه يا نبيل فياض
- السيد وليد جنبلاط ، السيد سعد الحريري، كل عام وانتم بخير
- تحرير سوريا من الاستبداد الذي ترزح تحته
- جماعة الأمن السياسي أم جماعة مجلس الشعب؟؟؟؟؟؟؟؟
- خدام بلا السيد-المسرح السوري-الكوميديا السوداء
- اعلان التجمع الليبرالي العلماني الديمقراطي -السلمية 1-1-2006
- من باسل الأسد الى جبران التويني مع حفظ الألقاب
- البراغماتية---القضية الكردية، المعارضة السورية
- لوطن علماني ليبرالي ديمقراطي--اجمل
- خيمة الوطن---وبقرة الوطن
- المنهج---1
- من القلب الى الحوار المتمدن
- الائتلاف السوري من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان
- دمعة على خد الوطن------


المزيد.....




- في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع ...
- سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون ...
- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سلطان الرفاعي - ثلاثة حروب ب 130 ليرة يا بلاش